«التربية» تؤكد حرصها على إعلاء شأنه.. و«الوطني»: ضعف الرواتب أساس المشكلة

هيبة المعلم قيمة تربوية ترتقي بأعمدة «المــــدرسة الإماراتية»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بين أركان المؤسسة التعليمية الكثير من القضايا الميدانية الملحّة التي تحتاج إلى المسارعة في علاجها واستدراكها وتجاوز عقباتها، إلا أن من أهم هذه العقبات كما يؤكد التربويون هي «هيبة المعلم» ومكانته بين الطلبة وفي المجتمع، والتي أصبحت أشبه بالجوهرة المفقودة، والشغل الشاغل لكثير من الغيورين الذين يرون أن هذه المكانة في تراجع على حساب سيطرة التجاوزات في الميدان فضلاً عن النظرة الدونية في المجتمع.

وإذا كان المختصون يعزون ذلك بالدرجة الأولى إلى ضعف المستوى المادي للمعلمين، وخضوعهم للرضا بالموجود مقابل التضحية ببعض الامتيازات الاجتماعية، إلا أن معلمين يرون أن بعض زملاء المهنة كانوا شركاء في هذه المشكلة، فلجوؤهم إلى الدروس الخصوصية والبحث عنها واستجداؤها جرّأ الكثير من الطلبة على كسر حاجز الهيبة المقام بينهم وبين المعلمين، حتى بدأ الطلاب يرونهم موظفين لا أكثر ولا أقل.

وزارة التربية والتعليم أكدت أن المعلم صاحب المكانة الأسمى في الميدان ولن تقبل هضم حقه بأي صورة من الصور، ولذلك أسست مجلس للمعلمين الذي يحتضن جميع المعلمين في الدولة وهم على تواصل مباشر مع معالي وزير التربية والتعليم والقيادات التربوية بشكل مباشر.

بدورها أشارت لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام بالمجلس الوطني الاتحادي، أن هناك أسباباً عدة وراء ضياع هيبة المعلم أهمها عدم مواكبته للنمو التكنولوجي المتسارع حتى أصبح دوره تلقين بعض المعلومات للطلاب، ودور الإعلام السلبي، والدروس الخصوصية، إضافة إلى ضعف الكادر المالي والحوافز والمميزات المقدمة للمعلم.

تطوير

وقال معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم إن الوزارة عملت على تطوير العوامل التي تجعل المعلم سعيداً في المدرسة، بحيث يكون قادراً على توفير البيئة الصفية السعيدة للطلبة في الصف، وذلك من خلال اختيار نخبة من المعلمين المؤهلين وفق أسس ومعايير عالمية ضمن تخصصات تربوية مختلفة، من أصحاب النظرة الإيجابية، ومن لديه خبرات دولية ومحلية متميزة، ويكونون قادرين على تحقيق أهداف المدرسة الإمارتية وتحقيق السعادة داخل البيئة المدرسية بالتشاركية والعمل الجماعي، ووتحفيز المعلمين بالطرق التي تمكنهم من الشعور بتحقيق الذات.

وفي هذا المجال قامت الوزارة بتأسيس مجلس للمعلمين الذي يتضمن أعضاء من جميع أنحاء في الدولة وهم على تواصل مباشر مع معالي وزير التربية والتعليم والقيادات التربوية بشكل مباشر.
بالإضافة إلى توفير التدريب لتعزيز الثقافة الإيجابية لدى المعلمين من خلال مجموعة من البرامج مثل برنامج المدرسة الإيجابية، إضافة إلى برنامج التربية الأخلاقية.

ولفت معاليه انه سيتم تطبيق خطة التنمية الذاتية والبداية كانت باختيار كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «تأملات في السعادة والإيجابية» ككتاب مطالعة ذاتية للمعلمين مع بداية الفصل العام الدراسي، ويحسب ضمن الساعات التدريبية المقررة، وإعداد المعلمين من خلال البرامج التدريبية لتقديم منهج التربية الأخلاقية دون تحديد التخصص، مما يساعد الجميع على المساهمة في نشر الأخلاق ودعم العادات والتقاليد والقيم الإنسانية التي تحقق السعادة للأفراد والمجتمع.

