لتأمين بيئة تعليمية جاذبة للطلبة

فرق ميدانية لمتابعة جاهزية المدارس

■ عبد الرحمن الحمادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجوب اليوم مع انطلاقة العام الدراسي الجديد 2018-2019 فرق ميدانية متخصصة لمتابعة استعدادات المدارس والتأكد من توفير كافة المتطلبات في المدارس للعام الدراسي الجديد، ووضعت وزارة التربية والتعليم خطة محكمة بشكل يحقق الانسيابية في الدوام المدرسي لتفادي أي إشكاليات أو عوائق، وبطريقة تضمن أيضاً إدارة المنشآت التعليمية بشكل عصري ومنظم، إذ يتوجه اليوم قرابة مليون طالب وطالبة إلى المدارس الحكومية والخاصة إيذاناً بانطلاق العام الدراسي 2018-2019 حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم الانتهاء من كافة الاستعدادات اللازمة لتحقيق بداية مميزة للعام الدراسي عبر التأكد من توفير كافة المتطلبات والمستلزمات التي من شأنها تأمين بيئة تعليمية جاذبة للطلبة.

وسيشهد هذا العام الدراسي حزمة مستجدات أبرزها إدخال الفرنسية بشكل تجريبي على عدد من مدارس الدولة وتدريس «التصميم والتكنولوجيا» بدءاً من الصف الثالث، وذلك لتأسيس الأجيال منذ الصغر ومنحهم القدرة على التعامل مع الابتكار والتكنولوجيا بهدف إكسابهم مهارات القرن 21، إيماناً منها بأن الابتكار وتعزيز موقع التكنولوجيا في حياتنا مطلب ضروري، باعتباره وسيلة للتطور وتحقيق الرفاه والسعادة للمجتمعات، وهو ما وجهت به القيادة الرشيدة، وجعلته أسلوب ونمط حياة مجتمع دولة الإمارات.

وستكون الحلقة الأولى بدءاً من الصف الأول حتى الرابع، فيما ستشمل الحلقة الثانية الصفوف من الصف الخامس حتى الثامن، أما الثانوي فيبدأ من الصف التاسع حتى الثاني عشر، مع الإبقاء على مرحلة رياض الأطفال كما هي، وتتجه الوزارة مستقبلاً إلى أن تكون المدارس في الحلقة الأولى مختلطة بين الذكور والإناث ويتم التطبيق تباعاً وفق خطة معتمدة، وبداية من هذا العام سيكون الصف الأول مختلطاً.

جاهزية

ومن جهته قال المهندس عبدالرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة، إن هناك فرقاً ميدانية متواجدة في الميدان لمتابعة استمرار جاهزية المدارس واحتياجاتها فضلاً عن سير العملية التعليمية، وتتخذ اللازم من أجل ضمان سلاسة الدراسة والمواصلة خلال العام الدراسي، مع الأخذ بعين الاعتبار التدخل في أي وقت لمساندة جهود المدارس في حال وجود أي طارئ أو حاجة للمساعدة، فضلاً عن وجود مهندسين في الميدان لدعم المدارس المطورة حديثاً.

ولفت إلى أن الميدان التربوي منذ دوام الهيئات الإدارية والتدريسية شهد العديد من الأنشطة والإجراءات المتصلة باستعدادات المدارس للعام الجديد، من متابعة جاهزية المدارس وانتهاء أعمال الصيانة وتوفير الكتب المدرسية وانتظام المعلمين والإداريين، في وقت شكلت فيه الوزارة لجان عمل، للوقوف على أية احتياجات للمدارس، من خلال زيارات للمدارس لكي تطمئن على سير العملية التعليمية فيها على النحو المطلوب، ووفق ما هو متوقع من دون معوقات.

وقال إن الوزارة كثفت من تواصلها ومتابعتها لأعمال الميدان التربوي طوال أيام العطلة الصيفية، ولم تدخر جهداً ومعها إدارات المدارس من أجل دخول عام دراسي أكثر استقراراً.

