أوجدت بيئة تعليمية مناسبة من دون انتظار أي جهة

عزة النعيمي.. تربوية روحها العطاء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مسكونة بالوعي تطل على مجتمعها بعين ثاقبة تسعى لإيصال رسالتها التربوية واستكمالها على افضل وجه، شخصيّتها الإبداعيّة جزء من كيانها؛ تريد أن يكون إبداعها، ظاهراً على الطلبة لأن مهنة التعليم والرقي الحضاري خطان متوازيان لا يمكن فصلهما.

انها التربوية بامتياز والرائدة في العمل التطوعي الشيخة عزة بنت راشد النعيمي مديرة مدرسة مزيرع ورئيس مجلس الاباء والمعلمين في عجمان التي استمدت صفاتها من بيئتها الإماراتية التي يعد فيها العمل الجاد والتكافل والترابط بين أبناء المجتمع سمة سائدة رسخها الأجداد في نفوس ابنائهم.

إبداعاتها تعد بمثابة فخر لكل امرأة فاختيارها سفيرة للعمل الإنساني في مبادرة زايد العطاء، أمر مستحق للجهود الكبيرة والعظيمة التي قامت بها في محيط العمل الإنساني الواسع وإنجازاتها في حقل التعليم لا حصر لها ومجمل ما يوحدها التفرد والنوعية.

تقول الشيخة عزة بنت راشد النعيمي إن مبادرة زايد العطاء هي نموذج مميز للعمل الإنساني الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤكدة استعدادها التام للإسهام الفعال في برامجها الإنسانية محلياً وعالمياً، إيماناً منها بأهمية المشاركة.

مديرة مدرسة

تدير الشيخة عزة بنت راشد النعيمي مدرسة مزيرع للتعليم منذ العام 1991 وتشغل منصب مديرة المدرسة، والمتفحص لواقع المدرسة خلال 20 سنة يلمس الفرق الشاسع الذي احدثه وجود سيدة لا تركن إلى الواقع وإنما تسعى إلى التغيير بكل ما اوتيت من قوة وعزم ويغلب على مجمل ما تم تنفيذه من مشاريع وتوسعة في المدرسة الجهود الذاتية من قبلها، كان الهدف منها خلق بيئة تعليمية مناسبة للطلبة دون انتظار اي جهة.

 المدرسة بحسب مديرتها تضم 505 طالبات يشغلن 26 شعبة من الصف الأول وحتى الثاني عشر، وما يلفت النظر انها تضم طالبات من عمان تقدر نسبتهن بـ25 بالمائة من اجمالي عدد الطالبات.

تخرجت من جامعة الإمارات قسم الشريعة والقانون وعملت في مهنة التدريس بمدرسة سمية بنت خياط، ثم انتقلت إلى مدرسة مزيرع التي لا تزال فيها حتى الآن وقالت استذكر البدايات جيدا عندما كانت المدرسة تستقبل الطالبات من الصف الأول وحتى الثامن وبعدها تدرجنا وتوسعت المدرسة حتى اصبحت للصف الثاني عشر بشقيه العلمي والأدبي.

وتتابع: نعمل في المدرسة بروح الفريق نعمل من اجل مستقبل ومصلحة طلبتنا، حصلت المدرسة بفضل العمل الدؤوب على الاعتماد الأكاديمي بامتياز في 6 معايير، وكذلك فزنا في جائزة الإمارات للتميز كأفضل مدرسة على مستوى الدولة وهذه الجائزة لا يتم الترشح لها وإنما لجنة التحكيم تختار المدارس المتميزة، علاوة على تنفيذ العديد من المشاريع النوعية والمشاركات والفعاليات ذات الصدى.

وشددت على حرص المدرسة على الجانب الرياضي باعتبار الجسم السليم في العقل السليم وترجم هذا الحرص بافتتاح صالة رياضية بمواصفات أولمبية، افتتحتها حرم صاحب السمو حاكم عجمان الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان، فيما تضم مكتبة المدرسة اجهزة حاسوب وشاشات عرض..

وتخدم المكتبة مشروع محمد بن راشد للتعلم الذكي الذي بدا تطبيقه في المدرسة منذ ثلاث سنوات ونحن من اوائل المدارس التي تم اختيارها للتطبيق في 6 شعب من صفوف سابع وثامن وتاسع، وكنا نسهم في وضع الدروس التفاعلية مع الوزارة وحصلنا على اثر هذه الجهود على جائزة افضل قيادة ذكية ضمن برنامج محمد بن راشد.

وعن مشروع اللغة الإثرائي «التعلم بالتخيل» الذي تنفذه المدرسة ويخدم مادة الانجليزية قالت حصدنا عقب تطبيقه بحرفية على شهادة أفضل جهة تطبقه وكنا نتنافس مع 50 مدرسة على مستوى الدولة، وقد افاد المشروع الطالبات ورفع مستوى الأداء في المادة سواء على صعيد الكتابة والمحادثة والقراءة، مشيرة إلى انه يتم تقييم مستوى التحسن لدى كل طالبة بشكل اسبوعي.

مختبرات نوعية

تضم المدرسة مختبرات علمية تم تصميمها بالتشاور مع وزارة الأشغال لتكون بشكل دائري بحيث تتيح لجميع الطالبات رؤية المعلمة ولا يضطر احد للجلوس بشكل عكسي.

حالات دمج

وقالت الشيخة عزة بنت راشد النعيمي نؤمن بفكرة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة لأنها تحقق مبدأ تربوياً مهماً يتفق ومبادئ الرعاية المتكاملة لهذه الفئة ..

حيث ان للدمج اثاراً ايجابية على شخصية الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة نفسه واقرانه، مشيرة إلى أن لديهم حالات منها متلازمة داون وشلل وضعف بصر وقد اشترت المدرسة بجهودها جهاز تكبير لطالبة لديها ضعف في البصر يكبر لها محتوى الكتاب المدرسي والسبورة..

مشيرة ايضا إلى اهتمامهم بفئة الموهوبين والمتفوقين وانهم يحرصون نهاية كل عام على اقامة معرض لعرض مواهبهم بحضور نخب مجتمعية وتربوية منها معالي الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والدكتور حمد الشيباني مدير دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي.

أولياء الأمور

واعتبرت حقل التربية قطاعاً يحتاج إلى قيادة واعية قادرة على ادارة دفة التغيير والتطور، فالقائد الناجح يعني فريق عمل ناجحاً، مشيرة إلى ان ابرز التحديات التي تواجه المشتغلين في حقل التعليم هو عدم تواصل الأهالي والسبب ان المدرسة بيئة طاردة وتواجدهم قليل جدا وعلينا دوما العمل على استقطابهم لأنهم شريك اساسي ودونهم لا يمكن لنا ان ننجح.

Email