بمشاركة 300 خبير تعليمي من 70 دولة

حمدان بن راشد يفتتح المنتدى الدولي لسياسات «مستقبل التعليم»

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أمس، أعمال المنتدى الدولي الثاني عشر للحوار بشأن سياسات «مستقبل التعليم» الذي ينظمه فريق العمل الدولي الخاص المعنيّ بالمعلمين في إطار التعليم لعام 2030 في فندق روضة البستان في دبي. وقد استقطب المنتدى مشاركين من 70 دولة حول العالم.

ونظم فريق العمل الدولي المنتدى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة واللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم، تحت رعاية مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بمشاركة ما يزيد على 300 خبير تعليمي من بين وزراء التعليم وصانعي السياسات وقادة المدارس والمعلمين.

وناقش المشاركون في المنتدى تأثير الأهداف التعليمية الجديدة على إعداد المعلمين وتدريبهم، وسبل معالجة أوجه عدم المساواة والتنوع، بالإضافة إلى آثار الابتكارات الجديدة على تأهيل المعلمين وتدريبهم.

ويشهد المنتدى مشاركة وزراء التربية والتعليم وصناع السياسات وقادة القطاع التعليمي والمدرسين، وممثلي المنظمات غير الحكومية، والحكومية الدولية، والمنظمات المهنية والمؤسسات الخاصة.

حضور مميز

وقد شهد حفل الافتتاح حضوراً مميزاً ضم كلاً من معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، ومعالي حميد محمد القطامي المدير العام لهيئة الصحة بدبي، وجوردان نايدو ممثل المدير العام لليونسكو، والدكتور جمال المهيري نائب رئيس مجلس الأمناء أمين عام جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وجرد هان فوسن الرئيس المشارك لفريق العمل الدولي الخاص المعنيّ بالمعلمين في إطار التعليم لعام 2030.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح قال معالي حسين الحمادي: «إنه لمن دواعي سرورنا أن تحتضن دولة الإمارات، وتحديداً دبي، افتتاح أعمال الاجتماع السنوي والمنتدى الدولي الثاني عشر للحوار بشأن السياسات المتعلقة بالمعلمين، ويسعدنا الترحيب بضيوفنا الكرام، وبهذا الجمع الطيب، حيث نلتقي جميعاً تحت مظلة واحدة، طامحين ومتطلعين معاً ضمن شراكة استراتيجية مميزة وحقيقية، لتحقيق أجندة هذا اللقاء، من أجل تعليم مُستدام».

وأكد معاليه أن 300 من القيادات التربوية وصانعي القرار التعليمي وخبراء التعليم والتربويين، وجدوا متسعاً فسيحاً في هذا المحفل التربوي المهم للعمل معاً للنهوض بأجندة ومسارات التعليم في دول العالم، هذا الاجتماع الذي يجري تحت إشراف فريق العمل الدولي الخاص المعنيّ بالمعلمين، في إطار التعليم 2030، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة وبرعاية كريمة من مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز.

حياة أفضل

وقال معالي الحمادي: «في هذه البقعة من عالمنا الشاسع، عملنا في دولة الإمارات من أجل حياة أفضل وكرّسنا جُلّ وقتنا ومواردنا لأجل بناء الإنسان والتنمية المستدامة فاستطعنا تقديم نموذجٍ ناجحٍ للمجتمع، ارتكز على سعادة الإنسان، مختزلاً كل ما يمكن تخيله من إنجازات على كافة الأصعدة، وكان التعليم هو المحور الذي أولته قيادتنا الرشيدة النصيب الأكبر من الاهتمام، لنصنع بذلك واقعاً ندرك فيه أهمية التعليم لبناء وتمكين الإنسان، فانطلقنا على إثره بكل شجاعةٍ وجدية في سباق لا خط نهاية له، سباق مع التميز والريادة تغذيه المعرفة والخبرة والشراكات الدولية الفاعلة في مختلف المجالات والاختصاصات، لنكون ضمن أفضل الدول خدمةً للإنسان والبيئة والعالم».

وأكد أن القوى الوطنية عملت مع بيوت خبرة عالمية في تشييد قواعد المنظومة التعليمية المتمثلة في المدرسة الإماراتية، هذه المنظومة المتكاملة والشمولية التي ترتكز في رؤيتها وفلسفتها على إيلاء اتجاهات الطالب وميوله وقدراته رعاية فائقة، منظومة يتجانس فيها الفكر مع السلوك، وتترابط فيها المهارات المعرفية النظرية مع التطبيقية، فأصبح الطالب مرتبطاً بمستجدات التكنولوجيا وأدواته، مسخراً الذكاء الاصطناعي متمكناً من العلوم المعاصرة ومؤهلاً للمنافسة في تحقيق مراتب متقدمة على المستوى الدولي، ومستوعباً متطلبات القرن الحادي والعشرين.

ونوّه الحمادي إلى أن منظومة المدرسة الإماراتية لامست المحاور الثلاثة التي يتناولها هذا المنتدى؛ المعلمون وإعدادهم في القرن الحادي والعشرين، وتقديم فرص متكافئة ومعالجة أوجه عدم المساواة، والابتكار في التعليم.

