مجالس أولياء الأمور.. أدوار هرمة.. و«التربية» تجدد شبابها بـ18 مجلساً قريباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

هوة عميقة تشكلت بين المجتمع المدرسي ومجالس أولياء الأمور، سببها غياب المشاركة الفاعلة لولي الأمر، ما أضعف المجالس وأفقدها دورها في تجسير العلاقة بين البيت والمدرسة ومساهماتها في تطوير العملية التعليمية.


ويرى البعض من العاملين في الميدان ومن أولياء الأمور أن المجالس باتت مجرد «ديكور تربوي» تمارس أدواراً هرمة هامشية، ولا تسعى لاستثمار الحضور الأسري في الميدان التربوي، مؤكدين الحاجة الملحّة إلى بث الروح فيها وإنعاشها لإعادة الألق إليها، والاستفادة من خبرات القائمين عليها، لخدمة الطلبة في الدرجة الأولى، وهم بلا شك المستهدفون من أي خطوة تطويرية تعليمية.


وزارة التربية والتعليم تنبهت إلى الدور الغائب الذي حلّ بمجالس أولياء الأمور فبادرت إلى تنفيذ أول مؤتمر لأولياء الأمور مؤخراً، لإشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية وتوطيد العلاقات فيما بينهم، وخرجت منه بالإعلان عن مشروع مشترك، بين وزارة التسامح ووزارة التربية والتعليم، يتمحور حول المدرسة وأولياء الأمور، من أجل تعزيز قيم ومبادئ هذا المجتمع الرائد، لدى طلبة المدارس.


كما كشفت فوزية حسن غريب، الوكيل المساعد لقطاع العمليات المدرسية، في تصريح خاص لـ«البيان» عن توجه الوزارة إلى إنشاء مجالس أولياء أمور حسب نطاقات المدارس وعممت الوزارة على إدارات المدارس الأسبوع الماضي كشفاً لترشيح ثلاثة أولياء أمور من كل مدرسة وروضة لضمان تفاعل ولي الأمر، على أن يتم الخروج بتلك المجالس خلال الفصل الدراسي الأول ويبلغ عددها 18 مجلساً موزعة على النطاقات.


 

همزة وصل


وأكدت فوزية غريب أن مجالس أولياء أمور الطلبة تعتبر همزة الوصل بين المؤسسة التعليمية والأسرة، وتجسد قيم العمل التطوعي وخدمة المجتمع، وتعمل على تحقيق أهداف العملية التعليمية، وأخذت المجالس على عاتقها المشاركة والدعم لجميع المؤسسات التربوية وجميع عناصرها.


وأفادت بأن الوزارة عكفت على تطوير لائحة مجالس أولياء الأمور، وتهدف تلك المجالس إلى التعاون بين أولياء الأمور والمؤسسة التربوية لإثراء خبرات الطلبة في المجالات المختلفة، والمساهمة في تحقيق المساندة المجتمعية لدعم التعليم وتنفيذ المبادرات والبرامج التربوية، وإيجاد مناخ تربوي واجتماعي يتيح فرصاً للتفاعل الإيجابي بين أولياء الأمور، والمساهمة في تأكيد وتأصيل المفاهيم والقيم السلوكية وروح الانتماء والولاء للوطن لدى الطلبة، وتعميق الوعي التربوي في المجتمع بين أولياء الأمور.


وستعمل الوزارة على تشكيل المجالس على مستوى المدارس وأخرى على مستوى النطاقات التعليمية، ومن ثم مجلس على مستوى الوزارة، ولفتت إلى أن الوزارة تعمل على قياس فعالية مجالس أولياء الأمور من خلال استمارة تقييم الفعاليات ذات العلاقة بأولياء الأمور في المدارس وفي اللقاءات التعريفية والتشاورية.


مؤشرات إيجابية


من جهتها، قالت فاطمة بالرهيف المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية: «إن مجالس الأمناء في المدارس الخاصة بدبي حققت مؤشرات إيجابية في النواحي الأكاديمية والشخصية والاجتماعية للطلبة، إذ لمسنا وجود فهم واضح حالياً حول أهمية دورها وحقيقة وماهية هذا الدور، مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت حزمة من الممارسات الإيجابية لمدارس خاصة اعتمدت الحوكمة في أداء مجالس الأمناء فيها، وتفعيلاً لدورها في توجيه المدارس نحو تحقيق هدفها الرئيسي، وهو التركيز على إنجازات الطلبة على المستوى الأكاديمي والشخصي والاجتماعي، وذلك من خلال عمليات مساءلة منهجية حول خطط عمل المدارس في هذا الجانب».


