أبرزها الذكاء الاصطناعي والتعلم الذكي والصف المقلوب

8 مرتكزات ترسم مستقبل التـعليم في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحمل التغيرات التكنولوجية المتسارعة تطورات كبيرة وقفزات نوعية في القطاعات الحيوية، ونال قطاع التعليم نصيباً كبيراً من هذا التطور، إذ بدأت التكنولوجيا المتقدمة وأدوات الذكاء الاصطناعي تدخل في العديد من جوانبه.

وفي هذا الإطار أكد مسؤولون وأكاديميون في الإمارات أن الثورة التكنولوجية ينبغي أن تقابلها ثورة شاملة في التعليم، من أجل بناء أجيال تواكب احتياجات سوق العمل المستقبلي الذي رسمت ملامحه تلك الثورة، وهنا تأتي أهمية استحداث برامج ومناهج تستهدف صناعة أجيال الغد.

وقالوا إن هناك 8 مرتكزات ترسم مستقبل التعليم في الإمارات يجب على واضعي السياسات التعليمية وضعها بعين الاعتبار وإدراجها ضمن أجندتهم وخططتهم المستقبلية، تتضمن الذكاء الاصطناعي، والصف المقلوب، والتعلم عن بعد، والتعلم الذكي، وتطوير المعلم لمواكبة المستجدات التكنولوجية، والتعلم القائم على المشاريع، وتغيير منظومة الاختبارات لتكون مبنية على مهارات الطلبة، إلى جانب تفريد التعليم للتأكد من حصول كل طالب على مستوى الدعم والرعاية التي تلائم احتياجاته الفردية، مؤكدين أهمية تطويع التشريعات والقوانين لتوفير أشكال متعددة من الخدمات التعليمية التي تساهم في تحقيق هذا التفرد.

تقييم الجامعات

وأكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، أن الوزارة أدرجت التعليم الذكي أو الإلكتروني كأحد معايير تقييم الجامعات داخل الدولة وترخيصها، بالإضافة إلى أنه سيراعي لدى اعتماد البرامج والتخصصات الجديدة أن يكون محتوى المساقات موائماً لإطار منظومة المؤهلات، بهدف الارتقاء بمستوى التعليم، كما سيتم الوقوف على مدى مطابقة جودة معايير التعلم الإلكتروني المعمول بها في الجامعة داخل الدولة لمعايير الجودة العالمية في المجالات نفسها.

وأشار إلى أن ترخيص التعليم الإلكتروني بدأ منذ تأسيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، حيث تم وضع معايير معنية فقط بالتعليم الإلكتروني بشكل منفصل لا ينطبق على بقية الجامعات، أما حالياً فقد تم دمج معيار التعليم الإلكتروني أو الذكي، ضمن المعايير العامة للجامعات، بحيث يمكن للجامعات الأخرى طرح برامج ومساقات إلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية.

وأوضح معاليه أن السماح للجامعات بطرح مساقات إلكترونية سيعتمد بالدرجة الأولى على تقييمها، فالجامعات التي ستحصل على تقييمات عالية سيتم السماح لها بطرح مساقات أكثر، فيما سيتم تقليصها للجامعات التي تحصل على تقييم أقل، لأن هذا النوع من التعليم يحتاج لكفاءات متخصصة، ليتمكن الطلبة من متابعة دراستهم خارج إطار الحرم الجامعي.

وبين معاليه أنه تم وضع خيار التعلم المستمر للجامعات، ضمن المعايير الجديدة التي سيتم طرحها، بحيث تتمكن الجامعات الراغبة من طرح مساقات تعلم للخريجين عن طريق «الأولاين».

التعلم عن بعد

من جهتها أكدت معالي جميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، أن وزارة التربية والتعليم وضعت ضمن رؤيتها التعليمية المستقبلية تعزيز عملية التعلم عن بعد، باعتبار هذا النوع من التعليم سيأخذ أبعاداً جديدة واهتماماً وتوسعاً كبيراً وفرصاً أكبر للازدهار والمرونة، مشيرة إلى أن هذا النوع من التعلم يتمثل في التعليم المستمر الذي أقرته الوزارة ضمن خطة تطوير التعليم من خلال تعليم المنازل والكبار.

