في حلقة شبابية نظمتها وزارة التربية والتعليم

طلاب يستعرضون تجاربهم في التصدي للتنمّر

جميلة المهيري تتوسط المشاركين في الجلسة الشبابية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت أمس وزارة التربية والتعليم حلقة شبابية في مدرسة دبي للتعليم الثانوي بمشاركة 40 طالباً وطالبة، وذلك ضمن فعاليات حملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر الذي كانت قد أطلقته تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. وحضر الحلقة الشبابية معالي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، ومعالي جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، والدكتورة آمنة الضحاك الشامسي وكيل مساعد قطاع الرعاية والأنشطة بوزارة التربية والتعليم، حيث شارك عدد من الطلبة في الجلسة الشبابية بسرد قصصهم الشخصية المتعلقة بمواجهات التنمر وكيفية تعاملهم مع الموقف وسلطوا الضوء على الدور المهم الذي يلعبه ولي الأمر والمعلمون والمعلمات والمدرسة من حيث التوجيه والإرشاد بشأن ما يجب فعله لمنع ظاهرة التنمر من الحدوث.

وشدد الطلبة على معرفة أن الحادثة التي يمرون بها هي نوع من التنمر وعلى كيفية طلب المساعدة سواء كان ذلك من الأشخاص الكبار أو من أفراد الأسرة أو حتى من خلال التعلم الذاتي وأن ذلك هو مفتاح التغلب على هذه الظاهرة السلبية التي تحدث بشكل متكرر في حياتهم.

سياسات وبرامج

وبدأت فعاليات الحلقة باستعراض الدكتور عامر الكندي، متخصص في السياسات والبرامج الوقائية للأطفال والمراهقين، لمواضيع مختلفة من مظاهر التنمر وأشكاله المختلفة والتي يواجهها الطلاب والطالبات في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة، وكيفية تأثير التنمر على الصحة البدنية والعقلية على كل من المتنمرين وضحايا التنمر، وأهمية دور الوالدين والمدارس والمتفرجين عندما يتعلق الأمر بالتنمر، وما هي أكثر الطرق فعالية للتدخل، وذلك من خلال تبني برامج الوقاية المثبتة علمياً، والممارسات الفعالة للمدارس، وكذلك حول كيفية التعامل مع الأطراف المعنية: المتنمر والضحية، وذلك ضمن الجهود المبذولة للتوصل إلى حلول يمكن تطبيقها في المدارس من أجل أن نوفر للطلاب بيئة مدرسية خالية من التنمر تتسم بالسعادة والأمان والتسامح والرعاية والدعم.

رؤية

وقد أكدت معالي جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، خلال الحلقة الشبابية على أهمية برنامج التربية الأخلاقية الذي قامت الوزارة بتنفيذه مؤخراً لجعل أفراد المجتمع الإماراتي من جميع الجنسيات لديهم نفس المبادئ والقيم، وسلطت الضوء على دور هذا البرنامج وكيف توافقه مع رؤية دولة الإمارات وجهودها في تعزيز ثقافة التسامح والإيجابية والتعاطف واعتبارها من بين القيم الأساسية للناس الذين يعيشون في الإمارات العربية المتحدة.

جميلة المهيري: التربية الأخلاقية تعزّز القضاء على الظاهرة

 

وأكدت معالي شما بنت سهيل فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب رئيس مجلس الإمارات للشباب أن تضافر الجهود يسهم في التغلب على أي ظاهرة سلبية قد تواجه مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، فمن خلال التعاون بين الجهات المعنية نستطيع تحقيق الأهداف الوطنية، وهو ما تؤكد عليه قيادة دولة الإمارات، من خلال الحرص على العمل كفريق عمل واحد في كافة المشاريع والمبادرات الوطنية.

وثمنت معاليها جهود وزارة التربية والتعليم في بناء الفرد الإماراتي، من خلال تركيزها على جوانب الطالب كافة، الأخلاقية والتربوية والتعليمية، وحرصها على تنظيم الفعاليات التي ترقى بالطالب الإماراتي، وتساعده على تطوير مهاراته وقدراته، حيث أكدت أن جهود الوزارة أثمرت تخريج أجيال من القادة، يحملون على عاتقهم مسؤولية الاستمرار في بناء ونهضة الدولة.

 

شما المزروعي: تضافر الجهود يحقق الأهداف الوطنية

 

وأشارت المزروعي إلى أن مشاركة مجلس الإمارات للشباب ضمن هذه الحملة، تهدف إلى الاستفادة من خبرات الشباب في مثل هذه الفعاليات، ةأكدت سعادتها أن المجلس يحرص من خلال مجموعة من المبادرات التي ينظمها على غرس وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة التي تعلمناها وتوارثناها من أجدادنا.