وأضاف: «لأننا ندرك جيداً أهمية دور المعلم، فإننا نعمل على استراتيجية التدريب المستمر والتأهيل الجيد المستجيب لمتطلبات التعليم، ومن أجل ذلك أنشأنا مراكز لتدريب المعلمين أثناء المهنة، وقد وضعنا برنامجاً لرخصة التعليم بحيث سيكون جميع العاملين في التعليم من الحاصلين على هذه الرخصة بدءاً من العام الدراسي القادم، وأطلقنا منحة معلم المستقبل بالتعاون والتنسيق مع الجامعات المحلية وأطلقنا تعلم في الإمارات لاستقطاب الطلاب الدوليين للدراسة في جامعاتنا البحثية لنسهم وبكل إصرار في بناء الإنسان المتسلح بالعلم والمهارة، إننا مستمرون في مواكبة التحديات المعاصرة ومصرّون على بلوغ أفضل المراكز في التنافسية الدولية وخاصة التنمية البشرية».

قاسم مشترك

من جانبه أكد الدكتور جمال المهيري، نائب رئيس مجلس الأمناء أمين عام جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أن عالمنا الشاسع المترامي الأطراف لم يعد كما كان، بل أصبح صغيراً جداً، وباتت الشعوب متقاربة إلى المستوى الذي صارت فيه التحديات قاسماً مشتركاً بين جميع سكان الأرض؟ أزمة الاقتصاد.. الحفاظ على البيئة.. الانفجار السكاني.. الصراعات.. الفقر.. الكوارث الطبيعية.. البطالة.. التطرف.. أزمة التعليم وغيرها الكثير، كلها غدت مشكلات عالمية مؤرقة للإنسان في كل بقعة من كوكبنا.. في آسيا، في أفريقيا، في أوروبا، في الأمريكتين، في أستراليا، وحتى أنتاركتيكا.

وأشار المهيري إلى أنه ومنذ نشأتها في عام 1998 استطاعت مؤسسة حمدان صناعة فرص جديرة لعناصر المنظومة التعليمية لبلوغ آفاق الجودة والامتياز فهي من أكثر المؤسسات المانحة للجوائز التحفيزية على مستوى المنطقة، حيث تغطي النطاق المحلي بمجموع 12 جائزة وتشمل كافة الفئات المرتبطة بالتعليم كما خصصت 3 جوائز تُعنى بالطالب والمعلم والإدارة المدرسية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى جائزةٍ للبحث التربوي على مستوى الدول العربية وجائزة للمتطوعين في دعم التعليم على مستوى الدول الإسلامية.

وأكد أن المؤسسة تعمل الآن على إنشاء أول مركز عالمي افتراضي للموهوبين على منصة رقمية بالتعاون مع مراكز عالمية متخصصة والذي نتوقع أن يكون الحدث الأبرز في العام القادم، كما أننا نجحنا مؤخراً في تتويج تعاوننا مع المنظمة الأوروبية للجودة بالإعلان عن نموذج حمدان EFQM التعليمي والذي سيكون متاحاً على المستوى الدولي كأداة قياس لجودة المدارس، هذه الشواهد توحي بالجهود الكبيرة والتمويل المساند من سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة، والتي مكّنت من نجاحنا في الإسهام في إيجاد فرص واعدة في منظومة التعليم وتمكين الطلبة والمعلمين والمربين من استثمارها لتحقيق المكتسبات المتوقعة، وعلى الصعيد المؤسسي ارتبطت مؤسسة حمدان بشراكاتٍ وعضوياتٍ محلية وإقليمية ودولية كان لها الأثر الجلي في الوفاء بالتزاماتها الوطنية والعالمية.

طاولة مستديرة

وبعد حفل الافتتاح، شهد المنتدى عقد اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري واجتماع الأفرقة المواضيعية، بالإضافة إلى جلسات عامة حول مناهج التدريس، وطرق معالجة أوجه عدم المساواة، والعديد من الفعاليات الجانبية التي تركز على مستقبل التعليم، والمقاييس العالمية للمعلمين ومراجعة دليل سياسات المعلمين.

ويركز اجتماع هذا العام على هذه التحديات حيث يناقش المشاركون الحاجة إلى تزويد الطلاب بمجموعة واسعة من المهارات، وليس فقط المعرفة الأكاديمية، كما يتم التطرق إلى آلية تعامل نظام التعليم، وخاصة التعليم العام، مع مناهج التعليم والتدريس المبتكرة والتطورات التكنولوجية السريعة. ويبحث المشاركون أيضاً أهمية ممارسات التدريس الحالية والموجهة نحو المستقبل، وإعادة النظر في الافتراضات السابقة، وتحديد الثغرات في سياسات المعلمين والإصلاحات، واقتراح الأفكار لمعالجة القضايا الملحة.

143

يضم فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم لعام 2030، والذي يعد مثالاً مميزاً على الشراكة الناجحة بين أصحاب المصلحة المتعددين، 143 عضواً مكوناً من 91 حكومة، بالإضافة إلى منظمات حكومية دولية على المستويات العالمية أو الإقليمية أو دون الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات المعلمين العالمية. ووكالات التنمية الدولية الثنائية والمتعددة الأطراف ومنظمات ومؤسسات القطاع الخاص العالمية، ويتلقى الفريق الدعم المادي من العديد من الأعضاء والمنظمات الشريكة، بما في ذلك المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي وإندونيسيا والنرويج ومؤسسة حمدان.

Email