أكـدوا أنهـا خطـوة علـى طـريق إقامة بيئـة إبداعية متكاملة

اقتصاديون: استراتيجية المناطق الجامعية الحرة تبني جيلاًَ يستكمل مسيرة التنمية

أحمد مصبح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون وفعاليات اقتصادية أن اعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة، يُعدّ خطوة واعدة في مسار تطور التعليم العالي بالدولة مع إقامة بيئة إبداعية متكاملة للابتكار والتطوير في الكليات وتوفير مسارات مهنية لأهم القطاعات الاقتصادية في المناهج الدراسية، مشيرين إلى أن تحفيز الطلاب إلى ريادة الأعمال خلال مراحل الدراسة الجامعية يدعم جاهزيتهم لخوض غمار المال والأعمال على أسس متكاملة وواقعية تواكب مستجدات السوق، وأنه يساعد على خلق جيل جيد واعٍ لديه آليات وأدوات لاستكمال مسيرة التنمية المستدامة بالدولة.

الاستثمار في الشباب

وقال أحمد محبوب مصبح، مدير جمارك دبي، إن تحويل كليات التقنية إلى مناطق اقتصادية تسمح للطلاب بممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة وجعلها ضمن المنظومة المتكاملة للتعلم والتخرج، تمثل رؤية رائدة لتخريج رجال أعمال وأصحاب شركات، إذ سيعمل تحويل الجامعات إلى مناطق اقتصادية واعتماد صندوق بنحو 100 مليون درهم على دعم الطلاب تعليمياً وبحثياً ومالياً خلال فترة تأسيس شركاتهم ومشاريعهم الخاصة، فالهدف هنا ألّا تُخرّج الجامعات طلبة فقط، بل تُخرّج شركات وأصحاب أعمال، إضافة إلى تطوير مسارات مهنية تواكب متطلبات سوق العمل لنحو 65 ألف طالب في قطاعات اقتصادية واعدة كالسياحة والضيافة والتجزئة والعمليات اللوجستية، وأشار إلى أن هذا النهج الجديد يأتي في إطار الرؤية الشاملة لمئوية الإمارات 2071 بتحقيق الرخاء والازدهار للأجيال القادمة، والاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع المتغيرات المتسارعة، وتحفيزهم ليصبحوا من أصحاب المشاريع والشركات لبناء مستقبل أفضل لهم ولدولتهم.

 

تحفيز الطلاب

وأكد عبد الباسط الجناحي، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، أن استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة تعزز توجه الشباب نحور ريادة الأعمال وتدعم قدراتهم على ابتكار مشاريع ريادية في مختلف القطاعات.

وأشار الجناحي إلى أن تحفيز الطلاب على ريادة الأعمال خلال مراحل الدراسة الجامعية يدعم جاهزيتهم لخوض غمار المال والأعمال على أسس متكاملة وواقعية تواكب مستجدات السوق.

ولفت إلى أن مركز حمدان بن محمد للإبداع والابتكار حرص على مواكبة بند وثيقة الخمسين المرتبطة بتحويل الجامعات إلى مناطق اقتصادية متكاملة، وذلك من خلال دعم المركز لإنشاء حاضنات أعمال في كليات وجامعات الدولة، وأوضح الجناحي أن أولى ثمرات هذا الدعم تتمثل في المنطقة الحرة الإبداعية التي تم افتتاحها أخيراً في كليات التقنية العليا بدبي.

وأوضح الجناحي أن حاضنات الأعمال الجامعية تزوّد الطلبة بالمهارات والمعرفة اللازمة لبناء وتطوير مشاريع وشركات ناشئة من خلال حزمة متكاملة من البرامج التدريبية المتكاملة.

 

تبني المواهب

وقال سعيد محمد النابودة، المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون: «يدعونا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، من خلال البند السادس في وثيقة الخمسين، إلى تحويل الجامعات إلى مناطق اقتصادية وإبداعية حرة.

وكانت هيئة الثقافة والفنون في دبي سباقة في تبني المواهب الشابة ودعمها، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تتبنى إبداعاتهم، وتوفير المنصات التي تروّج لمواهبهم أمام الجمهور في دبي ودولة الإمارات والعالم على نطاق أوسع».

وأضاف: من أبرز النماذج التي تبرز جهودنا في هذا المجال موسم دبي الفني بكل فعالياته، وفي مقدمتها معرض سكة الفني الذي يحتفل هذا العام بالوصول إلى نسخته التاسعة، وسيتم تنظيمه خلال الفترة من 16 إلى 24 مارس الجاري 2019 في حي الفهيدي التاريخي.

ونجح هذا الحدث في تسجيل نجاحات متراكمة، وإلى جانب دوره المهم في ترسيخ المشهد الإبداعي المزدهر في إمارة دبي، فإنه يترك تأثيراً إيجابياً في دعم الاقتصاد الإبداعي، والارتقاء بمكانة المدينة كعاصمة للإبداع والفنون على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وأردف قائلاً: إن الهيئة تتعاون مع العديد من المدارس والجامعات لرعاية الموهوبين، كما أقامت علاقات شراكة قوية مع شركات في القطاع الخاص لمساعدة الفنانين الشباب على عرض أعمالهم الفنية في مساحات يتم توفيرها في المرافق التابعة لشركاء الهيئة، إيماناً منهم بأهمية دعم الأنشطة الاقتصادية الإبداعية.

