آراء متباينة بشأن تعديل «التربية» للزي المدرسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تباينت آراء التربويين وأولياء الأمور حيال إعلان وزارة التربية والتعليم عن تعديلها الزي المدرسي المعتمد لطلاب الحلقة الثالثة بنين، والذي بات إلزامياً ليتكون من (تي شيرت) أبيض يحمل شعار المدرسة الإماراتية على الصدر.

وبنطلون كحلي اللون مخطط بالأزرق، ففي وقت ذهب فيه البعض إلى إيجابية تجربة الوزارة في هذا الشأن متوقعاً لها النجاح، وأن الزي المدرسي الموحد للطلبة في المدارس الحكومية يعزز من قيم المساواة والعدالة، رأى آخرون ضرورة الحفاظ على ارتداء الزي الوطني «الكندورة» إلى الصف الثاني عشر، مشيرين إلى ضرورة تهيئة المجتمع قبل البدء باتخاذ وتنفيذ أي قرار له تماس مع مفاصل المجتمع الإماراتي.

وكانت الوزارة قد أكدت أن اعتماد الزيّ لطلبة المدرسة الإماراتية يتماشى مع أهداف وزارة التربية والتعليم لتوفير تعليم متكافئ، وبيئة تعليمية آمنة وداعمة ومحفزة على التعلم وفق فلسفة تربوية حديثة تعتمد على أفضل الممارسات التربوية والمناهج وعلى التطوير المستمر لكافة محاور المنظومة التعليمية بالمدرسة الإماراتية لخلق جيل متمكن من مهارات العصر ومتطلبات المستقبل.

حق التساؤل

وقال الكاتب والباحث الإماراتي محمد حمدان بن جرش، إن الحفاظ على الزي المدرسي الوطني «الكندورة» أمر إيجابي يفضل الحفاظ عليه، وأنه من حق المجتمع الإماراتي وأولياء الأمور التساؤل والاستفسار عن أسباب اتخاذ وزارة التربية والتعليم مثل هكذا قرار.

لافتاً إلى أنه مع اتضاح الرؤية في الهدف من وراء ذلك سيتم تفهم الأمر واستيعابه من كافة أطياف المجتمع وعناصر العملية التعليمية وفي مقدمتها أولياء الأمور. وشدد على أنه من الضروري عند اتخاذ قرارات لها تماس مع مفاصل المجتمع الإماراتي أن يتم التهيئة لها قبل البدء باتخاذ وتنفيذ أي قرار.

وذلك أمر طبيعي في كافة المجتمعات، خاصة أن كل شخص معني يرى الموضوع من زاويته الخاصة التي يدافع عنها، فيما يحسم ذلك رؤية وتوجه الدولة في أي قطاع تسعى لتطويره، مبيناً أنه فيما يخص التأثير على الهوية الوطنية الإماراتية.

فإن ذلك أمر غير وارد، خاصة أن ثقافتنا تتأثر بمحيطها وتواصلها مع الآخر في هذا العالم المتعولم، وأننا نستوعب ونهضم ثقافات الجميع ولا يوجد ما قد يؤثر سلباً علينا في هذا الشأن. وذكر أن هناك من يرى التمسك بثوابتنا وأخر يرى أنه لا خوف من الانفتاح على الجميع، ولكل منهما وجاهته في الرأي، ولذلك فإن التربية معنية بشرح وتفصيل أهداف اتخاذها لمثل هكذا قرار وتقديم ما يؤكد أفضلية قرارها، مع مراعاة آراء المستفيدين من قرار تغيير الزي المدرسي.

قيم المساواة

أوضحت شيخة المطوع، أخصائية اجتماعية، أهمية أن يعزز الزي المدرسي الموحد للطلبة في المدارس الحكومية من قــيم المساواة والعدالة والفضيلة والسلوكيات الإيجابية في نفوس الطلبة، فضلاً عن أهمية توفير زي موحد يمتاز بالحشمة للطالبات، يعكس أصالة المجتمع وعراقته والتمسك بعاداته وتقاليده.

وأكدت أنه من الضروري عند اعتماد أي تصاميم جديدة للزي المدرسي أن يكون متسقاً مع متطلبات المرحلة العمرية للطالب وميوله ويراعي رغبات أولياء الأمور، ولذلك فإنه من الأهمية بمكان أن يتم استطلاع المعنيين من أي تغيير لمواصفات الزي، لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة وتعزيز سعادة المجتمع الإماراتي، خاصة أن ذلك من الأهمية بمكان في ذلك.

ولفتت إلى أن الطالبات وأولياء أمورهن معنيون كثيراً باستطلاع رأيهم في هذا الشأن، خاصة أن المجتمع الإماراتي له من القيم والعادات التي تجعله يدقق في مثل هكذا أمور، وإبداء الرأي فيها ومشاركة صناع القرار وصولاً للأفضل، والذي يناسب أهداف العملية التعليمية، لافتة إلى أهمية تعزيز التواصل الجيد مع وزارة التربية والتعليم.

وقال حسين عيسى الدرمكي، ولي أمر، إن الزي المدرسي بمختلف أشكاله لا يمكنه أن يكون سبباً في تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلبة من عدمها، وأن تعزيز ذلك، هو أمر معني بترسيخه في عقول وتصرفات وتعليم ومبادئ أبنائنا الطلبة.

ولذلك فإن برأيه، أنه يجب أن لا نقف كثيراً عند هذا الأمر وربطه فقط بالولاء والانتماء للوطن الذي يتم من خلال أمور حياتية كثيرة جداً ويتم اكتسابه بطرق متعددة. وأضاف أن وزارة التربية والتعليم عندما ارتأت تغيير الزي المدرسي للطلبة، فبالتأكيد أنها اتخذت مثل هكذا قرار بعد أن استفاضت في حيثياته وتوابعه وتفاصيله وتأثيراته.

وأن لديها من الاستشاريين المتخصصين الذين يقدرون على اختيار الأنسب والأفضل للعملية التعليمية ولطلبتنا وأولياء الأمور، ومن قبل ذلك كله مراعاة البعد الاجتماعي الإماراتي بكافة تفاصيله القيمية والأخلاقية، خاصة أن اختيار الزي المدرسي يجب أن يراعي المرونة التي يجب الالتزام بها في اليوم الدراسي بمختلف أنشطته.

وذكر أن الزي الوطني له مكانه الذي يجب الالتزام فيها بارتدائه مثل المناسبات الرسمية والمجتمعية وكافة أمور حياتنا الأخرى، والتي من خلالها نعطي صورة ناصعة عن الإمارات وعاداتها وتقاليدها وغيرها من مكتسباتنا التي لطالما حافظنا عليها، وهنا يصح أن نقف عند أهمية ارتداء الزي الوطني في مثل هكذا مناسبات.

لافتاً إلى أنه عندما كان طالباً في السبعينيات كان يرتدي قميصاً وبنطالاً، وأنه لم يكن ليشعر لحظة بأن ذلك قد يكون سبباً في التأثير في هويته الوطنية، مؤكداً على إيجابية تجربة الوزارة في هذا الشأن متوقعاً لها النجاح، وأن حب الوطن أقوال وأفعال وليس ظاهرياً فقط.

Email