ضعف مخرجات مهارتي اللغة والرياضيات عائق على أبواب الجامعات

«قياس الكفاءة» اختبارات تغيّر المسار التعليمي والمهني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى البعض أن اختبارات قياس الكفاءة تعجيزية، وتعتبر عائقاً في طريق تحقيق طموحاتهم، لكونها المعْبر الأساسي نحو الوصول إلى مراد المؤسسات التعليمية وأماني جهات العمل أو الباحثين عن وظيفة. فبرغم سنوات الدراسة التي تمتد من الصف الأول حتى الثاني عشر وما قد يسبقها من تمهيدي وروضة، وبرغم الدروس الخصوصية ودورات المعاهد التي تصنّف نفسها ضمن تقوية اللغة الإنجليزية وغيرها من الوسائل والتعامل المباشر في بعض الأحيان في الحديث باللغة الإنجليزية مع الناطقين بها، فإن بعض الطلاب حتى الآن لا يجيدون كتابة أسمائهم! فكيف إذاً سيواجهون امتحانات «التوفل والآيلتس»؟!

تأهيل وإعداد

هذا العائق يؤدي إلى تغيير مسار الطلبة التعليمي والمهني، ويضطرهم إلى اختيار تخصصات لا تواكب طموحاتهم ولا طموحات دولتهم والمرحلة التي تتطلبها نهضة البلاد، لذا يطالب عدد من الطلبة وذووهم بضرورة أن تقوم المدارس بدورها المنوط بها من حيث تأهيل وإعداد الطلبة لاختبار قياس اللغة الإنجليزية والرياضيات قبل أن يخوضوه، وإجراء اختبارات تحضيرية. فيما طالب آخرون بضرورة إجراء الاختبار داخل أسوار المدرسة لضمان نزاهته، من ناحية وتفادياً لاستغلال المراكز المتخصصة من ناحية أخرى.

وأكدوا أن اشتراط اجتياز اختبارات القياس مثل «الآيلتس» أو«التوفل» و«السات»، كشرط لقبول الطلاب الراغبين في استكمال دراسة البكالوريوس والماجستير والالتحاق بتخصصات بعينها، يشكّل عائقاً، أمام بعض الطلبة، حيث تشترط الجامعات درجة، يعتبرها البعض عالية، لإكمال الإجراءات التسجيلية في تخصصاتهم، التي لطالما حلموا بها في سنوات دراستهم الأكاديمية، حتى تخرجوا في الصف الثاني عشر، لتصطدم أحلامهم بصخرة هذه الاختبارات، فيما اضطر بعضهم إلى التخلى عن حلمه، ولجأ آخرون إلى تغيير تخصصهم وجامعتهم بسبب عدم حصولهم على الدرجة المطلوبة لاجتياز هذه الاختبارات فحسب.

 

عبء إضافي

قالت أم عمران (ولية أمر) إن هذه الاختبارات أصبحت تثقل كاهل الأسرة وتزيد فوق عبء اجتياز امتحانات الثانوية العامة عبئاً إضافياً حتى أضحت الظاهرة في تزايد مستمر.

وأكدت أن ابنها عمران، الذي تخرج في الثانوية العامة في المنهاج الأميركي، تخلى عن حلمه في الالتحاق بتخصص السياسة الدولية بجامعة الشارقة التي اشترطت اجتيازه لاختبار التوفل والسات بدرجة لا تقل عن 430 درجة كمتطلب أساسي، ووسط محاولته لاجتياز الاختبارات عدة مرات دون جدوى، اضطر إلى اختيار تخصص آخر لا يواكب طموحه، وهو الموارد البشرية، لا لشيء سوى أنه لم يستطع الحصول على الدرجة المطلوبة، كما أنه لا يرغب في التعطل عن الالتحاق بالجامعة لسنة إضافية.

