مدارس خاصة وأولياء أمور: عبء إضافي يثقل كاهل الطلبة

مطالبة بإعادة النظر في إلزامية «إمسات» على مدارس المناهج الأجنبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت إلزامية «اختبار الإمارات القياسي»، المعروف اختصاراً بـ«إمسات»، التي حددتها وزارة التربية والتعليم لكل المدارس شرطاً لقبولهم في جامعات الدولة، مخاوف مدارس خاصة تدرّس المناهج الأجنبية وأولياء أمور طلبة الصف الـ12، إذ طالبوا بإعادة النظر في إلزامية هذه الاختبارات على الطلبة الثاني عشر في المدارس التي تدرس المناهج الأجنبية تحديداً، لكونهم يخضعون لامتحانات أخرى دولية غيرها مثل «سات» و«آيلكس» و«توفل»، ناهيك عن مطالبته باختبارات مواد توقفوا عن دراستها منذ الصف العاشر، مبدين مخاوفهم مما تردد حول احتساب درجات إمسات ضمن المعدلات النهائية لشهادة الثانوية، وبالتالي تغيير مساراتهم الدراسية في مؤسسات التعليم العالي التي يخططون للالتحاق بها في الدولة، وأبدوا تساؤلاتهم عن ماهية هذه الاختبارات لكونها تطبق للمرة الأولى على طلبة المناهج الأجنبية.

تساؤلات

وبسؤال شريحة من الميدان التربوي اختلفت الآراء في آليتها، لكن الإجماع كان على أنها اختبارات مهمة لقياس مستوى الطلبة في الدولة، وبالتالي مستوى المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، لكنهم طالبوا بما سموه إجابات لتساؤلات ومخاوف مشروعة لا يجدون لها رداً، فيما أفادنا بعض الطلبة بأن هناك حاجة إلى عقد ورش تعريفية توضيحية للطلبة المستهدفين منه، إذ كشفت الطالبة تالا محمد من مدرسة منهاج بريطاني أنها علمت عن الإمسات عبر إحدى الصحف، وفكرتها عنه غير واضحة، لكنها علمت أنه متطلب لمعادلة الشهادة والقبول في الجامعات بالدولة، وذكرت أن الامتحان جيد، لكنه ضغط إضافي وعبء لأن لديها امتحانات أخرى، فطلبة المنهاج البريطاني بصفيه الحادي عشر والثاني عشر يختارون المواد التي يرغبون في دراستها حسب التخصص الجامعي الذي يخططون له، وقالت إنها اختارت رياضيات وفيزياء وكيمياء، لكونها ترغب في دراسة الهندسة بينما الأحياء درستها آخر مرة في الصف العاشر، وغيرها لم يدرس الفيزياء فكيف يمتحن الطالب فيها.

وينظر الطالب يحيى عبد الكريم من مدرسة الخليج العربي الحكومية في الشارقة إلى اختبار الإمسات بصورة إيجابية، لكنه يأمل أن تكون مركز الاختبارات وفقاً للإمارة التي يدرس بها الطالب.

 

وترى سوسن عبد الفتاح، مديرة مدرسة الشارقة الدولية، أن الإمسات مهم جداً لأطراف العملية التعليمية برمتها، لكونه يقيس معلومات ومهارات طلبة الصف الثاني عشر في مواد أساسية، بحيث يتم تحديد مستوى الطالب، والدولة من خلال هذه الاختبارات تعمل على تحقيق رؤيتها في تطوير التعليم وجعله وفق معايير ومقاييس دولية، لافتةً إلى أن الاختبار يقيس مستوى وميول الطالب وكفاءته بهذه المواد، ويساعده على تحديد اتجاهاته وتعزيز جوانب الضعف لديه، وأشارت إلى أنه يتبع تقريراً تفصيلياً بمستوى الطالب، ما يعطي المدارس فرصة للتحسين والتطوير بعمل تقييم ذاتي إثر نتائج طلبتها.

