الجدل مستمر بين »التربية« وأولياء الأمور بشأن سن القبول

»رياض الأطفال« متخوّفة من كثافة الفصول العام المقبل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أبدت إدارات مدرسية في مرحلة رياض الأطفال، تخوفها من الكثافة المحتملة التي ستشهدها فصول روضة أولى خلال التسجيل للعام الدراسي المقبل 2015- 2016، وعزت ذلك إلى شرط العمر الذي حددته وزارة التربية والتعليم، وتم اعتماده وتطبيقه عام 2014، والقاضي بإلزامهم قبول الطلبة في سن 4 سنوات، واستثناء من هم في عمر 3 و8 أشهر فقط، ما أدى إلى رفض أعداد كبيرة وتأجيل تسجيلها للعام الذي يليه.

وطالب أولياء أمور وزارة التربية بإعادة النظر في شرط القبول، وجعله شاملاً لمن هم في سن الثلاث سنوات ونصف السنة، واعتبروا القرار مجحفاً بحق الطلبة الذين لا تنطبق عليهم الشروط بيوم واحد فيخسرون عاماً دراسياً كاملاً ويكونون أكبر سناً من أقرانهم الذين سينضمون إليهم في السنة اللاحقة. وقالوا: إن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في القرار الذي سيظلم الأطفال الذين لم يكملوا الـ8 أشهر المحددة في الشرط.

أما إدارات رياض الأطفال، فقد أكدت أن شرط العمر مناسب، لأن الطفل سيكون أكثر استيعاباً، على الرغم من أن الفترة لا تتعدى أشهراً معدودة، ولكنها مؤثرة في مستوى إدراك الطفل وتجاوبه.

رد رسمي

وأكد علي ميحد السويدي الوكيل المساعد لقطاع التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم، أن هناك حلولاً عدة يمكن للمدارس اللجوء إليها، كي لا تقع في إشكالات الكثافة الصفية، وهي إلحاق الأطفال ممن قاربت أعمارهم الـ 5 سنوات الخمس في الروضة الثانية. وذكر أن هذه الحلول نصت عليها اللائحة الوزارية، حيث حددت المادة الرابعة منها سن القبول في رياض الاطفال، إذ يقبل في السنة الاولى من أكمل الرابعة من عمره في 31 ديسمبر، ويُقبل في الصف الأول من مرحلة التعليم الاساسي من أكمل السادسة من عمره، ولا يقبل في الصف الاول من مرحلة التعليم الاساسي من تجاوز الثامنة من عمره.

أما منطقة الشارقة التعليمية، فقد قابلت تخوف إدارات المدارس بشيء من الطمأنة، حيث أكدت في »رد رسمي«، أن تحديد سن القبول مناسب وجاء وفق دراسة مستفيضة ومتناسقاً مع سن القبول لباقي المراحل الدراسية، وجميعها ملتزمة ببداية العام وانتهائه بشهر ديسمبر، مشيرة إلى أن التقارب بين سن طلبة الروضة لا يشكل فجوة، حيث إنهم جميعاً من نفس العام.

وأكدت المنطقة أن أعداد الطلبة ممن وُضعوا على قوائم الانتظار قليلة، وسيتم استيعابهم كما تم استيعاب الطلبة خلال الأعوام الماضية من خلال إعادة التوزيع على رياض الأطفال، بالتنسيق مع المواصلات، وفتح فصول إضافية والتوسع في كثافة بعض الفصول التي تسمح أعدادها، مع الالتزام التام باللوائح والنظم المعمول بها. وتوقعت المنطقة، في ظل الخطة المتبعة، أن تتمكن خلال العام الدراسي 2015-2016 من استيعاب جميع الأعداد التي تتقدم للدراسة في مرحلة رياض الأطفال بعد افتتاح روضة جديدة وانضمامها إلى قافلة التعليم في الإمارة في ضاحية مويلح - منطقة النوف، حيث يُعوّل عليها في تخفيف الضغط عن بقية رياض الأطفال.

كثافة متزايدة

وقالت مريم الزرعوني مديرة روضة الحنان في الشارقة: إن الإقبال على التسجيل كبير، وعندما تكتمل الأعداد المسموح بها في الفصول، يتم تحويل الأعداد الزائدة إلى المنطقة لتقوم بمهمة البحث عن بديل لهم في رياض الأطفال المجاورة، مشيرة إلى أن شرط العمر لم يغير من واقع الحال؛ فنسبة الإقبال على رياض الأطفال كبيرة ونصطدم بها سنوياً.

