أسّسها حمدان بن راشد آل مكتوم

كلية آل مكتوم في أسكتلندا منبر تواصل ثقافي

كوادر ثقافية متميزة تتخرج مع كل دورة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من مدينة دندي الأسكتلندية حيث تقع أعرق الجامعات، ترسم «كلية آل مكتوم للتعليم العالي» مكانة مميزة لنفسها على خريطة التعليم الأكاديمي، كصرح مميز ورائد في مجال التدريس والأبحاث عن الدين الإسلامي، لتجمع الكلية في فصولها مختلف الجنسيات والأديان تحت مظلة العلم والتنوير.

أُسست كلية آل مكتوم للتعليم العالي في عام 2001 برعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، بهدف بناء الجسور بين المجتمعات، وإقامة صلات مع جميع أنحاء العالم، إضافة إلى توفير نقطة التقاء بين العالمين «الغربي» و«الإسلامي»، من خلال التعريف بالدين الإسلامي وتعزيز رسالة تقبل الآخر والتسامح.

وبرغم صغر سنها، استطاعات الكلية أن تحوز بتخصصاتها اهتمام الطلبة من 30 بلداً في العالم، فيبلغ العدد الإجمالي لخريجيها 150 طالباً من برامج الدراسات العليا في الكلية، وخاصة الدكتوراه.

كما تصنف كلية آل مكتوم للتعليم العالي بأنها كلية عالمية في مجال البحوث، ليس في دندي بإسكتلندا فقط، وإنما في بريطانيا بكاملها، وتتخصص في برامج التعليم العالي، لتوفير مركز ممتاز للتدريس والأبحاث في مجال الإسلام والمسلمين، في الوقت نفسه الذي تتناول بها برامجها الديانات الأخرى.

محطة تواصل

وفي صميم توجهها، تعمل الكلية على تحسين فهم الغرب بالإسلام وتعميق الفهم والتواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب، والعمل مع الأديان الأخرى والطوائف العرقية والدينية.

وتعد كلية آل مكتوم مؤسسة خيرية مسجلة في إسكتلندا وتتمتع بموقعها الاستراتيجي في دندي التي تضم جامعات أخرى، لتصبح هذه المدينة محطة تواصل طلاب من جميع أنحاء العالم الذين يزيد عددهم على 45 ألف طالب مع انتظام الفصول الدراسية، فضلاً عن اهتمامها بتعزيز التعاون الأكاديمي بينها وبين الجامعات الأخرى في الخارج.

وتوفر كلية آل مكتوم مجموعة من التخصصات، منها الدبلوم المهني في الاقتصاد والتمويل الإسلامي، ودبلوم متقدم في الدراسات الإسلامية، ودبلوم متقدم في اللغة العربية، ودبلوم في اللغة العربية، وشهادة في اللغة العربية، وشهادة تمهيدية في اللغة العربية. وتحظى جميع المواد التي تطرحها الكلية بالاعتماد من قبل الهيئة الإسكتلندية للاعتماد الأكاديمي.

كما توفر الكلية منحاً دراسية شاملة لجميع لبرامجها للطلبة المميزين الذين يرغبون في الالتحاق بالدراسة بدوام كامل.

برنامج التعددية الثقافية

من صلب منهجها الذي يعانق ثقافات العالم ويؤلف بينها، أطلقت كلية آل مكتوم برنامج «التعددية الثقافية ومهارات القيادة» في عام 2003، بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، ليثمر عن 24 دورة ناجحة (صيفية وشتوية) على مدى 14 عاماً.

استقطبت الدورة 24، التي أسدلت الستار عن دورتها الصيفية الأخيرة في أغسطس الماضي واستمرت مدة شهر، طالبات من جامعات الإمارات والشارقة وزايد وأبوظبي والبريطانية في دبي والأميركية في دبي والشارقة وكليات التقنية العليا ومنتسبات كلية الشرطة في أبوظبي لأول مرة.

وأيضاً طالبات كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وجامعة المالايا الماليزية. وتحرص كلية آل مكتوم على إشراك الطالبات اللواتي أنهين السنة الدراسية الثالثة، وقاربن إنهاء مسيرتهن الجامعية في برنامج التعددية الثقافية.

وقال ميرزا الصايغ، رئيس مجلس أمناء كلية آل مكتوم للتعليم العالمي: «دورنا ليس تشكيل عقول الطالبات، وإنما تهيئة تلك العقول للتفكير وقبول الآخر. برنامج التعددية الثقافية في جميع فصوله ركز على أهمية التنوع كقيمة إنسانية وضرورة حياتية في العالم المعاصر والتنوع، له مظاهر تشمل الحضاري والثقافي والاجتماعي، لكن له هدف واحد هو إسعاد البشرية».

وأكد الصايغ حرص ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وتوجيهاته بتوفير كل الإمكانيات والتسهيلات وتيسير كل سبل الراحة للطالبات المشاركات في كل دورات البرنامج، حتى تتمكن الطالبات من الاستفادة القصوى من الأنشطة والمحاضرات والورش، واكتساب المهارات التي تؤهلهن كقياديات المستقبل.

وأضاف الصايغ أن جميع الطالبات أظهرن قدرة كبيرة على الحوار فيما بينهن وبين المجتمع الأسكتلندي بدندي.

