غيث الغفلي يتفوق على إعاقة البصر بالاختراعات العلمية

غيث الغفلي.. تجربة في تذليل الإعاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الطفل الصغير غيث الغفلي، على علم، بأن القدر يخبئ له مفاجأة، حيث فقد نعمة البصر بعد أيام من ولادته سليماً معافى هو وشقيقه التوأم، فهو يكبر شقيقه فقط بسبع دقائق.

جاء غيث مقبلا على الحياة، مبصراً بصيراً، وماهي إلا أسابيع قليلة على ولادته حتى أصيب بنزيف في الشبكية أفقده البصر، بعد أن ظل عدة أيام في العناية المركزة بسبب ذلك، على اثرها وبرعاية كريمة وسامية، تم نقله إلى أميركا لتلقي العلاج، وهناك تم إجراء عمليات جراحية لتصحيح الشبكية، وتم إعادة النظر جزئياً إلى إحدى العينين،حيث يستطيع من خلالها فقط تمييز الظلام من النور، ولا يميز الأشياء والألوان، فيما فقدت العين الأخرى النظر كاملاً.

غيث عاد ليتابع حياته طبيعياً بين أقرانه، ليصبح شقيقة التوأم الذي يصغره هو دليله وصديقة في كل شيء، يلعبان معاً في المنزل ويخرجان مع بعض الأصدقاء، ويقوم الشقيق الأصغر بتعريف غيث على الأشخاص وعلى الأصدقاء ويتعاونان معاً في كل شيء، إلى أن حان موعد الدخول إلى المدرسة، فكان لا بد من أن يفترقا عن بعضهما عددا من ساعات النهار، يعودان مساء ليحكي كل واحد منهما للأخر كيف أمضى نهاره. تمكن غيث من الالتحاق بمدرسة التميز في مدينة العين، ضمن طلاب الدمج، وهو الآن في الصف الأول الإعدادي، فيما شقيقه في مدرسة أخرى ينتظران بشوق عودتهما حتى يتعاونان في حل الواجبات وممارسة الأنشطة والألعاب، ونظراً لفقدان غيث لبصره، فقد قرر أن يتحدى ذاته ويتعلم القراءة والكتابة بطريقة بريل.

يقول غيث بلغة الواثق من نفسه، وبكلمات اكبر من عمره، إنه مؤمن بقضاء الله وقدره، فهو شقيق توأم اختاره الله أن يكون كفيفاً لحكمة يريدها، ويّسر لي شقيقاً هو نظري.

وأضاف أن دولتنا وبحكمة قيادتنا الرشيدة التي أولت لأبنائها من الأصحاء والمعاقين نفس القدر من الرعاية والاهتمام، بل ربما كان لنا نحن أصحاب الإصابات من الهمم، قدر خاص من الاهتمام، فوفرت لنا مشروع الدمج في المدارس مع أقراننا من ألأصحاء، وهذا انجاز كبير والحمد لله، كما أنها وفرت لنا الرعاية الصحية سواء داخل الدولة أو خارجها، ولم تكتف بذلك، ونظراً لتعدد الإصابات من ذوي الهمم، وفرت لنا كل ما نحتاجه من أجهزة مساعدة، كل حسب حالته، وهذا ما عزز في انفسنا القدرة على تحدي الظروف، بل أن نتفوق على انفسنا ونثبت جدارتنا في الحياة.

وأشار لم تعد دراستي في القراءة والكتابة تعتمد على نظام بريل المعروف، بل قدمت لي إحدى الشركات كمبيوتر خاصاً، استطيع من خلاله القراءة والكتابة والتعرف على الأخبار وممارسة بعض الألعاب المختلفة، وهو رفيقي أينما ذهبت.

ويستطرد غيث قائلا: من ذلك الجهاز تعرفت على الكثير من التقنيات وأستطيع التواصل مع أصدقائي باستخدام الموبايل، كما تعلمت التعرف على الألوان الطبيعية دون أن أراها، وأستطيع تحديد بعض الألوان عن طريقة الأرقام ومع التدريب المتواصل أيضا استطعت المشاركة مع زملائي في تصميم مشروع تطبيق ربوت آلي لجمع القمامة وفرزها تقنياً دون الحاجة لليد البشرية، وهذا أحد المشاريع التقنية التي كانت باكورة نتاجي، ولدي العديد من الأفكار سوف أسعى إلى تطبيقها إن شاءالله، سيما المشاريع التي تخدم ذوي الإعاقة، التسمية التي تم إلغاؤها وأصبحنا نتمتع بمسمى «أصحاب الهمم»، حيث إن التسمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، كمسمى بديل عن المسمى السابق، إدراكاً منه، أننا فعلاً فئة من أبناء المجتمع، نمتلك همماً عالية وحباً للحياة ورغبة في خدمة وطننا، مثلنا مثل زملائنا الأصحاء.

Email