50 ألف درهم جائزة الفريق الفائز

مسابقة إبداعية تنتج خدمات ابتكارية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

18 مدرسة من مختلف أنحاء الدولة اتخذت من جامعة روشستر للتكنولوجيا في دبي ساحة لها لتتبارى في تصميم منتج أو خدمة جديدة ابداعية ومبتكرة تسهم في معالجة بعض التحديات وتصيغ حلولا جذرية لمشاكل يومية تؤرق المجتمع تحت إطار «مسابقة الأعمال».

هذه المسابقة السنوية التي تطرحها جامعة روشستر تعد فرصة سانحة لطلبة العاشر والحادي عشر والثاني عشر لكي يطلقوا العنان لقدراتهم ومهاراتهم ضمن فريق عمل يجتهد ويفكر كل أفراده معاً لكي يتفردوا بشيء مختلف جديد وقابل لأن يكون حقيقة..

وهي تختلف في جوهرها عن باقي المسابقات، إذ تحمل في ثناياها شيئاً مختلفاً كونها تركز في منطلقها على قطاع التجارة عبر ايجاد منتج أو خدمة نوعية مختلفة قابلة للتطبيق.

مسابقة سنوية

ويؤكد الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر الحكومية للتكنولوجيا، أن هذه المسابقة تعنى في تنظيمها الجامعة كل عام، وتستهدف طلبة المدارس، وفي هذا العام تحديداً ترك الطلبة بصماتهم الواضحة عبر ابتكار خدمات ومنتجات غاية في الأهمية والقيمة.

ويقول إن المسابقة تحكم من قبل لجنة مكونة من 6 مختصين في قطاعي الصناعة والخدمات، وعملية التقييم تكون على ماهية المنتج والتحدي الذي يعالجه، فضلاً عن التصميم، واستراتيجية الدعاية، والتسويق والتسعير، مؤكداً أن الهدف من هذه المسابقة بلورة أفكار طلبة المدارس إلى مشاريع تجارية، والاستفادة من امكاناتهم وحثهم على المنافسة وتحفيزهم على الابتكار.

ويشير إلى أن الفريق الفائز يحصل على 50 الف درهم، ويتم تكريمهم، ويمنح الطلبة المشاركون جميعاً خصما يصل إلى أكثر من 10%، بجانب منح أخرى تقدم بحسب نشاط الطالب وتفوقه الدراسي والأكاديمي.

دعم المؤسسات

من جانبها، قالت منى محمد المدني في شركة فرانكلن كوفي للتسويق، واحدى اعضاء لجنة التحكيم، إن ابتكارات الطلبة حملت في مجملها فكراً وابداعاً، وتميزاً في طريقة تقديم منتجاتهم التي توصلوا اليها، مؤكدة ان الأفكار التي طرحت يمكن تطبيقها وتحتاج إلى دعم من المؤسسات لتصبح منتجات وترى النور في الأسواق.

واعتبرت أن تفاعل الطلبة بهذه الحماسة وطرحهم أفكارا إبداعية خلال أيام قليلة من تاريخ الاعلان عن المسابقة وتقديم افكارهم وشرحها خلال ساعة ونصف فقط هو أمر ينم عن وجود طاقات مبدعة في مدارس الدولة إذا اتيحت لها الفرصة فإنها سوف تقدم الكثير.

مواهب متعددة

بدورها، قالت أسماء سعيد لوتاه أمين سر مجلس الادارة في سوق دبي المالي ورئيس إدارة الرقابة الداخلية، واحدى لجنة التحكيم، إن آراء لجنة التحكيم واختياراتهم للفائز تخضع لمعايير محددة.

وعددت هذه المعايير، وهي في أن تكون الفكرة ابداعية ومبتكرة، وأن يكون التصميم الخارجي للخدمة أو المنتج متميزاً، وغير اعتيادي، وأن تكون ثمة جهات يمكن لها أن تستفيد مما يطرح من أفكار، ناهيك عن كون المنتج أو الخدمة لهما مستقبل على المدى البعيد ومردود ايجابي واستثماري، علاوة على أن يكون سعره جيدا، والخطة الموضوعة له معقولة وتتسم بتناول الجوانب التسويقية والترويجية كاملة.

وبينت أن المسابقة كشفت عن مواهب متعددة للطلبة وقدرات تفكيرية وعقول تجارية سيكون لها شأن كبير في المستقبل، لافتة إلى أن أغلب ما عرض من أفكار في المسابقة التي ضمت 18 فريقاً من مدارس من مختلف مدن الدولة اتسمت بالإبداع والابتكار، وحداثتها، وأهميتها في معالجة تحديات تواجه المجتمع أو تقدم خدمة مبتكرة.