ولفتت بالرهيف إلى أنه أصبح أيضاً هناك تحديد لأدوار أعضاء مجالس الأمناء بشكل واضح، بما يتيح لهم توفير الدعم للمدرسة من جهة، والقدرة على المساءلة من جهة أخرى.


دور كبير


إلى ذلك، أكد الدكتور سعيد مصبح الكعبي، عضو المجلس التنفيذي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، أهمية مجالس أولياء أمور الطلبة نظراً للدور الكبير الذي تضطلع به من خلال سعيها الجاد لتعزيز العلاقة مع أطراف العملية التعليمية وتجويد العملية التربوية والتعليمية وتبادل الآراء والأفكار، وفق أسلوب حضاري يقوم على النهج الديمقراطي.

 

علي الحوسني

بدوره، قال علي الحوسني، أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، إن أهمية مجالس أولياء أمور الطلاب والطالبات تكمن في دورها الفاعل في تجسير العلاقات بين المدرسة والأسرة والمؤسسات التعليمية، حيث تسعى لتحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة والمجتمع من خلال بناء علاقة قوية ومتينة بينهم، كما تعمل على إيجاد مناخ تربوي واجتماعي يتيح فرصاً للتفاعل الإيجابي بين أولياء الأمور والتربويين والطلبة بهدف تعزيز وتمتين العلاقات بين أطراف العملية التعليمية والتربوية، إضافة إلى جهوده لتعميق الوعي التربوي في المجتمع بين أولياء الأمور، وبما يتيح التكامل في الجهود والرعاية التربوية للطلبة بكافة الوسائل الممكنة، الأمر الذي يؤدي إلى توسيع مظلة الرعاية التربوية والاجتماعية التي يحظى بها الطالب في دولة الإمارات العربية المتحدة.


شراكة مجتمعية


من جهته، قال محمد راشد رشود، رئيس مجلس أولياء أمور طلبة وطالبات دبا الحصن، التابع لمجلس الشارقة للتعليم: تحظى مجالس أولياء أمور الشارقة، والتي تتبع لمجلس الشارقة للتعليم بدعم ورعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، والذي يتمثل دورها في المنظومة التربوية والتعليمية من خلال خطة استراتيجية وأهداف وضعت لها من قبل مجلس الشارقة للتعليم لتحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة والمجتمع لدعم جهود المدارس والمؤسسات التربوية بالإمارة وتنظيم مشاركة أولياء الأمور في العملية التربوية والتعليمية لأولياء الأمور والمدرسة لإثراء خبرات الطلبة في المجالات المختلفة والمساهمة في تحقيق المساندة المجتمعية لدعم برامج العلم وتنفيذ المبادرات التربوية والاجتماعية وإيجاد مناخ تربوي واجتماعي يتيح فرصاً للتفاعل الإيجابي بين أولياء الأمور والتربويين والطلبة والإسهام بشكل كبير في تأكيد وتأصيل القيم الإسلامية والسلوكيات الإيجابية وروح الانتماء للوطن لدى الطلبة والطالبات وتعميق الوعي التربوي في المجتمع.


وناشد أولياء الأمور أن يكون لهم تعاون مع مجالس أولياء أمور المدرسة، ومجلس أولياء الأمور المدينة في متابعة الأبناء دراسيا وسلوكيا، لأن انشغالهم عن متابعة أبنائهم يؤثر على سير العملية التربوية والتعليمية، كما نثمن دور وزارة التربوية والتعليم على تنفيذها مؤخرا مؤتمر أولياء الأمور وما خرج منه من توصيات تخدم الميدان التربوي.


ارتقاء


من جانبه أوضح راشد المحيان، رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بالمنطقة الوسطى التابع لمجلس الشارقة للتعليم، أن عملهم يركز على الارتقاء بعناصر المجتمع المدرسي، وهنا نتحدث عن الطلاب والمعلمين، حيث إن للزيارات التي يقوم بها المجلس لمدارس المنطقة الوسطى، والذي يتم من خلالها الاجتماع بالطلاب، وحثهم على بذل الجهد لتحقيق الأفضل والوقوف عند الظواهر السلوكية السلبية، وتقديم الدعم اللازم للأنشطة المدرسية، بالإضافة إلى تكريم المتميزين من الطلاب والمعلمين، وهي زيارات من شأنها أن تعكس أثراً إيجابياً في نفوس الطلبة والمعلمين.