وقال معاليه إنه سيتم تقديم برامج ترفيه للمعلمين وأسرهم مجانية خلال الإجازات بين الفصول مثل «قيظكم ويانا» التي تشمل موضوعات متنوعة يستغل فيها المعلم وقت فراغه بما هو مفيد، وتطوير البيئة المدرسية والصفية من خلال استحداث نموذج زايد التعليمي في البناء وأيضاً اعادة هندسة المباني الحالية.

امتيازات جيدة

من جانبه أكد الدكتور جمال المهيري الأمين العام لجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز أهمية منح معلمي التعليم العام والعالي امتيازات جيدة والاستفادة من خبراتهم والاهتمام بكافة مزايا المعلمين لاستعادة مكانتهم مجتمعياً.

وأوضح المهيري أن فقدان المعلم لهيبته جاء نتيجة تراكمات ‏ثقافية في المجتمعات العربية من خلال مختلف مصادرها عن صورة المعلم ‏الناتج عن تقديم صورة معينة للمعلم تسيء لهيبته وتظهر ضعيفاً وصغير الحجم المعلم في المجتمعات العربية، وهذه التراكمات أظهرت أن دور مهنة التدريس محدود، مثلها مثل أي وظيفة، موضحاً أن هذا يتطلب جهداً كبيراً لرفع وتحسين صورة المعلم ‏كونه المحرك الأول لسوق الوظائف كافة.

مهنة مقدسة

وقال الدكتور سعيد مصبح الكعبي عضو المجلس التنفيذي رئيس مجلس الشارقة للتعليم رئيس جمعية المعلمين في الشارقة يرى أن مهنة المعلم من أقدس المهن، وأن المعلم لبنة مهمة في المنظومة التعليمية تناط بها المسؤوليات الكبيرة، مؤكداً وجوب احترام المعلم والعمل جاهدين على إعادة ما تم سلبه من هيبة ووقار. وقال: المطلوب أن يكون المعلم قضية المجتمع ككل والارتقاء بمسؤولياته مهمة كل فرد فينا.

حزمة مبادرات

بدورها، قالت فاطمة المرّي المدير التنفيذي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، إن الهيئة عملت من خلال حزمة مبادرات على تحسين صورة المعلم في المجتمع ورفع مكانته، أبرزها اختيار الكفاءات والشخصيات التعليمية التي تفرض احترام الطلبة والمجتمع لها من خلال عمليات التعيينات التي تتم داخل المدارس الخاصة وخاصة أن المعلم لا بد أن يحصل على إخطار مزاولة المهنة من الهيئة.

بالإضافة إلى لائحة السلوك الطلابي التي تلزم الطالب باحترام المعلم، وعقود أولياء الأمور التي تنص على تنظيم العلاقة بين المدرسة بما فيها علاقة الأسرة بالمعلم، بالإضافة إلى كافة الملتقيات والفعاليات التي تجسدها الهيئة، حيث تسعى بذلك إلى رفع كفاءتهم ومهاراتهم لأن الطالب إذا شعر انه افضل من المعلم ستتغير نظرته له، لذلك على المعلم ان يكون مواكباً للتغيرات التي تطرأ على الساحة.

أسباب

إلى ذلك، أوصت ناعمة عبدالله الشرهان رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام بالمجلس الوطني الاتحادي بضرورة دراسة آليات وخطط وزارة التربية والتعليم بشأن استقطاب الكوادر الوطنية ورفع نسبة التوطين خاصة الذكور، الأمر الذي من شأنه تعزيز هيبة المعلم، مشيرة إلى أنه يجب على المعلم مواكبة التغيرات الحالية والوقوف على التحديات التكنولوجية العصرية.

وأكدت أن لجنة شؤون التعليم تضع نصب عينيها المعلم والطالب وكيفية تعزيز دور المعلم ورفاهيته بكافة الوسائل والسبل المتاحة، مشيرة إلى أن مسؤولية فقدان هيبة المعلم مشتركة، تبدأ من ولي الأمر والمدرسة ثم المنهاج والمجتمع ومن ثم الطالب.

إعادة نظر

وطالب حمد أحمد الرحومي مقرر لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام بالمجلس بإعادة النظر بالكادر المالي للمعلمين والعمل على أن يتضمن حوافز مالية ومعنوية متميزة تتناسب مع الأعباء الوظيفية للمعلمين، واستحداث نظام للتدرج الوظيفي لمهنة التعليم ضمن سلم واضح للترقي.

