منى الكندي لـ «البيان»: التحدي رفع نسب القراءة وخلق سفراء للثقافة

منى الكندي

ت + ت - الحجم الطبيعي

إلى خط النهاية، يصل تحدي القراءة العربي، معلناً تتويج بطل رابع بلقبه الذي تنافس عليه في الموسم الرابع نحو 13.5 مليون طالب عربي، حيث تأهل 5 أبطال للتنافس على اللقب، أسفرت عنهم الحلقة السابعة من برنامج تحدي القراءة العربي التلفزيوني، الذي يبث أسبوعياً على قناة «إم بي سي»، وهم: هديل أنور من السودان، وجمانة المالكي من السعودية، وفاطمة الزهراء أخيار من المغرب، وآية بوتريعة من تونس، وعبد العزيز الخالدي من الكويت.

 

 

واستطاع تحدي القراءة العربي خلق أثر واضح على الساحة العربية، من خلال قدرته على فتح شهية الطلبة العرب للقراءة، الأمر الذي حولهم إلى سفراء للثقافة والقراءة، وهو ما أكدته منى الكندي، الأمين العام لتحدي القراءة العربي، في لقائها مع «البيان»، حيث أشارت إلى أن التحدي لا يزال في جعبته الكثير من المفاجآت، مؤكدة أن البرنامج التلفزيوني ما هو إلا نواة لسلسلة برامج أخرى ستشهدها الدورة المقبلة.

وقالت: إن تحدي القراءة العربي استطاع أن يرفع من نسب القراءة في المنطقة العربية، ونوهت إلى استكمال عملية إثراء 3000 مكتبة عربية بفضل مبادرة «أمة تقرأ» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وأضافت منى الكندي: «استطاع تحدي القراءة العربي خلال مواسمه الأربعة أن يخلق سفراء للقراءة والثقافة، واللغة العربية أيضاً، ويمكن لمس ذلك الأثر من خلال الأعداد المشاركة فيه، والتي تتزايد في كل عام، ففي الدورة الأولى كان لدينا 3.5 ملايين مشارك، وحالياً وصلنا إلى 13.50 مليون طالب في الدورة الرابعة، وهذا بلا شك يبين حجم التأثير الذي أحدثه التحدي على مستوى المنطقة العربية، حيث استطاع هؤلاء الطلبة الإسهام في نشر هذه الثقافة، وأن يحققوا بفضل إيمانهم القوي ومشرفيهم ووزاراتهم نجاحات ملموسة على أرض الواقع».

وتابعت: «بلا شك أن هذه الأعداد لم تأتِ من فراغ، وإنما نتيجة جهد كبير، بذله كل من يعملون في تحدي القراءة العربي». وأشارت الكندي إلى أن برنامج تحدي القراءة العربي استطاع نقل تجارب الطلبة المشاركين في التحدي.

وأردفت: «لقد شكل البرنامج التلفزيوني قفزة نوعية، عبر تقديمه نماذج أخرى من الشباب العربي، وتمكن من إعطاء صورة مغايرة عنهم، وأن يقدمهم على أساس أنهم أصحاب طموح وأصحاب شخصيات قيادية، وبتقديري أن البرنامج ساعدنا في تسليط الضوء عليهم، ومنذ الحلقة الأولى لمسنا هذا التأثير عبر ما وصلنا من رسائل تشيد بالجهود المبذولة في سبيل تقديم نماذج شبابية قوية جداً، قادرة على حمل الراية، وأن يقوموا بنشر ثقافة القراءة وحب اللغة العربية لدى الجميع».

مبادرات

خطوات تحدي القراءة العربي لا يبدو أنها ستتوقف عند حدود البرنامج التلفزيوني، ويبدو أنه يحمل في جعبته مبادرات أخرى قد تشكل امتداداً للبرنامج، وعن ذلك قالت منى: «يمكن القول إن البرنامج التلفزيوني سيكون نواة لسلسلة من البرامج التلفزيونية الأخرى، حيث نقوم حالياً بدراسة خيارات عدة، من حيث توسيع نطاق عمل البرنامج. ومن بين الأفكار المطروحة تسليط الضوء على النماذج الشابة وأبطال التحدي، كل في دولته، وكذلك مواكبة عمليات اختيار البطل الأول لكل دولة».