ويأمل المجلس كما يقول رئيسه راشد المحيان أن تكون العلاقة بين المدرسة والمجلس وبين المجلس وأولياء الأمور وبين أولياء الأمور والمدرسة علاقة متينة قائمة على تضافر الجهود للمضي قدما في تطوير المسيرة التعليمية، وأن يتحقق الهدف الذي نسعى له جميعا وهو الارتقاء بالمستوى التعليمي والأخلاقي والتربوي للطلبة بأعلى مستوياته، وأن يبقى المجلس حلقة الوصل بين أولياء الأمور والمدرسة والطلبة بالمنطقة الوسطى.


مجالس مفككة


من جانبها أفادت نادية النعيمي نائب رئيس مجلس أولياء أمور في منطقة رأس الخيمة التعليمية، بأن المجالس التعليمية تفككت بعد أن تجمدت أدوار المناطق التعليمية، ما جعلنا نعمل بشكل ذاتي، مطالبة بإعادة تشكيل هذه المجالس من خلال تحويلها إلى مؤسسة تطوعية ذات نفع عام وتكون معتمدة ويتشارك فيها الجميع، خاصة أن أولياء الأمور الآن مثقفون وواعون ومن حملة الشهادات ولديهم رؤية لتعليم أبنائهم يجب الأخذ بها وإشراكهم في عمليات التطوير.


ولفتت إلى أن تشكيل مجالس أولياء الأمور يعزز الثقة والصلة فيما بين الأطراف المعنية بالعملية التربوية والتعليمية، إذ لها تأثيرات إيجابية في تفعيل العلاقة بين ولي الأمر والمدرسة على صعيد حل المشكلات السلوكية والتعليمية للأبناء وتفعيل الأنشطة المدرسية.


وذكرت أن مجالس أولياء الأمور حققت في السنوات السابقة دعماً كبيراً للعملية التعليمية من خلال الأدوار التي قامت بها بالتعاون مع مديري المدارس، على مستوى المناطق التعليمية والمجالس، حيث أنشأت بعض المجالس مباني خاصة لهم ليتمكنوا من إدارة المجالس بفعالية.

 

أعضاء مجـالس: فقــدنا الثقة بجدوى اجتماعاتنا


أكد عدد كبير من أعضاء مجالس أولياء الأمور أن الجدوى من المجالس باتت ضعيفة لأسباب عدّة منها عدم قناعة أولياء الأمور بأهمية المجالس في خدمة الأبناء.
وأشاروا إلى أن المجالس تحتاج إلى تقوية دورها بشكل ملموس وتكون قادرة على اتخاذ قرارات مهمة وتتابع تنفيذ قراراتها وتوصياتها.


أكد موسى غريب أمين سر مجلس الآباء والمعلمين في عجمان أن لمجالس الآباء والمعلمين دوراً فعالاً في منظومة العملية التعليمية من خلال المشاركة في كافة الفعاليات والأنشطة التي تنظمها المدارس، إضافة إلى الوقوف على احتياجات بعض المدارس للإيفاء بها، مبيناً أنه مؤخراً بدأت وزارة التربية والتعليم تضع التعليمات التي تحد من نشاط تلك المجالس.


وقال: لا بد من إشراك المجتمع المحلي، وخصوصاً أولياء الأمور في القرارات التي تتخذها الوزارة في ما يتعلق بتطوير المنظومة التعليمية واتخاذ القرارات التي تصب في صالح أبنائهم الطلبة، كما أن على الوزارة في حال اتخاذ قرارات في ما يتعلق بالمناهج أن تشرك المعلمين وحتى الطلبة، لأنهم هم الأقرب إلى الميدان، وخصوصاً في ما يتعلق بالمسابقات العالمية والمشاركات الخارجية بالنسبة للطلبة، لافتاً إلى أنه مهما تعاظم دور وسائل التواصل الحديثة من «واتساب» و«فيسبوك» و«تويتر» وخلافها فلن تغني عن التواصل المباشر مع إدارات المدارس بالنسبة للمجالس أو حتى لأولياء الأمور بهدف الوقوف على مستويات أبنائهم لتعزيز مواطن القوة لديهم وتقوية مواطن الضعف، إضافة إلى الوقوف على سلوكيات أبنائهم.


