تطبيق عملي لدراسات المسح

وادي الحلو يختبر مهارات طلاب جيولوجيا

فريق الطلاب البحثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل برنامج التدريب العملي لطلاب جامعة الإمارات أهمية كبيرة في تطوير مخرجات العملية التعليمية الأكاديمية، من خلال العمل على ربط الدراسة النظرية للمناهج والمساقات بالتطبيق العملي للدراسات النظرية الأكاديمية خلال الحياة الجامعية، ما يساهم بدوره وبشكل مباشر في إكساب الطلاب مهارات وخبرات ومعارف تطبيقية، لما يتلقونه من علوم نظرية على مقاعد الدراسة الأكاديمية..

إضافة إلى ذلك فإن تلك البرامج تعمل أيضا على تعريف الطلبة على المشاريع والقدرات والمهارات والخبرات التي تطلبها المشاريع القائمة في سوق العمل، بعد أن يتخرج الطالب من كليته ويباشر حياته المهنية.

مخيم شتوي

في هذا الإطار نظم قسم العلوم الجيولوجية في كلية العلوم بجامعة الإمارات، مخيمات ورحلات عمل تدريبية لعدد من مناطق الدولة، لتعريف الطلبة على بنيتها الجيولوجية، من خلال إجراء الدراسات البحثية والمسوحات الجيولوجية الخاصة بمكونات وتضاريس تلك المناطق.

ويشير الدكتور خالد البلوشي، رئيس قسم العلوم الجيولوجية، إلى أنه تم تنظيم مخيمات وبرامج تدريب شتوية لطلاب السنة الأخيرة في القسم، حيث تم اخيار منطقة دبا الحصن للمخيم الجيولوجي الشتوي لهذا العام، وشارك فيه عدد من أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب الطلاب والطالبات.

تطبيق عملي

وأشار إلى أن الهدف الرئيس والمباشر من إقامة تلك المناشط والبرامج اللاصفية هو العمل على تزويد الطلبة بمهارات تطبيقية تتعلق بالعمل الحقلي والتطبيق العملي للمسوحات الجيولوجية، حيث يستخدم الطلبة المشاركون في تلك المعسكرات أجهزة القياس الجيولوجية المختلفة والمتوفرة في الجامعة بشكل عام وفي بعض المراكز البحثية، التي تساعد بدورها الطالبة على إجراء الدراسات البحثية ..

ومن خلالها يستطيع الطالب رسم خريطة جيولوجية للمنطقة التي يتم إجراء البحوث عليها. ويوضح الدكتور خالد أن جامعة الإمارات أولت اهتماما كبيرا لعملية معسكرات التدريب، سواء منها تلك التي تنظم خلال الحياة الجامعية ..

ومن ضمن برامج الأنشطة اللاصفية أو تلك البرامج التي يقوم بها الطالب من خلال مساقات التدريب العملي، والتي تعتبر من ضمن المساقات الإلزامية للتخرج ولها ساعات معتمدة، لا بد للطالب من تأديتها وتجاوزها بنجاح.

وأضاف: بالنسبة للمعسكر التدريبي الشتوي الذي أقامته الكلية هذا العام، واختارت له مدينة دبا الحصن، يأتي في إطار معسكرات التدريب ذات الأنشطة اللاصفية، وتم اختيار مدينة دبا الحصن لما لها من مكونات خاصة في البنية الجيولوجية، وتنوعها ما بين الصخرية والسهلية والبحرية، مما يفسح المجال أمام الطلبة لإجراء الدراسات بشكل موسع وأعمق.

المهارات والخبرات

يؤكد الطلاب المشاركون أن إقامة المخيم تعتبر فرصة جيدة لتطبيق الدراسة النظرية، وربطها بالتطبيق العملي، لاسيما وأن دراسة العلوم الجيولوجية لا تكتفي بالدراسات النظرية البحتة وحدها، ولا بد من أن يقوم الطالب بالتعرف على البنية التحتية الجيولوجية للعديد من المناطق.

ويضيف الطلبة المشاركون: لقد اهتمت مجموعة العمل المشاركة في المخيم الشتوي الجيولوجي بدراسة علم الطبقات وكذلك دراسة الأحافير والفوالق والترسبات الجيولوجية، كما أجرى الطلاب أيضا عددا من الدراسات على أنواع مختلفة من الصخور التي تتميز بها المنطقة، وتعطي دلالات علمية لمشاريع مستقبلية تقوم بها الدولة..

ومن تلك الصخور التي تمت دراستها، صخور منطقة الحواسنه الموجودة في منطقة وادي كب، والتي تتكون من السيلكا المترسبة في أعماق المحيط، كما درس الطلبة بإشراف أعضاء التدريس المشاركون في المخيم صخور منطقة جبل القمر الشمالي في منطقة أذن، لما لها أيضا من خصوصية جيولوجية..

كما أجرى فريق آخر من الطلبة دراسات لمعرفة التراكيب الجيولوجية والمكونات الخضرية والتكوينات المعدنية وتم اختيار العينات من الصخور من منطقة وادي الحلو، حيث إن دراسة شبكة الفوالق الجيولوجية والصدوع الممتدة في تلك المنطقة تلعب دورا كبيرا في تحديد وجود الكثير من الصدوع الجيولوجية المدفونة تحت سطح الأرض.

مهارات عملية وعلمية

أكد الطلاب أن المخيم الجيولوجي أتاح لهم أيضا التعرف على أجهزة المسح والتنقيب بشكل عملي والدور والمهام المنوط بها لكل جهاز وأهميته في عمليات التنقيب والحفر والقياس ..

وكذلك المسح الجيولوجي، مشيرين إلى أن ذلك أكسبهم العديد من المهارات العلمية والعملية التي تصقل خبراتهم وتساعدهم على التطبيق العملي بعد الانخراط في سوق العمل، الذي يتطلب خبرات ومهارات عملية توازي جودة المخرجات النظرية التي درسوها خلال حياتهم الجامعية.

Email