«أمل» وابنتها «عذاري» زميلتان في جامعة الإمارات

أمل الوحشي وابنتها عذاري على مقعد دراسي واحد | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاشت على الأمل 20 عاماً، حتى كبرت ابنتها «عذاري»، ووصلت إلى المرحلة الثانوية، عندها قررت أمل جمعة سعيد سيف الوحشي، التي لها من اسمها نصيب، أن تستعيد زمام المبادرة، رغم أنها كانت أماً لخمسة أبناء وموظفة، أن تلتحق بالتعليم المسائي، وتختار المستوى العام.

فواظبت على الالتزام بالدوام والدراسة، وتقدمت لامتحانات الثانوية بهمة عالية، رغم تغيير المناهج والنظم الامتحانية، عمّا كانت عليه منذ 20 عاماً، عندما غادرت مقاعد الدراسة.

والتحقت بمؤسسة الزوجية لتمارس دورها كأم على مدار أكثر من 20 عاماً، فكانت المفاجأة، أن نجحت أمل وحصلت على معدل 80 %، وذهبت مع ابنتها «عذاري» يداً بيد إلى جامعة الإمارات، لتصبحا زميلتين على مقاعد الدراسة، تقومان بمراجعة المحاضرات معاً، حيث اختارت الأم كلية العلوم الإنسانية، فيما التحقت عذاري بكلية القانون.

تقول أمل: «لقد كان حلم إتمام الدراسة لا يفارق مخيلتي على امتداد 20 عاماً، رغم انشغالي بتربية أبنائي، ووظيفتي التي أعمل فيها، وبالعزيمة والإصرار وتشجيع أفراد الأسرة، وبعد أن وصلت ابنتي الكبرى إلى الثانوية العامة، وجدت أن الفرصة باتت مناسبة، والرغبة جامحة وملحة، ولم أتردد لحظة واحدة بالانتساب للتعليم المسائي في مدينة العين».

ورغم بعض الملاحظات والهمسات من بعض المقربين، لكن كل ذلك كان يزيدني عزيمة وإصراراً، وكنت الأولى على الفصل، وبعض المدرسات قمن بتقديم كل أوجه الدعم والمساعدة، لا سيما أن المناهج والنظم الامتحانية الجديدة مختلفة.

وأشارت إلى أن السعادة والفرح تغمرانهما وهما تتجولان في أروقة الجامعة، لا سيما أن هناك فارقاً عمرياً كبيراً بينها وبين الطالبات، فهي قد تجاوزت العقد الرابع من العمر، وبعض الطالبات معها لا يتجاوزن 17 عاماً، والبعض أحياناً يناديها ماما أمل، والبعض يخاطبها سيدة أمل، أو الأخت أمل.

وكل الألقاب تسعدها، وتؤكد أنها، وبعد أن تجاوزت اختبارات قياس القدرات بنجاح في المواد التخصصية المقررة، تفكر باختيار تخصص الخدمة الاجتماعية، وتسعى بعد تخرجها للعمل في هذا المجال الذي تحبه، وترى أن التعليم لا يتوقف عند عمر محدد، أو زمن محدد، وهو في تطور دائم، يجب علينا أن نواكبه.

ومتطلبات الحياة العصرية باتت تتطلب أن نكون مسلحين بمخرجات تعليمية تواكب ركب التطور والحضارة المتسارع، إذ لم يعد هناك مكان لغير المتعلم المواكب، الذي يسعى إلى تطوير نفسه، واكتساب المهارات والخبرات العلمية التي تسهم في تطوير خبراته ومهاراته الحياتية.

وتقف ابنتها «عذاري» مزهوة وفخورة بأمها، التي باتت نموذجاً يحتذى، وحديث الطالبات في الجامعة، وهما تذهبان معاً وتتجولان معاً في أروقة الجامعة، حسبما تسمح ظروف جدول المحاضرات، لدرجة أن عذاري تفكر أن تغيير اختصاصها من دراسة القانون إلى العلوم الإنسانية، لتكون إلى جانب والدتها، وهما تتمنيان أن تقفا معاً على منصة التكريم في حفل التخرج الذي تنتظرانه بفارغ الصبر منذ الآن.

Email