أكد المشاركون في فعاليات ملتقى القراءة الثالث عن بُعد، المنظم من قبل وزارة التربية والتعليم، أن القراءة نهج تعليمي مدى الحياة يمنح الإنسان المساحة الكافية للتخطيط واستشراف للمستقبل، وتمثل رياضة نفسية تمكنه من توفير الدعم النفسي الذاتي، لافتين إلى أن الكتاب الورقي المطبوع سيحافظ على مكانته حتى وإن زادت نسبة الإقبال على الكتب الرقمية خلال أزمة «كورونا»، وخصوصاً أن الحديث عن تلاشيه واندثاره كان منذ عام 1970، ولا يزال حتى الآن يحتفظ الكتاب بهيبته ومكانته.
وشارك في الملتقى الذي استمر على مدار يومي أمس وأول من أمس، نخبة من المدربين وأعضاء هيئة التدريس المحليين والدوليين، حيث قدمت أوراق عمل وجرت حلقات نقاشية وأوراق بحثية في جلسات متخصصة في القراءة وموضوعاتها.
وبدأت فعاليات الملتقى من خلال حلقة نقاشية تستهدف أولياء الأمور والمعلمين، تحت عنوان «القراءة للمستقبل والاستعداد للخمسين»، تحدث فيها كل من الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية والدكتورة نجوى الحوسني عميد كلية التربية في جامعة الإمارات، والكاتب عوض بن حاسوم، والدكتور سعيد الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي.
وتناول الدكتور منصور العور محور القراءة وهندسة خارطة التعلم للإنسان وتطرق إلى موضوع القراءة كنهج للتعلم مدى الحياة، وشدد على أهمية غرس حب القراءة في طلبتنا تأكيداً على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن القراءة بداية الطريق لمستقبل أفضل قائم على العلم والمعرفة، والأمم التي تقرأ تمتلك زمام التقدم.
وأوضح الكاتب عوض بن حاسوم أهمية القراءة لتعزيز القيم والفكر المستنير وقام بعرض تجربته في صناعة المحتوى الرقمي، مفيدة بأن الكتاب الورقي المطبوع سيحافظ على مكانته حتى وإن زادت نسبة الإقبال على الكتب الرقمية خلال أزمة «كورونا»، وعزا السبب إلى المتعة والعلاقة الأزلية والروحية التي نشأت بين القارئ وبين الكتاب الورقي.
استشراف
وتحدث الدكتور سعيد الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي عن القراءة واستشراف المستقبل وتطبيقات القراءة الذكية، مؤكداً ضرورة تعاون أولياء الأمور والمدرسة عبر إطلاق أنشطة ومبادرات قرائية تواكب فكراً تنموياً مستداماً مع الرؤية الاستراتيجية الوطنية للقراءة بأن تكون «القراءة أسلوب حياة في المجتمع الإماراتي بحلول 2026 وتوافق الهدف الاستراتيجي الخاص بتعزيز دور الأسرة والمجتمع في تغيير سلوكيات القراءة لدى الأفراد .
وتحدثت إيزابيل أبو الهول المدير التنفيذي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، خلال ورشة القراءة للمتعة عن الأدلة التي تشير إلى أن معرفة الشخص للقراءة والكتابة مرتبطة بسعادته ونجاحه، وتؤثر القصص مباشرة بالتطور العاطفي للأطفال في المرحلة الابتدائية، وتتضمن المنافع الأخرى الناتجة عن القراءة بهدف المتعة في فهم النص والموقف الإيجابي تجاه القراءة.
صعوبات
وقدم الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج صعوبات تعلم اللغة العربية، أسباب الضعف اللغوي لدى طلبة التعليم العام بسبب الميدان التعليمي، موضحاً أن المربّين أجمعوا على أن المناهج الدراسية تعد الأساس الذي يرتكز عليه بناء التربية والتعليم، فإن كان هذا الأساس قوياً ومتيناً صلح البناء واستقام حال الأمة، وإن كان هذا الأساس واهياً انهار البناء واضطرب حال المجتمع أمام الأحداث.