آلية مبهمة

ووقفت «البيان» عند مخاوف أولياء الأمور التي عزتها إلى عدم الفهم الصحيح لآلية وجوهر هذه الاختبارات، وكون الطلبة في المدارس الأجنبية يخضعون لامتحانات دولية عالمية تؤهلهم للتسجيل في جامعات الدولة ودول العالم كالسات والأيلتس، بيد أن «الإمسات» أيضاً بجهود وزارة التربية والتعليم بات معتمداً وبديلاً للاختبارات الدولية في بعض جامعات الدولة، وهي خطوة مهمة.

 

بدوره، قال محمد إبراهيم، مشرف اختبارات الأيلتس في مدرسة الشارقة الدولية: «يحدد اختبار الإمارات القياسي «الإمسات» مستوى أداء الطلبة محلياً وعالمياً، ويساعد المدارس الحكومية والخاصة على وضع خطط لتحسين الأداء، كما يساعد وزارة التربية والتعليم على تقييم أداء المدارس الحكومية والخاصة ووضع خططها التطويرية بناءً عليه»، موضحاً أن المدرسة تولي الاختبار أهمية كبيرة من ناحية الارتقاء بمهارات الطلبة لتحقيق أجندة الدولة الوطنية بحلول 2021، وقال إن مدة الامتحان تختلف، فمواد اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات 120 دقيقة، فيما الفيزياء والكيمياء 90 دقيقة، وقال إن المدرسة عمدت إلى اعتماد خطوات استباقية استعداداً للاختبار، منها التدريب على النماذج وتأهيل الطلبة دراسياً ونفسياً للمشاركة في الامتحان. وذكر أن الأسئلة تقيس معلومات الطالب، لكونها مبنية على مهارات الاستقصاء والتفكير الناقد والابتكار والإبداع بمعنى أنها في مجملها تحفز مهارات الطالب المختلفة.

 

ميزانية

من جهتها، تقول منال مرعي، مشرفة القسم البريطاني في مدرسة المعرفة الخاصة، إن الدولة تخصص ميزانية كبيرة لاختيارات الإمسات، وتأمل أن يتعامل معها الطالب بصورة جدية وأن يستعد لها، وذكرت أن شكاوى الأهالي لا تنتهي، لكن مسألة احتساب جزء من نتيجتها على المعدل العام وسيلة لإلزام الطلبة ودفعهم إلى الاهتمام والمشاركة بفاعلية.

من ناحيتها، تشتكي خلود القضماني، ولية أمر طالبة في الثاني عشر وزاري بمدرسة منارة الشارقة، من كون الاختبار يقيس مهارات طلبة في مواد لا يدرسونها أصلاً كالأحياء مثلاً، متسائلةً: «أليس ذلك مربكاً للطالب، خاصة في هذه السنة الفيصلية التي يبني عليها الطالب أمله وطموحاته».

وتتساءل علياء، محمد ولية أمر طالب في الصف الثاني عشر منهاج أميركي، عن جدوى الامتحان فيما يقدم ابنها امتحان السات، فيما طلبة المنهاج الأميركي يقدّمون اختبارات آي جي س سي. واشتكت من تكرار ما سمته إرباك التسجيل ومواعيد الاختبارات، إذ اضطر ابنها العام الماضي إلى تقديم الاختبار في أبوظبي على الرغم من أنه من الشارقة، متسائلةً: «لماذا لا يقدم الطلبة الامتحان في الإمارة التي يتبعونها».

تعريف

وأبدى سميح محمد تخوفه من عدم الاعتراف بالإمسات بديلاً للأيلتس والتوفل والسيبا في جامعات الدولة الحكومية والخاصة، على الرغم من تأكيدات الوزارة وتطمينها، مستنداً في حديثه إلى تجربة عدد من الأهالي الذين اصطدموا بأن بعض الجامعات ألزمتهم بالأيلتس أو التوفل دون أن تهتم بمسالة حصول الطالب على الاختبارات الوطنية «إمسات»، على الرغم من حصولهم على معدلات مرتفعة.

وتوضح علياء محمد، ولية أمر، مسألة إخضاع الممتحنين لتقديم الامتحانات في مواد لا يدرسونها بأن الغرض من الاختبار هو قياس معلومات الطالب في هذه المواد على مدى السنوات التي تعلّم فيها لكونها أساسية.