صفات قيادية

أشار الدكتور عبد الرحمن أحمد حفظ الدين، عميد شؤون الطلبة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، إلى أن الكلية تحرص على المشاركة في هذه الدورات طبقاً لتوجيهات جمعة الماجد، مؤسس الكلية، والدكتور محمد أحمد عبد الرحمن، مدير الكلية.

لإكساب الطالبات المعارف عن موضوع التبادل الثقافي وتنمية صفات الريادة والقيادة للطالبات، التي تعد من الأساسيات التي تحتاج إليها الطالبة بعد تخرجها لتوالي الأعمال الإدارية مستقبلاً، متوجهاً بالشكر لسمو الشيخ حمدان بن راشد على رعايته الكريمة، وتوفير كل الإمكانيات لإقامة هذه الدورات التي تقدم إضافة لمفاهيم الطالبات، وتجاربهن التي قد لا يحصلن عليها من خلال الفصول الدراسية الاعتيادية.

وأضاف: «البرنامج ساعد على تطوير مهارات الطالبات في اللغة الإنجليزية، لكونه وفر لهن فرصة الاختلاط والحديث مع غير الناطقين باللغة العربية، وتحسين لغتهن من خلال الممارسة اليومية».

خبرات عملية

وثمن الدكتور طيب كمالي، عضو مجلس إدارة أكاديمية شرطة أبوظبي، مدير إدارة التطوير الأكاديمي، الدور الكبير الذي تؤديه كلية آل مكتوم للتعليم العالي كجسر حضاري يسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة. وأوضح الكمالي أن مشاركة منتسبات من الأكاديمية تعد فرصة لهن لاكتساب مهارات جديدة على صعيد التواصل والتعرف إلى ثقافات جديدة مختلفة.

إضافة إلى الخبرات العملية، من خلال برنامج الدورة الذي تناول التواصل الثقافي والحضاري والحوار بين الحضارات.

مشاركة

وتثميناً للطالبات الموهوبات والمتفوقات، تشارك جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز في برنامج التعددية الثقافية، من خلال ترشيح الفائزات بجائزة الطالب الجامعي والطالب المتميز في الدورات السابقة عند دخولهم الجامعة (فئة الإناث فقط).

وعن أهمية تطوير مهارات التواصل والانفتاح على الآخر في مجتمع الإمارات الذي يضم أكثر من 200 جنسية، قال الدكتور خليفة السويدي، عضو مجلس أمناء جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، إن هناك قاسماً مشتركاً من القيم الإنسانية مثل التراحم والتعاطف والسلم والتواصل وحب الخير وغيرها يربط جميع البشر مع اختلافاتهم.

مما يؤكد أهمية تعلم فنون الحوار والتواصل مع الآخر، بهدف ردم الفجوة الثقافية إن وجدت، وخصوصاً في مجتمع الإمارات.

تجارب ناجحة

«البيان» التقت مجموعة من الطالبات المشاركات في البرنامج وعدداً من ممثلي الجامعات التي شاركت فيه لاستطلاع تجاربهم وآرائهم في البرنامج.

بدايةً عبرت الطالبة شيخة القايدي، من كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، عن سعادتها بالمشاركة في البرنامج بقولها: «مشاركتي في برنامج التعددية الثقافية مع زميلاتي أسهمت في نشر ثقافة التسامح التي يتميز بها الدين الإسلامي للعالم الغربي، وتغيير الصورة النمطية عن الفتاة والمرأة المسلمة التي تظهرها على أنها مظلومة ولا تملك حقوق في المجتم.

كما أننا قمنا بالتعريف بإنجازات المرأة الإماراتية للإسكتلنديين وباقي الجنسيات التي تعاملنا معها». وأشارت القايدي إلى أن مشاركتها في البرنامج مكنتها من تطوير لغتها الإنجليزية، من خلال استخدامها لغةً للتواصل بشكل يومي مع الطالبات من ماليزيا وأكاديمي وموظفي كلية آل مكتوم والشعب الإسكتلندي.

قيم

وثمنت الطالبة حصة الرئيس، من جامعة زايد تخصص علم النفس والخدمات الإنسانية، دعم جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، لاختيارها للمشاركة في برنامج التعددية الثقافية، لكونها كانت إحدى الفائزات بالجائزة.

وقالت إن من أبرز المشاهدات، التي رصدتها خلال إقامتها مدة شهر في إسكتلندا، مدى التشابه في قيمة التطوع بين الشعب والإسكتلندي والإماراتي، مما رسخ لديها المزيد من حب العطاء والعمل الجماعي لخدمة الوطن بكل إخلاص وتفانٍ.

من جانبها، قالت مريم الأفردي، طالبة دكتوراه في الجامعة البريطانية في دبي: «الطالب الذي يعشق العلم ينهل من منابعه وإن جفت، ويبحث عن كل قطرة من كل الأماكن ليستفيد من كل شيء». وأضافت أن البرنامج أتاح لها الفرصة لمراجعة مفهوم القيادة وأسلوبه من منظور آخر مرتبط بتجربة الطالبات.

بدورها، قالت الدكتورة فائقة هلال، الأمينة العامة لجامعة الإمارات، إن مشاركة الجامعة في البرنامج تهدف إلى تحقيق أهداف جامعة الإمارات المنشودة في تخريج طالبات متميزات في مجال تخصصاتهن. وأكدت هلال حرص الجامعة على المشاركة المستمرة في البرنامج، لما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على تعزيز مهارات الطالبات القيادية، وقدراتهن على الاعتماد على أنفسهن.

Email