وأشار الرحومي إلى أن أهم أسباب فقدان هيبة المعلم هي الدروس الخصوصية، والتي يلجأ إليها المعلم لضعف دخله ورغبة منه لتحسين وضعه المادي، إذ إن رواتب بعض المعلمين في القطاع الخاص لا تتجاوز حد الـ5 آلاف درهم، وهو الأمر الذي يدفع إلى عدم الاهتمام بالمعلم، حيث يكون رهن الطلب لتدريس الطلاب المواد داخل بيوتهم، والحصول على أجور نظير ذلك، الأمر الذي يضفي على المعلم نظرة دونية لدى الطالب، موضحاً أن تغيير المناهج أيضاً ساهم في كسر هيبة المعلم نظراً لعدم إلمامه وتمكنه من المناهج والثغرات التي تشوبه.

ووصف دور الإعلام بـ«السلاح السلبي» ضد المعلم لتكريسه ضعف مكانة المعلم وتحريض الطلاب على التطاول عليه، ما أفقد المعلم القيمة الاجتماعية، مشيراً إلى أن الأمر يستوجب دعم الخطط وتعزيزها بقرارات إضافية ومميزات، إضافة إلى تضافر الجهود الإعلامية وعدم عرض الصور المشوهة للمعلم.

وقال الرحومي: «لا ننكر الجهود المبذولة لإرجاع هيبة المعلم، من وزارة التربية والتعليم، والدعم الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأكد أن أول الإصلاح في هيبة المعلم هو تحسين الوضع المادي للمعلمين لتضاهي الدخول المادية لباقي الوظائف العليا مثل الشرطي والدكتور والمهندس، فمهنة المعلم ليست مهنة عادية، فهو مربي الأجيال، بالإضافة إلى ضرورة حث أولياء الأمور على تعزيز هيبة المعلم لدى أبنائهم، ثم تعزيز دور وزارة التربية والتعليم في طرح المبادرات التي تصب في ذات الشق، ومن ثم تعزيز دور المجتمع.

نمو متسارع

من ناحيتها، رأت عائشة سالم بن سمنوه عضو لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام بالمجلس الوطني الاتحادي، أن هيبة المعلم فقدت لأمور عديدة أهمها النمو المتسارع للتكنولوجيا المعلوماتية، حيث لم يصبح المعلم هو المصدر الأساسي للحصول على المعلومة، الأمر الذي أبعد المعلم عن الدور المعرفي المعروف عنه من ذي قبل، مشيرة إلى أن المعلم ساهم في فقدانه هيبته لأنه لم يواكب تلك النمو المتسارع، وعدم الاكتفاء بتلقين المناهج.

وأضافت بن سمنوه:«أيضاً من الأمور التي ساهمت في كسر هيبة المعلم هي قوائم العقاب التي تنشرها وزارة التربية والمؤسسات التربوية في منصاتها المعلنة ضد المعلم، فكان لا بد وأن تتنبه وتجعل تلك الأمور سرية وليس كأمر مطروح أمام الطلاب وأولياء الأمور والإعلام لاستخدامها ضد المعلم».

01

دعت تغريد صالح محمد، ولية الأمر، إلى إكساب المعلمين مهارات وأساليب منهجية صحيحة في التعامل مع الطلاب من أجل احتوائهم واستيعابهم، لأن المعلم يجب أن يكون له المقام الأول، فهو في الأساس بمنزلة الأب في المدرسة، والقدوة التي يجب احترامها وتقديرها.

رسالة

أشارت آمنة راشد محمد العبدولي، المعلمة في مدرسة المحلاة للتعليم الأساسي، إلى أن المعلم المواطن الصالح يولي التعليم اهتماماً كبيراً، لكونه رسالة الأنبياء، فعلى الرغم من التحديات التي تواجه المعلم، فإن حبه لوطنه يدفعه إلى الإخلاص في عمله.