 

من جهته، قال عاصم حزين، من مدرسة الشعلة الخاصة، منهاج وزاري، إن اختبارات «الإمسات» مهمة لكونها تعد معياراً يحدد مستوى الطلبة وإمكانياتهم، لافتاً إلى الحاجة لتعريف الطلبة بالمطلوب، وما أهمية الاختبار، خاصة أن هناك مدارس أميركية وبريطانية، فهل سيشكّل إضافة لها، وسيعترف بها أم سيتطلب القبول بالجامعات تقديم الامتحانات الدولية؟

مشروع

ويعتبر إمسات منظومة اختبارات وطنية قياسية إلكترونية تحت اسم «اختبار الإمارات القياسي» الذي يعد أول مشروع وطني للاختبارات المعيارية الإلكترونية المبنية وفق معايير وطنية جرى وضعها اعتماداً على مواصفات المنظومة الأوروبية، لتكون قادرة على قياس المهارات بشكل مستقل عن المنهاج.

وفي الوقت الذي حددت فيه «التربية» 13 موعداً لأداء اختبار القبول الجامعي لطلبة الـ12، أضافت مادتين جديدتين إلى مواد الاختبار للعام الدراسي 2018- 2019، هما علوم الحاسوب والكيمياء، لتضافان إلى المواد الخمس الأخرى، وهي اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء.

 

إجباري

يطبَّق اختبار الإمارات القياسي «إمسات» إجبارياً على طلبة الصف الثاني عشر (مواطنون ومقيمون)، الراغبين في مواصلة دراستهم الجامعية، إذ تحلّ تلك الاختبارات بدءاً من العام الدراسي الحالي محل اختبارات «سيبا» التي كانت بديلاً لاختبارات قياس اللغة الإنجليزية «أيلتس»، ويعد الحصول عليها شرطاً لالتحاق الطالب بمؤسسات التعليم العالي في الدولة.

 

44

رفعت وزارة التربية والتعليم عدد مراكز اختبارات إمسات (اختبار الإمارات القياسي) للقبول في التعليم الجامعي من 27 مركزاً في العام الماضي، حيث أضافت ثلاثة مراكز جديدة لأداء اختبار الإمسات، منها اثنان في الفجيرة ومركز واحد في أبوظبي، ليصل بذلك العدد الإجمالي إلى 44 بدلاً من 41.

 

آليات

تشمل اختبارات إمسات مواد اللغة الإنجليزية، واللغة العربية، والرياضيات، والفيزياء لطلبة الصف الـ12 من المواطنين الدارسين في المدارس الحكومية والخاصة، بغض النظر عن المنهاج المطبق لديها.

 

3

ينقسم اختبار الإمارات القياسي إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي: اختبارات تحديد المستوى للصف الأول الأساسي واختبارات تتبع امتلاك الطلبة للمهارات واختبارات تختص بطلبة الـ12 لقياس مدى امتلاكهم للمهارات.

 

أهمية

أكدت وزارة التربية والتعليم أن أهمية اختبار الإمارات القياسي، تتمثل في أنه يحدد مستوى أداء الطلبة وطنياً وعالمياً، ما يساعد المدارس الحكومية والخاصة على وضع خطط لتحسين أداء الطلبة.

 

«التربية» تطالب باعتماد «إمسات» بديلاً للاختبارات الدولية

طالبت وزارة التربية والتعليم جميع مؤسسات التعليم العالي باعتماد «إمسات» لقبول الطلبة بديلاً عن اختبارات «الآيلتس» أو «التوفل»، وفقاً للقرار الوزاري رقم (324) لسنة 2017 بشأن اعتماد اختبارات الإمارات القياسي للغة الإنجليزية لقبول الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في الدولة، حيث شدد في البند الثاني من مادته الثانية على عدم السماح لأي من مؤسسات التعليم العالي في الدولة مطالبة المتقدم للقبول لدى المؤسسة بأي اختبارات قياسية أخرى لقياس الكفاءة في اللغة الإنجليزية في حال كانت لديه نتيجة اختبار الإمارات القياسي للقبول الجامعي، وحددت وزارة التربية والتعليم 4 مواعيد لأداء اختبار «إمسات» في اللغة العربية لطلبة الصف الثاني عشر. الشارقة - البيان

صفحة تناقش اهتمامات القراء وتتفاعل معهم

Email