مجلس الإمارات للشباب ينظم الجلسة الثالثة

«مناظرات الشباب» تناقش التخصص الدراسي والمسار المهني

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقشت الجلسة الثالثة من مبادرة «مناظرات الشباب» آليات اختيار التخصص الدراسي والمسار المهني، وأبدى معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، سعادته بالمناظرة الثالثة، التي ينظمها مجلس الإمارات للشباب، تحت عنوان «اختيار التخصص الدراسي بناءً على الشغف أم متطلبات سوق العمل».

وعقدت في معهد تدريب المعلمين في عجمان بمشاركة معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، مؤكداً أن مشاركات الطلبة مليئة بالأفكار الناضجة والقدرة على الحوار البنّاء، وتقبل الرأي والرأي الآخر، إضافة إلى ما اتسمت به من زخم الحصيلة المعرفية لدى الطلبة من خلال البحث في القضية المطروحة للتناظر.

توجهات عالمية

وقال معاليه في تصريح خاص لـ «البيان»: إن أثر المدرسة الإماراتية اتضح جلياً وبشكل عملي، وهو ما عكسه فكر الطلبة ووعيهم بأهم التخصصات ومتطلبات سوق العمل، مشيراً إلى أن المنظومة التعليمية في الدولة، التي تتسم بأنها تواكب التوجهات العالمية، تراعي إكساب الطلبة العديد من المهارات عبر مناهج علمية وبرامح وأنشطة وفعاليات تهدف إلى تزويدهم بمهارات التفكير العليا.

وتعزيز كفاءة وفعالية عمليات التعليم والتعلم والتقييم، وتطوير قدرة الطلبة للمنافسة من خلال تمكينهم من المهارات الأساسية اللازمة، التي تتيح لهم التنقل في الوظائف وفقاً لاحتياجات العمل، متكئين على كفاءتهم، التي تواكب تغيرات سوق العمل العالمي، لافتاً إلى أن منظومة التعليم في الإمارات هي منظومة متكاملة، وجزء من منظومة عالمية تواكب التغيير والتطور بصورة فاعلة وقوية.

وشدد معاليه على أهمية المناظرة التي تتمثل في اختيار التخصص الجامعي بناءً على الشغف والميول، أو حسب متطلبات سوق العمل، لافتاً إلى أن هذه القضية المهمة التي طالما شغلت وتشغل بال الطالب في مرحلة التعليم العام، كونها البوابة للعبور إلى الحياة المهنية لتحقيق الطموحات والأحلام التي تراود الطالب وتبث فيه الحماسة والدافعية والحافزية لإطلاق العنان لطاقاته وأفكاره الخلاقة.

وهو بالتالي ما يسهم في تشييد لبنات الوطن، وأكد معاليه أن الشباب هم الركيزة الأساسية التي يعول عليها في تحقيق طموحات القيادة الرشيدة وتطلعات دولة الإمارات لتأخذ دورها الريادي والمستحق على الصعد كلها، ومن هنا أولت القيادةُ الشبابَ جلَّ اهتمامها، بحيث تعمل على تهيئتهم وتمكينهم ليكونوا رواد المستقبل، كونهم الاستثمار الحقيقي للمستقبل.

وأثنى معاليه على «مناظرات الشباب» التي تنبثق عن رؤية مستقبلية واعدة لمجلس الإمارات للشباب، تركز على تنمية مهارات الشباب، وهو ما يسهم في بناء شخصية مواطنة متزنة مسؤولة تمتلك مهارات الحوار والإقناع بغرض تعزيز قدراتهم الشخصية ليكونوا خير سفراء للوطن داخلياً وخارجياً.

منصة مهمة

من جانبها، اعتبرت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، رئيسة مجلس الإمارات للشباب في كلمتها الافتتاحية، المبادرة منصة مهمة، كونها توفر منبراً مهماً لتعزيز الحوار الإيجابي والبناء، ومساحة لتبادل الخبرات والمعرفة التي تمكنهم من الارتقاء بواقع الشباب من خلال التعرف إلى احتياجاتهم.

والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم ليكونوا مسهمين بشكل فعّال في مسيرة التنمية وتقدم مجتمعاتهم.

وضمت لجنة تحكيم المناظرة كلاً من عبدالله لوتاه، المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، ورزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، ومحمد سعيد حارب، الرئيس التنفيذي لشركة «لم ترى» للإنتاج الفني، بمشاركة مجموعة من الطلاب المتفوقين، حيث تم خلالها استعراض آرائهم ومقترحاتهم حول أفضل السبل لاختيار التخصص الدراسي.

وأثره في الحصول على فرصة عمل والتطور في المسار المهني بالمستقبل، ومدى ارتباطها بالمتغيرات، ومجموعة الفرص والتحديات الناجمة عن التطور التكنولوجي، خصوصاً في ظل التقدم الذي يشهده العالم بالتزامن مع الثورة الصناعية الرابعة.

وأكد الداعمون للفكرة أن مواكبة مسيرة البناء والنهضة بالدولة تعتمد بشكل أساسي على إيجاد جيل جديد من الكفاءات في مجالات تواكب توجهات القيادة الرشيدة في الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط، وتعزز دورهم كونهم شركاء في بناء مستقبل الوطن، معتبرين أن ذلك واجب وطني يحفز الشباب على التوجه إلى التخصصات التي تلبي خطط حكومة دولة الإمارات الاستراتيجية.