وتطالب أم عمران بضرورة تأهيل الطلبة أو حتى إدراج مثل هذه الاختبارات ضمن المناهج الدراسية خلال فترة الدراسة نفسها حتى لا يتعطل الطالب عن دخول الجامعة، فيضطر إلى دخول تخصص لا يرغب فيه، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تسريب الكوادر الإماراتية من التخصصات والتي تواكب المرحلة الحالية والقادمة من نهضة البلاد، مشيرة إلى أن ابنها كان يحلم بالالتحاق بتخصص السياسة الدولية، ليتمكن من تمثيل دولته في المحافل الخارجية.

وأشارت إلى أن معظم الطلبة لا يتمكنون من اجتياز اختبار السات بالمعدل المطلوب، وهو ألا يقل عن 430 درجة، وذلك لعدم توافر معاهد متخصصة في هذه الاختبارات كمثيلاتها في الآيلتس والتوفل، حيث يتم التقديم على اختبار السات في الرياضيات عبر الموقع الإلكتروني في أميركا، فيما تطلب بعض الجامعات تعهداً من ولي الأمر بموافقته على عدم تخرج ابنه في الجامعة إلا بعد حصوله على تلك الشهادات.

 

تأهيل

ويطالب زياد طارق، طالب الهندسة، بضرورة منح المدارس صلاحية إجراء امتحانات «التوفل» و«الآيلتس» و«سات» مع ضرورة تأهيل الطلبة في اللغة الإنجليزية والرياضيات وغيرها من المواد التي يشترط اجتياز الطالب امتحاناتها لدخول الجامعة.

وقال إن شقيق صديقه تخرّج قبل سنة بعد دراسته الإعلام، وكان شرط التخرج هو إحضار إحدى شهادتي «التوفل» أو «الآيلتس» للحصول على درجة البكالوريوس، لذا كان عليه اجتياز امتحان أي منهما، وحاول اجتياز امتحان التويفل عدة مرات لكنه فشل، مما أضاع فرصته في الحصول على الوظيفة التي كانت متوافرة في ذاك الوقت ليبدأ في البحث من جديد.

 

تحديات

من جانبه، قال حميد أحمد إن الجامعة التي كان يدرس فيها اشترطت عليه إحضار إحدى الشهادتين لإتمام التخرج وتسليمه الشهادة الجامعية، تنفيذاً لقانون الوزارة، لافتاً إلى أنه لم يستطع النجاح في «الآيلتس»، لأنه كان يدرس باللغة العربية، فضلاً عن عدم تهيئته في المدرسة لمثل هذه الامتحانات.

ويرى الطالب أحمد المهيري أن فرض الوزارة على الجامعات حصول الطلبة على التوفل أو الآيلتس غير منصف، لأن بعض الجامعات تدرس باللغة العربية وليسوا بحاجة إلى الإنجليزية، موضحاً أن مشكلة «الآيلتس» تتلخص في ضرورة الحصول على معدل درجات ‬4.5 في مهارات القراءة والتحدث والاستماع والكتابة، وفي حال عدم التمكن من تحقيق المعدل في أي منها يعاد الامتحان، وهو الأمر الذي يعطل الطلبة أو يدفعهم إلى العزوف عن الالتحاق بتخصصات كانوا يرغبون فيها.

 

أما الخريجة بدرية البند فكان طموحها العلمي يدفعها إلى استكمال مشوارها العلمي والحصول على درجة الماجستير في الإعلام لدعم المهنة بالكوادر الإماراتية المؤهلة، غير أنها اصطدمت بحاجز التوفل الذي اضطرت إلى إعادة امتحانه 5 مرات دون جدوى، ففي كل مرة لا تحصل على الدرجة المطلوبة وهي 8، ما اضطرها إلى التخلي عن حلمها في النهاية.

وأشارت بدرية إلى أن رسوب الطلبة في اجتياز هذه الاختبارات يرجع إلى أسباب عدة، أهمها عدم التحضير المسبق لها بشكل كافٍ، لافتة إلى إن مثل هذه الامتحانات لا تُعد مؤشراً كافياً لقياس كفاءة مستويات الطلبة في اللغة، ولكن فقر التحضير المسبق إليها إلى جانب التوتر والقلق، يمنع الطلبة من الحصول على الدرجة المطلوبة، التي تخوّلهم للدخول والتسجيل الفعلي في التخصصات التي يرغبون في دراستها، ولذلك يتم وضعهم في مستويات لتقوية ثغرات اللغة لديهم، وتحضيرهم وتدريبهم على نماذج تجريبية لهذه الامتحانات بشكل كافٍ، وتحت أيدي أساتذة متخصصين في هذا المجال.

