المجلس يصدر دليلاً بالتعاون مع «يونيسيف»

«الأمومة والطفولة» يعرّف بمؤشرات التنمّر في المدارس

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينفذ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، برنامجاً وطنياً بالتعاون مع اليونيسيف، للوقاية من التنمر بين الطلبة في المدارس بالدولة، من خلال عدد من المبادرات التي أطلقتها، وكان آخرها دليل الوالدين للحماية من التنمر.

والدليل الذي يعد الأول من نوعه، تم إعداده من قبل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بالتعاون مع اليونيسيف، وجاء بعد تقييم أولي أجرته اليونيسيف على عينة من مدارس الدولة، أظهرت أن هذا السلوك منتشر بشكل أكبر بين طلاب المرحلة المتوسطة.

وتم توزيع الدليل على عدد من المدارس المشاركة في برنامج الوقاية من التنمر، إضافة إلى المجالس التعليمية على مستوى الدولة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كما يتم توزيعه في عدد من المعارض والفعاليات على مستوى الدولة، بهدف توعية الوالدين حول مؤشرات تعرض أبنائهم للتنمر في المدارس، أو معرفة إذا كان أبناؤهم يمارسون التنمر على غيرهم.

ويتضمن الدليل توضيحاً لمعنى التنمر، الذي يعني الاستغلال المتعمد للقوة، والذي يتخذ أشكالاً عدة، من إساءة لفظية أو جسدية، سواء كانت من فرد ضد فرد، أو مجموعة ضد فرد، ويكون سلوكاً ظالماً متكرراً مع الوقت، يهدف إلى إيذاء أحد الأشخاص، أو ممارسة الضغط عليه، حيث يكون هذا الشخص غير قادر على الدفاع عن نفسه، لعدم تكافؤ القوة بينه وبين الشخص المتنمر، سواء جسدياً أو من ناحية قوة الشخصية.

ويعرض الدليل أشكال التنمر، وهي، الإساءة الجسدية من خلال الضرب والركل وإلقاء الأشياء والتعدي على متعلقات الغير أو إخفاؤها، ثم الإساءة الاجتماعية، من خلال استغلال العلاقات، وتكوين تحالفات ضد أحد الطلبة، ومحاولة إقناع البعض بإقصاء شخص ما وتجنبه، إضافة إلى الإساءة اللفظية، من خلال الشتائم والنقد القاسي، ومناداة الشخص باسم لا يحبه و نشر الإشاعات.

كما يتضمن التنمر، الإساءة بطريقة إيحائية، من خلال التهديد، أو الإيحاء بحركات بذيئة، والتجاهل المتعمد، أو الإقصاء والتهديد عبر التحديق بالعيون.

ويشرح الدليل للوالدين، كيفية معرفة إذا كان ابنهم يتعرض للتنمر من خلال عدة طرق، منها العلامات الجسدية على الطالب، مثل الكدمات وغيرها، والأعراض النفسية، مثل الخوف من الذهاب للمدرسة، أو الخوف من ركوب الحافلة المدرسية، والشكوى من فقدان المتعلقات المدرسية، إضافة إلى تغيرات في السلوك الاجتماعي، بالتقرب من عدد قليل من الأصدقاء، وعدم الرغبة في الخروج، انخفاض معدل التقاء الطفل بأصدقائه عن المعتاد.

ويعرض الدليل أيضاً، مؤشرات عاطفية، منها علامات الحزن والتعاسة والوحدة والاكتئاب والانطواء والرغبة في البكاء، والتلعثم في الكلام، والتفكير في الانتحار وتقلبات المزاج.

ويشرح الدليل بعض السلوكيات التي تنم عن القلق، كالعصبية والمزاج السيئ، والتوقف عن الأكل أو تناول الطعام بصورة مبالغ فيها، وعدم القدرة على النوم والكوابيس والبكاء أثناء النوم، والتبول في الفراش، وعدم الرغبة في الإفصاح عما يتعرض له، إضافة إلى المؤشرات الصحية، ومنها، الإجهاد العام، وانخفاض الأداء، وضعف مقاومة العدوى والأمراض المتكررة، والتهديد أو محاولة الانتحار.

وينصح الدليل الوالدين بعدم اللجوء إلى مراكز رعاية للأطفال دون المستوى في مرحلة عمرية مبكرة، لأن ذلك يمكن أن يضر بنفسية الطفل، ويؤثر في علاقته بالأطفال الآخرين في المدرسة فيما بعد، مشدداً على أهمية ألا يستخدم الأهل أسلوب التنمر مع الطفل، لأنه يمكن أن يتحول إلى متنمر على الآخرين.

ويؤكد الدليل على الوالدين أنهما إذا لاحظا أياً من علامات تعرض طفلهم للتنمر في المدرسة، فإن عليهما تشجيعه على التحدث معهما عما حدث معه، ويحذر من أن يترك الوالدان للطفل حرية التصرف لمعالجة مشكلته مع المتنمرين من تلقاء نفسه، بحجة أنها مشكلته، ويجب عليه الدفاع عن نفسه، لأن هذا الأسلوب قد لا ينجح في معظم الأحيان، خصوصاً إذا كان التنمر يشكله مجموعة من الطلبة.

ويحث الدليل، الأبوين، على الاستماع إلى أبنائهم باهتمام وتعاطف، ومحاولة معرفة حقيقة ما يحدث لهم من دون الضغط عليهم، وأن يتم مراجعة المدرسة والتحدث مع المدرسين والمشرفين، لمعرفة ماذا حدث للطالب، ويؤكد الدليل، أنه ليس من الجيد التحدث إلى ولي أمر المتنمر، كما أنه ليس من الحكمة مواجهة الطفل الذي يقوم بالتنمر.

كما يعرض الدليل، كيفية تعامل الوالدين مع ابنهم المتنمر، من خلال التعامل مع الموقف بوضوح وجدية، واتخاذ ما يمكن عمله من إجراءات لمنع ذلك من الاستمرار، ومحاولة أن يعرف الوالدان من ابنهم ما سبب تنمره على الآخرين، وعدم اللجوء لتهديد الطفل أو معاقبته بصفة عامة، لأنه أقدم على تصرف غير سوي، وخصوصاً استخدام العقاب الجسدي، وفي حال تورط الطفل في التنمر، نتيجة تشجيع آخرين له، فيجب على الوالدين توجيهه إلى تقييم سلوكه بنفسه، بأن يحكم على ما يفعل، وهل من الجيد أن يتأثر بالآخرين.

وينصح الدليل، الوالدين، في حال عدم قدرتهم على التعامل مع طفلهم المتنمر، أن يطلبوا مساعدة المدرسة، لأن العمل مع المدرسة في تلك الحالات، يؤدي غالباً إلى نتائج أفضل، وبالتالي، يجب على الأهل التعاون مع المدرسة في وضع خطة لتقويم سلوك طفلهم المتنمر.

Email