«الدليل الثقافي الصغير» في جامع الشيخ زايد يعد جيلاً يحمل قيم المؤسّس

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم مركز جامع الشيخ زايد الكبير، فعاليات الدورة الثامنة من برنامج «الدليل الثقافي الصغير» التي أقيمت خلال الفترة من 22 إلى 31 ديسمبر الماضي، واستهدفت طلاب وطالبات المدارس ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاماً.

وتنبثق فكرة برنامج الدليل الثقافي الصغير من استراتيجية المركز الرامية لتقديم الصورة الحضارية للدولة، ونقل رسالتها في التسامح، والكشف عن ثراء ثقافتها وإرثها الخالد، إلى جانب تخليد إسهامات الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيمه النبيلة التي أرساها دعائم ثابتة لمجتمع دولة الإمارات.

وأشارت أمينة الحمادي، رئيس قسم الجولات الثقافية بالإنابة إلى أن برنامج الدليل الثقافي الصغير تمحور في دورته الثامنة حول (المسؤولية المجتمعية)، المتمثلة في إعداد جيل من أبناء الوطن، يحملون رسالته ويحققون تطلعاته ويقدمون النموذج المشرّف لابن الإمارات بما جبل عليه من قيم أصيلة وانفتاح حضاري يتيح له التواصل مع الثقافات الأخرى بلغة التسامح والاعتدال، مع التمسك بثوابته الدينية والوطنية، وذلك إيماناً من المركز بالأجيال كثروة وطنية يستند عليها في مسيرة تنميته الشاملة.

ولفتت الحمادي إلى أن البرنامج تضمن ورشة عمل هدفت إلى تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية لدى المشاركين، كما عمد المركز إلى تنظيم البرنامج في دورته الثامنة بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة في جامعة زايد، بهدف استثمار مواهب وطاقات طالبات الكلية في تخصصات عدة كالتصميم الداخلي والتصميم الجرافيكي لتصميم وتقديم الورش الفنية.

حيث تعد مشاركة الطالبات في تنظيم البرنامج فرصة مميزة لممارسة تخصصاتهن وتطبيقها بصورة عملية من شأنها صقل مهاراتهن وتطوير إمكاناتهن في مختلف المجالات الفنية، بالصورة التي تخدم أهداف البرنامج.

ونوهت إلى أن البرنامج سلط الضوء على (جماليات الفنون في جامع الشيخ زايد الكبير)، وذلك من خلال أربع ورش عمل تناولت جماليات الجامع وتفاصيل عمارته البديعة التي تمثل جسوراً تصل بين الحضارات، وجاءت الورشة الأولى بعنوان «التعايش» لتلقي الضوء على قيم الانفتاح الحضاري التي يحتفي بها جامع الشيخ زايد الكبير من خلال إعداد عمل فني باستخدام تقنية «الكولاج» لإنتاج لوحات فنية معاصرة مستوحاة من جماليات الجامع.

وأوضحت أن الورشة الثانية حملت عنوان «أزهار حول العالم» لتحتفي بفكرة التصميم الزهري في الجامع والمستوحى من رسالة الوحدة والتعايش، حيث قام المتدربون بإعداد عمل فني باستخدام تقنيات فنية ومواد طبيعية مستوحاة من أزهار الجامع.

في حين تعرّف المتدربون في الورشة الثالثة على تقنية الإضاءة القمرية في الجامع كإحدى جماليات الجامع الفريدة التي ترتبط بالتقويم الهجري .

ومنازل القمر وقاموا بإعداد مجسمات تجسد فكرة الإنارة القمرية التي تحاكي إضاءة القمر في منازله المختلفة خلال الشهر، أما في الورشة الرابعة فتعرّف المتدربون على فن الفسيفساء كواحدة من أبرز جماليات الجامع، وقاموا بتصميم لوحات فنية تعتمد على هذه التقنية لرسم الخطوط العربية مثل (النسخ والثلث والكوفي).

ويستند البرنامج التدريبي على منظومة من عناصر التدريب، كورش العمل والأنشطة التدريبية وأنشطة التعلم الذاتي والتطبيق العملي والزيارات الميدانية، التي تثير شغف الناشئة ورغبتهم في المعرفة، وذلك من خلال إطلاع المتدربين على مواطن الجمال والإبداع في تصاميم العمارة الإسلامية متمثلة في ملامح عمارة الجامع وجمالياته.

واكتشاف مدى انسجام التصاميم من مختلف الحضارات في نموذج إبداعي واحد، في إشارة إلى التعايش وتواصل الثقافات، ليستخلص الناشئة الرسائل الحضارية ورؤية الوالد المؤسس في إنشاء الصرح الكبير.

يذكر أن جامع الشيخ زايد الكبير، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، يحظى برعاية ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتأسس المركز ليكون نواة للحركة الثقافية والفكرية التي تتمحور حول الجامع.

Email