البعثات الأكاديمية الخارجية نافـذة لتأهيل قيادات المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد تربويون وأكاديميون بأن البعثات الدراسية خارج الدولة تعد نافذة لتأهيل الأجيال الحالية لقيادة المستقبل، حيث تعمل الدراسة في الخارج على تنمية وتطوير المبتعثين وتجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المناسبة.

والاكتفاء الذاتي الذي سيحظى به المجتمع فيما بعد، ويعمل الابتعاث إلى الخارج على توسيع مدارك المبتعثين العقلية والشخصية.

حيث يحظى المبتعثون بالعلوم الوفيرة حسب مجالات تخصصاتهم، ما يزيد من مداركهم لقيمة الوطن والمجتمع ومدى أهمية أن نتسلح بالعلم من أجل الدفاع عنه وحمايته.

وبحسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم فإن الوزارة منحت بعثة للدراسة خارج الدولة لأكثر من 1200 طالب وطالبة خلال ثلاث سنوات، منهم 37% تم ابتعاثهم خلال عام 2019 ويدرس منهم 25% في الولايات المتحدة وكندا.

وفي أوروبا والمملكة المتحدة يدرس 60%، ويدرس 11% منهم في أستراليا ونيوزلندا، و4% يدرسون في شرق آسيا وروسيا.

ووفقاً للتخصصات الدراسية يدرس 47% الهندسة والتكنولوجيا، و8% يدرسون العلوم الطبيعية، و14% يدرسون الطب وعلوم الحياة، و5% يدرسون الفنون والعلوم الإنسانية، ويدرس 27% تخصص العلوم الإدارية والاجتماعية.

وأوضحت الوزارة أن هناك توجهاً من الطلبة المواطنين نحو التخصصات العلمية في البعثات الخارجية التي تقدمها الوزارة، إذ أصبح لديهم وعي كافٍ حول التخصصات المطلوبة في سوق العمل ونحو توجهات الدولة.

وأضافت الوزارة أن التوجهات الحالية للدولة نحو الابتكار وعلوم الفضاء والطاقة المتجددة والنظيفة، وتخصصات الهندسة والطب، إذ يعتبر سوق الإمارات سوقاً متحركاً ونشطاً.

لذلك يجب على هذه العقول أن تختار الوظائف المطروحة من خلال المشاريع التي تقبل عليها الدولة.

تسجيل

وأعلنت وزارة التربية والتعليم عبر مواقعها على منصات التواصل الاجتماعي عن إطلاق التسجيل والالتحاق في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والبعثات الخارجية، ودعت طلبة الثاني عشر للعام الدراسي 2019-2020 في المدارس الحكومية والخاصة والمدارس الفنية والتعليم المستمر.

إضافة إلى الطلبة المواطنين الدراسين في خارج الدولة والراغبين في الالتحاق بالمؤسسات الحكومية والبعثات الخارجية، دعتهم للتسجيل عبر حساب الوزارة واختيار خدمات التعليم العالي وملء بيانات طلب التسجيل، وتماشياً مع استراتيجية الدولة بدأت الوزارة في سياسة الابتعاث من خلال تحديث شروط ومعايير الابتعاث.

بحيث يتم الابتعاث إلى جامعات وتخصصات مصنفة عالمياً بحسب تصنيف QS العالمي، وقامت الوزارة بوضع مؤشرات استراتيجية تقيس نسبة الطلبة المبتعثين الملتحقين بالجامعات المتميزة، حيث التحق 24% من الطلبة المبتعثين في عام 2017 بأفضل 50 جامعة على مستوى العالم.

وارتفعت هذه النسبة في عام 2018 إلى 28%، ونسبة 40% في عام 2019، علماً بأنه تم التحاق بقية الطلبة المبتعثين في الأعوام الثلاثة بأفضل 200 جامعة على مستوى العالم.

وجاء ذلك بهدف تطوير القطاع التعليمي ليضاهي أرقى المعايير العالمية، وحددت الوزارة 5 تخصصات للابتعاث «الهندسة والتكنولوجيا، والطب وعلوم الحياة، والعلوم الطبيعية، والفنون والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية والإدارية والقانون».

