سموه يتابع حصة تعليمية عن بعد في أول يوم دوام «افتراضي» لمدارس الدولة

محمد بن راشد:العلم يصنع الحياة ومن يـتوقف عن التعلم يتوقف عن الحياة

محمد بن راشد متابعاً إحدى الحصص التعليمية في أول يوم دوام «افتراضي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن «المدارس توقفت، لكن التعليم لن يتوقف.. ونحن الدولة الأكثر استعداداً للتعلم الذكي»، مؤكداً سموه أن العملية التعليمية في مدارس الدولة مستمرة، وبأقصى درجات الكفاءة، حتى في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها الدول، جراء تفشي فيروس «كورونا»، الذي تسبب في حرمان أكثر من نصف الطلبة في مختلف أنحاء العالم من التعليم.

جاء ذلك أثناء متابعة سموه إحدى الحصص التعليمية في أول يوم دوام «افتراضي» لطلبة مدارس الإمارات، استكمالاً للفصل الدراسي الثاني، وذلك مع بدء تطبيق منظومة التعلم عن بعد في مدارس الدولة الحكومية، وفي مدارس القطاع الخاص، وفي الجامعات.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «العلم مستمر.. عن بعد.. ومن أي مكان.. لأنه ضمانة لاستمرار التنمية في الأوطان».

ووجّه سموه دعوته لأبنائه الطلبة: «لا تتوقفوا عن العلم.. العلم هو الذي يصنع الحياة.. ومن يتوقف عن التعلم.. يتوقف عن الحياة»، مضيفاً سموه: «استثمرنا في التعليم الذكي خلال السنوات العشر السابقة.. واليوم نجني الثمار».

وأضاف سموه: «الإمارات لديها بنية تكنولوجية من بين الأكثر تقدماً في العالم.. ومنظومة التعلم الذكي لدينا هي الأفضل في المنطقة.. ولا سبب يجعلنا نتوقف أو نتراجع»، «ما نعيشه اليوم هو تحدٍّ جديد في رحلة التنمية.. وسوف نتجاوزه.. وسوف نكون أقوى، لأننا نؤمن جميعاً بأن لا مستحيل في قاموس الإمارات».

ووجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشكر للمعلمين والمعلمات، الذين يمارسون دورهم الحيوي، من خلال متابعة الطلبة عن بعد، وتذليل الصعاب، وضمان استمرار العملية التعليمية دون انقطاع، كما شكر سموه الكوادر الإدارية والتقنية كافة، التي تحشد كل جهودها وإمكاناتها في سبيل تقديم عملية تعليمية منهجية، تسير بسلاسة وفعالية.

وتابع سموه جانباً من حصة قدمتها المعلمة أمل ناصر زيد، مثنياً على تفاعل الطلبة معها.

وقال سموه في تدوينات عبر حسابه في «تويتر»: «حضرت اليوم (أمس)، أول يوم دراسي عن بعد في مدارس الدولة.. مليون ومئتي ألف طالب انتظموا في مدارسنا الحكومية ومدارس القطاع الخاص وجامعاتنا الوطنية.. المدارس توقفت.. والجامعات أغلقت... لكن التعليم لن يتوقف.. التعليم كالصحة، لن يتوقف في جميع الظروف».

وتابع سموه: «استثمرنا في التعلم الذكي خلال العشر سنوات السابقة الكثير.. واليوم نجني الثمرة.. لدينا أنظمة ذكية في مدارسنا.. وبنية تحتية متكاملة.. ولدينا منصة «مدرسة» أيضاً، التي تضم آلاف الدروس التعليمية العلمية الجاهزة لجميع المراحل... زرعنا جهوداً.. واليوم نحصد علماً ومعارف مستمرة».

كما دوّن سموه: «أحيي الأستاذة أمل زيد ناصر.. مع طلابها من مدرسة المجد النموذجية بالشارقة على استضافتي ضمن فصلهم... التجربة جديدة على الجميع.. وأولياء الأمور لهم دور كبير في دعم نجاح هذه المرحلة التعليمية.. لأن الخيار الآخر أن تضيع فصول دراسية كاملة على أجيالنا.. ولن يقبل أحد بذلك».

تطبيق

وكانت وزارة التربية والتعليم، قد بدأت أمس، تطبيق منظومة التعلم عن بعد، التي ستستمر مدة أسبوعين، بحيث تستهدف جميع طلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات، وذلك تطبيقاً للقرار السابق الخاص بتقديم عطلة الربيع، لتكون إجازة الطلبة أربعة أسابيع، يتم تخصيص الأسبوعين الأخيرين منها لعودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة «افتراضياً» من البيت، عبر التسجيل في منظومة التعلم عن بعد، ومتابعة الدروس مع المعلمين والمعلمات، ضمن جدول حصص محدد لكل حلقة من الحلقات الدراسية، وفي إطار آلية تدريس ومتابعة وتقييم منهجية تضمن سير العملية التعليمية والتربوية بكل سلاسة، وبما يترجم المستهدفات، ويحقق أفضل النتائج.