ولفتت إلى أن الوزارة ماضية في تحقيق التوجهات المستقبلية التي تحقق الريادة في التعليم منها إدخال الذكاء الاصطناعي، وتعكف على إعداد مناهج خاصة به، مؤكدة أن هذه الخاصية باتت حاجة ملحة تساعدنا على تنويع مصادر ريادتنا.

وقالت إن وزارة التربية والتعليم تأخذ في الحسبان تشجيع كل طالب للوصول إلى أقصى إمكانياته، إذ إن كل فرد في مجتمعنا يجب أن يتسلح بالعلم لأن الخبرات الفردية تمثل عمود اقتصاد الثورة الصناعية الرابعة غير المعتمد على النفط.

وأضافت: يتوجب التأكد من معرفة أولياء الأمور لجميع الخيارات التي توفرها الدولة لأبنائهم وبدورنا ندعمهم من خلال خدمات الإرشاد الأكاديمي، ليتمكنوا من اختيار البرنامج الذي يتناسب مع قدرات وظروف ومهارات أبنائهم، مشددة على أن وعي أولياء الأمور بمميزات وحدود كل خيار تعليمي ضروري لا يقل أهمية عن توفير الأدوات والمواد والبرامج وأدوات التقييم.

وقالت إن العديد من الآباء والطلاب يختار التعلم عن بعد بسبب الحرية التي يوفرها لهم في جدولهم اليومي في حين أن المدارس العامة عبر الإنترنت لا تزال تتبع السنة الدراسية التقليدية، ويتوقع من الطلاب إكمال المهام في المواعيد المحددة، مشيرة إلى أنه يمكن للطلاب تعديل روتين حياتهم اليومية لتتناسب مع احتياجاتهم الفردية.

وبينت معاليها أن التعلم عن بعد يوفر فرصاً جيدة لتقليل العديد من العقبات التي تحول دون التعلم، وعلى سبيل المثال مع استمرار اكتظاظ الفصول الدراسية في المدارس التقليدية، فإن ذلك يؤدي أيضًا إلى تشتيت الطلاب.

التدريب التخصصي

من جانبه أفاد المهندس عبد الرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة أن الوزارة تعمل جاهدةً على تخصيص مبادرات تستهدف تأهيل المعلمين بطرق مبتكرة ومناهج مطورة وحديثة تمكنهم من أن يكونوا مبدعين ومبتكرين ومساهمين رئيسين فاعلين في استحداث البيئة المحفزة للطلبة على الابتكار والريادة في المدارس، الأمر الذي سيمكن الطالب والمعلم معاً من تولي دور رئيس وفاعل في بناء مستقبل التعليم.

وأكد على أهمية إعطاء التعليم الزخم المطلوب من ناحية تعزيز مسارات التقدم على صعيد الابتكار، وجعل المدرسة الإماراتية نموذجاً يعتد به في هذا المجال.

ولفت إلى أن الدولة لديها طموحات للوصول إلى أعلى المراتب والتصنيفات العالمية لذلك لا بد أن نواكب هذا الطموح من خلال تسخير وزارة التربية والتعليم كل الإمكانيات وذلك لإحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية ‏لمواكبة الاتجاهات العلمية الحديثة ولضمان مستقبل أفضل أبنائنا الطلبة.

ولفت إلى أن دور المعلمين والقيادات التربوية سيظل في دائرة الاهتمام، لذا تم إيلاء التدريب التخصصي المستمر عناية كبيرة، لدعم التطور المهني لمعلمينا وقياداتنا، بجانب اعتماد رخصة المعلم لضمان الإجادة الكاملة للمعايير المتعلقة بمهنة التدريس والتعاون الحثيث مع الجامعات والتأهيل الأمثل للخريجين الذين سيلتحقون بسلك التعليم.

وقال: نعي تماماً أن التكنولوجيا لم تعد ترفاً ضمن الإطار التعليمي بل تشكل بعداً أساسياً لتيسير العمل وفتح آفاق بلا حدود للإنجاز والإدارة والتعاون والتواصل والتعلم، ولهذا نحن نفخر بحجم الإنجاز الذي تصب جهوده نحو انتقال الوزارة الذكية عبر منظومة تتسارع في التطور لتقديم خدمات إلكترونية مميزة وفعالة.

