ذياب بن محمد بن زايد خلال افتتاح المعرض:

«بالعلوم نفكر» يبني جيلاً من العلماء والمواهب

ذياب بن محمد بن زايد خلال افتتاح المعرض بحضور حسين الحمادي ومروان الصوالح والغرير وقيادات تربوية وأكاديمية من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان عضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، عن سعادته بتوسع برنامج «بالعلوم نفكر» عاماً تلو آخر، الذي تكبر معه مساهمته في تطوير قدرات الشباب، وينمو دوره في بناء جيل من العلماء والمواهب العلمية الإماراتية، التي سيكون لها دورها إن شاء الله في بناء مستقبل الدولة. وألقى سموه خلال كلمته الافتتاحية للمعرض أمس، الضوء على الابتكار الذي أصبح الهدف الأساسي الذي يوجه عمل الحكومة، مؤكداً سموه أن المعرض بمشاريعه العلمية المبتكرة وقدرته على احتضان هذا العدد الكبير والمتزايد من الشباب المبدعين هو إحدى المنصات والمنتديات المهمة التي تساعد على دفع التوجهات الحكومية في هذا المجال، مضيفاً سموه أن المعرض قادر على تعزيز ثقافة الابتكار في كل مجالات الحياة، وترجمة رؤية الحكومة وأهدافها على أرض الواقع.

منافسات

انطلقت أمس فعاليات معرض «بالعلوم نفكر 2015» في دبي تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، ويعتبر أحد أكبر المعارض المتخصصة بعرض إبداعات الشباب ومشاريعهم العلمية المبتكرة في الدولة.

وشهد المعرض منافسات قوية بين طلبة التعليم الحكومي والخاص والجامعات في عرض مشاريع علمية ابتكارية أغلبها من عقول إماراتية شابة للحصول على المراكز الأولى في مسابقات المعرض الذي يمنح 24 جائزة منها ثلاثة مراكز تؤهل للمشاركة في مسابقات دولية مثل انتل للعلوم بالولايات المتحدة الأميركية.

واختلف هذا العام المعرض بمشاركة الكثير من المؤسسات الخاصة الداعمة لتلك المشاريع وبهدف استقطاب المبتكرون من الطلبة والمبدعين وكانت الحصيلة عرض مسابقات مغرية للطلبة منها الكتروني وأخرى تعزز الإبداع والذكاء وتعتمد على التركيب من خلال قطع حديد وأخرى ورقية، ويقام المعرض، الذي تنظمه مؤسسة الإمارات، وهي مؤسسة نفع اجتماعي مستقلة أنشأتها حكومة إمارة أبوظبي لتسهيل إطلاق المبادرات التي يتم تمويلها من القطاعين العام والخاص لتمكين الشباب الإماراتي، ورفع وتطوير كفاءاتهم، في مركز دبي التجاري العالمي، على مدار ثلاثة أيام متتالية.

مستقبل

قال معالي وزير التربية والتعليم حسين الحمادي، إن معرض بالعلوم نفكر السبيل للجيل القادم من العلماء ممن سيحملون مستقبل بلدنا الغالي أمانة بين أيديهم، معرباً عن سعادته تجاه الشراكة مع مؤسسة الإمارات حول هذه المبادرة المهمة، والتي تلعب دوراً محورياً في مساعدة الشباب الإماراتي على الإسهام الفعال في تنمية بلدهم، من خلال سد الفجوة بين الشباب وقطاع الأعمال بالدولة، وحضر الافتتاح عدد من المسؤولين الحكوميين، بالإضافة إلى أكاديميين وخبراء مختصين بالعلوم والتكنولوجيا من جميع أنحاء الدولة.

150 مرشداً علمياً على المشاريع و«كود خاص» للتصويت

 

أفادت خلود النويس الرئيس التنفيذي للاستدامة والتميز المؤسسي في مؤسسة الإمارات، بأن المؤسسة تسعى إلى تشجيع مؤسسات القطاع الخاص لدعم وتنفيذ مشاريع الشباب التي تعرض في معرض بالعلوم نفكر ليكون محفزاً للابتكار والابداع ومن أجل تبني تلك المشاريع التي تستطيع أن تحل إشكالية طُرح لها حل من خلال تلك المشاريع سواءً إشكالية بيئية أو اجتماعية أو تعني بالطاقة والاستثمار فيها.