والتحق بمنظومة التعليم الافتراضي اليوم أكثر من 1.2 مليون طالب وطالبة من مختلف المدارس والجامعات في الدولة.. وقد حرصت وزارة التربية والتعليم، على توفير القاعدة التقنية واللوجستية، وآليات التنفيذ، وكل ما له علاقة بالخطوات اللازمة لتطبيق منظومة التعلم عن بعد، عبر التأكد من جاهزة المنظومة التعليمية، وتهيئة الميدان التربوي، وتدريب الكوادر التعليمية، وإعداد الطلبة وأولياء الأمور، وتوفير الآليات والتسهيلات، بما يكفل تقديم تجربة تعلم ذكية نوعية، تحقق الأهداف المرجوة منها.

ونفذت وزارة التربية والتعليم برنامجاً تدريبياً شاملاً خاصاً بآليات وتقنيات التعلم عن بعد، لأكثر من 25 ألف معلم وإداري في المدارس الحكومية، بالإضافة إلى أكثر من 9200 معلم ومدير مدرسة من المدارس الخاصة، تم خلاله التركيز على تعزيز قدرات السلك التعليمي على إدارة العملية التربوية «الذكية»، واعتماد أفضل الوسائل والممارسات في هذا المجال، لضمان الحفاظ على جودة التعليم، ومساعدة الطلبة في المراحل الدراسية كافة على جسر أي خلل أو تفاوت بين منظومة التعليم التقليدية والتعلم الذكي.

إلى ذلك، وجّهت الوزارة المدارس الخاصة في الدولة، سواء تلك التي تعتمد المنهاج الحكومي أو مناهج دولية معتمدة، بتطبيق منظومة التعلم عن بعد، والتأكد أن الخطط والآليات التي تحددها كل مدرسة، تتوافق مع سياسات وزارة التربية والتعليم، واستراتيجية التعلم عن بعد المعتمدة، حيث خصصت الوزارة لجاناً وفرق رقابة ومتابعة، لضمان الالتزام بمعايير عملية التعلم عن بعد، وفق الأطر المحددة.

ولضمان سير العملية التعليمية بسلاسة، جهزت وزارة التربية والتعليم، مركزي عمليات متطورين، يتضمنان أنظمة حديثة وشاشات، لمتابعة عملية التعلم من قبل قطاع العمليات المدرسية في مختلف أنحاء الدولة، وذلك للتأكد من تسخير كافة موارد تكنولوجيا المعلومات لخدمة العملية التربوية.. كما شكلت الوزارة فرق دعم فني وإشرافي، تعمل على مدار الساعة، في سبيل تذليل العقبات التي قد تواجه الطلبة أو المعلمين، خلال تعاملهم مع منظومة التعلم عن بعد، وتقديم الدعم اللازم، وتطوير الحلول التقنية الكفيلة بإنجاح التجربة.

وتتمتع دولة الإمارات، بواحدة من منظومات التعلم الذكي الأكثر تطوراً وتقدماً في المنطقة.. وإلى جانب المنظومة الحكومية المتطورة، من خلال بوابة التعلم الذكي الخاصة بوزارة التربية والتعليم، هناك العديد من المشاريع والمبادرات الحيوية للتعلم عن بعد، من بينها مشروع منصة «مدرسة» للتعليم العربي الإلكتروني، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي توفر أكثر من 5000 درس تعليمي بالفيديو، في مواد العلوم العامة والفيزياء والكيمياء والرياضيات، بالإضافة إلى منهاج متكامل للغة العربية، تغطي المراحل الدراسة من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.. وقد تم تصميم وتنفيذ الفيديوهات التعليمية، بالاستناد إلى أحدث المناهج المعتمدة عالمياً، والمنصة متاحة مجاناً لأكثر من خمسين مليون طالب عربي، بالإضافة إلى المعلمين والأهالي.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، قد أوصت مؤخراً بمنصة «مدرسة»، كمصدر موثوق للمحتوى التعليمي النوعي باللغة العربية، الذي يغطي مختلف المواد الدراسية، بما يواكب المناهج العربية والعالمية، ويلبي متطلبات منظومات التعلم عن بعد.

وأشارت اليونيسكو إلى أن منصة «مدرسة»، تتمتع بقاعدة مستخدمين قوية، تعزز تأثيرها وأثرها، وتساعد المدارس والمعلمين على تيسير تعلّم التلاميذ باللغة العربية عن بعد، في مختلف الظروف، ومن أي مكان.. واعتبرتها من المنصات ذات المحتوى المتميز والموثوق به، إلى جانب منصات وتطبيقات أخرى مفتوحة للتعلم عن بعد في المنطقة العربية.

ويأتي ذلك، نظراً لاتخاذ العديد من الدول إجراءات احترازية بالإغلاق المؤقت للمدارس والجامعات والمؤسسات، لاحتواء فيروس «كورونا» (كوفيد-19)، بما يضمن الحفاظ على سلامة البيئة التعليمية، مع اعتماد منظومات التعلم عن بعد، ضماناً لاستمرار العملية التعليمية دون خلل.

وبحسب تقرير حديث لليونيسكو، فإن أكثر من 850 مليون طفل وشاب في العالم، أي نحو نصف التلاميذ والطلبة، أصبحوا محرومين من التعليم، نتيجة لبقائهم في منازلهم بسبب فيروس «كورونا»، حيث طالت عمليات إغلاق المدارس والجامعات، أكثر من 100 بلد حول العام، مع توقعات بزيادة هذا العدد، وتسعى الدول لملء الفراغ، من خلال بدائل تقنية، كالدروس عبر الفيديو، وتطوير منظومات تعلم عن بعد، واختبار البرمجة التعليمية في الراديو التلفزيون أيضاً.

Email