جامعات وكليات دبي تبتكر حلولاً لتحديات «التعليم عن بعد» التطبيقية

مدينة دبي الأكاديمية.. كفاءات وبنية تحتية تواكب تحديات المستقبل | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت تطبيقات منظومة التعلم عن بعد التي تبنتها الجامعات والكليات في دبي استعداداً لافتاً لدى هذه الهيئات في الانتقال إلى هذا النوع من التعلم بكل سلاسة ويسر دون أن يتعرض الطلبة لأي خلل في التحصيل العلمي، ومع ذلك واجهت الجامعات والكليات التطبيقية مجموعة من التحديات التي استطاعت تذليلها بجدارة، مستعينة بكوادر تدريسية مؤهلة وتقنيات فائقة وبنية تحتية مجهزة للمستقبل.

«البيان» استطلعت آراء عدد من القائمين على الجامعات والكليات ذات البرامج التطبيقية والعملية والتخصصات الفنية في مدينة دبي الأكاديمية، ووقفت على 4 تحديات تواجه منظومة التعليم عن بعد، وتتمثل هذه التحديات في: توظيف التقنية لاستحداث برامج لمحاكاة المختبرات العلمية والورش التدريبية بالكليات، ومتابعة مشاريع التخرج، وغياب النشاطات التربوية، واتساع الفجوة بين الطالب والمعلم.

وفي هذا الإطار يقول الدكتور عبد الله الشامسي، مدير الجامعة البريطانية في دبي، إن الجامعة في إطار المحافظة على صحة وسلامة الطلبة والأساتذة والإداريين، التزمت بكافة الإجراءات التي حددتها الجهات المعنية في الدولة، ومن هذه الإجراءات اعتماد الدراسة عن بعد باستخدام الوسائط الإلكترونية، ونظراً لقيام الجامعة سابقاً بتطبيق هذه التقنية جزئياً، فإننا مهيأون وجاهزون لتطبيقها بشكل كلي، وعلاوة على ذلك فقد تعاقدت الجامعة مع إحدى الجهات المتخصصة في المجال التعليمي بواسطة الوسائط الإلكترونية ونحن حالياً جاهزون لاستخدامها بمجرد انتهاء الإجازة.

وأضاف أنه فيما يتعلق ببرامج التدريب العملي فإن الجامعة تعقدها غالباً في فترة الصيف، مشيراً إلى أن الجامعة تتبع التعليمات التي ستتحدد لاحقاً من قبل وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية، وفي حال استمرار الوضع فيتم وضع ضوابط خاصة لمثل هذا لاحقاً.

أولوية

ومن ناحيته أكد الدكتور وجاهات حسين، الرئيس التنفيذي لمجموعة أميتي التعليمية الشرق الأوسط، أن مجموعة أميتي التعليمية لديها مدارس في كل من العاصمة أبوظبي وإمارتي دبي والشارقة، إلى جانب «مركز التعلم المبكر» وجامعة أميتي في دبي، مشيراً إلى أن سلامة الطلبة تعتبر أولوية قصوى، حيث نركز على ضمان عدم تأثر الدراسة سلباً بسبب عدم تمكن الطلاب من حضور المحاضرات في الحرم الجامعي.

وكشف أن الجامعة تعتزم بمجرد عودة الطلبة إلى مقاعد الصفوف التقليدية بالجامعة، إضافة الدروس التي عقدت خلال هذه الفترة إلى جدولهم اليومي لمساعدة الطلبة على استعادة الدروس التي فاتتهم عبر الإنترنت، إضافة إلى ضمان استفادة أكبر لطلبة الكليات التطبيقية مثل الهندسة والعلوم والإعلام والتصميم الراغبين في متابعة العمل في الاستوديو أو المعمل بالجامعة.