تقنيات حديثة

من جهته أوضح الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا أن التعليم الذكي أصبح ضرورة لا خلاف عليها ضمن منظومة التعليم، من خلال استغلال التكنولوجيا كجزء من العملية التعليمية وطرق التدريس الحديثة، مشيراً إلى أن الكتب التقليدية أصبحت بالنسبة لطلبة الجيل الجديد مثل المخطوطات، فيما تعتبر لوحة التعليم وأداة الكتابة عليها غير ملائمة لأدوات العصر الحديث.

وأضاف أن استقطاب «ما يسمى بجيل الآيباد» يأتي من خلال استخدام هذه التقنيات الحديثة المتوفرة بين يديه الآن، مشيراً إلى أن مختلف الأدوات التكنولوجية في تغير وتحديث مستمر، لذا أصبح مواكبة قطاع التعليم لهذا التغير المستمر ضرورة حتمية، فيما يكمن التحدي الأكبر في تهيئة الكوادر التعليمية سواء على مستوى المدارس أو الجامعات ليكونوا ملمين بهذه التقنية، لأن الجامعات مهما بذلت من جهود لتدريب وتأهيل وتطوير مهارات كوادرها ستظل هناك فجوة بين الأجيال، خاصة وأن الطلبة في الفئات العمرية الأولى أصبحت التقنيات جزءاً من تعليمهم اليومي.

وقال الشامسي إن التعليم الذكي أصبح أساسياً للمؤسسات التعليمية بشكل عام سواء في التعليم العام أو الجامعي، ولم يعد عملية اختيارية، لأن عدم اعتماده يؤدي إلى تأخر هذا الجيل وبالتالي لن يكون مهيئاً لمهارات سوق العمل المستقبلية، خاصة في التخصصات التي تعتبر الدولة في أمس الحاجة لها والتي تدعم توجهاتها.

وأضاف أن التخصصات التي سيحتاجها سوق العمل الحالي والمستقبلي مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، تعتمد بشكل أساسي على استخدام التقنيات الحديثة، مشيرا إلى أن تأهيل الخريجين في هذه التخصصات يعتبر عصب الاقتصاد الوطني وطرفاً في التنمية الاقتصادية الشاملة.

وأفاد بأن استخدام التكنولوجيا الحديثة يجب أن تكون عملية متأصلة في كافة المناهج، مؤكداً أن استخدامها سيفتح الآفاق للطلبة نحو الإبداع والتميز.

تطورات

وقال الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي إن الثورة الصناعية الرابعة بدأت مع دخول عصر «الإنترنت»، وفي الخمسينيات والستينيات ظهرت الأقمار الصناعية ومن ثم الألياف الزجاجية، إلى أن جرى إطلاق «الإنترنت» الداخلي مع نهاية العام 1969، وتمثل هذا بوجود بداية للثورة الصناعية الرابعة، التي قادت إلى حدوث طفرة تعليمية، الأمر الذي دفع الجامعات إلى إعادة النظر في أدواتها لعمل نقلة نوعية في التعلم نسميها اليوم التعلم الذكي.

وأضاف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أطلق التعلم الذكي في عام 2012، وكانت الجهتان المسؤولتان عن التعلم الذكي هما الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ووزارة التربية والتعليم، وتم إطلاق العديد من المبادرات لتطوير التعلم في الإمارات، لكن من المهم الوقوف على التحديات، ومخرجات التعلم، مع ضرورة استخدام الأدوات اللازمة التي يمكن للطالب التعامل معها.

التعليم الذاتي

من جهته أكد الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، أن الجامعة توفر منصة للتعليم الذاتي والذكي والتعليم عبر التطبيق الهاتفي، أو عن طريق المنصة التعليمية الذكية التي توفرها عبر الموقع الإلكتروني «Zayed University Virtual Bridge»، والذي يضم بعض المساقات الدراسية في مجالات التربية واللغة الانجليزية، وإدارة المشاريع ومواضيع أخرى، بحيث يتمكن الطالب من التعلم بذاته من دون الرجوع إلى الأكاديمي، ويقوم بتأهيل وتدريب نفسه وتطوير مهاراته من خلال هذه المساقات.