وقالت إن لإدارة المدرسة وولي الأمر الدور البارز والعظيم في دفع المعلم نحو التميز والإبداع والابتكار، من خلال حرص إدارة المدرسة على لمّ شمل جميع المعلمين، وتوفير بيئة يسودها الاحترام والتعاون المتبادل، فمن ثم يشعر المعلمون بأنهم أسرة واحدة، فتزيد الإنتاجية والعمل الدؤوب، للارتقاء بالمدرسة الإماراتية، ومدّ جسور التواصل بين المعلم وولي الأمر.

09

خلص تربويون إلى طرح 9 أساسيات لتحسين صورة المعلم تتمثل في: تحسين الوضع المادي، وتجنيد الإعلام للتوعية بدور المعلم، وتوفير التدريب المهني للمعلمين، وإشراكهم في تصميم المناهج، ودعم إيجابية المعلمين، وتكريم المبدعين، وتبنّي نشر مؤلفاتهم، وتغيير الصورة النمطية عنهم على مواقع التواصل، وأخيراً تحسين صورتهم إعلامياً.

حضور

يرى سعد مرعب، ولي أمر، ويعمل في أحد البنوك الوطنية في الدولة، أن تعزيز قيمة المعلم يرتكز على تعليم الطالب أن احترام المعلم أمر واجب، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن حضور المعلم في الماضي كان أقوى، لأن الجميع كانوا ينظرون إليه بصفته صرحاً أساسياً في التربية والتعليم.

وأوضح مرعب أن اللين في التعامل مع الطلبة بشكل مبالغ فيه خلّف ممارسات خاطئة من قِبل بعض الطلبة، مع الأسف، الذين فهموا هذا اللين على نحو خاطئ، واعتبروه ضعفاً في شخصية المعلم، إذ إن سياسة التعليم الحالية قائمة على قانون منع الضرب والعقاب، ما جعل الطالب محمياً ويركن إلى ذلك، بل تعدى الأمر إلى تهديد المعلمين بالفصل، عبر تحريك شكاوى بحقهم.

2018

اقترح عدد من التربويين تفعيل لجنة فريق دعم السلوك الإيجابي بالمدرسة، وإعطاء أولوية لهيبة المعلم ضمن برنامجها السنوي، وسنّ القوانين على مستوى العالم التي تجرم الإساءة للمعلمين على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مع تبني وزارة التربية والتعليم برامج وأنشطة موحدة على مستوى المدارس لدعم هيبة المعلم، مشيرين إلى أن استحداث مادة التربية الأخلاقية بالمدرسة الإماراتية هذا العام 2017/‏2018 لهو خير دليل على الرغبة الصادقة لهذه الدولة في الحفاظ على الأخلاق والآداب العامة في هذا المجتمع الواعد، وثمّنوا دور قيادة الدولة الرشيدة في اتخاذ كل الطرق وتنفيذها لدعم السلوكيات الإيجابية تجاه المعلم داخل المدرسة وخارجها.

أسباب

استعرض معلمو التربية الخاصة عدة أسباب وراء اهتزاز مكانة المعلم، منها ما يتعلق بالمدرسة ويتمثل بضعف التوعية بالدور الحقيقي للمعلم والطلاب وتحديد الواجبات والحقوق لكل منهما وعدم التعامل باحترافية مع المشكلات السلوكية التي تمسّ هيبة المعلم وعدم التركيز على القيم الآداب الاجتماعية وعدم تفعيل الأنشطة المدرسية بشكل يحتوي الطلاب ويوظف طاقاتهم. كما أن هناك أسباباً تتعلق بالأسرة ومنها الحديث عن المعلمين بطريقة سلبية أمام الأبناء.

احترام المعلم ينتج أجيالاً محترمة

أشار الخبير التربوي، معتز غباشي، إلى أن احترام المعلم ومنحه دوراً محترماً هما جزء من إنتاج الأجيال المحترمة، وهؤلاء الذين ينزعون عنه أدوات القوة والاحترام لا يتجنّون عليه وحده، بل يتجنّون على العملية التعليمية برمتها، وعلى المجتمع وسرعة تطوره والسماح له بالوصول إلى ما وصلت إليه الأمم المتطورة.

وقال إن المجتمع يتحمل مسؤولية فقدان المعلم هيبته، إضافة إلى المعلم نفسه، والأنظمة واللوائح التي تؤدي دوراً في فقدان هذه المكانة وضعفها، فهناك معلمون ينظرون إلى التعليم على أنه وظيفة، وهمهم الراتب والدوام، وليس النظر إلى التعليم بوصفه رسالة يستمتع بأدائها، وهو ما كان يتصف به معلم الأمس.

