تفاعلاً مع استراتيجية دبي للمناطق الحرة التي اعتمدهـا حمدان بن محمـد

أكاديميون لـ«البيان»: جامعاتنا جـاهزة لتخريج المبتكرين وروّاد الأعمال

استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة تركز على جعل الإبداع والابتكار أساساً لمناهج التعليم الجامعي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون في دبي جاهزية جامعاتهم للتحول الى مناطق اقتصادية متكاملة ومراكز لتخريج المبتكرين ورواد الأعمال، وفقاً لاعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لاستراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة.

وشددوا على استعداد كافة الكوادر الجامعية والأكاديمية لرسم مستقبل دبي العلمي وفقا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الواردة في بنود وثيقة الخمسين، التي أعلن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن بدء حكومة دبي تنفيذها.

 

وقال الدكتور علي سباع المرّي الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن البند السادس من وثيقة الخمسين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعتبر من أهم بنود الوثيقة كونه يستهدف العنصر البشري وبناء أجيال المستقبل، وذلك من خلال تحويل الجامعات لمناطق اقتصادية وإبداعية حرة.

وأضاف: إن الرهان دائماً على الإنسان في بناء الأوطان، وتعكس هذه الوثيقة اهتمام القيادة بالتعليم المستقبلي الذي يجب أن يتكيف مع التغييرات السريعة المحيطة، ويتجاوز الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.

وأفاد بأن استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة تركز على جعل الإبداع والابتكار أساساً لمناهج التعليم الجامعي والريادة والمهارات المستقبلية التي يجب أن يتحلى بها الخريجون، وتستهدف تمكين الطلبة والخريجين من ممارسة ريادة الأعمال بتسهيلات قل وجودها في الدول الأخرى، كما تستهدف دعم تطور الجامعات الوطنية بربط المناهج التدريبية بواقع العمل، وتعزيز المناهج النظرية بالتطبيقات العملية التي تضمن ربط الخريجين بواقع بيئة الأعمال وما تحويه من منافسة وتحديات.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في تحويل الجامعات لمناطق اقتصادية وإبداعية حرة، وتعزز مكانة دبي العالمية، وتسهم في تحقيق استراتيجيتها نحو تحسين جودة الحياة وتطوير المجتمع وضمان مستقبل الأجيال القادمة.

وأوضح أن جعل المؤسسات الأكاديمية حاضنات أعمال للرواد والمبتكرين يتماشى مع رؤية دبي في ترسيخ نهج الابتكار في تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها الطموحة لتكون قبلة المبدعين والمبتكرين من خلال توفير بيئة حاضنة للابتكار تقدم سبل الدعم لرواد الأعمال والمبدعين.

 

نموذج

وأكد الدكتور منصور العور رئيس «جامعة حمدان بن محمد الذكية»، أنّ الجامعة، وفي ظل توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، قدمت نموذجاً يحتذى به في تشكيل مستقبل التعليم العالي من خلال ركائز ثلاث هي الابتكار والانطلاق والتحول، واضعة دعائم متينة للتعليم الذكي والتعلم مدى الحياة لتكون المؤسسة الأكاديمية الأولى الداعمة لبنود «وثيقة الخمسين» في توفير نظام تعليمي يكتشف مواهب كل إنسان ويضمن تطوير القدرات باستمرار لمواكبة التغيرات المتسارعة التي سيشهدها العالم خلال الفترة المقبلة.

وقال: إن تعليم أطفالنا بالطريقة نفسها التي فعلنا بها بالأمس هو في حد ذاته يضيف نوعاً جديداً من الأمية التي لم يعد لها مكان في أي مجتمع يرغب في الانضمام إلى السباق العالمي، مشيراً إلى المحطات البارزة في مسيرة الجامعة التي حازت لقب السبق في إعادة هندسة التعليم العالي محلياً وإقليمياً وعالمياً، وفق فلسفة قائمة على التكنولوجيا والابتكار والإبداع والبحث العلمي باعتبارها القوى الدافعة لبناء مهارات المستقبل المؤهلة لتوجيه دفة النمو والتطور في القرن الحادي والعشرين.

