تقييم وتصنيف مؤسساته في الربع الثالث 2018

التعليم العالي.. خطة خمسية ترتقي بالابتكار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي في تقييم وتصنيف مؤسسات التعليم العالي على مستوى الدولة في الربع الثالث من العام المقبل، فيما كشفت الوزارة تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، والتي كان مجلس الوزراء اعتمدها في اجتماعه مطلع الأسبوع الجاري، والتي تتضمن 4 محاور رئيسية، هي الجودة والابتكار والمواءمة والكفاءة، وتشمل 30 مبادرة رئيسية على مدار 5 سنوات، وكشفت الوزارة عن 4 مبادرات تنبثق من المحاور الرئيسية تنفذ خلال الفترة المقبلة، وسيشمل محور الجودة دعم مؤسسات التعليم العالي للتنافس عالمياً من خلال تطبيق معايير اعتماد عالية الجودة وتوفير حوافز للمؤسسات وتأهيل هيئة تدريس مميزة، جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدت أمس في مقر الوزارة بدبي.

ويركز المحور الثاني الخاص بالابتكار على زيادة أعداد طلبة التعليم العالي حاملي درجة الدكتوراه، 3 أضعاف عدد حاملي هذه الدرجة حالياً، مع ارتفاع نسبة المبتعثين إلى الخارج لتصل إلى 50% خلال السنوات الخمس المقبلة، وفي محور المواءمة تعمل وزارة التربية والتعليم - شؤون التعليم العالي على إطلاق مجلس «التعليم العالي والقطاع الخاص» في يناير المقبل، بهدف توفير عدد أكبر من فرص التدريب العملي واستشراف المستقبل أمام الطلبة إضافة إلى مواءمة البحوث العلمية مع متطلبات سوق العمل، والمساهمة في تصميم البرامج الأكاديمية وطرحها، ومحور الكفاءة بهدف تطوير جيل المستقبل الذي يتمتع بمهارات المعرفة والاعتماد على الذات، فضلاً عن تمتعه بقيم وأخلاقيات المجتمع الإماراتي وسوق العمل.

خطط

وأكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن عملية تطوير التعليم الجذرية التي بدأت بها وزارة التربية والتعليم وفق رؤية الدولة المستقبلية والخطط الوطنية الطموحة وتوجيهات القيادة الرشيدة، هي عملية شاملة ومتكاملة اﻷركان تستهدف بناء الطالب الإماراتي المبتكر سواء في التعليم العام أو العالي وفق أفضل المعايير العالمية، وذلك لتحقيق نموذج عصري للطالب المتمكن بما يحمله من سمات تكرسها المدرسة اﻹماراتية والذي نتطلع إليه، فنحن في اﻹمارات يشكل اﻹنسان لدينا الاستثمار الحقيقي للمستقبل.

وقال معاليه: إن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي ترتبط بشكل وثيق مع أهداف التعليم العام، وتستجيب للتحديات، حيث تم توظيف أفضل الممارسات التعليمية الحديثة ضمن هذه المنظومة وبشكل توافقي مع مسارات التعليم العام، وهو بدوره ما سيعزز من مكانة التعليم وقوته.

بدوره، أعلن معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، خلال الإحاطة عن إطلاق 4 مبادرات بواقع مبادرة واحدة تحت كل محور من محاور الاستراتيجية، على أن يتم إطلاق المبادرات الأخرى تباعاً في فترات لاحقة.

وكشف معاليه خلال الإحاطة أن محاور الاستراتيجية سيتم دعمها من خلال تنفيذ أكثر من 30 مبادرة خلال الـ 5 سنوات المقبلة، وقد تم ربط هذه المبادرات بمؤشرات أداء رئيسية لتسهيل عملية متابعة تحقيق تطلعات استراتيجية قطاع التعليم العالي.

واستعرض معاليه تطور العملية التعليمية في دولة الإمارات، مضيفاً أن التكلفة السنوية لكل طالب جامعي في الإمارات تعد من الأعلى على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إذ يبلغ متوسط كلفة الطالب 81776 درهماً في الدولة، لافتاً إلى أن التعليم العالي يوفر مسارين للطلبة في مؤسساته، الأول يشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والثاني يشمل دبلوماً عالياً، ودبلوماً مهنياً.

وذكر أن تصنيف (QS) العالمي للجامعات لعام 2018، شمل ثلاث جامعات إماراتية (الإمارات، وخليفة، وأميركية الشارقة)، بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم العالي بالدولة تعنى بالتدريب العملي للطلبة، إذ تصل نسبة التدريب في الجهات الحكومية 66%، وفي شبه الحكومية 17%، وفي الخاصة 15%، وفي مراكز الأبحاث 1.5%، وخارج الدولة 0.5%.