فرصة للتفكير

من جهتها، قالت الطالبة لانا عطا الله المشاركة في فريق مدرسة فيكتوريا العالمية في الشارقة، إن المسابقة قدمت لهم فرصة للتفكير المستند إلى العمل الجماعي، بقصد الوصول إلى فكرة أو منتج أو خدمة قابلة للتطبيق وذات جدوى تجاري ضمن مدى زمني قياسي.

وأوضحت أنها برفقة زملائها الخمسة، تمكنوا من الوصول إلى فكرة منتج عبارة عن نظارات مصنوعة من الخشب، وغير قابلة للكسر وذات تصاميم جذابة، قليلة الكلفة ويمكن اعادة تدويرها.

وأضافت أن فكرة هذا المنتج جاءت بعد البحث، حيث تم التوصل من خلال الدراسات السابقة إلى أن 75% من الأشخاص يعانون من مشاكل في النظر، وبالتالي فإن كل أسرة يتعين عليها أن تنفق نحو 1500 دولار لتوفير نظارات لأفراد العائلة، مشيرة إلى أن هذا المنتج هو البديل الأمثل للأفراد لكونه يتصف بمميزات عدة.

اكسبو 2020

أما الطالب أحمد العدل، في مدرسة الشارقة الأمريكية، فأكد أن الدولة مقبلة على حركة تجارية وتنموية كبيرة، لاسيما مع استضافة دبي لاكسبو 2020، وبالتالي فإن ملايين الزائرين سيفدون إلى دبي والمدن المجاورة لها.

وذكر أن هذه الأعداد الكبيرة ستشكل ازدحاماً مرورياً، وبالتالي جاءت فكرتهم من هذا المنطلق، عبر تخصيص مراكب أجرة ولكن تستخدم البحر خط سير لها بدلاً من الاعتماد على الطرقات، ويمكن أن تتسع من 50 إلى 100 فرد، وتنظم يومياً رحلات ضمن خطة مبرمجة زمنياً وذات مسارات محددة، بحيث تنقل نحو 10 آلاف راكب يومياً.

وفي ابتكار آخر لمنتج تجاري توصلت إليه الطالبة ديانا ملحم برفقة زملائها، وهو عبارة عن آيباد يحتوي على عدة مزايا منها خاصية الاعلان والدعاية والخدمات العامة وخاصية الجي بي أس، ويوفر أرقام الهواتف الخاصة في الخدمة، والاعلانات التجارية..

وخدمات اخرى مثل حالة الطقس ودرجة الحرارة وأخبار العالم، والتاريخ، وعن هذه الفكرة تقول ملحم إنها خدمة تستهدف الشركات التي تريد الاعلان للزبائن عبر حجز مساحة معينة في الآيباد يحمل خصائص معينة يتم برمجته مسبقاً، لأغراض معينة كالإعلان عن خدماتهم، فضلاً عن توفير سلسلة من الخدمات الأخرى التي يرغب في معرفتها المستهلك، وتقدم له بالمجان..

ويتم توزيع أجهزة الآيباد أيضاً بالمجان على المستهلكين. وفي الإطار ذاته توصل فريق مدرسة جلوبل الانجليزية في العين إلى ابتكار بطارية تشحن عن طريق أشعة الشمس، وتعمل في الليل والنهار، فضلاً عن ابتكار فكرة الحصول على المعلومات البنكية عن طريق الهاتف بواسطة توفير شريحة وجهاز لهذه الخاصية.

أفكار مفيدة

كشفت المسابقة عن ابداعات طلابية وأفكار ومبتكرات مهمة، توصل اليها الطلبة الذين شكلوا فرقاً للعمل سوية، حيث طرح بعضهم حلاً للازدحام المروري الذي قد ينشأ عند استضافة دبي لاكسبو 2020 بين إمارتي الشارقة ودبي، وآخرون توصلوا إلى منتج عبارة عن نظارات خشبية قليلة الكلفة ويمكن إعادة تدويرها، وغير قابلة للكسر..

فضلاً عن طرح فكرة آيباد يحوي خدمات تسويقية وإعلانية للشركات تستهدف الجمهور ويوزع مجاناً على المستهلكين، وهاتف محمول يتم شحن بطاريته بواسطة الطاقة الشمسية، ومفتاح يقيس نسبة الكحول في الدم عند الامساك به، واذا كانت مرتفعة فإن باب المركبة لا يفتح، وغيرها الكثير من الأفكار المفيدة التي غصت بها قاعة المسابقة.

Email