وقال إن هذه المساقات والمناهج تم تطويرها خلال ما يقارب العام، من قبل فريق من الأساتذة في التربية والتعليم ومركز الابتكار في الجامعة، وهي مخصصة للطلبة الجامعيين الجدد وطلبة الثانوية العامة الراغبين في تطوير مهاراتهم اللغوية، مشيراً إلى أن المئات من الطلبة مسجلين في هذه المساقات الأمر الذي يشير إلى جدواها وفائدتها عوضاً عن الطرق التقليدية للتدريب والتأهيل.

وذكر أن المنصة ستقوم بطرح مساقات إضافية وإضافة مواضيع غير تقليدية مثل السعادة والتسامح، والتي تتوافق مع رؤية وتوجهات الدولة خلال الفترة القريبة القادمة، مشيراً إلى أن الجامعة تضم مركزا للابتكار في التعليم الجامعي، يعمل على تدريب أعضاء هيئة التدريس على مختلف الوسائل والمهارات التقنية الحديثة التي يحتاجها الكادر الأكاديمي لتعزيز وتطوير مهارات الطلبة والارتقاء بمخرجات التعليم العالي في الدولة.

وأضاف أن هذا المركز يؤهل أعضاء هيئة التدريس الأكاديمي للحصول على شهادة «الزمالة في التدريس»، وهي معتمدة من معهد التعليم العالي في بريطانيا.

مدرسة المستقبل

بدوره قال الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، إن مدرسة المستقبل لا بد أن يتوفر فيها عدة معايير ومبادرات ترتكز عليها تواكب التوجهات الحالية.

وذكر أن الساحة التعليمية تشير في الوقت الحالي إلى مبادرة «الصف المقلوب» وكل ما يلائم توجهات المتعلمين، لافتاً إلى أن الصف المقلوب هو نظام تعليمي معكوس وهو نموذج تربوي يرمي إلى استخدام التقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت بطريقة تسمح للمعلم بإعداد الدرس عن طريق مقاطع فيديو، ليطلع عليها الطلاب في منازلهم أو في أي مكان آخر باستعمال حواسيبهم أو هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية قبل حضور الدرس.

وذكر أن وجود فيديو يشرح الدرس يساعد الطلاب على إعادة تشغيله والاطلاع عليه في الوقت المتاح لهم ويتم استخدامه عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتبادله مع الطلاب.وأضاف أن هذا النظام التعليمي مطبق في الغرب منذ عام 2011 ودخل إلى المنطقة العربية مؤخراً، مشيراً إلى انه يمنح الطالب كل المفاهيم ويأتي الطالب إلى الصف ولديه كل المعلومات ويقومون بتطبيقها، ويشرح الطالب ما تلقاه من فهم لمعلمه وأصدقائه.

من جانبها قالت الخبيرة التربوية محاسن يوسف، إن التعليم المستقبلي يرتكز على ما يحتاجه سوق العمل فالطلبة اليوم سيتكيفون مع التعلم القائم على المشاريع، وهذا يعني أن عليهم تعلم كيفية استخدام مهاراتهم في فترات قصيرة وظروف متنوعة، فالطلبة يجب أن يكون لديهم إلمام كافٍ بالتعلم القائم على المشاريع منذ المرحلة الثانوية، فضلاً عن توجههم نحو التكنولوجيا التي تعزز الكفاءة في بعض المجالات، ما سيفسح للمنهاج الدراسي المجال للمهارات التي تتطلب المعرفة الإنسانية والتفاعل وجهاً لوجه.

ولفتت إلى أن المؤسسات التعليمية عليها أن توفر المزيد من الفرص للطلبة لاكتساب مهارات العالم الحقيقي والتي ستؤهلهم لوظائفهم.

%9.8

قال جيف ماجيونكالدا الرئيس التنفيذي لشركة كورسيرا لحلول التعليم: إنه من المتوقع أن يتوسع سوق التعليم عبر الإنترنت في الشرق الأوسط بمعدل سنوي مركب يبلغ 9.8٪ خلال الفترة بين 2017-2023.