 

إعادة نظر

إلى ذلك، قال الدكتور أشرف جهيماني، من جامعة الفلاح بدبي، إن ثمة مشكلة في مخرجات التعليم العام، من المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، والدليل على ذلك أن كثيراً من الطلبة لا يستطيعون الارتقاء بأدائهم لمستوى الجامعات، فالمتتبع الآن لمستويات اللغتين العربية والإنجليزية، يلاحظ أن هناك ضعفاً للطلاب المقبلين على الجامعة، مطالباً بإعادة النظر في محتوى مناهج التعليم، بحيث تكون متوائمة مع متطلبات الجامعة، وتغيير المناهج، إن استدعى الأمر، لتعطي إلماماً كافياً للطالب، بحيث يستطيع أن يكتب، ويقرأ، ويتحدث، ويتمكن من جميع مهارات اللغة الإنجليزية بشكل كبير، مما يساعده على اجتياز الامتحانات ويعتبرها دونية، مقارنة بما يملكه من ثروة لغوية عالية عند دخول الجامعة، ويلفت أيضاً إلى أهمية اختيار معلمين مدرسين للغات ذوي كفاءات عالية في مدارس التعليم العام.

 

10

أعلنت وزارة التربية والتعليم، قائمة أوائل الثاني عشر الإماراتيين في اختبار الإمارات القياسي (إمسات)، والذي تضمن مواد الرياضيات والفيزياء واللغتين العربية والإنجليزية، وشملت القائمة 10 طلاب وطالبات على مستوى الدولة، وتفوقت الإناث على الذكور حيث حصدن 6 مراكز في القائمة.

 

إلزامية

أكدت وزارة التربية والتعليم، أن اختبار الإمارات القياسي إلزامي لطلبة الصف 12 من مواطني دولة الإمارات في جميع المدارس الحكومية والخاصة (منهاج وزارة التربية والتعليم والمناهج الدولية الخاصة)، ولطلبة الصف 12 الإماراتيين والوافدين الدارسين في مراكز التعليم المستمر الحكومية.

 

24

أبلغت وزارة التربية والتعليم تعديلها فترة صلاحية شهادة الـ«إمسات» لطلبة الثاني عشر، لتصبح 24 شهراً كما هو معمول به في الاختبارات الدولية بدلاً من 18 شهراً من تاريخ أداء الاختبار، تسهيلاً على الطلاب لاستخدام نتيجة الاختبار للقبول في مؤسسات التعليـم العالـي.

 

«التربية»: 8 آلاف طالب وطالبة أدوا اختبار «إمسات» في الموسم الحالي

أفادت وزارة التربية والتعليم بأن نحو 8 آلاف طالب وطالبة أدوا اختبار الإمارات القياسي «إمسات» للعام الدراسي 2018 -2019 ضمن الدورة الثانية التي عقدت، الشهر الماضي، في مراكز الاختبار التي حددتها الوزارة.

وأوضحت الوزارة، أن عدداً محدوداً من الطلبة لم يتمكنوا من أداء الاختبار لأسباب تقنية، وبالنسبة للطلبة الذين لم يتمكنوا من أداء الاختبار فسيتم إعادة جدولة الاختبار لتأديته وفقاً للمواعيد الجديدة.

وكانت الوزارة قد عممت على المدارس الحكومية والخاصة التي تقدم كافة المناهج بالبدء بعمليات التسجيل في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات كأول مادتين، حتى يتمكن الطالب من استكمال التسجيل في بقية المواد، وفتحت نظام التسجيل منذ نوفمبر الماضي. دبي - البيان

 

صفحة تناقش اهتمامات القراء وتتفاعل معهم

Email