من جهته يقول سالم الكعبي عضو مجلس أولياء الأمور في مدرسة حمدان بن زايد في أبوظبي: فكرة مجالس أولياء الأمور أو مجالس الأمهات سواء كانوا رجالاً أو نساء ممتازة، ولكن، في رأيي الشخصي، فإن واقع تلك المجالس الآن يؤكد أن الجدوى منها ضعيفة، والأسباب عديدة منها عدم قناعة أولياء الأمور بأهمية المجالس في خدمة الأبناء.


وأوضح أن للإدارة المدرسية دوراً في إعطاء ولي الأمر الثقافة الصحيحة حول أهمية مجالس الآباء والأمهات في تكامل العملية التعليمية.
وأضاف الكعبي إن ضعف مجالس أولياء الأمور بشكلها الحالي أدى إلى تكريس فكرة عدم جدواها، فكثير من الآباء لا يرغبون في عضوية المجالس، لأنه غالباً أجندة اجتماعاتهم تكون غير واضحة، وإذا أصدر مجلس أولياء الأمور قرارات أو توصيات لا يتم تنفيذها، بحيث يتشجع ولي الأمر على الحضور مرة ثانية، وبالتالي للأسف يعزف عنها ولي الأمر.


وحول ما تحتاجه مجالس أولياء الأمور قال الكعبي، إنها تحتاج إلى تقوية دورها بشكل ملموس وتكون قادرة على اتخاذ قرارات مهمة وتتابع تنفيذ قراراتها وتوصياتها. وأوضح أنه لا بد من أن يكون أولياء الأمور لديهم الرغبة في تفعيل دور مجالسهم بشكل صحيح.


وترى إيمان أحمد، عضو مجلس أولياء الأمور في مدرسة الرفاعة، أن أولياء الأمور أدرى الناس بأبنائهم، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بتنفيذ مطالب وتوصيات المجالس.


وقالت: ابنتي تدرس في المرحلة الأولى بالصف الرابع، ويوجد عجز كبير في المعلمين وهذا شيء معروف لإدارة المدرسة وللمنطقة التعليمية، وللأسف العجز في مواد أساسية وهذا يؤثر في مستواهم العلمي، مشيرة إلى أن مجلس أولياء الأمور تحدث في هذه النقطة أكثر من مرة، وكل ما نتمناه أن يكون هناك متابعة حقيقية وتوفير معلمين في المدارس التي تعاني عجزاً كبيراً، وخاصة مواد التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والكمبيوتر وغيرها.


كما طالبت الوزارة بالسماح لولي الأمر بالاطلاع على الكتب المدرسية، مشيرة إلى أن إدارة مدرسة الرفاعة في العين لا تسمح بخروج الكتب مع الطالب، مطالبة بأن يكون الامتحان من داخل الكتب التي يدرسونها.


تفعيل القرارات


وترى وفاء يوسف، عضو مجلس أولياء الأمور أنه لكي يتم تفعيل دور مجالس أولياء الأمور في المنظومة التعليمية البداية تكون بتشجيع المدرسة للمجلس ودعوتهم بطريقة مناسبة لظروفهم وأوقات أعمالهم والسماح لهم بقول وجهة نظرهم ومطالبهم بصراحة، وعلى المدرسة تفعيل قرارات المجالس أو توصياتها المفيدة لصالح المنظومة التعليمية.


وأشارت إلى أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت بلا شك في فقد روح التواصل المباشر والمؤثر والحي بين المدرسة والبيت. وأكدت أن المجالس لها دورها الحيوي في طرح الاقتراحات التي من شأنها تطوير جوانب القصور بالمنظومة التعليمية.


وأضافت إن انشغال ولي الأمر ليس مبرراً لعدم متابعة الأبناء وترك المسؤولية كاملة على عاتق المدرسة، فلا بد من أن تكون المدرسة والبيت يداً واحدة للارتقاء بالمستوى العلمي والنفسي والأخلاقي لأبنائنا فهم فلذة أكبادنا وقرة أعيننا لأنهم أساس المستقبل وبهم ستقام الأمم فلنعمل معاً للمحافظة على الأجيال الصاعدة.