 

شراكة العام والخاص

وقال جرجي عبود، النائب الأول للرئيس والمدير العام لمنطقة جنوب الشرق الأوسط لدى «إس إيه بي» SAP: «تعتبر الإمارات رائدة على مستوى العالم في إظهار دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص والأكاديمي لتهيئة المواهب الشابة للقوى العاملة في المستقبل.

وقد أظهر استبيان للرأي تم أخيراً أن ثلثي الوظائف التي سيلتحق بها طلاب المدارس الابتدائية اليوم هي وظائف جديدة غير موجودة اليوم، وبالتالي ستؤدي التكنولوجيا دوراً متزايداً في كل مهنة مستقبلية.

وقد شهدت السنوات الخمس الماضية سعي الشركات في الإمارات لاستقطاب الموظفين ذوي المهارات في مجال التحليلات والحوسبة السحابية والتقنيات الجوالة ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك وفقاً لدراسة قامت بها «أكسفورد إكونوميكس» و«إس إيه بي» حول القوى العاملة.

ومع رؤية الإمارات 2021 وتطور مشاريع المدن الذكية في البلاد، جنباً إلى جنب مع بدء تشغيل مركز بيانات إس إيه بي السحابي في الإمارات وخدمة العملاء عبره، فإننا نتوقع نمواً كبيراً في المهارات الرقمية، خاصة في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وبلوك تشين وإنترنت الأشياء».

شراكة

وأضاف عبود: «نحن شركاء مع حكومة الإمارات في مبادرة الذكاء الاصطناعي الصيفية ومبادرة المليون مبرمج عربي، كما نعمل مع الأمم المتحدة والشركاء المحليين في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا على مشاريع لتطوير المهارات الرقمية وتدريب العاملين في عصر الاقتصاد الرقمي.

كما أعلنت إس إيه بي عن تأسيس مركز إس إيه بي ليوناردو في المنطقة 2071 التابعة لمؤسسة دبي للمستقبل، حيث يمكن للعملاء والشركاء والشركات الناشئة والمؤسسات التعليمية تطوير واختبار حلول رقمية اعتماداً على منصة إس إيه بي ليوناردو للابتكارات الرقمية، لا سيما في مجال الحكومات المستقبلية.

كما يعمل برنامج الجيل التالي (Next-Gen) على تعزيز مجتمع الابتكار في جميع أنحاء المنطقة، وقد تمّ إطلاق هذا البرنامج في دولة الإمارات في أكاديمية جيمس الحديثة والجامعة الكندية في دبي.

كما يعمل معهد إس إيه بي للتدريب والتطوير على تعزيز القوى العاملة وتجهيزها للمستقبل، وقد لاقى برنامجنا المهني للشباب وبرنامج التعليم المزدوج نجاحاً كبيراً في الإمارات، حيث وجد أكثر من 99% من خريجي البرامج وظائف لدى عملاء وشركاء إس إيه بي.

كما يتيح برنامج (وينوفيت) للمؤسسات إمكانية الاستفادة من منهجيات الابتكار لتحويل التحديات إلى فرص. وسعياً منا لدعم رواد الأعمال الاجتماعيين في الإمارات وعبر المنطقة، فقد دعمنا مؤسسة الأعمال الاجتماعية العالمية (أشوكا) في تبادل أفضل الممارسات عبر برنامج (تشينج ميكر إكستجينج) التابع لها».

 

ريادة وإبداع

وقال جوليان بيركينشو، نائب عميد كلية لندن لإدارة الأعمال، إن تحويل الكليات إلى مناطق اقتصادية وإبداعية حرة، يساعد على خلق جيل جيد واعٍ لديه من الآليات والأدوات لاستكمال مسيرة التنمية المستدامة بالدولة ودعم الاقتصاد المستقبلي في دبي، منوهاً بأهمية مثل تلك المبادرات في بناء وتأسيس قادة الأعمال في المستقبل، من خلال بناء الكفاءات المهنية المرتبطة بالقطاعات الاقتصادية المتنوعة، ودعم المتميزين من الشباب ورواد الأعمال.

وأوضح أنه من المهم أيضاً غرس ثقافة ريادة الأعمال في طلبة الجامعات، لتعزيز الريادة والإبداع والمسؤولية والطموح، بما يعزز حصول الدولة على مراكز متقدمة في مؤشرات سهولة ممارسة الأعمال، مؤكداً ضرورة تشجيع الشباب على الابتكار والإبداع وتشجيع رجال الأعمال والشركات الكبيرة على تبني مشروعات الشباب والطلاب المبتكرين، مع احتضان المواهب وتوفير الدعم لها.

ولفت إلى أنه من أشد المؤيدين لمقولة إن كليات إدارة الأعمال تؤثر في الاقتصاد، وهناك أدلة قوية تؤيد هذا الرأي، ومنها على سبيل المثال فرنسا، وهي اقتصاد راسخ لكنه بطيء النمو، إذ أظهر تقرير نظام تأثير كليات إدارة الأعمال لسنة 2017 أن ثمانية من كليات إدارة الأعمال تؤثر في اقتصاد منطقة أوفيرني-رون ألب بقيمة 1.9 مليار يورو سنوياً بشكل مباشر من خلال الميزانية، وبشكل غير مباشر من خلال الأموال التي ينفقها الطلاب والموظفون والأساتذة في المنطقة.

Email