مليونا دولار من سموه لترميم وتجديد كلية الهندسة

سلطان القاسمي: جامعة القاهرة منارة تنوير

Ⅶ حاكم الشارقة يستلم درع التكريم من نبيل العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثنى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دور المؤسسين الأوائل لجامعة القاهرة ومن تبعهم بإدارة شؤونها وتطوير برامجها، مشيداً بجهود الجامعة في تنوير العقول وتبصيرها، وطالب سموه بأن ينقل هذا التنوير من أسوار الجامعات ليصل إلى أولئك الذين يقيمون في القرى والحواري والأزقة حتى نتمكن من بناء أجيال واعية محبة لأوطانها.

جاء ذلك في كلمة لصاحب السمو حاكم الشارقة ألقاها صباح أمس أمام حضور حفل تدشين قاعة القاسمي للمؤتمرات خلال زيارته للمكتبة المركزية الجديدة بجامعة القاهرة.

وفي سياق متصل أكد سموه أن اتصاله بكلية الزراعة بجامعة القاهرة بعد تخرجه، لم ينقطع يوماً على مدار 45 سنة، وحافظ خلالها على جسور التواصل مع الكلية وزملاء الدراسة، مشيراً سموه إلى أنه على اطلاع دائم بأخبار الكلية ومتابعة كل جديد يحدث فيها.

جاء ذلك خلال زيارة سموه ظهر الثلاثاء، كلية الزراعة بجامعة القاهرة، والتقى سموه زملاءه من خريجي كلية الزراعة بجامعة القاهرة.

وتأتي الزيارة في إطار حرص سموه على توثيق صلات المودة والمحبة التي تجمعه بكلية الزراعة وطاقمها الإداري والتدريسي، وإحياءً للذكريات الجميلة التي قضاها سموه على مقاعد الدراسة وفي أروقة الكلية مع زملاء دراسته متنقلاً بين فصولها ومختبراتها.

وأشاد سموه بما شاهده من تطور تشهده كلية الزراعة في عمرانها وإنشائها العديد من المباني الحديثة، وتقدم أساليب الدراسة في الكلية بما يتواكب مع النهضة العلمية السريعة التي يشهدها مجال الزراعة.

وقدم سموه مليوني دولار لترميم مباني كلية الهندسة بعد الحريق الذي ألم بها.

صرح كبير

وفي كلمة سموه خلال تدشين قاعة القاسمي قال سموه: بنيت جامعة القاهرة منذ البداية على أن تنور العقول، بهمة أولئك الذين كافحوا لوضع حجر الأساس لهذا الصرح العلمي الكبير، وسارعوا في إيجاد العلوم النافعة، وما نقوم نحن به اليوم لا يقارن إطلاقاً بجهدهم ولا يساويه.

وأضاف سموه: مصر أصابتها فترة من الظلام، دخلتها خفافيش الليل، توغلت إلى عقول المصريين ـ فالبطون إذا جاعت أكلت الجيف، كذلك العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار ـ وفي غفلة من الزمن وفي غفلة من إيجاد النور صابنا ما قد صابنا في مصر، وهذا يحتم علينا أن نعمل منذ اليوم على تنوير العقول التي تقبع خارج أسوار الجامعات، يجب علينا أن نبدأ من القرى والحواري والأزقة وكل مكان، وأعلم أن الأمر يتطلب جهداً كبيراً، وأعلم كذلك أن هناك رجالاً يستطيعون إنجاز الجهد الكبير.

مشروع فكري تنويري

وأشار سموه إلى أنه خلال لقائه برئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي تبادلا الحديث حول مشروع فكري تنويري، حتى يحمي مصر من دخول الباطل لها من بين يديها. وقال سموه: نحن في الجامعات نخرج العلماء، ولكن بالمشروع القادم سنخرج الأم التي تربي والأب الذي يرعى ويحافظ، فنحن أمام جيل قادم يجب أن نعد له العدة بتوفير الحماية الصحية والاجتماعية والثقافية والفكرية له.

وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد وصل إلى مبنى المكتبة المركزية يرافقه محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى مصر، ودكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة بالشارقة، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وخليفة سيف الطنيجي نائب سفير الدولة، والدكتور عمرو عبدالحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، ومحمد حسن خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في جامعة القاهرة.

أقسام المكتبة المركزية

وتعرف سموه من الدكتور علي رأفت على أقسام المكتبة المركزية الجديدة والتي تم افتتاحها في العام 2008 كمرحلة أولى وفي عام 2014 كمرحلة ثانية، وضمت المكتبة متحف كنوز جامعة القاهرة الذي يحوي نخبة من أثمن وأهم مقتنيات الجامعة طوال 100 عام، وقسم الفهرس الإلكتروني، وقاعة كبار الزوار، ومعرض مفتوح للفن التشكيلي المعاصر، وقاعة المكتبات الخاصة المهداة، وقاعة طه حسين، وقاعة عرض البانوراما، وقاعة المراجع، وقاعة قاعدة البيانات العالمية، ومعمل المسح الرقمي، وعدد من الأركان الغربية، ومعامل الترميم اليدوي والآلي للوثائق والمخطوطات.