تراكم المواد


وأيدتها أم ميرة رئيس مجلس أولياء الأمور في مدرسة الرفاعة، ولي أمر الطالبة ميرة فارس الحمادي مؤكدة أنه يوجد نقص كبير في بعض المدارس بالمعلمين.


وقالت بسبب العجز في المعلمين تتراكم المواد على الطالب وفجأة في نهاية العام يعطونهم الكتاب كله في يوم واحد وهذا لا يصح، ولا يمكن أن يستوعب الطالب هذا الكم من المعلومات في يوم أو يومين في نهاية العام بسبب سوء التنظيم والعجز الكبير في المعلمين.


وأضافت إنها كعضو مجلس أولياء الأمور تحدثت في كثير من القضايا المهمة مع إدارة المدرسة ولم يتم الاستجابة لمطالبنا.


وقال عمر الجنيدي عضو مجلس أولياء الأمور في مدرسة حمدان بن زايد في أبوظبي نحن كأولياء أمور نلمس جهد الوزارة في التعليم ولكن لا بد من أن نتفهم أن مجالس أولياء الأمور فقط استشارية، وليس لقراراتها صفة الإلزامية.


وأضاف إن المجالس بحاجة كبيرة لتفعيل دورها بشكل ملموس وواضح، ونتأمل الخير في العام الجديد من حيث التطوير ووضع استراتيجية جديدة نشارك فيها لكي نصل إلى المستوى المطلوب.


تفاعل


أفادت وزارة التربية والتعليم بأنها رصدت من خلال مناقشات حثيثة وطرح تربوي فاعل لأولياء الأمور والتربويين من خلال منصات التواصل الاجتماعي واللقاءات المباشرة بالمعنيين من أولياء أمور واختصاصيين وغيرهم، أن حضور وتفاعل أولياء الأمور للطلبة في الحلقتين الأولى والثانية أكبر من الحلقة الثالثة وتعتبر الأخيرة هي الأقل في التفاعل.


وشددت الوزارة على أهمية متابعة الطلبة في مراحلهم الدراسية المختلفة ابتداء من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثاني عشر، كما رصدت الوزارة أن حضور أولياء الأمور ومتابعتهم لاجتماعات أبنائهم في المدارس الخاصة، أكبر من الحكومية.


وخرجت وزارة التربية والتعليم بعدة أسباب وراء قلة تفاعل أولياء الأمور مع المدارس وعدم الإقبال على حضور اجتماعات أولياء الأمور من خلال مسح ميداني تم الوقوف عليها أبرزها أن بعض ذوي الطلبة يرون أن هذه الاجتماعات لا جدوى منها.


أهداف


تهدف المجالس إلى تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة والمجتمع، ودعم جهود المدارس والمؤسسات التربوية وتنظيم مشاركة أولياء الأمور في العملية التربوية والتعليمية، ورفع آرائهم ومقترحاتهم لجهات الاختصاص والتعاون بين أولياء الأمور والمدرسة لإثراء خبرات الطلبة في المجالات المختلفة، والمساهمة في تحقيق المساندة المجتمعية لدعم برامج التعليم وتنفيذ المبادرات والبرامج التربوية والاجتماعية، وإيجاد مناخ تربوي واجتماعي يتيح فرصاً للتفاعل الإيجابي بين أولياء الأمور والتربويين والطلبة والإسهام في تأكيد وتأصيل القيم الإسلامية والسلوكيات الإيجابية وروح الانتماء والولاء للوطن لدى الطلبة.


فرصة


قال أمين علي مدير مدرسة السلام، إن جهاز الرقابة ألزم المدارس الخاصة وأعطاها دوراً أكبر ومنح المدارس فرصة لإنشاء وتكوين مجالس أمناء وقامت بتفعيل هذه المجالس، وكان لجهاز الرقابة دور فعال في أشياء كثيرة ساهمت في تطوير المدارس الخاصة.


وأوضح أن مجالس الأمناء مكونة من أولياء أمور وخبراء في العملية التعليمية، ويعقدون اجتماعات شهرية، كما يساهم أعضاء مجالس الأمناء في حل المشاكل وتمثيلهم لجميع أولياء الأمور على مستوى المدرسة، ويتم مناقشتهم في الخطط الاستراتيجية والتطويرية للمدرسة.