إذ كان معلماً وأباً ومرشداً تربوياً، ويضع نفسه باستمرار في بؤرة اهتمام الطلبة نتيجة قربه منهم، وحرصه على معرفة مشكلاتهم ومحاولة إيجاد الحلول لها، ولذلك كان مصدر ثقة الطلبة، والناصح الأمين لهم، قبل أن يكون مجرد مقدم للمعلومات الجامدة، في حين أن معلم اليوم لو قام بوظيفته التعليمية على الوجه الأكمل والقدوة الحسنة لطلابه لكان نوع التعليم أفضل، فالقدوة الحسنة والمظهر اللائق والاعتناء بهندامه كلها ذات تأثير إيجابي على الطلاب، ووراء كل طالب متميز معلم متميز.

ولفت إلى أن وظيفة المعلم باتت وظيفة من لا وظيفة له لأسباب اقتصادية واجتماعية، فالعبء التدريسي، والمعاناة التي ترافقها من تحضير الدروس والتخطيط لها، وتربية الصف وتصحيح الدفاتر، وطريقة معاملة الطلاب، وأسلوب إدارة الفصل، ومعاملة المدير، لا يقابلها المردود المادي الذي يجعل المعلم قادراً على الإيفاء بالتزاماته تجاه نفسه وأسرته، إلى جانب أن نظرة المجتمع باتت مرتبطة بمستوى الدخل الاقتصادي، فتدني الوضع الاقتصادي صاحبه تدنٍّ في نظرة المجتمع، فخسر المعلم دوره الاجتماعي الذي كان يتمتع به.

أولياء أمور يرسمون صورة سلبية للمعلمين

قال الدكتور سامر عبدالهادي أستاذ علم النفس التربوي في جامعة الفلاح إن ولي الأمر يرسم صورة عن مهنة التدريس والمدرسين خلال تفاعلاته المختلفة في المواقف التربوية، ويشكل تلك الصورة مما يشاهده أو يسمعه عن مهنة التدريس، وهناك إشارة في كثير من الدراسات النفسية أن هناك علاقة وارتباطاً بين معتقدات وأفكار ولي الأمر عن التدريس ودور المعلمين وبين مخرجات التعلم لدى أبنائه الطلبة، فيظهر هذا الارتباط جلياً في علامات الطالب في الامتحانات ودافعيته نحو التعلم والمشكلات السلوكية التي يمكن أن يظهرها في المدرسة.

وأضاف الدكتور عبدالهادي حول أهمية تكوين الصورة الإيجابية عن المعلم لدى ولي الأمر أمام أبنائه بشكل يساهم في الحفاظ على هيبة المعلم أمام الطلبة مما يساعد على إظهاره بمستوى جيد في الأداء التعليمي. ولكن بالمقابل تكوين ولي الأمر صورة سلبية عن المعلم تؤدي إلى مخرجات تعليم سلبية مثل مشكلات سلوكية لدى الطالب، وانخفاض مستوى التحصيل العلمي ودافعية أقل نحو التعلم.

وأكد على ضرورة امتلاك ولي الأمر وعياً مرتفعاً بالكلمات التي قد تدل على اتجاهه نحو المعلمين أثناء تفاعله ونقاشه مع أبنائه؛ مشدداً على ضرورة أن يضع ولي الأمر نصب عينيه باستمرار أن المعلم في المدرسة هو الأب الثاني، وهو المربي الحقيقي بعد الوالدين، بل يكاد دوره لا يقل أهمية عن دور أولياء الأمور.

فنجد أن كثيراً من الشباب يتأثرون بمعلميهم بشدة ويأخذون كلامهم قدوة لهم، ولذلك يجب أن يتحدث ولي الأمر عن المعلم بطريقة موضوعية ويشير إلى سلوكيات صحيحة لدى المعلمين وأخرى يمكن تجنبها أو محاولة تعديلها دون تجريح أو رسم صورة سلبية عن المعلم بالإضافة إلى إبراز الدور المتميز الذي يمكن أن يقوم به المعلم من خلال مهاراته الأساسية في التدريس وإدارة البيئة الصفية.

Email