وفي معرض تعليقه أكد الدكتور إس. في. كوتا ريدي، الرئيس الأكاديمي لأكاديمية مانيبال للتعليم العالي بدبي، جاهزية الأكاديمية لتقديم حلول التعلم عن بعد لطلبتها، مشيراً إلى أن أعضاء هيئة التدريس مدربون على استخدام أحدث أدوات التعلم الإلكتروني، من أجل ضمان استمرارية المنظومة التعليمية، لافتاً إلى أن الجامعة شرعت في البدء في إلقاء الدروس والمحاضرات إلكترونياً من أول يوم في العطلة التي قررتها الوزارة، كما عقدت دورات تدريبية للطلبة، وعقدت اجتماعات منتظمة لاستعراض تقدم الفصول عبر الإنترنت، والتي شهدت استجابة لافتة من قبل الطلبة، تؤكدها نسبة الحضور المرتفعة وردود الفعل الإيجابية من قبلهم.

وأوضح أن أعضاء هيئة التدريس يستخدمون أدوات التعلم الإلكتروني للتدريب العملي للطلاب عن طريق وسائل العرض والمحاكاة، مشيراً إلى بعض التحديات التي تواجه استخدام النظام بالنسبة لطلبة الهندسة وعلوم الحياة، مؤكداً ثقته في أجهزة دولة الإمارات في التعامل مع هذا الطارئ الصحي، وعودة الدراسة الطبيعية يوم 5 أبريل القادم، مشيراً إلى أن الجامعة ستستحدث تقنيات جديدة لوضع حلول للتحديات المتمثلة في محاكاة المختبرات في حال استمر هذا الطارئ لفترة أخرى.

تعليم رقمي

ويقول البروفيسور عمار كاكا، رئيس جامعة هيريوت وات، فرع دبي، إن الجامعة مؤهلة بالكامل للتعامل مع التعليم الإلكتروني، وتضمن خططنا للطلاب مواصلة الدراسة من خارج الحرم الجامعي، إضافة إلى جاهزية أعضاء هيئة التدريس للتعليم عن بعد.

وأضاف: يعد نظام «فيجين» المفتاح الأساسي لهذا الدعم في التعليم عن بعد أي (بيئة التعليم الافتراضية)، إذ إن الجميع في جامعتنا العالمية من موظفين وطلاب، يستخدمون هذا النظام «فيجين» يومياً في التعليم والتدريب، حيث يتيح لنا تقديم محتوى فيديو مباشر ومسجل وفق الاختيارات، وبالتالي استطلاع الواجبات التي نود نقلها للطلاب وتشجيعهم على المناقشة والتواصل عبر الإنترنت، وتتبع مدى التقدم والإنجاز لوضع التقييمات لكل منهم.

أدوات بديلة

أما البروفيسور محمد سالم، رئيس جامعة ولونغونغ في دبي، فيقول إن الجامعة تتمتع بتجربة متميزة في استخدام التكنولوجيا في الأغراض التعليمية، لا سيما في الحالات الطارئة، مشيراً إلى أن الجامعة ستوفر الدعم الفني والتقني الضروريين لضمان استمرار العملية التعليمية لجميع الطلبة عن طريق استخدام أدوات التعلم البديلة عن بعد وسيتم تزويد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وبصورة مستمرة بجميع التفاصيل الضرورية حول التغييرات على تواريخ المحاضرات والدروس التعليمية والامتحانات على منصتها التعليمية «Moodle».

ويقول الدكتور آر. إن. ساها، مدير جامعة «بيتس بيلاني» التابعة لمعهد بيرلا الدولي للتكنولوجيا والعلوم في دبي، من الضروري اتخاذ قرار إيقاف التعليم في الحرم الجامعي لمنع تفشي فيروس كورونا الجديد وحماية لأبنائنا الطلبة، مشيراً إلى أن جامعة «بيتس بيلاني» تمتلك القدرة على التعامل مع هذا الأمر، حيث ستوفر شهادات جامعية تكنولوجية باستخدام التكنولوجيا المتطورة.

Email