وذكرت، أن هذا العام تم وضع «كود خاص» بكل مشروع من أجل التصويت للمشاريع الممتازة، حيث رأت المؤسسة في تلك الفكرة دعماً كبيراً للمشاريع وتزيد من التنافس بين الطلبة، فضلاً عن تخصيص ورش عمل على مدار ثلاثة ايام خاصة بالمعلمين البالغ عددهم 150 معلماً من أجل عرض أبرز التجارب بهدف التبادل والاستفادة، وبمشاركة 37 مؤسسة حكومية وخاصة وبمشاركة أكثر من 600 طالب خلال اليوم الأول، فضلاً عن مشاركة 150 مرشداً علمياً للطلبة يتواجدون في المعرض لإرشاد الطلبة، وعرض خاص بالابتكارات العلمية التي تقدم يومياً، وتستهدف 9 آلاف طالب خلال أيام المعرض.

وأفادت بأنه يتم اختيار 24 مشروعاً فائزاً ومن بينها 3 مراكز أولى يتم تأهيلها للمنافسات الدولية، وتبلغ قيمة الجائزة الواحدة 4 آلاف درهم، مشيرة إلى أن المعرض يسهم بشكل كبير في تشجيع الطلبة على دراسة المواد العلمية.

تمكين

ومن جهته قال مهنا المهيري الرئيس التنفيذي للعمليات بمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، إن الهدف من معرض «بالعلوم نفكر» هو عرض ابتكارات العقول الإماراتية الشابة من خلال أكبر معرض متخصص بالمنطقة، مؤكداً أن مؤسسة الإمارات مهتمة بإطلاق المبادرات طويلة الأمد والتي تهدف إلى تمكين الشباب الإماراتي والعربي في المجالات العلمية والتكنولوجية.

وأشار إلى أن المعرض يسعى إلى تشجيع المواهب الشابة في مجال العلوم للانضمام بمشاريعها وأفكارها للمؤسسة، لنكون حلقة وصل بينهم وبين الشركات العالمية التي تبحث عن أفكار مبدعة، لتتبناها وتهتم بها بإيجاد مقومات انطلاقها ونجاحها، موضحاً أن المؤسسة أطلقت عدة مشاريع موجهة للشباب لمساعدتهم على التغلب على بعض العوائق التي قد تواجههم في بداية مشوارهم، من ضمنها مشروع «تكاتف» وهو برنامج تطوعي يهدف لتعزيز فكرة التطوع عند الشباب.

بالإضافة إلى برنامج «ساند» الذي يختص بالإعداد الجيد للشباب في أزمات الطوارئ من خلال برامج ودورات تدريبية تساعدهم على الانفتاح أكثر على العالم المحيط، كما يهدف برنامج «كياني» لدعم ومساعدة الشباب غير مكتملي التعليم وذلك عبر عدد من البرامج التعليمية البسيطة للتعريف بأبسط قواعد المعارف والعلوم، فضلاً عن برنامج «كفاءات» الذي يسعى إلى مساعدة الشباب في القطاع الخاص، وبرنامج «اصرف صح» لمساعدة الشباب على محو الأمية المالية لهم والتي تتعلق بالإنفاق على المشاريع وإدارة الأصول المالية بشكل صحيح.

تنمية الشباب

وأكد أن كل هذه البرامج والمشاريع تسعى من خلالها مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، لمساعدة هذه الشريحة المهمة في المجتمع على الانطلاق الصحيح في عالم الأعمال والمشاريع، عن طريق إبراز وتوضيح الفرص المتاحة للانطلاق فيها، فضلاً عن مساعدتهم للوصول إلى الجهات الرسمية في القطاعين العام والخاص لكي يستفيدوا من خبراتهم وقدراتهم في الانطلاق بأفكارهم إلى آفاق أرحب من النجاح.

مسابقات عالمية

ولفت إلى أن هناك كثيراً من المشاريع التي دعمت المؤسسة فيها بعض أصحاب الأفكار الابتكارية والتي انطلقت للعالمية، مشيراً إلى مشروع بيئي كان قد تقدمت به بعض الفتيات الإماراتيات العام الماضي، لتحويل رمال الصحراء إلى منتجات أخرى مفيدة، وقد شاركن في مسابقات عالمية في أميركا وفزن بالمركز الثاني فيها، مدللاً على ذلك بأن الأفكار الجيدة من الشباب كثيرة، لكن فقط ينقصها البداية الصحيحة والرعاية الجيدة لها.

45 ألفاً

وأوضح أن الإقبال الكبير هذا العام للمشاركة بالمعرض والذي وصل إلى أكثر من 45 ألف شاب يعتبر نجاحاً كبيراً للمؤسسة التي استطاعت الوصول إلى هذه الشريحة الكبيرة منهم، موجهاً شكره إلى القائمين على القطاع الخاص الذي يدعم كثيراً من الشباب، ما يعطي مؤشراً على إيجابية المشاريع والأفكار المقدمة وتوقعهم لتحقيقها نتائج إيجابية ملحوظة عن رعايتها وإطلاقها.

Email