ولفت إلى أن مجالس الأمناء هي عبارة عن لجنة لمراقبة أداء المدرسة وتقديم النصح والاستشارات إليها وتتكون تلك اللجنة من أولياء أمور وممثلين عن المدرسة إضافة إلى مشاركة ممثلين من فعاليات المجتمع كقطاع الأعمال بهدف تعزيز تواصل المدرسة مع المجتمع المحلي.


دليل


أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي دليلاً لمجالس الأمناء في المدارس الخاصة بدبي، وتم من خلاله تقديم إجاباتٍ عن كافّة تساؤلات المجتمع التعليمي حول مجالس الأمناء في مدارس دبي، فضلاً عن كونه يعد اليوم مرجعاً لمجالس الإدارة وجهات تدريب مجالس الأمناء، والمستشارين وأعضاء المجتمع المهتمين بالانضمام إلى مجالس الأمناء في المدارس.

وبحسب الدليل، فإن مجلس أمناء المدرسة يقوم بدور الصديق الناصح للمدرسة، الذي يُبرز تحديات الوضع الراهن، ويركز المُقَيّمون على تقييم جودة النصائح والإرشادات التي يقدمها المجلس.


أعضاء بـ«الوطني»: الانتخابات والصلاحيات تعزز دور المجالس


طالب أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي، بضرورة إشراك مجالس أولياء الأمور وإطلاعهم على القرارات التعليمية قبل إقرارها، خاصة التي تتعلق بأبنائهم الطلبة، مؤكدين على أهمية دور تلك المجالس، والتي تعد ضلعاً رئيسياً من مثلث يتكون ضلعاه الآخران من وزارة التربية والتعليم والمدارس.


ودعوا إلى إعادة هيمنة دور مجالس أولياء الأمور، عبر تشكيل مجلس من أولياء الأمور الراغبين والفاعلين على مستوى الدولة وكل إمارة على حدة، أو إجراء انتخابات رسمية لمن تتوفر فيهم الشروط المناسبة، وإعطائهم الصلاحيات الكافية لممارسة أدائهم في المجالس، وإيجاد الوسائل لأعضاء مجالس أولياء الأمور للسماح لهم بالاستئذان من عملهم وقت انعقاد الاجتماعات.


وأكد حمد أحمد الرحومي عضو المجلس الوطني الاتحادي على ضرورة تقصي أسباب عدم تفعيل دور مجالس أولياء الأمور، من حيث عدم الأخذ بآرائهم أو عدم اختيار الأوقات المناسبة لعقد اجتماعات المجالس، مشيراً إلى أهمية تفعيلها وأخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار كونهم ضلعا رئيسيا مكملا للعملية التعليمية، حيث إنه ينقل الملاحظات والإشكاليات التي تقابل الطلبة.


وأشار الرحومي إلى أهمية قيام وزارة التربية والتعليم بالاطلاع على ملاحظات تلك المجالس مع المدارس، والتأكد من تفعيل دورها وبحث أسباب غياب دورها وطرح آليات تشجع للحضور والتفاعل من قبل أولياء الأمور، مبيناً أن أهمية إشراكهم تأتي كونهم هم من ينفذون خطة الوزارة والمدرسة في المنزل.


وقالت المهندسة عزة سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي: بغض النظر عن المسمى، سواء أكان مجالس أولياء الأمور أو أي اسم آخر أرى أنه منصة تواصل مهمة بين الأهل والمدارس، وأعتقد أن التقنية والوسائل الرقمية تأتي مكملة لمجالس أولياء الأمور وليس بديلا، كأن تُسهل التواصل بشكل دائم ويكون هناك نسخة رقمية من المجلس عبر مجموعات واتساب أو غيره.


وأضافت: نحن في عصر التقنية أصبحت جزءا من كل تفاصيل حياتنا، والطبيعة السريعة لأيامنا والانشغال الدائم خلق فجوة بين الأهل والمدرسة لدى كثيرين، لذا أرى أن هذه المجالس يجب التمسك بها وتطويرها، لأنه ليس هناك أفضل من التواصل الشخصي في متابعة الأبناء وتحصيلهم الدراسي.


وأوضحت عائشة بن سمنوه عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن أدوار مجالس أولياء الأمور الحالية عادية جداً ليس لها واقع ملموس في اتخاذ القرار، حيث إنها مقتصرة على الاهتمام بالأنشطة والفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية، وزيارة بعض المدارس والاطلاع على السبل التعليمية الجديدة، ولكننا نطمح أن يكون لمجالس أولياء الأمور تأثير قوي وواضح على مستوى الدولة.