أجندة وطنية

وسلطوا الضوء على جهود وزارة التربية والتعليم في إطار سعيها لتنفيذ مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، الهادفة إلى إيجاد منظومة تعليمية متكاملة ومتطورة تتلاءم مع التحولات والتغيرات المتسارعة، وتلبي متطلبات سوق العمل في المستقبل، وأشاروا للاتفاقية التي وقعتها دولة الإمارات أخيراً مع روسيا لإعداد وتدريب أول رائد فضاء إماراتي.

كما استشهدوا بنتائج دراسات تم استعراضها خلال القمة العالمية للحكومات بأن 47 % من الوظائف الموجودة حالياً ستلغى، أو يتم أتمتتها، في حين أن طلاب المرحلة الابتدائية حالياً سيشغلون في المستقبل 65% من الوظائف التي سيتم استحداثها في المستقبل.

شغف وطموح

وفي المقابل أكد الفريق الآخر أن اتباع الشغف والطموح هو الوسيلة الأمثل لاختيار التخصص الدراسي، وبالتالي الخوض في مجالات عمل وتخصصات تزيد الفرد ابتكاراً وإبداعاً، حيث تناولوا أمثلة عالمية لرواد أعمال قدموا نماذج فريدة لم تكن موجودة من قبل بفضل تمسكهم بشغفهم وحرصهم على تحقيق تطلعاتهم وطموحهم.

وأشار الفريق إلى دراسة شملت شريحة واسعة من الأفراد في الهند والصين وألمانيا والولايات المتحدة توضح أن 60% منهم لم تكن لديهم القناعة والثقة في وجود توجهات ثابتة لسوق العمل يمكن الارتكاز عليها في التخطيط للمسار الوظيفي وانتقاء التخصص الدراسي.

نظراً لما تواجهه القطاعات المحلية أو العالمية على حدٍ سواء من تغيرات، وتأثرها بالعوامل المختلفة، وهو ما يمثل مخاطرة كبيرة في الاعتماد على توجهات أسواق العمل.

وقامت لجنة بتقييم مداخلات الطلاب وقياس مدى أهمية الأدلة التي قدمها الطلاب المشاركون في الجلسة، حيث قامت اللجنة بتوجيه الأسئلة للشباب ومناقشتهم للتمكن من التعرف إلى رؤيتهم والاطلاع على طموحاتهم بشكل أفضل.

طلبة: الرغبة واحتياجات السوق بوصلتنا نحو التخصص

أجمع عدد من طلبة الثاني عشر أن بوصلتهم في اختيار التخصصات الدراسية الجامعية تتركز بشكل أساسي على رغبتهم من جهة، واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى، معتبرين هذه المعايير مهمة للغاية، فيما لفت أحد الطلبة المشاركين في المناظرة إلى أن 40 % من الطلاب يغيرون تخصصاتهم في السنة الأولى وفقاً لدراسة علمية، نتيجة التخبط وعدم الاختيار بصورة علمية مدروسة.

وعلى الرغم من ارتفاع سقف الوعي عند الطلبة، فإن البعض لا يزال يختار تخصصه الدراسي بشكل غير مدروس، ومتخبط، ما يؤكد أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التوعية وتثقيف الطلبة وذويهم باختيار ما يناسب طموحاتهم وحاجة سوق العمل الفعلي، بعيداً عن التخصصات المستهلكة.

الطالب سالم محمد علي البلوشي، من عجمان، أنهى دراسته الثانوية، وقد جزم أمره لاستكمال دراسته في أحد التخصصات الهندسية أو الإلكترونية.

لافتاً إلى أهمية أن يكون لدى الطالب شغف فيما يدرسه كي يبدع فيه، إضافة إلى اختيار مجال يوافق الطموح والقدرات أيضاً، أما الطالبة غاية نصار آل علي، التي أنهت امتحانات الثانوية العامة من مدرسة الهمهام للتعليم الثانوي في رأس الخيمة، فقد وجدت نفسها مشدودة إلى تخصص هندسة الطاقة المتجددة في جامعة الشارقة، وترى أن المستقبل لمثل هذه التخصصات النوعية والنادرة.

بدورها رأت الطالبة مروة وليد، وهي خريجة ثاني عشر مسار متقدم، أن الحيرة في اختيار التخصص تظهر دائماً بعد ظهور نتائج الامتحانات، لكن تجد الطلبة حالياً منذ بداية السنة الدراسية يسيرون وفق اتجاه محدد ورؤية واضحة، لافتة إلى أنها ستدرس تخصص إسعاف وطوارئ، وأن سبب اختيارها مرده حبها للعمل في هذا المجال.

وحاجة السوق، وذكرت أن أفضل السبل لتخطي حالة العشوائية والتخبط في تحديد الوجهة الجامعية هو عمل دورات تدريبية وحلقات نقاش في المدارس والمؤسسات التعليمية لتقديم معلومات للطلبة عن كيفية الاختيار السليم للتخصصات الأكاديمية.

من جهته، قال فارس الحميدي، طالب من مدرسة مسافي للتعليم الثانوي في رأس الخيمة، إنه سيختار المجال الدراسي في الجامعة، مستنداً إلى الميول العلمية والرغبة الخاصة التي يتمتع بها، التي تؤهله للإبداع في مجال ما دون غيره، وهو ما يؤيده الطالب فارس سيف المزروعي، الذي اختار تخصص الهندسة الإلكترونية.

وترى عائشة خميس، التي أنهت دراستها الثانوية من مدرسة شيخة بنت سعيد، تخصصَ الإعلام مجالاً خصباً للإبداع والعطاء.

Email