وذكر أنه من المرجح أن يكون نمو السوق مدفوعاً بالاستثمار الحكومي الضخم والتبني السريع للتعليم عبر الإنترنت والتعلم الإلكتروني عن طريق المؤسسات التعليمية والتجارية.

وتابع: ينبغي على جميع العاملين في مختلف القطاعات تطوير المهارات التي يمتلكونها بصورة مستمرة.

مهارات

قالت سولفيج نيكلوس عميد أكاديمية أبوظبي الحكومية إن الاستعانة بشركات حلول التعليم لتطوير مهارات الطلبة بشكل عام أو الدارسين سوف يرفع من مهارتهم العملية لأن تلك الشركات تقدم برامج تعليمية تكنولوجية محفزة تنعكس إيجاباً على استيعابهم للمادة العلمية أو المهارات المكتسبة، ودورها في تعزيز دور التعلم بالممارسة.

وذكرت أن البرامج التدريبية وبناء الشراكة بين القطاعين العام والخاص يخلق نوعاً من التكامل في ظل توجهات الإمارات نحو بناء المعرفة، كما أن التدريب والتعلم المستمرين يعدان قادة المستقبل ويزودونهم بالمهارات المطلوبة عالمياً.

%100

تعتبر جميع المدارس الأمريكية ذكية بنسبة 100%، وتطبق أمريكا منهجية التعليم عن بعد وتوظفها في مدارسها، كما اهتمت بعملية تدريب المعلمين لمساعدة زملائهم ومساعدة الطلاب أيضاً، وتوفير البنية التحتية الخاصة بالعملية من أجهزة حاسب آلي وشبكات تربط المدارس مع بعضها، إضافة إلى برمجيات تعليمية فعالة كي تصبح جزءاً من المنهج الدراسي.

كما تعد اليابان من الدول التي تطبق أساليب التعليم الإلكتروني الحديث بشكل رسمي في معظم المدارس، وقد بدأت بإطلاق «مشروع المائة مدرسة» وبعد ذلك وفرت نظاماً معلوماتياً إقليمياً لخدمة تعليم مدى الحياة في كل مقاطعة يابانية، وكذلك توفير مركز للبرمجيات التعليمية.

تقييم

رأت الخبيرة التربوية نورة سيف المهيري، أن المنصات التعليمية المفتوحة ستقيم قدرات الطلبة، وستحل تقييم المهارات مكان الاختبارات التقليدية التي تشمل ما يتضمنه المنهاج وسيصبح مفهوم التقييم مختلفاً تماماً خلال التعليم المستقبلي، ما يمكن من قياس المعرفة الحقيقية للطلبة أثناء عملية التعلم (تطبيق المعرفة بدل الحفظ).

وذكرت أن التعليم المستقبلي سوف يكون الطالب فيه أكثر مشاركة في تشكيل مناهجهم الدراسية، وعملية التعليم والتعلم، وسيرسمون مستقبل تعليم يتماشى مع توجهاتهم التكنولوجية وعصر الرقمنة.

منصور العور: نسعى لتحويل التعلم إلى رحلة ممتعة

قال الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، إن الجامعة حملت لواء الريادة في التعليم الذكي، في ظل المتابعة المستمرة والتوجيهات السديدة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الرئيس الأعلى للجامعة، لتواصل مسيرة التميز في إعادة رسم ملامح مستقبل التعليم في العالم العربي عبر التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي.

ولفت إلى أنه على صعيد توظيف الابتكارات التكنولوجية في خدمة التعليم، كانت للجامعة محطة ناجحة في تطبيق نظرية الألعاب في تقييم الدارسين، حيث نسعى إلى تحويل التعلم إلى رحلة ممتعة، استناداً إلى 3 ركائز أساسية تتمثل في المتعة والتحدي والتفرد، وذلك تحت مظلة الجامعة التي تعتبر أول جامعة في العالم تبادر إلى تطبيق نظرية الألعاب في التعلم.