استثمار

قال الدكتور محمد إبراهيم المعلا، وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي: «تهدف الوزارة من خلال منظومة الابتعاث للطلبة في جميع التخصصات إلى رفع جودة مخرجات العملية التعليمية.

والاستثمار في الطلبة الإماراتيين وضمان حصولهم على فرص للدراسة والتحصيل ضمن أفضل الجامعات العالمية.

وذلك لتحفيزهم على التميز والريادة في مجالاتهم واختصاصاتهم، وفتح الأبواب أمامهم للنهل من مصادر المعرفة، بالشكل الذي يجعلهم قادرين على التأقلم والاستفادة من التغييرات المتسارعة في كل القطاعات محلياً وعالمياً».

وأضاف: «وتشكل منظومة الابتعاث فرصة ذهبية للطلبة للاستفادة من المميزات التي تقدمها ضمن نخبة من الجامعات العالمية وفي مجموعة من الاختصاصات الحيوية والموائمة لمتطلبات سوق العمل محلياً وعالمياً.

حيث تستند هذه المنظومة على منهجيات معمقة وممارسات عالمية تستهدف عملية تقييم وتطوير مستمرة للجامعات والتخصصات ومعايير القبول، ما يضمن الاستفادة المثلى في التحصيل الأكاديمي والخبرة العملية، وفي الوقت نفسه تعمل على توجيه مسارات الطلبة المبتعثين نحو القطاعات الحيوية التي تواكب متطلبات العصر وتلبي طموحاتهم وتطلعاتهم».

مكانة

ومن جهته قال التربوي الدكتور ماهر حطاب: إن أهمية البعثات تأتي من المكانة التي تتبوأها الدولة، فالإمارات تصنف الأولى عالمياً في احتضانها مئات الجنسيات من مختلف أنحاء العالم.

والتي تُمارس فيها طقوسُ مئات الثقافات في حيز مكاني واحد، هذه الجنسيات المختلفة جاءت ليس فقط للسياحة والاستجمام، بل جاءت لتعيش وتعمل وتستثمر وتمارس حياتها وكأنها في وطنها الأم.

استراتيجية

وفي السياق ذاته قال الدكتور جمال المهيري، الأمين العام لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز: إن الاستثمار في التعليم وتطوير مبدأ التعلم مدى الحياة يشكل جزءاً مهماً من استراتيجية حكومة دولة الإمارات.

وابتعاث أبنائنا الطلبة يشكل محوراً رئيساً في هذا التوجه بما يمكنهم من التزود بالمهارات اللازمة والمعرفة العلمية والعملية التي تمكنهم من مواجهة التحديات والصعوبات التي قد تواجههم، لا سيما في ظل ما يشهده عالمنا المعاصر من تقدم في مختلف القطاعات.

وذكر أن التعليم العالي سلاح الشباب الإماراتي، والمهارات المتقدمة سر نجاحهم في ريادة المستقبل، ومن هنا يأتي اهتمام قيادتنا الرشيدة بتعزيز منظومة الابتعاث، بوصفها محركاً رئيساً في صقل مهارات أبناء الإمارات وتعزيز مساهمتهم في ريادة المرحلة المقبلة.

رافد

وأفاد الدكتور أحمد العموش، أستاذ علم الجريمة بجامعة الشارقة، أن الابتعاث يعتبر أحد الروافد الأساسية لسد احتياجات سوق العمل في الدولة.

لذلك على الجهات المختصة أن تستهدف تخصصات جديدة تتوافق مع توجهات الدولة وتتماشى مع حاجة سوق العمل من المهن الجديدة المتوقع دخولها قريباً، حيث يمثل طلبة الابتعاث ركناً أساسياً في مشاريع دولتنا المستقبلية.

وعلى عاتقهم مسؤولية وطنية، تقتضي منهم بذل جهود مضاعفة لتحقيق هدف الابتعاث بنجاح، كما أنهم يشكلون نواة لتحقيق خطط الدولة الطموحة في مختلف المجالات.

وللمضي قدماً كذلك في تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة وبنود رؤية الإمارات 2021، وخطتها المئوية 2071 كذلك، من خلال تأهيلهم وابتعاثهم لاكتساب مهارات وعلوم يبنى عليها اقتصاد المعرفة.

 

Email