تكثيف محاضرات التوعية لمحاصرة الظاهرة سلوكياً

تربويات: مدارسنا قادرة على وأد التنمر

لطيفة الحوسني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضحت نخبة من التربويات أن حملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر المقامة برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ستنجح حتماً في تحقيق أهدافها السامية خاصة مع تضافر الجهود من قبل أولياء أمور الطلبة والطالبات والكادر الإداري والتدريسي والاختصاصيين الاجتماعيين للتصدي للتنمر ووضع الحلول الناجعة للمشكلات السلوكية والوقاية منها، وأشرن إلى ضرورة توعية المعلمين بكيفية احتواء طلابهم، والبحث معهم حول الأسباب التي تدفع بعضهم نحو هذه الظاهرة الخطيرة، وأكدت التربويات أن المدارس قادرة على وأد التنمر بجهود تشاركية مع الأسرة والمجتمع، وأن محاضرات التوعية سبيل ناجع لمحاصرة الظاهرة.

تحفيز

وقالت لطيفة الحوسني، مديرة مدرسة القمة للتعليم الأساسي :«إن التنمر يؤثر سلباً على حياة الأطفال عموماً، وعلى فئة الطلبة والطالبات في المدارس، ومن منطلق تجربتي الشخصية في المدرسة وجدت أنه بفضل تكاتف جهود الطاقم الإداري والتدريسي حققنا نجاحاً في احتواء بعض حالات التنمر من خلال الحوار والإقناع والتحفيز، وكان آخرها استدعاء أحد الطلاب إلى مكتبي وفتح حوار شفاف معه لمعرفة أسباب تنمره في الفصل، وبعدها عقدت معه اتفاقاً في حال توقفه بافتعال ما يستفز معلمته ويؤذي زملاءه سأمنحه اللعبة التي يرغب بها، وفعلاً وبالمتابعة توقف هذا الطالب عن سلوكه السلبي وذلك بتفعيل عنصر التحفيز».

أهداف

وقالت بخيتة الظاهري، أخصائية اجتماعية في مدرسة شما بنت محمد للتعليم الأساسي أنه لا ينبغي حصر هذه الحملة في أسبوع واحد فقط، إذ ينبغي أن تكون مستمرة وبطرق جذابة وباستخدام التقنيات الحديثة بهدف تحقيق أهدافها السامية، مشيرة إلى ضرورة التفاعل الإيجابي والمشاركة الفاعلة في هذه الحملة.

بخيتة الظاهري

 

أوضحت مريم النيادي أن التنمر يشمل الكثير من السلوكيات السلبية منها العنف والإيذاء وسوء المعاملة بحيث يمارسه طالب أو أكثر تجاه زميله في شكل متعمد ومتكرر، ويمكن أن يتخذ أشكالاً مختلفة منها النفسي والجسدي والاجتماعي واللفظي وحتى الإلكتروني.

مريم النيادي

 

وأضافت:«يجب إعداد دراسة علمية دقيقة لمعرفة مدى انتشار التنمّر المدرسي في الدولة وتسليط الضوء على الأسباب والآثار، وذلك من خلال استبيان معتمد يجيب عليه الطلبة بأنفسهم، وتكثيف الحملات والورش التوعوية في المدارس بحيث تتضمن على تطبيقات عملية تهدف إلى رفع مستوى وعي الطلبة بكيفية التصرف عند التعرض للتنمر، وما يجب عليهم عمله إزاء حالات التنمر».

أسباب

وقالت الدكتورة نعيمة عبداللطيف قاسم، تربوية: «تتعدد المصطلحات بتعدد الأجيال، والمضمون لا يخرج عن نطاق السلوك، فالتنمر مصطلح جديد كثر استعماله في الآونة الأخيرة وما أريد توضيحه هو أن التنمر ظاهرة موجودة منذ بدء الكون وبمفهومه الحالي، هو تحرش إما لفظي أو بدني، وأسباب التنمر الرئيسة تتعلق باضطراب الشخصية ونقص تقدير الذات، ويتحول إلى الإدمان على السلوكيات العدوانية، بسبب الاكتئاب أو الأمراض النفسية».

وأضافت: «إن الحديث في هذا الموضوع يعيدني إلى خبرة بلغت 27 عاماً في مدارس الدولة ما بين حكومية ونموذجية وخاصة، وواجهت مواقف شبيهة بما يطلق عليه التنمر في وقتنا الحاضر، ولكن كان تحت مظلة السلوكيات السلبية، أو العنف الطلابي، أو العناد، أو التمرد، وكان الدور الرئيسي لتعديل السلوك هو الأخصائي الاجتماعي والتواصل مع ولي الأمر وجلسات التوجيه، وعند هذه الحدود ولا يتجاوز الأمر أكثر من ذلك، بل بالعكس الدور الكبير كان على المعلم الصديق للطالب والمؤثر به».

اقتراحات

وشددت أمل عبدالفتاح، اختصاصية مختبر علمي ومنسقة النادي البيئي في مدرسة البادية للتعليم الأساسي والثانوي، إلى ضرورة رفع مستوى الوعي حول ظاهرة التنمر في الإمارات، وذلك من خلال تفعيل الزيارات الميدانية للمدارس بطريقة ابتكارية بعيداً عن أسلوب التلقين والمحاضرات.

أمل عبدالفتاح

 

وقالت: «ينبغي توصيل التوعية من ظاهرة التنمر للطلبة والطالبات بطريقة ابتكارية، فلا يمنع مطلقاً من تقديم أعمال توعوية في إطار مرئي فني كإعداد فيلم، أو توفير مواد علمية وعلاجية حديثة تساهم في رفع الوعي حول التنمر وكيفية الحماية منه».

Email