وعبرت عن تمنياتها بأن تقوم الوزارة في ظل وجود مجالس أولياء أمور على مستوى الدولة، بإيجاد دور وخطة واضحة وفاعلة، وتعيين رئيس للمجلس على مستوى الدولة وكل إمارة على حدة، يناقش قضايا الطلبة، ويشارك في حلها وصناعة القرار، حيث إن السبيل الأمثل هو تشكيل مجلس من أولياء الأمور الراغبين والفاعلين لهذا الأمر أو إجراء انتخابات عبر شروط واضحة، وإعطائهم الصلاحيات الكافية لممارسة أدائهم في المجالس، وإيجاد الوسيلة لأعضاء مجالس أولياء الأمور للسماح لهم بالاستئذان من عملهم وقت انعقاد الاجتماعات، ليكون للمجلس قوة تأثير واضحة وله متحدث رسمي.


وأشارت إلى أن شكاوى أولياء الأمور عبر وسائل الإعلام ومنها البث المباشر، تؤكد اهتمامهم وإنصاتهم بأبنائهم، ولذلك وجوده ومشاركته له أهمية كبيرة، حيث إنه ينقل صوت الطالب، فهو عنصر مهم في هيكلة وزارة التربية والتعليم ووضع المناهج ولائحة السلوك والعقاب للخروج بنتائج إيجابية، مؤكدة وجود أولياء أمور كثيرين أكاديميين ولهم باع كبير في مجال التربية.


وأكدت أن مشاركة ولي الأمر في اتخاذ القرار يخلق سلوكا إيجابيا لدى الطالب ويدفعه إلى الانتماء والانسياق لتلك القرارات، مؤكدة أن وجود ولي الأمر في اتخاذ القرار مهم جداً، داعية إلى إنشاء مقر لمجلس أولياء الأمور لبحث كامل القضايا الطلابية.


زيادة درجات تقييم الموظفين حوافز للأولياء


اقترح الدكتور المستشار إبراهيم الدبل المنسق العام لبرنامج خليفة للتمكين اقدر، وكان عضوا سابقا في أحد المجالس، بأن يتم إيجاد آلية لتشجيع أولياء الأمور بالحضور والمشاركة في تلك المجالس بزيادة درجات في تقييم الموظف السنوي.


وأوضح أن الحاجة ملحة إلى إعادة تشكيل المجالس التي تم حلها، وذلك إيمانا بدورها في خدمة قطاعات المجتمع، لافتا إلى أن ثقافة مجالس الأمناء في الإمارات ثقافة جيدة، وبدأت المدارس تستوعبها كما أنها تعد تجربة من التجارب الهادفة التي تحث المدارس على خلق نوع من المشاركة الفاعلة مع المجتمع من خلالها.


ويطمح الدبل أن يكون لمجالس الأمناء قرارات إلزامية على المدارس، منوها بأن دور هذه المجالس استشاري، وأن تدخل في دور المجالس مراقبة أداء المدارس والهيئة التدريسية ورسم السياسات الخاصة بالمدارس.


وأشاد بأهمية دعم القيادة الرشيدة لتفاعل أولياء الأمور مع أبنائهم ومن هنا كان مجلس الوزراء اطلق قرارا بالدوام المرن لتمكين أولياء الأمور من حضور اجتماعات أولياء الأمور ومشاركة أبنائهم في بداية الدراسة.


نظام تربوي


أكد خميس عبدالله ولي أمر طلبة يدرسون في مراحل مختلفة أن المدرسة تمثل نظاماً اجتماعياً تربوياً أوجده المجتمع للقيام بإعداد الطفل وتنمية قواه ومواهبه إعداداً فردياً، بما يعني أن هذا النظام الذي أوجده المجتمع منوط به القيام بأدوار متعددة من أجل إعداد الأجيال الجديدة، ودمجها في إطار الحياة الاجتماعية، إلا أن هذا الدور وفق كل المعنيين بالعملية التربوية لا يمكن للمدرسة القيام به من دون مساعدة وتأييد من مجموعة من الأنظمة والتشكيلات الاجتماعية الأخرى، ومن أهمها ما اصطلح على تسميته بمجالس الآباء.