وأشارت إلى أن التصفيات الختامية التي تم تغطيتها هذا الموسم في برنامج واحد، قد تمتد إلى سلسلة برامج أخرى. وقالت: «لقد عودنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في نهاية كل موسم، الإعلان عن مفاجأة ما تتعلق بتحدي القراءة العربي، الذي لا يزال في جعبته الكثير من المفاجآت التي ستفرح شبابنا على امتداد الوطن العربي». وأكدت أن لدى اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي خطة جديدة لدورات التحدي المقبلة، التي سيتم الإعلان عنها مستقبلاً.

وقالت: «بلا شك أننا نسعى إلى تقديم دورة خامسة مميزة من حيث عدد الطلبة المشاركين بها وكذلك من حيث عدد الدول أيضاً، ونتوقع أن تكون الدورة المقبلة بمثابة موسم مفصلي في مسيرة التحدي».

وعلى مدار مواسمه الأربعة، استقطب تحدي القراءة العربي نحو 33 مليون مشارك، ما يبيّن مدى الآثار التي تركها في نفوس الطلبة، وكذلك ارتفاع نسب القراءة في المنطقة العربية، وفق ما أشارت إليه منى، التي قالت: «أول مقياس لنجاح تحدي القراءة العربي في فتح شهية أبنائنا على القراءة هو وصولنا إلى 33 مليون طالب مشارك، وبناءً على ذلك يمكننا أن نتخيل الثراء الكبير الذي أحدثه التحدي في عملية القراءة، ومدى ضخامة عدد الكتب التي تمت قراءتها من قبل الطلبة، ويمكن القول بأنه أصبح لدينا من خلال تحدي القراءة العربي مؤشرات قوية تدل على ارتفاع نسبة القراءة في المنطقة العربية».

إثراء

استقطاب هذا العدد للمشاركة في التحدي كان كفيلاً بأن يكشف النقص الكبير الذي تعاني منه المكتبات العربية على امتداد الوطن العربي، وفي هذا السياق، قالت منى: «بمجرد انطلاق الدورة الأولى من التحدي، استشعرنا ما تعانيه المكتبات العربية من نقص كبير في الكتب بشكل عام، ولحل هذه المعضلة، أطلق صاحب السمو نائب رئيس الدولة مبادرة «أمة تقرأ» وذلك بهدف إثراء المكتبات العربية بما تحتاجه من كتب، وقد نجحنا بالفعل في إثراء أكثر من 3000 مكتبة في الدول العربية، وأعتقد أن ذلك يشكل دليلاً على مدى الحراك القرائي والثقافي الذي أحدثه التحدي على أرض الواقع».

ونوهت منى الكندي إلى أن مبادرة «أمة تقرأ» أسهمت في تحريك عجلة النشر وحركة التأليف، من أجل توفير ما تحتاجه المكتبات العربية، وقالت: «يمكن القول بأننا استطعنا بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم إكمال عملية إثراء المكتبات العربية في كل الدول المستهدفة، وهو ما يعد مؤشرات قوية لارتفاع نسب القراءة في هذه الدول».

خلال السنوات الماضية، سادت لدى الشباب العربي ثقافة القراءة بالإنجليزية، فيما نجح تحدي القراءة العربي في تغيير التوجهات نحو القراءة بالعربية، وعن ذلك قالت منى: «لا يمكن أن ننكر أن ثقافة القراءة باللغة الإنجليزية دارجة في العديد من دول المنطقة العربية، وذلك لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بطبيعة المناهج التعليمية المتبعة، في المقابل استطاع تحدي القراءة العربي أن يعدل من هذه التوجهات، وأن يحوّل أنظار الطلبة العرب نحو اللغة العربية، حيث باتوا يفضلون القراءة بها، ليس فقط من أجل المشاركة في التحدي، وإنما لما تمتلكه هذه اللغة من جمال وسعة معرفية».

وأضافت: «لقد لمسنا هذا التغيير على مستوى الإمارات أيضاً، حيث يوجد لدينا في الدورة الحالية أكثر من نصف مليون مشارك، رغم أن نسبة المشاركة في الموسم الأول لم تتعدَ الـ 100 ألف مشارك فقط، وهذا دليل واضح على ما أحدثه التحدي من تأثير في تغيير الثقافة الدارجة، إلى جانب تشجيعه للكثير من هؤلاء الطلبة على المشاركة في الإنتاج الفكري العربي، من خلال خوض البعض منهم تجربة التأليف».

Email