وتابع: خطت الجامعة في العامين الماضيين خطوات متقدمة على درب تطوير منظومة تعليمية مبتكرة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، وواصلت تطوير إحدى أرقى بيئات التعلم الافتراضية والقائمة على وسائط التعليم التفاعلية، مدعومةً بمبادرات سبّاقة تحولت إلى قصص نجاح تُضاف إلى تاريخ حافل بالتميز في إعادة إثراء مخزون المعرفة وتحفيز البحث العلمي ودفع عجلة التقدم في قطاع التعليم.

وأضاف أن الجامعة كانت سبّاقة في أن تكون أول جهة في دبي تطبق الـX10، حيث تطبق اليوم ما ستطبقه جامعات العالم بعد 10 سنوات بالاعتماد على أدوات تعليمية جديدة تحاكي المستقبل، وأرست الجامعة دعائم متينة لتسهيل الوصول المباشر إلى أفضل مستويات التعليم المرن بجودة عالية وتكاليف مناسبة، استناداً إلى تقنيات ثورية مثل «الذكاء الاصطناعي» و«الواقع المعزّز» و«الحوسبة السحابية» و«إنترنت الأشياء».

وقال العور إن الجامعة أولت، خلال العامين الماضيين، اهتماماً لافتاً بتوطيد جسور التواصل مع الدارسين، إيماناً منها بأنّ الدارس مساهم رئيس في صنع المعرفة، كما تقود الجامعة جهود بناء شراكة حقيقية مع الشباب وتفعيل دورهم في عملية صنع القرار ودفع عجلة الريادة في التعلم الذكي، بما يضمن تقديم مخرجات تعليمية تلبي احتياجات العصر المعرفي.

جمال المهيري: ضرورة تأهيل المعلم لمواكبة تطورات أساليب التدريس

رأى الدكتور جمال المهيري، الأمين العام لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أن المعلمين هم الركيزة الأساسية في المنظومة التعليمية التي ستخرج بمدرسة المستقبل، ومن ثم فعليهم أن يواكبوا التطورات الجديدة والمتلاحقة في أساليب التدريس وأدواته لضمان تطوير أدائهم والعمل على تمكن الطلبة من تطوير إمكانياتهم العلمية، والوصول بمستويات أدائهم إلى مرحلة الإبداع والابتكار وتقديم مشروعات علمية جديدة تعكس مدى استيعابهم لجميع المواد العلمية.

ولفت إلى أهمية تنفيذ شراكات علمية مع مؤسسات تعليمية عالمية تطبق تجارب تعليمية متطورة، وذلك لتحقيق الهدف الأسمى وهو تخريج كفاءات وطنية تملك مهارات القرن الحادي والعشرين، وقادرة على تحقيق طموحات الوطن والقيادة الرشيدة.

ودعا المهيري إدارات المدارس بالاطلاع على أنجح التجارب التعليمية التي تساعد في الوصول إلى مدرسة المستقبل التي تحاكي متطلبات القرن، مؤكداً على أهمية التركيز على التكنولوجيا ومساهمتها في تغير النظم التعليمية للمدرسة وجعل التعليم أكثر متعة وجاذبية.

محمد الظاهري: تكنولوجيا التعليم أداة لتحفيز الإبداع

أكد محمد الظاهري مستشار رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، أن التكنولوجيا في التعليم تعزز من دور التعلم بالممارسة، فضلاً عن أن استخدامها داخل الفصول الدراسية يعزز من مسارات الإبداع.

وذكر أن دولة الإمارات أرست معايير التميز والجودة في شتى قطاعاتها ويتصدر التعليم محور اهتمامها بفضل الدعم المتواصل من القيادة للاستثمار في شباب الوطن لتحقيق مخرجات تعليمية بجودة عالية وتوظيف الإمكانات لجعل الدولة منصة عالمية رائدة لإنتاج المعرفة من خلال تعليم متطور.

وأفاد أن التعليم النوعي يتصدر قائمة اهتمامات دولة الإمارات فنوعية التعليم ودرجة جودته التي نبحث عنها تتمثل في مستوى اعتماده على الأساليب الحديثة والتكنولوجيا وكل ذلك بات يمثل ليس مطلباً لنا فحسب بل مطلباً عالمياً للتقدم شريطة أن يكون متضمناً لمعايير تربوية وتقييمات بكفاءة عالية لمسارات النظم التعليمية وكفاءتها وبالتالي إمكانية الحكم على مدى استجابتها لمتطلبات التنمية البشرية واحتياجات سوق العمل.

