تتحدى الشلل الدماغي بالتمثيل الصامت

سارة الصغيري.. موهبة التمثيل الصامت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إرادة غريبة من نوعها ومميزة، وابتسامة طفلة بريئة تجعل من يراها يعجب بها، ومن يتابعها يعيد النظر في قدراته. الطفلة سارة أحمد سعيد الصغيري تبلغ من العمر 13 عاما، أقعدها الشلل الدماغي البسيط منذ ولادتها على كرسي متحرك، إلا أنها لم تفقد الأمل في تحدي هذه الإعاقة الذهنية..

فهي تملك عقل فتاة ناضجة وتلميذة تدرس بمنهج الثاني الابتدائي، وتنمي موهبتها في التمثيل والتعامل مع التقنية الحديثة، رغم أن العمر العلمي لا يتجاوز عقل طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات.

وجاءت قصة اكتشاف موهبة «سارة» حسب قول معلمتها موزة الصريدي معلمة إعاقة متعددة: إلى اكتشاف جوانب قدرتها في التعلم طوال الـ 3 سنوات الماضية..

فاختبرتها في عدة مهارات، لتكتشف تجاوبها في التمثيل، حيث استطاعت أن تزرع الثقة داخلها وجعلتها مؤمنة بأنها ستحقق إنجازاً، فما كان منها أن بدأت تتقن الحركات التمثيلية وتعيش الأدوار بشكل عفوي وجميل وممتع لمن يشاهده، يتناسب ويعبر عن المشاهد القصصية والدرامية المقررة..

كما أنها تبحث لتصمم ابتكارات خاصة بها، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها شعارها «اليوم أحلى يوم في حياتي»، حيث حصد المشهد التمثيلي الصامت بعنوان «شكراً بابا خليفة» الذي كانت بطلته العديد من عبارات الإشادة وسط اندهاش الحاضرين. كما وعرض بناء على طلب عدة جهات مختلفة بمستوى مناطق الدولة، وحصلت فيها على العديد من شهادات التقدير.

وأضافت الصريدي، إلى أنها أظهرت أيضا حبها إلى العلم والتعلم فرغم المفقود إلا أنها تثبت الموجود، فقد اختارت المنهاج التربوي المناسب لها بعد مرحلة التعرف على مستوى أدائها الحالي، هذا بالإضافة إلى مهاراتها في تعلم خطوات تشغيل الكمبيوتر والتعامل مع برامجه وتقنياته في وسائل التواصل الجديدة، وإن كانت بحاجة أكبر إلى الدعم والمساعدة كونها في المراحل الأكاديمية الأولى من تعلم القراءة والكتابة..

حيث أكدت لأفراد أسرتها الذين كانوا متخوفين عليها بشكل أساسي وعلى قدرتها على التكيف والاندماج من جهة أخرى بأن «سارة» المتأخرة عقليا تجيد التمثيل والتعامل مع الكمبيوتر وتقنياته الحديثة وتتعلمه بسرعة تفوق الأطفال الأسوياء، فأصبحوا الآن أكبر الداعمين لها.

وتحلم معلمتها بأن تحظى طالبتها التي ترى فيها بوادر التفوق والتميز بفرصة دراسية للدمج في المدارس الحكومية أو برنامج تعليمي خاص يطور من إمكاناتها في التعليم والتقنية.

Email