وأوضح الحمادي أن التعليم يرتكز على محاور فعالة وتخاطب جوانب مهمة في طلبتنا من خلال تشجيعهم على التفكير النقدي والتحليلي وبلورة حلول لما يواجهونه من تحديات في مسيرتهم التعليمية وفي سبيل ذلك عملت الوزارة على استحداث مناهج جديدة وممارستها على أرض الواقع بغية إثراء الجانب الأكاديمي لطلبتنا، مبيناً أن الوزارة لم تغفل كذلك إيجاد بيئات تعليمية تمكن الطلبة من ترجمة معلوماتهم وما اكتسبوه من معارف على أرض الواقع.

 

خطط

وقالت فوزية غريب الوكيل المساعد لقطاع العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم، إن وضع الخطط والأهداف المحددة لقيادات المدارس هو الذي يرسم ويحدد خارطة طريقهم طوال العام الدراسي سواء للارتقاء بالعملية التعليمية أو لبلوغ أهداف الأجندة الوطنية التي وضعتها الدولة.

لافتة إلى أن هذه الخطط هي التي توجه الإدارات المدرسية للتركيز على تطوير مهارات التفكير العليا لدى الطلاب، ووضع معايير عامة للإدارة الصفية، إضافة إلى المشاركة في الأندية العلمية، وجعل البرامج العلمية إلزامية للطلاب حتى سن الثامنة عشرة، ومن خلال تلك الخطط يمكن للمدارس أن تقوم بتقييم ذاتها على النحو الصحيح.

ومن جانبها أكدت إدارات مدرسية أن هذا العام جاءت عمليات توريد الكتب ميسرة وسهلة حيث تم وضع جدول من قبل وزارة التربية والتعليم، لتوزيع الكتب بشكل ميسر وسهل ويضمن توزيع الكتب على المدارس بسهولة، واكتملت مرتكزات نجاح العملية التعليمية والتي تتميز بتوفير الكوادر التدريسية ووضع الجداول والبرامج المدرسية.

خطط وبرامج

وقال مصطفى الموسى مدير مدرسة المعرفة إن التخطيط السليم للمدرسة هو الذي يخلق عاماً مثالياً من حيث وضع خطط المعلمين وبرامج تستهدف الطلبة للارتقاء بمستوياتهم، تمثل خارطة طريق تحقق أهداف التعليم.

ولفت إلى أن المدارس تحرص على الاستعداد الكامل للعام الدراسي لأن كلاً منها ترغب في أن يكون عامها مثالياً يحظى بإشادة مجتمعية كبيرة ويحتفي بتخريج ونجاح أفواج من الطلبة، من خلال تدريب الطاقم التدريسي وتوفير كافة احتياجاتهم والكتب الدراسية وغيرها من المستلزمات التي تضمن سير العملية التدريسية بنظام ويسر، ولكن يبقى دور أولياء الأمور الذي نرغب في جعلهم شركاء إيجابيين للمؤسسات التعليمية.

وقالت نورة سيف المهيري مديرة مدرسة أم سقيم النموذجية، إن الهيئات الإدارية عملوا على وضع برنامج عمل يتمثل في أن تقوم المدرسة بإعداد خطة تنظيم اليوم المفتوح وتجهيز متطلبات الخطة، لاستقبال الطلبة خلال اليوم الأول، معتبرة أن جميع الهيئات التدريسية والإدارية انتظمت بالدوام وجاءت بهمة وحماس.

وأكدت أن المدرسة في شدة الجاهزية لاستقبال الطالبات ضمن أجواء مفعمة بالحيوية والنشاط، وخاصة أن الهيئة الإدارية والتدريسية تحرص على منح الطالبات المناخ الدراسي المثالي للارتقاء بواقعهن التحصيلي في الوقت المناسب من بداية أيام الدراسية حتى آخر يوم دراسي.