واستعرض تجربة الجامعة في تبني نظرية الألعاب في التعلم كمبادرة فريدة حصلت بموجبها على ملكية فكرية عالمية، معززة دورها المحوري في توفير التعليم الأفضل لمبتكري ومبدعي المستقبل عبر أدوات تعليمية جديدة تحاكي المستقبل لتكون في طليعة الجهات المؤهلة لترجمة «المبادئ الثمانية لدبي» في جعل الإمارة أرضاً ‭‬للمواهب وأصحاب العقول والأفكار الأفضل. ‬‬

وأشار إلى الخبرة السبّاقة التي أهلت الجامعة لإعادة هيكلة دور الدارسين وأعضاء هيئة التدريس وإدارة المناهج الدراسية والبيئات التعليمية على السواء، واضعةً جل تركيزها على دعم الدارسين ليتحول من متلقٍ إلى مساهم في صنع ونشر وإثراء المعرفة مع خلق بيئة تعليمية جديدة تجعل منها مركزاً لتعزيز الحراك المعرفي وبناء القدرات الفكرية وتطوير المهارات التحليلية.

وقال العور: إن «مبادرة مختبر الإبداع في مستقبل التعليم الذكي» الذي أطلقته الجامعة منذ ثلاثة أعوام، يشكل إضافةً نوعيةً إلى جملة المساهمات الاستراتيجية المتمحورة حول استشراف مستقبل التعليم الذكي في دولة الإمارات عن طريق تحفيز بيئة الابتكار والإبداع في صناعة المعرفة، وتبنّي ثقافة التطوّر المستمر والمستدام، تأكيداً على المكانة الريادية التي تتبوّأها الجامعة كمركز للتميّز الأكاديمي والعلمي في العالم العربي.

وأضاف أن «مختبر الإبداع لاستشراف مستقبل التعليم الذكي» يهدف إلى تقديم منصة تفاعلية عالمية المستوى لتحفيز الابتكار وترسيخ جسور التواصل والتفكير الإبداعي في أساليب التعليم الذكي في العالم التي تضم نخبة من أبرز الخبراء الأكاديميين العالميين، وذلك عبر سلسلة من الاجتماعات الشهرية التي ستقام تحت مظلة الجامعة للوقوف على أبرز التحديات الناشئة والفرص والقضايا الملحّة في قطاع التعليم الذكي من أجل الخروج بتوصيات وخارطات طريق مبتكرة لتذليل العقبات والارتقاء بالتجربة التعليمية بما يصب في خدمة الدارسين حول العالم، وكذلك الهيئات التدريسية والإدارية في الجامعات الذكية، وستغطي اللقاءات النقاشية كافة الجوانب والمحاور التي تُعنى بتطوير المنظومة التعليمية الحديثة، مع التركيز بشكل خاص على إيجاد الحلول المثمرة للتحديات الراهنة في مجال التعليم الذكي ومناقشة أفضل الممارسات والمنهجيات التربوية المبتكرة التي تحاكي أساليب التعليم الذكي المتطوّرة، في خطوة طموحة لاستحداث نماذج تعليمية قادرة على فتح آفاق جديدة لرفع المعايير المحلية والدولية في مجال التعليم الذكي والتعلّم عن بعد.

وذكر أن إطلاق المختبر جاء تحقيقاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وتماشياً مع الأسس الجوهرية التي تستند إليها «جامعة حمدان بن محمد الذكية» في مسيرتها نحو الريادة والتميّز في معترك الابتكار والإبداع من أجل مواكبة المتطلّبات المتنامية التي يفرضها القرن الحادي والعشرون، وتكمن أهميته في كونه يجمع أكاديميين من داخل الجامعة وخارجها ضمن منصة عالمية موحّدة لتشجيع العصف الذهني ونشر ثقافة الابتكار والتفكير الإبداعي بأساليب التعليم الذكي باعتبارها ركناً أساسياً لنقل المعرفة وصنع المستقبل من خلال تبنّي أفضل الممارسات التي تدعم مسيرة التنمية الشاملة والنهضة الحضارية لدولة الإمارات.

 

تفاعل وثيق

من ناحيته أكد الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر للعلوم والتكنولوجيا الحكومية بدبي، أن الجامعة أثارت الاهتمام العالمي عبر العديد من المزايا التي تخص الجامعة، بما في ذلك التفاعل الوثيق مع الصناعة، إذ تضم واحداً من أكبر برامج التعليم التعاوني في العالم، لتلبية احتياجات قطاع الأعمال والصناعة وإعداد الطلاب لمستقبل مهني ناجح في مجتمع عالمي.

