الموقع ملجأ للطلاب في ظل غياب التدريب بالجامعات والمدارس

«يوتيوب» يزاحم المعلّم على تدريس الطلاب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن يقترب موعد الامتحانات النهائية حتى يبدأ البعض بالبحث عبر موقع يوتيوب على الشبكة العنكبوتية عن برامج متخصصة ليتعلم منها المهارات اللازمة لإنجاز مشروع التخرج المطلوب منه، هذه ليست مشكلة طالب بعينه، ولكنها مشكلة العديد من طلبة الجامعات المختلفة، الذين اشتكوا لـ«البيان»، عدم توفر دورات تدريبية أو ورش عمل في جامعاتهم لتدربهم على بعض المهارات الأساسية التي تساعدهم على إنجاز مشاريعهم أو حتى واجباتهم العادية التي تطلب منهم بشكل مستمر طوال العام.

استكشاف

يقول محمد خليفة، طالب في كلية الهندسة تخصص عمارة، إنه يضطر للجوء إلى موقع اليوتويب ومشاهدة مقاطع الفيديو بشكل مستمر ليتعلم مهارة «الفوتوشوب» وطرق استخدام برامج «اسكتشاب» و«الاوتوكاد» و«اللوميان» و«الراينو»، وكلها برامج تخدم تخصصه الجامعي ليتمكن من إنجاز التصاميم الهندسية ومشاريع نهاية الفصل، مطالباً بضرورة توفير مثل هذه الدورات التدريبية في الجامعة أو حتى إدراجها ضمن متطلبات البرامج الجامعية كونها تندرج ضمن صميم تخصصهم ولا غنى عنها في دراسة التخصص.

أعباء

أما الطالبة لينا حسن في كلية الإعلام، فانضمت في السياق نفسه حيث قالت: إنها تضطر للبحث عبر الشبكة العنكبوتية من خلال اليوتيوب، لتتعلم برامج الغرافيك والفوتوشوب وغيرها، لافتة إلى أن الجامعة التي تنتسب لها وجهتها هي وزميلاتها لأخذ دورات تدريبية لتعلم هذه البرامج في مراكز خارجية، غير أن هذه المراكز تستغل حاجة الطلبة وتضع أسعاراً مبالغاً فيها، الأمر الذي يزيد الأعباء المادية الملقاة على كاهل الأسر من ذوي الطلبة.

واتفق معهم الطالب كريم طارق في هندسة التصميم الداخلي، مؤكداً أنه يفعل الشيء ذاته ليتعلم مهارات لازمة لدراسته مثل الفورسينما والفوتوشوب وغيرها، وتساءل: إذا كانت مثل هذه البرامج والمهارات لازمة لإنجاح الدراسة فلماذا لا تدرجها الجامعة ضمن برامجها الجامعية بحسب التخصصات المطروحة، لتوفر على الطالب الوقت والجهد المبذولين في البحث عبر اليوتيوب لتعلم هذه المهارات، فضلاً عن استغلال المراكز الخارجية لحاجة الطلبة؟!

وأشار الطالب راشد إبراهيم إلى أن جامعته لا توفر له تدريباً على هذه المهارات، كما أنه حتى لا يجد الدعم الكافي من أساتذته في تعلمها وإجادتها، ومع ذلك فهو مطالب بإتقانها ليتمكن من النجاح في دراسته، والمقابل أن تتأثر درجاته.

توجه جديد

من ناحيته أكد الدكتور أحمد غنيم أن جامعة العلوم الحديثة تحرص على توفير مادة الوسائط المتعددة وتدريسها لطلبة كلية الإعلام ضمن متطلبات البرامج الدراسية، والتي تشمل برامج الفوتوشوب والجرافيك وغيرها، مشيراً إلى أن تدريس مثل هذه المهارات للطلبة يعتبر مهماً؛ إذ أصبحت تخدم التوجه الجديد، الذي أعاد تشكيل خارطة الاتصال الجماعي في المجتمعات المعاصرة بما يحمله من خصائص ومميزات في سرعة الانتشار والتفاعل وتعدد الوسائط وقلة التكاليف، كما تميز الإعلام الجديد بوجود ثقافات تشاركية وتبادل الإبداعات والأفكار وتبادل الأخبار حول مجريات الأحداث مما يوفر فرصاً هائلة للتفاعل في المجتمع المدني.

وأضاف أن المؤسسات التعليمية يجب أن تبني جيلاً جديداً يتم إعدادهم تكنولوجياً وإعلامياً على التوازي ليقودوا جيلاً من الشباب وشرائح المجتمع المختلفة ويوجهوهم بشكل إيجابي.

إعلام

وأشار الدكتور غنيم إلى أنه مع بروز الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي كبديل لوسائل الإعلام التقليدية، زاد الاحتياج لمهنيين ومحترفين وباحثين في مجالاتها، لسد احتياجات الكثير من الجهات التي بدأت تعتمد بشكل كبير على هذه الوسائل والمهارات في تواصلها مع جمهورها وعملائها ومن هنا فقد كان لزاماً على المؤسسات التعليمية أن تقوم بدورها في مواكبة التطور في الإعلام وتحديث وتطوير برامجها التعليمية.

وأضاف: تحتوي البرامج الجديدة على خطط دراسية متطورة ومتكاملة تستوعب المجالات الجديدة لهذا التخصص وعلومه وتقنياته وتطبيقاته، كما تسعى لتجاوز التركيز على الخلفية النظرية لهذا التخصص، ليجمع ما بين الرؤية النظرية والتطبيقات العملية من خلال طرح مقررات جديدة تعكس الدور الذي تلعبه التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة في الأعلام الجديد.

فضلاً عن التركيز على التعليم التطبيقي والجوانب العملية وتأهيل مهنيين ومتخصصين قادرين على فهم الوسائل والتطبيقات الحديثة.

Email