قاعة القاسمي

الجدير بالذكر أن قاعة القاسمي للمؤتمرات والتي تقع في الدور الخامس لمبنى المكتبة المدرسية قد تكفل صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشائها وتجهيزها بإمكانيات النقل الإذاعي والتلفزيوني ومعدات الترجمة الفورية وأحدث أجهزة الصوت وفق أعلى المعايير، إلى جانب إلحاقها بمجموعة من القاعات الخاصة بالمعارض والندوات والاجتماعات وغيرها، وبلغ إجمالي تكاليف إنشائها أكثر من 25 مليون جنيه.

وفي ختام الزيارة تسلم سموه درعاً تذكارية من رئيس جامعة القاهرة تثميناً وتقديراً منهم لدور سموه في دعم أنشطة وبرامج الجامعة المختلفة.

وتوجه بعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، لتفقد مبانيها بعد عمليات الترميم والتجديد لها، نتيجة تعرضها لحريق وتدمير لحق المباني خلال فض اعتصام النهضة، وفي تجاوب سريع من سموه بادر بتقديم مليوني دولار لإعادة ترميمها.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله مبنى الكلية عميد الكلية والطاقم الإداري.

وأزاح سموه الستار عن اللوح التذكاري للمبنى بحلته الجديدة، وتوجه سموه إلى مجلس إدارة الكلية، تعرف خلالها على الطاقم الإداري بالكلية، مقدمين جزيل شكرهم وامتنانهم إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على مبادرته الكريمة وتكفله بإعادة ترميم الكلية، راجين المولى أن يمد في صحته.

وأكد سموه دعمه المتواصل لكلية الهندسة بجامعة القاهرة، متمنياً كل التوفيق والنجاح لكافة المؤسسات العلمية والثقافية بجمهورية مصر العربية، وأن يديم على مصر وشعبها الشقيق الأمن والرخاء.

واستمع سموه من الطاقم الإداري بالكلية إلى تفاصيل حول عمليات الترميم والإحلال الذي تعرض له مبنى الكلية، وشملت عمليات الترميم كافة المباني.

وتعد كلية الهندسة من أعرق كليات الهندسة في مصر والوطن العربي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1908، وخرجت الكلية الآلاف من الطلبة الذين ساهموا في نهضة وتقدم مصر.

جولة تاريخية

وقد تجول صاحب السمو حاكم الشارقة بمعية زملاء الدراسة في أروقة كلية الزراعة مستعيدين خلالها الذكريات التي جمعتهم وبقيت خالدة في قلوبهم، ومن ثم تفقد سموه عدداً من المختبرات المركزية، وقدم الدكتور هاني الشيمي عميد كلية الزراعة شرحاً وافياً عن ما تحويه الكلية من مختبرات مزودة بأحدث النظم التعليمية، كما اطلع سموه على الخطط المستقبلية واستراتيجية تنفيذها بما يكفل توفير الجو الدراسي الأمثل لطلبة الكلية الملتحقين بها.

ومن ثم تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بحضور مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف الزيارة.

وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة العديد من المبادرات لدعم كلية الزراعة بجامعة القاهرة، منها إنشاء مكتبة خاصة وحديثة بكلية الهندسة الزراعية، ورفد الكلية بأحدث الكتب العلمية في مجال الزراعية التي تفيد الطلبة والباحثين.

رافق سموه خلال الجولة محمد بن نخيرة الظاهري سفير دولة الإمارات العربية لدى جمهورية مصر العربية، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة بإمارة الشارقة، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والفنان المصري عادل إمام سفير النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وخليفة سيف الطنيجي نائب سفير الدولة لدى مصر، والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة.

درع الجامعة العربية

وأقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ليلة أمس الأول مأدبة عشاء في مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، على شرف عدد من كبار المسؤولين والأدباء والمثقفين بجمهورية مصر العربية.

وقد حضر مأدبة العشاء التي سادتها أجواء من الألفة وتبادل وجهات النظر حول واقع العديد من القضايا الجارية على الساحة العربية كل من الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة المصري، ومحمد بن نخيرة الظاهري سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، وأحمد الجروان رئيس البرلمان العربي، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وخليفة سيف الطنيجي نائب سفير الإمارات في مصر، والدكتور محمد صابر عرب، والمفكر مصطفى الفقي.

وتم خلال المأدبة تسليم صاحب السمو حاكم الشارقة درع جامعة الدول العربية، وتفضل سموه باستلام الدرع من أمين عام الجامعة الدكتور نبيل العربي، ويأتي هذا التكريم تثميناً لدور سموه في دعم القضايا العربية بمختلف أوجهها وأشكالها.

ختام الزيارة

بهذه الجولة في حرم جامعة القاهرة وكلياتها المختلفة، يختتم صاحب السمو حاكم الشارقة زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية، والتي استغرقت 4 أيام التقى خلالها العديد من كبار المسؤولين المصريين، وزار فيها العديد من المراكز الثقافية والاجتماعية والعلمية، وتوجه سموه ظهر اليوم إلى مبنى طيران رئاسة الجمهورية بمطار القاهرة الدولي عائداً إلى أرض الوطن برعاية الله وحفظه.

Email