ولفت إلى أن الجامعة تحتوي على محرك لتعزيز القدرات البشرية والتنمية في المناطق التي تعتبر بالغة الأهمية للمنطقة، وتتمثل في برامج تطرحها، مثل الاستدامة والطاقة والعلوم المدنية الذكية والخدمات المتصلة بها، والأدوار القيادية، وتمكين العنصر النسائي، ودعم مجتمع الصم.

وأكد حرص الجامعة على تخريج كوادر مؤهلة ومدربة، من خلال تعاونها مع العديد من المؤسسات والشركات في هذا الجانب، لافتا إلى أن واحة دبي للسيليكون تحتضن أكثر من 800 شركة، 50 منها تتفاعل مع الجامعة بشأن تدريب الطلبة، وتوظيفهم وإشراكهم في مجالات البحث والتطوير، مثل شركات «بورش للسيارات»، واليوكوجاوا وهي شركة يابانية تصنع تجهيزات التحكم الصناعية، وشركة ساب التي يختص عملها في عمل برامج صناعية لإدارة المصانع، وأيضاً شركة فراكتل التي تسعى إلى تطوير أنظمة لمسية واختراعات مهمة على الصعيد العالمي، ويخضع طلبة الجامعة للتدريب الذي يعد الأطول عالمياً، إذ يستمر لمدة عام كامل، ويتم ابتعاث الطلبة أحياناً إلى أمريكا لتلقي التدريب، مؤكداً الإقبال الكبير من مختلف المؤسسات لتوظيف طلبة الجامعة.

وأوضح أن الجامعة أولت البعد التطبيقي أهمية قصوى عبر زيادة أعداد مختبراتها في مختلف الأقسام والتخصصات، وأنه جرى تدشين 15 مختبراً تخدم هذه الغاية، مشيراً إلى أن طلبة الجامعة الخريجين يتمتعون بمؤهلات أكاديمية عالية، فضلاً عن البعد التطبيقي، كونهم يحصلون على أطول فترة تدريب في الجامعة على مستوى العالم تصل لعام كامل وفي شركات عالمية، وهو الأمر الذي نتج عنه معدلات توظيف عالية لهؤلاء الخريجين تصل نسبتها إلى 100%.

وأضاف أن المختبرات العلمية بالجامعة تخدم غايات التعلم التطبيقي للطلبة، وتتيح مجالاً عميقاً لربط الصناعة في الدولة مع حلول علمية وابتكارات تسعى إليها الجامعة، وتخدم هذا التوجه.

وقال إن «الجامعة تمتلك مراكز بحثية وتعليمية وتطويرية في عدة مجالات تكنولوجية تسهم في تحسين وتوفير ركائز التعليم التطبيقي، وعمل بحوث التخرج للطلبة، ويتيح استغلال الخبرات التدريسية لدينا وأبحاث الكادرين التعليمي والطلابي في رفد تلك الشركات بجرعة من الخدمات النوعية التي تصب في مجال تخصصها».

وأكد العساف أن مجال الدراسة لا يقتصر على عمل الشركات في واحة السيليكون في مجال شبكة المواصلات فقط، حيث يتم التركيز على جميع المجالات التكنولوجية، لدعم إمارة دبي خاصة والدولة عامة في المجالات التكنولوجية، ورفدها بكادر متطور في مجالات تتطلبها القطاعات الاقتصادية والخدماتية في الإمارات، موضحاً أن الجامعة تطرح تخصصات في مجالات أخرى مثل الإدارة والتسويق والقيادة، علماً بأن الجامعة الأم يوجد بها 200 تخصص يتم دراسة اعتماد بعض منها وفق دراسات لحاجات السوق.

 

أبحاث تطبيقية

وذكر الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن الجامعة تهدف من خلال رؤيتها وخططها الاستراتيجية ومن خلال تجهيزها بتقنيات وأدوات متقدمة لأن تكون مؤسسة عالمية المستوى ورائدة في مجال التعليم والبحث والابتكار الذكي والمستدام.

وأشار إلى أن أركان استراتيجية الجامعة تؤكد على الإبداع والرؤية الأكاديمية العالمية، ومن ثم بناء خصائص الريادة والتركيز على الأبحاث التطبيقية للمساهمة في بناء خصائص القيادة والشخصية القيادية للطلبة والخريجين وإعدادهم للمتطلبات المستقبلية، لافتاً إلى ضرورة توفير احتياجات الطلبة كافة وتزويدهم بتقنيات ومعدات متطورة تساعدهم على الابتكار وبناء أجهزة ذكية ومشاريع مستدامة تتماشى مع نهج ورؤية الدولة.