الثورة الصناعية الرابعة تتطلب تعزيز التقنيات الحديثة في التعليم

قال الدكتور نورالدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا إن الثورة الصناعية الرابعة تتطلب تعزيز التقنيات الحديثة في التعليم.

ولفت إلى أن التعليم أصبح ملزماً لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، والعصر الرقمي والتكنولوجيا الحديثة.

وأضاف أن استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي، تعد بوابة الإمارات للمستقبل والتطور والتألق في شتى المحافل، وهو ما ينطبق أيضاً على الجانب التعليمي في جامعات القرن الحادي والعشرين التي ستعتمد تدريجياً على الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تقليل كلفة التعليم وجعله في متناول الجميع.

وقال عطاطرة: نحن بحاجة إلى بلورة النموذج التعليمي من جديد لإنشاء مؤسسات تعليمية، تربوية، اجتماعية واقتصادية تساهم في ردم الفجوة بين ما يدرسه الطلبة في المدارس والجامعات، والمهارات التي يحتاج إليها العالم الحقيقي على أرض الواقع.

ولفت إلى ضرورة فتح المجال للابتكار والتطوير ورفع سقف الإبداع سواء للطلبة أو لأعضاء الهيئة التدريسية والمؤسسة التعليمية، وأيضاً غرس حب الابتكار والإبداع في الجيل الجديد وتوعيتهم بأهمية البحث العلمي وفوائده.

من جانبه أفاد علي شبدار مدير الابتكارات في شركة «زوهو»، الشركة التكنولوجية المتخصصة بتطبيقات الأعمال القائمة على السحابة، أن الإمارات تراهن على الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومة التعليم.

وبين أن الذكاء الاصطناعي يغير الطريقة المتبعة في تعليم الطلبة، حيث يزداد استخدام النظم الذكية التي تجيب عن التساؤلات وتقدم الإرشادات الأساسية وتوجه الطلاب للاطلاع على مصادر إضافية، كما يوفر الذكاء الاصطناعي بشكل متواصل الدعم للطلاب في مواد أساسية، مثل الرياضيات واللغات، مع التعلّم في ذات الوقت من التفاعلات مع مختلف الطلاب وتحسين تجاربهم إلى مستويات غير مسبوقة.

وذكر انه مع الزيادة في عدد الصفوف الإلكترونية، لم يعد الطلاب بحاجة لحضور الصفوف التقليدية طوال الوقت، فالخطوة المقبلة تتمثل في إتاحة الصفوف الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للطلاب وهم في منازلهم، في أي مكان حول العالم، مع ضمان تفاعلهم في ذات الوقت مع زملائهم في الصف ومعلميهم.

وأضاف: «من خلال الشراكة مع شركات التكنولوجيا، شرع قطاع التعليم في الإمارات بتجربة آليات جديدة لتطوير عملية التعليم للأجيال المستقبلية في الدولة، أثمرت عن قيام العاملين في القطاع التربوي المحلي بتحديد طرق ملهمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الأنشطة اليومية للطلبة داخل صفوفهم».

توصيات

ترسيخ التعليم الذكي بتضافر الجهود الحكومية والخاصة ونشر الوعي بأهميته

تحفيز المعلمين والمعلمات على طرق التعامل مع التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية

التطوير المستمر للمناهج بما يتواكب مع سوق العمل مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا

تنفيذ شراكات مع مؤسسات تعليمية عالمية لتخريج كفاءات وطنية تمتلك مهارات القرن الـ21

غرس حب الابتكار والإبداع في نفوس الطلبة والتركيز على البحث العلمي

تغيير منظومة الاختبارات لتكون مبنية على مهارات الطلبة، وإشراك الطالب في تشكيل المناهج الدراسية

وحرصا على تعميم الفائدة ننشر لكم صفحات البيان المخصصة بنظام " بي دي إف " ولمشاهدتها يكفي الضغط هنا

Email