«ريسة» و«راية» توأم تتخطيان ضعف البصر في مدرسة «أم سقيم»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حجزت والدة التوأم «ريسة» و«راية» من أصحاب الهمم مقعداً لهما ضمن صفوف الدمج في المدارس الحكومية منذ نعومة أظافرهما، بعد معاناة في البحث عن رياض أطفال ومن ثم عن مدرسة تستوعبهما، وعاشت معاناة ابنتيها اللتين تعاني إحداهما ضعف البصر والأخرى الحول وصعوبات التعلم، فحرصت على المداومة مع الأطباء على حسب دخلها وتثقيف نفسها من خلال القراءة عن حالة بنتيها من أجل أن تجعلهما قادرتين على مواجهة الحياة غير معتمدتين على نعمة البصر، بل استبدلتاها بنعمة البصيرة.

واستطاعت الأم منى المري أن تدمجهما في المجتمع من خلال التحاقهما بمدارس حكومية، وبادرت منطقة دبي التعليمية بتوفير معلمة تربية خاصة في فترة كان هذا التخصص نادراً توفيره في المدارس، وكان لتلك المعلمة الأثر الكبير في نفس الطالبتين للتعامل مع حالتهما، سواء الخاصة بالبصر أو بصعوبات التعلم، حيث التحقتا بمدرسة هند بنت مكتوم وكانتا تدرسان سابقاً في روضة الأنوار.

وأوضحت المري أن ابنتيها حاليا تدرسان في الصف التاسع في مدرسة أن سقيم النموذجية بنات، في صف واحد حيث تعاني ريسة المهيري من ضعف بصر شديد، وابنتها الثانية راية المهيري تعاني من حول شديد وصعوبات التعلم، ووجدتا تعاونا شديدا من مديرة المدرسة والمعلمات، وحرصت المدرسة على توفير كافة احتياجاتهما من أجهزة وأدوات وغيرها.

وقالت الأم إنها تتابع الحالة المرضية الخاصة بالنظر مع أطباء في مستشفيات محلية ولكن حالة راية تحتاج للسفر للخارج حتى تستطيع أن تحقق ما ترغب به من خلال استكمال دراستها، حيث ترغب في الالتحاق بكلية الإعلام، فيما شقيقتها ريسة ترغب في دراسة التصميم.

من جانبها قالت نورا المهيري مديرة مدرسة أم سقيم النموذجية، إن المدرسة تحرص على تقديم الدعم لكافة فئات أصحاب الهمم واحتوائهم في المدرسة، مؤكدة أنها قدمت الدعم وكافة البرامج والخدمات التربوية والتعليمية لهاتين الطالبتين من صعوبات التعلم وضعف البصر، وهو ما يعد أولوية في السياسة التعليمية في الدولة.

وأضافت أن البرامج التي تنفذ لفئة صعوبات التعلم تزيد من قدرتهم على الاستيعاب، وتساهم في تحسين مستواهم، فضلاً عن توفير أدوات الكشف المبكر لتقديم واستحداث أنسب استراتيجيات وأساليب التدخل العلاجي المناسبة للتخفيف من حدة تلك الصعوبات، بالإضافة إلى التطرق لاستراتيجيات العلاج من قبل المدرسة والوالدين والمعلمين والمجتمع بشكل عام.

من جانبها أوضحت مريم الزعابي معلمة التربية الخاصة في مدرسة أم سقيم النموذجية، أن طالب صعوبات التعلم يعاني من اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة قراءة وكتابة، والتي تؤثر في قدرة الطالب على الاستماع والتفكير.أما بالنسبة لفئة ضعف البصر فهو الشخص الذي تتراوح درجة الإبصار لدية بين 6 /‏‏‏‏24 و6/‏‏‏‏60 متراً بأقوى العينين بعد إجراء التصحيحات الممكنة، مشيرة إلى أنها أعدت خطة فردية لكل من الطالبتين ريسة وراية وفقاً لقواعد التربية الخاصة، ونجحتا في تنفيذها.

Email