وشرح البستكي، أن ثلاثية التعليم والبحث وخدمة المجتمع تعدّ أساس المجتمع الأكاديمي في الجامعات، وتلعب من خلاله دوراً كبيراً في إعداد أجيال على أتم الجاهزية لسوق العمل ولخلق الفرص الفردية عبر الشركات الناشئة، وقال إن البحث هنا لا يعني البحث الأساسي أو التطبيقي المتعلق بحل مشاكل الصناعات فقط، وإنما البحث التجاري الذي يمكن المتعلّم الجامعي من الخروج بشركات ناشئة أو براءات اختراع أو منتجات جديدة.

 

وأكد الدكتور نور الدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة الفلاح بدبي، حرص الجامعة على تدريب كادرها الأكاديمي على تدريس مناهج الابتكار وريادة الأعمال، من خلال مشاركتها في الدورات التي تنظمها الجامعات العالمية مثل جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، سعياً منها لتطوير منظومة التعليم الجامعي وتفعيل البحث العلمي وتبني الابتكار وريادة الأعمال منهجاً وأسلوباً وفق رؤية مستقبلية ترتقي بالعملية التعليمية ومخرجاتها، بالإضافة إلى تشجيع الطلبة على تحويل أفكارهم إلى ابتكارات عبر توفير الإمكانيات والأدوات وحاضنات الابتكار وريادة الأعمال القادرة على تنمية وبناء قدراتهم وتأهيلهم للانخراط في مجتمع المعرفة.

وأشار إلى أن المؤتمر الدولي الذي تعقده الجامعة سنوياً أوصى في دورته الأخيرة بضرورة التركيز على أهمية تطوير المهارات الشخصية المكتسبة وغير المكتسبة لتعزيز دور ريادة الأعمال في النهوض بعملية الابتكار والتجديد، مشدداً على أهمية إشراك القطاع الخاص في تمويل مسارات البحوث في مجال التطوير والبحث، بالإضافة إلى وضع آلية جذب للعقول الرائدة في عالم التجديد والابتكار، كما شدد الباحثون من خلال التوصيات على أهمية مشاركة القطاع الخاص في تمويل مسارات البحوث في مجال التطوير، وتعزيز مساراته المستقبلية، لا سيما التطبيقي منها، فضلاً عن وضع آلية جذب واحتفاظ بالعقول الرائدة في عالم التجديد والابتكار، في ظل التنافس الدولي القوي في اكتساب ذوي المهارات الإبداعية.

 

نقلة نوعية

وأوضح محمد عبدالله رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، أن المعهد يعد نقلة نوعية فريدة في هذا القطاع، مشيراً إلى أنه سيسهم خلال السنوات المقبلة في تطوير المواهب وتعزيز نمو اقتصاد دبي القائم على المعرفة والابتكار، كما سيسهم كذلك في نمو قطاع التصميم بشكل خاص وجني ثمار هذه الصناعة الواعدة.

وقال: إن المعهد يهدف إلى تشجيع الطلبة على استخدام التصميم كوسيلة لبناء غد أفضل مع ترسيخ ثقافة الاستدامة، مشيراً إلى أنه يعد أول معهد غير ربحي يمنح شهادة بكالوريوس التصميم في المنطقة، كما أنه يعزز التفكير الإبداعي وفكر الابتكار لدى الطلبة في حل المشاكل العملية والتعامل مع التحديات.

وأضاف أنه تبين من خلال الدراسة التي أجراها مجلس دبي للتصميم والأزياء بالتعاون مع حي دبي للتصميم 3D في عام 2016 تحت عنوان «آفاق تعليم التصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أن المنطقة بحاجة إلى نحو 30 ألفاً من خريجي التصميم خلال العام الجاري لخدمة هذا القطاع الحيوي، بقيمة تقدر بنحو 100 مليار دولار من إجمالي السوق العالمي المقدر حجمه بنحو 2.3 تريليون دولار.

واستطرد: إن 85% من الوظائف المستقبلية غير معروفة بسبب التحولات المستمرة في التكنولوجيا ومتطلبات السوق المتغيرة، الأمر الذي يدعو إلى تعزيز الطاقات الإبداعية لدى الأجيال من أجل أن يتمكنوا من التكيف مع هذه التغييرات.

Email