أكدوا أهمية إدراج مساق لتعليم لغة الإشارة في الجامعات

أصحاب الهمم «الصم».. مواهب دراسية تنتظر عملاً لائقاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من أصحاب الهمم من شريحة الصم، أن هناك عدداً من التحديات التي تواجههم خلال مراحل تعليمهم، وصولاً لتوظيفهم، لافتين إلى أهمية إدراج مساق إجباري لتعليم لغة الإشارة في الجامعات، لنشر الوعي بين أفراد المجتمع، والتفاعل معهم بسهولة، ودعمهم ومساندتهم عبر الاهتمام بمراحل تعليم دامج لهم، وتوفير مساعد خاص بالصفوف الدراسية لكتابة الشروح للمواد الدراسية، لتسهيل مشاركتهم وإبداء آرائهم، وأهمية توفير فرص عمل لائقة بهم، خاصة أن معظمهم حاصل على شهادات علمية متميزة، فضلاً عن إيجاد حلول تقنية، وتوفير برامج خاصة لضعاف السمع، لتنمية حصيلتهم اللغوية، بالإضافة إلى ذلك، فإن هنا ندرة بأعداد مترجمي لغة الإشارة.

تحدي الواقع

وقالت رفيعة مبارك السويدي، حاصلة على البكالوريوس في العلوم التطبيقية تكنولوجيا المعلومات الشبكات الإلكترونية، بتقدير امتياز، من كلية دبي التقنية العليا، والفائزة بلقب الأم المثالية والطالبة المتميزة لعام 2016، إنها اختارت دراسة هذا التخصص، لأنها تعشق التحدي، مثلما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «المستحيل غير موجود في قاموسنا»، موضحة أنها أصيبت بالإعاقة السمعية في عمر 3 سنوات، وأنها تابعت حياتها خلال مراحل التعليم، حتى التحقت بالعمل في «ديوا»، بمجال الشبكات منذ 2018، وأنها تلقت دعماً كبيراً من المؤسسة، لتطوير ذاتها وقدراتها المهنية.

وأضافت أنها واجهت تحديات كبيرة منذ صغرها، استطاعت أن تتغلب عليها، بالاطلاع والقراءة والتعلم، حيث تعلمت الصبر والحكمة، لتتفوق في دراستها الثانوية، حتى حصلت على المركز الثاني بأوائل الثانوية العامة من فئة أصحاب الهمم، وحصلت على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم، لافتة إلى والدها، الذي لولا دعمه ومتابعته لها، لما استطاعت الالتحاق بمدارس عادية مع الأسوياء، لافتة إلى أنها في أول سنة دراسية بالكلية، تم توفير مساعدة خاصة لكتابة شرح الدروس، لأنها لا تفهم من المعلم، ولكنها بعد فترة، تم إعلامها بتوقف الشرح لها، ما أصابها بإحباط وقتي، سرعان ما تغلبت عليه من خلال التعاون مع زملائها، حتى بدأ مستواها بالتقدم، لدرجة أنها بدأت تساعد أصحابها لفهم دروسهم.

وطالبت رفيعة كافة المؤسسات بتعزيز دمج أصحاب الهمم لديهم، وإيجاد الآليات المناسبة لرفع مستوى التفاعل مع أصحاب الهمم، واقترحت أن يتم إدراج مساق إجباري لتعليم لغة الإشارة في الجامعات، لنشر الوعي بين أفراد المجتمع، والتفاعل مع الصم بسهولة، ولفتت إلى أهمية دعم ومساندة الصم، والاهتمام بمراحل تعليم دامج لهم، عبر توفير مساعد خاص بالصفوف الدراسية، لكتابة الشروح للمواد الدراسية، لتسهيل مشاركتهم وإبداء آرائهم، مؤكدة على أهمية إيجاد حلول تقنية أكثر لصنع مستقبل أفضل لهم، وعمل مسابقات لأفضل الأفكار، وتوفير برامج خاصة لضعاف السمع، لتنمية حصيلتهم اللغوية، لافتة إلى المجهودات التي تقوم بها وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ودمج أصحاب الهمم.

 

مجلس شورى

من جهته، ذكر فلاح آل علي، الحاصل على شهادة التميز التربوي عام 2016، عضو مجلس شورى الشارقة للشباب، أنه شارك في العديد من الفعاليات، ومن أهمها القمة العالمية للحكومات في دبي، انطلاقاً من أنه شخص متصالح مع إعاقته، ويسعى للتميز وعدم الارتكان إلى أي معوقات تقف في طريقه، فيما يسعى بدأب لتحقيق ذاته، التي يعتبرها هي أولويته ونهجه الذي يكرسه في كافة خطوات حياته، والتي تمتلئ بنجاحات متعددة على المستوى الشخصي.

وقال إن أكثر التحديات التي تواجه الصم، هي قلة أعداد مترجمي لغة الإشارة مجتمعياً، فضلاً عن كافة الجهات الحكومية، حيث إن ذلك من شأنه تسهيل تواصل هذه الشريحة المجتمعية، وإنجاز طلباتهم بسهولة ويسر، بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير فرص عمل لهم، يعتبر تحدياً مهماً، خاصة أن هناك كثيراً من هذه الشريحة يتلقى تعليماً متميزاً وجيداً، ويتمتع بمهارات تجعله منافساً لكثير من أقرانهم.

 

توعية مجتمعية

وأفاد يوسف الحمادي، الموظف في مركز دبي للإحصاء، بأن أكثر ما يواجههم من تحديات، هو تعزيز التواصل الفعال مع محيطهم المجتمعي، حيث إن قليلين جداً من يفهمون لغة الإشارة، ولذلك، فإن مراعاة ذلك في كافة المؤسسات والفعاليات الحكومية، من شأنه تيسير أعمالهم، وتواصلهم والخدمات المقدمة لهم، موضحاً أنه تعلم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، حتى حصل على الثانوية العامة، وبدأ رحلة الحصول على وظيفة، موضحاً أن وزارة تنمية المجتمع، ساعدته كثيراً في هذا الصدد، حتى حصل على وظيفة في مركز دبي للإحصاء، وأن الفترة الأولى من عمله شهدت صعوبات في التواصل مع زملائه الموظفين، استطاع التغلب عليها، عبر تعليمهم لغة الإشارة، ومن ثم استطاع التواصل معهم بشكل معقول حالياً.

60

شارك فلاح آل علي في أكثر من 60 فعالية تطوعية، ومن بينها، القمة العالمية للحكومات في دبي، والتحضير لفعاليات إكسبو، التي شارفت على الانطلاق، فضلاً عن التحاقه بأكثر من 10 دورات تدريبية في كافة المجالات، مبيناً أن هناك كثيرين من الشباب مثله يبحثون عن فرصة للتميز، وإظهار قدراتهم الكامنة بداخلهم، ولذا، فإن تذليل أي صعوبات تواجههم، هو أمر رئيس، ويجب تعزيزه وتكريسه باستمرار، على كافة مستويات الجهات.

Email