فعالية

وقال اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي: تشارك شرطة دبي بفعالية في الحملات التي تجرى في المدارس في جميع أنحاء الدولة بالتعاون مع المؤسسات التربوية والإعلامية والجهات ذات العلاقة بما فيها الأسرة التي هي اللبنة الأولى والركيزة الأساسية في بناء المجتمع، ونحن بدورنا سنكون جزءاً من هذه المبادرات والأنشطة والبرامج التي تهدف لرفع الوعي حول ظاهرة التنمر والوقاية منها.

وشدد على أهمية معالجة هذه الظاهرة وتأثيراتها النفسية السلبية على الطلاب. وسلط الضوء على أهمية استبدال هذه السلوكيات بأخرى لها تأثير إيجابي، وتعزيز مجتمع ينعم بأعلى مستويات الأمن والسلامة، تحقيقا للتوجهات الاستراتيجية لشرطة دبي المتمثلة في إيجاد مدينة آمنة ومبتكرة ومجتمع سعيد.

فرصة

وقالت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الأنشطة بوزارة التربية والتعليم: «تلك هي المرة الأولى التي تستضيف فيها الوزارة حلقات شبابية في المدارس للحصول على صورة أوضح حول ما يختبره الطلبة وكيفية شعورهم حول مواضيع معينة مثل التنمر، وإنها فرصتنا لسماع ما يقولونه ضمن بيئة آمنة تحظى باهتمامهم الأفضل، ونحن فخورون بالطلاب الذين لديهم الشجاعة للوقوف ومشاركة قصصهم معنا، والاستماع إلى تجاربهم التي مروا بها في المدارس الأمر الذي يؤكد أهمية ما نحاول تحقيقه خلال حملتنا».

وقال الدكتور عبد الله محمد الكرم، رئيس مجلس المديرين والمدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية: «لقد بينت لنا نتائج مسح السعادة وجودة الحياة للطلبة في دبي أن غالبية الطلاب يشعرون بالسعادة ويشعرون بالأمان في المدرسة، وعلى الرغم من هذه الأخبار الممتازة، إلا أننا نريد تحسينها بشكل أكبر، ونحن ندرك التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه التعاطف واللطف على تجربة الأطفال في المدرسة والحياة، ويسرنا أن نعمل مع المدارس الخاصة في دبي ومع شركائنا في الحكومة المحلية والاتحادية لضمان أن يشعر الأطفال بأنهم أكثر سعادة وأماناً في المدرسة.

وقاية

وقال أحمد عبد الكريم جلفار، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع بدبي:»يعد تنظيم الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر وذلك بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، خطوة عملية على طريق حماية أبنائنا وبناتنا من الطلبة من كافة أشكال التنمر، والوقوف صفاً واحداً ضد تعمد أذية الأطفال، والعمل بشكل دؤوب لتوعية الأطفال والمراهقين وتمكينهم، وتوفير بيئة آمنة لنمو أطفالنا وضمان تعليمهم وتنشئتهم بشكل صحي وسليم«.

وأضاف:»تشكل ظاهرة التنمر ظاهرة تؤرق العالم كله، وعلينا توحيد الجهود لتفعيل الخطط والتصورات التي تبرز الأسباب التي تدفع الطلاب للتنمر ومظاهره وحماية الجيل الجديد من المشاعر السلبية التي يولدها، كما علينا أن نتخذ الإجراءات اللازمة للوقوف ضد التنمر والإساءة الجسدية والنفسية للأطفال، وذلك باستخدام وسائل علمية تربوية متقدمة".

ومن الجدير ذكره أن الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر تم تنظيمه بمشاركة كل من وزارة الدولة للسعادة، ودائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، ووزارة تنمية المجتمع، ومؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، ومجلس الشارقة للتعليم، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، ودائرة التعليم والمعرفة ـ أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، ومجلس الإمارات للشباب، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وشرطة دبي، ومؤسسة أبوظبي للإعلام ومؤسسة دبي للإعلام، ستستمر حتى تاريخ 28 أبريل 2018.

زيارات

سيقوم مجموعة من المعلمين والخبراء الاستشاريين المدربين على مدار الأسبوع، بزيارة المدارس الحكومية والخاصة وإلقاء الضوء على شتى المسائل المتعلقة بالتنمر مثل ماهية التنمر وأشكاله المختلفة وما هو التنمر عبر الإنترنت وما هي خصائص الشخص المتنمر وتأثير التنمر على الأطفال وكيف يمكن أن يؤثر التنمر سلباً على حياتهم وصحتهم العقلية، ولماذا يتصرف المتنمرون بالطريقة التي يتصرفون بها.

وسيتم خلال هذه الزيارات إرشاد الطلبة وتقديم النصح لهم حول كيفية التصرف مع الشخص المتنمر والتصدي له وكيفية التصرف عند مشاهدة شخص يتعرض للتنمر في المدرسة أو المنزل أو في أي مكان آخر.

Email