أسلوب مبتكر يكسر الروتين ويبتعد عن التلقين المباشر

نفلة الخاطري تشرح اللغة العربية برسوم كرتونية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نفلة محمد سعيد بورقيبة الخاطري معلمة اللغة العربية في مدرسة الصباحية للتعليم الثانوي بنات برأس الخيمة، أطلقت عنان أفكارها لتحصد التميز عاماً بعد عام كان أحدها وليس آخرها فوزها بجائزة المعلمة المبتكرة في جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي، عن مشروعها الخاص بالابتكار في التعليم بعنوان «بيني وبين كتابتي صورة لنوافذ مستقبلية» وتقوم فكرته على إعداد الدروس بصورة الرسوم الكرتونية، منطلقة من رؤية تقوم على تعليم ذكي متطور يُسخّر الأدوات لإنشاء جيل واعد، حاملة رسالة تهدف إلى تسخير المناهج والطاقات والموارد التعليمية، لتحقيق تعليم متطور يحسّن جودة التعليم والتعلم في المدارس، ويمكّن من تخريج متعلم متعدد المواهب والمعارف، ويصبو بعلمه لعالم الإبداع والابتكار.

خطة المشروع

تقول نفلة «من خلال خبرتي في الميدان وتدريسي لمراحل متعددة كمعلمة للغة العربية متعددة الأفرع «قراءة – نحو – صرف – بلاغة – أدب – شعر – تعبير»، وجدت أن بعض المتعلمين يجدون صعوبة في فهم بعض المعلومات وذلك لأسباب متعددة منها: صعوبة المادة، كون المادة نظرية بحتة، أو بسبب قدم المعلومات وعدم ارتباطها بالحاضر والواقع، فقررت استثمار فكرة التعلم الذكي والتعلم باللعب بواسطة الدراما والرسوم لإيصال المعلومة مبسطة يسيرة ممتعة راسخة، وكان هذا الهدف، فبدأت بعقد لقاء تعريفي مع الطالبات لتوضيح فكرة المشروع، وسخرت كل الإمكانيات الممكنة مثل المادية والبشرية لمشروعي، كما تواصلت مع أولياء الأمور لدعم المشروع فكرياً، ووضعت خطة لتنفيذ بعض الدروس من المنهج كمرحلة أولية».

معوقات وحلول

وعن أهم الصعوبات التي واجهتها تشير الخاطري إلى عدم وجود الكفاءات الطلابية القادرة على تنفيذ المشروع، وعدم توافر ميزانية لدعم المشروع، وصعوبة تنفيذ بعض الأفكار وكثافة ساعات العمل في المدرسة، عدم تفريغ المعلمين والمتعلمين لتنفيذ المشروع، عدم إدراك فئات المجتمع المحيط، كان الاهتمام بالمواهب هو بوابة للابتكار ووجدت حلا لها من خلال الاستعانة ببعض الخبرات من خارج المدرسة مثل الخريجات السابقات، والتواصل مع جهات ومؤسسات لدعم المشروع، إضافة إلى الاستعانة بذوي الخبرة من خارج المجتمع المدرسي، وتخفيض النصاب، وتخصيص حصة أسبوعية واحدة لتنفيذ المشاريع الإبداعية تحت عنوان (حاضنة الإبداع).

تميز وظهور

الأسباب التي اعتبر المختصون من خلالها مشروع نفلة متميزاً أنه يطبق ما تصبو إليه الوزارة خاصة ودولة الإمارات عامة من (التعلم الذكي) والدعوة للابتكار، ويواكب عصر الطالب التقني، كما انه يعزز مواهب الطلبة في الجانب الالكتروني، ويشد انتباه المتلقي ويسيطر على حالة التشتت والسرحان، إضافة انه يكسر جانب الروتين والملل ويبتعد عن التلقين المباشر، من خلال رسم الدرس المعطى لونياً مما يجعل الطالب يعيش الدرس حقيقة من صورة ذات ألوان وحركة وصوت معاً، وهذا يساهم في كسر حاجز الصعوبات في التعلم لدى المتعلم.

أشكال وألوان

وعن القوالب التي استخدمتها معلمة اللغة العربية لإيصال رسالتها للطلبة والمتلقين من خلال مشروعها، تبين نفلة انه تم تطبيق البعض على دروس محددة، وفي المرحلة القادمة سيتم تطبيق بعض الأشكال الأخرى على دروس مختارة، مثل لعبة الشخصية النامية والتي من خلالها يتم تشكيل شخصية للدرس تنتقل لمستويات أعلى، كلما تخطى المتعلم المستوى السابق باكتساب معارف ومعلومات، والكتاب المفتوح أيضاً وهي تقنية قصصية تكتظ بالمعارف والمعلومات ويقابلها على الصفحة المواجهة فيديو يشرح المكتوب بصورة جاذبة، كذلك فكرة (المانجا) الهادفة إلى توسيع مدارك الطالب ليتولى زمام كتابة المطلوب من الأفكار ختاماً بحل التقويم، وفكرة (الشريط السينمائي) وهي تقنية تختص بعالم الأفلام وعالم السينما في تحويل السرد الكتابي لأفلام ومن جهة أخرى صنع أفلام كرتونية لتنمية الحس التراثي الوطني عند الطالبات.

دروس وقصص

ومن الدروس التي أعادت تقديمها المقامة البغدادية وهو درس يتحدث عن الكدية في كسب العيش في العصر العباسي مع تمثيل للطبقات الاجتماعية في ذلك العصر وما يحمله النص من صياغة بلاغية ومحسنات بديعية والمشتقات الصرفية التي تنم عن بلاغة ومعرفة صاحبها والفرق بينه وبين متسولي هذا الزمن واختلافهم في العلم والبلاغة وما يمتلكون من مفردات يعجز عنها الدارسون.

 كذلك درس الصياد والعفريت: درس من كتاب ألف ليلة وليلة من حكايات الجن والعفاريت، حيث إن ذهن الطالبة لا يستوعب كلاماً سردياً غير مدعم بتسلسل صوري ورسمي بالصوت والصورة والتشكيل للمفردات المطلوبة والزينة اللفظية في هذا النص فنحن في عصر المعرفة والتقنية التي نستطيع بها تقريب المفاهيم النحوية والصرفية والبلاغية مع الشخصيات والزمان والمكان والأحداث.

تواصل

المشروع يعزز التواصل مع المؤسسات التعليمية الأخرى من خلال حصص المشاهدة، ويعلي من شأن الطلبة الموهوبين وإن لم يكونوا من المتفوقين ويبرز قدراتهم لأن جانباً منه يعتمد على تعليم الطلبة صناعة هذه الدروس بالاستعانة ببرامج الحاسب الآلي.

Email