أكاديميون أكدوا أنها معيار ذهبي للحصول على وظيفة مميزة

الشهادة الجامعية طريق ممنهج إلى سوق العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشهادة الجامعية طموح الكثيرين، بل أضحت اليوم ضرورة لكل من ينشد الحصول على عمل لائق، ولذلك يتزايد عدد الحاصلين عليها، خاصة مع تنوع الاختصاصات التعليمية لمسايرة التنوع في الأعمال المطلوبة في السوق الذي يشهد مزيداً من التخصصات الدقيقة.

كما أن التغيرات التكنولوجية تعيد تشكيل معرفتنا للعالم الذي يشهد موت مهن وظهور أخرى جديدة، وتتغير معها المهارات اللازمة له، ومع ثورة التكنولوجيا والاتصالات انتشر بشكل أكبر نظام العمل الحر الذي لا يتطلب عقداً خاصاً بالعمل، ولا يسأل أصحابه عن الشهادات، وإنما عما يستطيعون تقديمه.

كل هذه المتغيرات في سوق العمل تلقي بظلالها على التعليم، وتثير تساؤلات عما إذا كانت الشهادة الجامعية ما زالت مهمة في عصر تتوفر فيه الموارد التعليمية المفتوحة، وإمكانية الاستفادة منها عن بعد، وعن جدوى الحصول على شهادة جامعية تستلزم بضع سنين والكثير من التكاليف.

«البيان» وضعت هذه التساؤلات على طاولة الأكاديميين، للإجابة عنها والوقوف على أهمية التعليم العالي وآثاره على الفرد والمجتمع والاقتصاد.

تحديات

وحول ذلك أكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي على رؤية القيادة الحكيمة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن مؤسسات التعليم العالي مسؤولة عن تخريج المخرجات النوعية، لأن أبناءنا أمانة ومسؤولية، مشيرا إلى أن إعداد طلبة المستقبل هو مسؤولية وطنية يجب أن نعمل عليها كمؤسسات تعليم بكل إخلاص وتفان لنكون على قدر ثقة قيادتنا الحكيمة.

وتناول الدكتور الشامسي التحديات المستقبلية التي تواجه عملية إعداد طلبة المستقبل والمتمثلة في المتغيرات والمستجدات العالمية في إطار ما بات يعرف بالثورة الصناعية الرابعة.

والتي يجمع الخبراء على قرب حلولها خاصة مع التطورات التكنولوجية المتلاحقة والنمو المذهل في الذكاء الاصطناعي والذي نراه في السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار وانترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو وغيرها.

وكذلك ما يعرف بـ «البيانات الضخمة» وهي البيانات التي تتولد نتيجة استخدام الإفراط المتزايد للأجهزة الرقمية والأدوات والمنصات الرقمية على شبكة الانترنت والتي تشكل كلها جزءاً كبيراً من البيانات الضخمة والتي تساهم عملية تحليلها في وضع الخطط واتخاذ القرار في العديد من المجالات بما فيها التعليم.

حيث يمكن أن تساهم في تحديد المجالات الأنسب للفرد ودراستها والإبداع فيها من خلال معرفة ميوله وطريقة تفكيره ومهاراته، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بالمصادر الرقمية المتعلقة بالكتب والمكتبات الرقمية والامتحانات التي تتحول إلى 100% لتصبح رقمية، كذلك تطور خدمات التعليم لتصبح مستقبلا غير مرتبطة بالمكان.

ونوه الدكتور الشامسي إلى أن كل هذا سيقود إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي للكليات وهو جعل خريجيها الخيار الأول لسوق العمل والوصول بهم إلى نسبة توظيف 100% بحلول العام 2021.

مشيراً إلى أن الاستراتيجية الجديدة اعتبرت الابتكار جزءاً أساسياً من حياة الطالب وتم طرح العديد من المبادرات لتعزيز ثقافته من خلال خلق البيئة التعليمية المحفزة للإبداع من خلال مساقات الابتكار وريادة الأعمال.

مستقبل

وفي الإطار ذاته يعتقد الدكتور محمد عبد الرحمن مدير كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، أن أهمية التعليم الجامعي لن تتقادم بمضي السنوات، إذ يشكل التعليم الجامعي أهمية كبيرة في حياة الإنسان كونه الوسيلة التي تقوده إلى ضمان مستقبل مميز، وتأمين مصدر للكسب، كما تعتبر المرحلة الجامعية مهمة للفرد من ناحية تطوير طريقة تفكيره، وأسلوب تعامله، والقدرة على التواصل، والتحدث مع الآخرين.

وأضاف أن التعليم يجعل الفرد أكثر قدرة على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المهنية التي تواجهه ويجعله قادراً على التكيف مع مختلف الطبقات، ومعتمداً على ذاته، واصفاً المؤهل الجامعي بالمفتاح الذهبي للحصول على وظيفة لائقة.

قال الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، إن الشهادة الجامعية مهمة لخوض سوق العمل ويظهر ذلك جلياً في مختلف الدراسات التي يقوم بها الخبراء في الاقتصاد ومنهم من الحاصلين على تقدير جوائز عالمية مثل جائزة نوبل.

ومن ناحيته اعتبر الدكتور يوسف عبدالله القصير مدير إداره شؤون الطلبة والإعلام الجامعي، التعليم العالي ركيزة أساسية لنهضة الدول، ومفتاح لنجاح المجتمعات من النواحي العلمية والاقتصادية والسياسية، مؤكداً وجود علاقة وطيدة بين التعليم وتقدم الشعوب وازدهارها.

نسبة

قال مدير جامعة زايد إن نتائج الأبحاث تربط بين تطور اقتصاديات أية دولة ونسبة الحاصلين فيها على التعليم الجامعي، وتكون العلاقة أكثر قوة في الدول التي تجاوزت مرحله اقتصاد إنتاج المواد الخام والإنتاج الكمي إلى الاقتصاد القائم على التجارة والخدمات والصناعات النوعية عالية القيمة.

Email