كسر الحواجز


طالب الدكتور سامر عبدالهادي أستاذ علم النفس التربوي في جامعة الفلاح، ذوي الطلبة بكسر الحواجز التي تواجههم في متابعة مستقبل أبنائهم حتى لا يتفاجأوا في نهاية المطاف بمستوى متدن أكاديمياً للطالب أو حالات سلوكية غير سوية.

وأضاف إن علاقة الأسرة بالمدرسة تساهم في رفع التحصيل الدراسي للأبناء وتعمل على رفع المستوى التعليمي وعلاج الضعف الدراسي وتوسيع وتطوير نطاق الممارسات التربوية مع إبراز دورها. وذكر ان مجالس أولياء الأمور التي تنظم في المدارس تركز على حل المشاكل أو التحديات التي تواجه الطلبة، وتحرص دائما على حصول الطالب على الأطعمة الصحية من داخل المدرسة، فضلا عن التطرق إلى طرق التدريس وطرح طرق تناسب وتواكب الطلبة.


مهام مجالس الأمناء


قال الدكتور كمال فرحات مدير عام مدارس الأهلية الخيرية، إن مجلس الأمناء يلعب دوراً إرشادياً في وضع الخطط التطويرية والمهنية الإدارية والتعليمية والمرتبطة بتحقيق أولويات المدرسة وأهداف تعلم الطلبة التي قطعتها المدارس كوعود لأولياء الأمور.


وأوضح أن هناك منهجية لاختيار أعضاء مجلس الأمناء، بحيث يتم تشكيل مجلس الأمناء بالتزكية والاختيار بين أفراد المجتمع وأولياء الأمور بشرط أن يمتلك الأفراد مهارات خاصة في المجالات كالتعليم والقانون والقيادة والتمويل، ويتم الاختيار من أفراد مهتمين بالتعليم من خارج سلك التعليم كرجال الأعمال.


تقنيات حديثة


أكدت المعلمة إيمان شعبان، أهمية التواصل مع أولياء الأمور سواء عن طريق التواصل المباشر أو الوسائل التقنية الحديثة أو الرسائل النصية وذلك بشكل يومي سواء من معلمات الصفوف أو من الإدارة في حال كان هناك أي لوائح وإرشادات جديدة، لتكون هناك قنوات متعددة للتواصل.


وذكرت أن المعلمين يشعرون بالمسؤولة التي يؤدونها تجاه مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم، وتضيف إن السياسة التي تتبعها المدرسة، من خلال سياسة الأبواب المفتوحة ودعوة الوالدين للمشاركة في تعليم ابنهم، وتشجيعهم على المشاركة في التعليم تعزز وترفع من مستوى الطلبة وتؤثر في سلوكياتهم.


دور تكاملي


يقول الدكتور حسن تيراب أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الإمارات: معظم الأنظمة التعليمية المتميزة تقوم على الدور التكاملي بين المؤسسة التعليمية وهياكلها المختلفة (المنهج والمعلم والبيئة الداعمة للتعلم) والبيت، لذلك لا بد من أن يكون هناك دور إيجابي واضح وملموس لأولياء الأمور في ما يتعلق بشؤون تعلم أبنائهم.

وأضاف إن أولياء الأمور لهم خبرات مختلفة ومتنوعة يمكن أن تساهم في تحسين وجودة التعليم فمنهم الطبيب والمعلم والمهندس ورجل الأمن والسياسي وهكذا. ودعا إلى أن يكون ولي الأمر نموذجاً للدافعية ويساهم في تدريب المعلمين.


مقومات النجاح


يؤكد الدكتور محمد جابر قاسم أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة الإمارات العربية المتحدة: شراكة الأسرة مع المدرسة أصبحت واحداً من مقومات نجاح الأنظمة التعليمية وتطورها.


وأوضح أن الأنظمة التعليمية العالمية تميزت عن طريق هذه الشراكات الثابتة ومنها مجالس أولياء الأمور التي تقوم بمهام تعاونية يربط فيها بين الأفكار والمطالب الإدارية والأفكار والمطالب الخاصة بأسر الطلاب، فهو ينقل فكر ورؤى المجتمع المتعلقة بأحوال الطلاب. وأشار إلى أنه لكل مدرسة مجلس أولياء أمور يتكون من مجموعة متميزة من الآباء والأمهات ينتمون إلى مهن وخبرات متنوعة.

Email