وأكدت بشرى سالم الشومي مديرة مدرسة المزهر حلقة أولى للبنين، الجاهزية الكاملة لاستقبال العام الدراسي الجديد، موضحة أن الوزارة زودتهم بالكتب والكادر الإداري والتدريسي مكتمل لانطلاقة العام الدراسي الجديد.

ولفتت إلى أن مدرستها خضعت للتطوير هذا العام ما سيجعل الطلبة متحمسين للعام الدراسي وسيخلق ذلك بيئة تعليمية جاذبة، وسيتم عمل برنامج لاستقبال الطالبات خلال اليوم الأول من الدوام، من خلال «مرحباً مدرستي» وكيفية تفعيل الأنشطة والفعاليات التي بدورها ستخدمهن، فضلاً عن مراجعة الجدول المدرسي والترحيب بالمعلمات الجدد.

مسار النخبة

وأفادت إدارات مدارس حكومية وتحديداً مرحلة ثانوية بأن مسار النخبة سوف يطبق في المرحلة الثانوية ابتداء من العام الجديد إذ تم ضم طلبة الصف التاسع إلى المرحلة الثانوية حيث تستهدف وزارة التربية والتعليم تطبيق مسار النخبة (برنامج العلوم المتقدمة) الذي صُمم للطلبة المتفوقين أكاديمياً من الصف السادس حتى الثاني عشر تدريجياً، ويركز المنهج في هذا المسار على الرياضيات والعلوم بأسلوب يعزز مهارات التحليل والتفكير المنطقي وحل المشكلات بطرق علمية.

من جانبها قالت أمينة النيادي مديرة مدرسة ثانوية دبي، إن الإدارة عقدت اجتماعاً مع الهيئات الإدارية والتدريسية لمناقشة ووضع خطط عمل العام الدراسي الجديد، أبرزها الوقوف على نقاط الرقابة المدرسية وتوصياته للعمل عليها، وتم الاتفاق على عمل مسوح تشخصية للطلبة في بداية العام الدراسي للوقوف على مستويات الطلبة ووضع خطط للارتقاء بمستوياتهم، فضلاً عن توزيع اللجان الإعلامية وغيرها، وتوجيه منسقي المواد بوضع جداول أعمالها واحتياجات كل قسم. وأكدت جاهزية الصفوف لاستقبال الطلبة.

وذكرت أن هذا العام ستطبق لديها مسار النخبة ابتداء من العام الدراسي، مؤكدة حرص الوزارة على توفير معلمين مؤهلين لتدريس طلبة هذا المسار، كما وضعت عدة معايير لاختيار الطلاب للانضمام لهذا البرنامج، تشمل أن يكون معدل تخرج الطالب في الصف الخامس الابتدائي 95%، وأن يجتاز امتحان العلوم المتقدمة بنسبة لا تقل عن 85%.

مسارات

وتوسعت وزارة التربية والتعليم في المسار التخصصي بالمرحلة الثانوية ضمن مسارات التعليم في المدرسة الإماراتية، بعد أن تم تجريبه العام الدراسي المنصرم وشمل 500 طالب من المواطنين في عدد محدد من المدارس، وبه أصبحت المدرسة الإماراتية 4 مسارات تعليمية (عام ومتقدم ونخبة والتخصص).

مدارس خاصة

أبدت المدارس الخاصة جاهزيتها لاستقبال الطلبة وأخرى تعمل على استكمال هيئتها الإدارية والتدريسية من خلال تعيينات جديدة تسد حاجتها نظراً لاستقالات عدد من المعلمين، معتبرين أن هذا العام الدراسي سيكون مختلفاً في الأنشطة النوعية التي ستقدم للطلبة، سواء من خلال الفعاليات التي ستنظمها المدرسة أو حصص الأنشطة الإثرائية الداعمة للمناهج الدراسية.

Email