ولفت إلى أن كل 115 طالباً يدرسون البكالوريوس يقابلهم طالب واحد فقط يدرس الدكتوراه، في الإمارات، فيما كل 28 طالباً يدرس البكالوريوس في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) يقابله طالب واحد يدرس الدكتوراه.

وذكر الفلاسي أنه من المتوقع أن 65% من طلبة المدارس الابتدائية سيعملون عند تخرجهم في وظائف مستحدثة غير موجودة اليوم، مشيراً إلى أن 47% من الوظائف في الولايات المتحدة ستختفي في السنوات الـ25 المقبلة بسبب الأتمتة.

بيانات

وقال معالي الفلاسي خلال عرضه محاور استراتيجية التعليم العالي، في المؤتمر الصحفي الذي نظمته الوزارة أمس، بدبي: إن الاستراتيجية تركز على تحليل البيانات الضخمة التي تشمل قاعدة بيانات تضم أكثر من مليوني سجل، وذلك لتحسين نتائج الطلبة، ومعالجة معدل التسرب من التعليم العالي، لافتاً إلى أن نسبة التسرب بلغت 14% في الدولة، وهي تعد من النسب المقبولة، إذ إن النسب العالمية تتراوح بين 10% و16%.

وأضاف معاليه أن الاستراتيجية تستهدف دعم قدرات طلبة التعليم العالي وتمكينهم خلال مسيرتهم التعليمية وفي نقطة التحول نحو حياتهم المهنية، عن طريق توفير بيئة محفّزة على الإبداع والابتكار لهم، وتأهيلهم لمواكبة التغيرات التكنولوجية والحياتية حولهم، وضمان استجابتهم لمتطلبات سوق العمل المستقبلي.

وقال معاليه «تهدف الاستراتيجية إلى الوصول إلى تعليم عالي الجودة في المسارات المهنية والأكاديمية على حدٍ سواء، وبما يحقق مخرجات بحثية مؤثرة تساهم في رفد عجلة اقتصاد مبني على المعرفة، وتجهيز جيل يتمتع بأعلى المستويات العلمية والقيم الأخلاقية والمهنية، وقادر على حمل راية المستقبل في الإمارات».

وأضاف معاليه «ترتكز الاستراتيجية على 4 محاور رئيسية، وهي: الجودة والمواءمة والابتكار والكفاءة وتهدف إلى تخريج جيل مسلح بالمهارات والمعرفة، منتج وقادر على المساهمة في بناء اقتصاد معرفي، والمشاركة بفعالية في القطاعين العام والخاص ومسارات الأبحاث وريادة الأعمال، ويتمتع بقيم الاعتماد على الذات وبأخلاقيات عمل عالية، متمسك بالقيم والهوية الوطنية، متسامح».

وتحدث معالي الفلاسي عن كل محور وأهدافه، ففي محور الجودة والذي يهدف إلى دعم مؤسسات التعليم العالي للتنافس عالمياً من خلال تطبيق معايير اعتماد عالية الجودة وتوفير حوافز للمؤسسات وتأهيل هيئة تدريس مميزة، وقام معاليه بالإعلان عن إطلاق مبادرة تصنيف مؤسسات التعليم العالي والتي سيتم من خلالها تطبيق آلية لتقييم المؤسسات على امتداد فئاتها المختلفة (التطبيقية والأكاديمية والبحثية) وتصنيفها في مستويات للجودة.

وفي محور المواءمة، تحدث معاليه عن هدف المحور وهو إعداد جيل من الخريجين مؤهل للتنافس في سوق العمل بقطاعيه العام والخاص، وذلك من خلال بناء شراكات مع القطاع الخاص في جميع مراحل التعليم العالي من تصميم وطرح البرامج والتدريب، وتم الإعلان عن إطلاق مبادرة تشكيل مجلس التعليم العالي والقطاع الخاص الذي تقوم فكرته على تنظيم مساهمة سوق العمل لتحديد احتياجات التوظيف والمهارات المستقبلية، ومراجعة وتقييم البرامج الأكاديمية، وإعداد الخبرات المهنية.

وفي محور الابتكار، والذي يهدف إلى تطوير بيئة محفزة للبحث العلمي تُؤهل وتستقطب أفضل الباحثين عالمياً، وتزيد من عدد الباحثين الإماراتيين، كما توفر تمويلاً تنافسياً يركز على تحقيق مخرجات بحثية مؤثرة تساهم في رفد عجلة اقتصاد مبني على المعرفة.

وفي محور الكفاءة والذي يستهدف الوصول إلى مؤسسات تعليم عالٍ ذات إنتاجية عالية، ومعدل استكمال عالٍ للطلبة، وبرامج أكاديمية متكاملة، مدعومة بآليات تمويل فعالة، تم الإعلان عن إطلاق مبادرة توظيف وتحليل البيانات الضخمة «Big Data» لتتبع المسارات الأكاديمية للطلبة ورفع معدلات استكمالهم للدراسة.

Email