عائشة اليماحي.. إدارة تعليمية بالذكاء الاصطناعي

عائشة اليماحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كسرت عائشة اليماحي حاجز المستحيل الذي اعترض طريقها لتغزل منه خيوطاً لمستقبل أفضل وخاضت تجربة «ألف للتعليم» التي تتلخص في إدخال عالم الذكاء الاصطناعي إلى طرق التدريس وتطبيق المشروع بدعم تكنولوجي كامل يحاكي المستقبل.

وخاضت عائشة اليماحي التي تشغل حالياً منصب مسؤولة عن مشروع «ألف للتعليم» في وزارة التربية والتعليم، التجربة التي شملت الصفوف (6 ـ 7 ـ 8) في مدرسة الأصايل في أبوظبي، وشهدت تحسناً كبيراً في تلقي الطلبة للتعليم بطريقة (ألف للتعليم) وجاءت نتائجه مبشّرة في الاستخدام، حيث شهد زيادة في التحصيل الدراسي للطلبة في مادتي الرياضيات والعلوم، كما أظهرت نتائج التطبيق تقدمهم في اللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى استمتاع الطلبة بطريقة ونظام التدريس التي بعدت كل البعد عن الطرق التقليدية، وأصبحت تخاطب كل طالب حسب مستواه الدراسي، فضلاً عن إدخاله السعادة لدى المدارس وحفز الطلاب على الإبداع التعليمي.

تعميم التجرية

قالت اليماحي، ذات الباع الطويل في التعليم ووصل لنحو 25 عاما، أنها اختيرت لإدارة المشروع في 10 مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم، الذي يستفيد منه ما يزيد على 4 آلاف طالب على مستوى أبوظبي والعين وما يتبعهم، وتطمح بأن جميع المدارس (حلقة ثانية ومرحلة ثانوية في أبوظبي) تطبق المشروع بحلول 2020.

وتابعت: أن المشروع بدأ تطبيقه على نحو 240 طالباً من طلابها في مرحلته التجريبية الأولى ومن ثم طبق على كافة طلبة المدرسة البالغ عددهم 700 طالب وطالبة، لافتة أن دور مدير المدرسة في دعم تلك المشاريع يتمثل في توجيه الطلبة والمعلمين نحو الاستخدام والاستفادة المثلي، فضلاً عن إعداد تقارير عن تطور الطلبة من خلال المتابعة الجيدة لتنفيذ المشروع.

ومن خلال توليها إدارة أول مدرسة طبق فيها المشروع فكانت تتابع عن كثب تلقي الطلبة للتعليم المهاري عبر الحديث الذي يخاطب توجهاتهم ومهارتهم ويوثق أعمالهم ولاحظت التطور الذي حققه الطلاب بشكل عام بعد تعميمه على طلبة مدرستها، وكانت دائماً ما تشجع على استمرار العملية التعليمية بطريقة جاذبة تخاطب المستقبل وتحفّز الطلبة على التفاعل وتجذب انتباههم.

الذكاء الاصطناعي

وذكرت أن الذكاء الاصطناعي أضحى السمة الغالبة على مختلف توجهات الدولة كما أرادت وخططت له القيادة الرشيدة، وذلك في ضوء استحقاقات تمليها النظرة الاستشرافية للقيادة في وضع الأطر العامة وتحقيق مستهدفات الدولة.

ولفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي الذي أصبح موجوداً على ساحة نظم التعلم المعتمدة على الحاسوب يمكّن العملية التعليمية ليضحى منتجاً ملموساً يمكن قياسه في العملية التعليمية وذلك من خلال تقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمج وسائط عرض مثل النص والصوت والصورة الثابتة والمتحركة.

وأضافت أن هذا المشروع يعمل أيضاً على تطوير دور المعلم في الصفوف الدراسية، والارتقاء بأساليب التعليم من النموذج التقليدي الذي يركز على المعلم إلى آخر يتحكم فيه الطالب، ويرتكز على البيانات، حيث يمارس المعلم مع المنصة التعليمية الجديدة دور الخبير الموجه، بمساعدة من نظام تعليمي مبتكر مدعوم من التكنولوجيا الرائدة والذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن التكنولوجيا تساعد الطالب في عملية التعلم حيث تم تدريب المعلمين على المحتوى الموجود على النظام التعليمي، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي هي عملية تطويرية تعزز دور المعلم.

التعلم بالممارسة

وأكدت أن الطلبة يتعلمون بشكل أفضل في بيئات تكون قريبة من تلك التي يستخدمون فيها معرفتهم، بمعنى «التعلم بالممارسة» فيتعلمون من أخطائهم ويتعلمون عن طريق تشكيل وصياغة المعرفة بطريقة فردية مميزة جداً وهاتان الفرضيتان تحددان السبب وراء بناء نظم تعلم ذكية.

وقالت إن البرامج التعليمية المستخدمة في المشروع تمتاز بكونها قادرة على التناغم مع جميع المناهج الدراسية، وتمنح الطلبة المقدرة على تحصيل العلم واكتساب المعرفة من أي مكان وفي أي وقت، ووفق الوتيرة التي تناسبهم، في ظل حصولهم على دعم المعلمين القادرين على اتخاذ ما يلزم من القرارات الضرورية.

وأشارت إلى استخدام وسائل للحل التعليمي، مثل التعلم البحثي المتعدد التخصصات، الذي يمكِّن الطلاب من الربط بين مجالات وموضوعات مختلفة، وكذلك التعلم التجريبي الذي يشجعهم على التعلم، بالاختبار والتجريب، واستراتيجيات المعالجة المخصصة التي تراعي القدرات الفردية والمستوى المعرفي لكل طالب.

Email