بدورها، ذكرت فوزية صالح مديرة روضة الأمل في الشارقة، أن لديها كثافة فصلية وضغطاً شديداً على الكادر التدريسي، معتبرة مسألة الإقبال متزايدة بسبب ارتفاع نسب الوعي عند أولياء الأمور الذين يحرصون على تسجيل أبنائهم في رياض الأطفال الحكومية، علاوة على تطور مناهج الرياض وقدرتها على تكوين شخصية الطفل وجعله أكثر استعداداً لمرحلة الدراسة. وطالبت صالح بزيادة عدد رياض الأطفال في الإمارة.

ولم تذهب فاطمة عبدالعزيز السركال بعيداً عن رأي زميلاتها، فقد أكدت أن قرار تحديد سن الطفل كأحد شروط القبول، واستثناء من هم في نفس العمر حتى سن 3 سنوات و8 أشهر صائب، لأن الطفل حينها يصبح قادراً على الالتزام بالأنظمة واللوائح ويستمع ويستوعب ما يقدم إليه في المناهج التعليمية.

استثناءات

وفي دبي أكدت إدارات مدارس خاصة أنها تعاني في بداية كل عام دراسي من عدم اكتمال الشُعب أو ترتيب الطلبة داخل الصفوف، وهذا الأمر ناتج عن تسجيل معظم الطلبة في بداية العام الدراسي، وبعد مرور شهر تقريباً من بدء الدراسة تنضبط الشُعب والفصول.

وقال صلاح شرارة مدير مدرسة الدولية الخاصة، إن لائحة التسجيل حدّت من قبول عدد كبير من التلاميذ في مرحلة رياض الاطفال، لذلك لم نعانِ من أي كثافة صفية على الاطلاق هذا العام، بل لمسنا أريحية غير مسبوقة. وأشار الى أن العام المقبل 2015- 2016 سيشهد كثافة عالية لأن المتقدمين تنطبق عليهم الاشتراطات فيما بعد، واستعدادا لذلك يجب منح المدارس استثناءات تجيز لها تسجيل 28 طالباً في الصف الواحد مع توفير معلمة مساعدة للمعلمة الأساسية، تفادياً لموضوع قوائم الانتظار الكبيرة لمن يستحقون التعليم.

 

توقع

توقع موفّق القرعان، نائب مدير مدرسة العالم الجديد الخاصة في دبي، زيادة ملحوظة في نسبة عدد الطلاب الجدد في مرحلة الروضة، ممن لم يستطيعوا الدخول في العام السابق نظراً لصغر سنهم، إضافة إلى الطلاب الجدد المتوقّعين ككل عام.

وقال: إن النماذج التي تقدّمها مدرسته من ثنائية اللغة في التعلّم لمرحلة الروضة والتدريس عن طريق اللعب، جعلت محط اهتمام أولياء الأمور الباحثين عن المدرسة الأمثل لتسجيل أبنائهم، كما توفّر البيئة التعليمية الجاذبة في المدرسة وكفاءة الكادر التعليمي واهتمام أعضائه بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة عوامل إضافية.

وذكر أن أولياء الامور أصبح لديهم وعي كبير حول أهمية مرحلة الروضة في إعداد وتأسيس أبنائهم وتهيئتهم لتلقّي لغات وتعلّم ومواد متنوعة ابتداء من الصف الأول، وبناء على المادة الرابعة من لائحة تسجيل المدارس الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، تم قبول عدد محدد من طلاب مرحلة الروضة لهذا العام.

 

الكثافة الصفية تضعف التحصيل بنسبة تصل إلى 30 %

أكد الخبير التربوي يوسف شراب، أن المدارس الخاصة تضطر لقبول عدد كبير من الطلبة والطالبات لتحصيل مبالغ مالية تعوض بها عدم زيادة الرسوم المدرسية فعلياً، وتعوض هذا بقبول الطلبة في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الثانوية بصورة خاصة، فتؤدي الكثافة الصفية في مرحلة رياض الأطفال إلى انتشار الأمراض وتغيّب التلاميذ عن الدراسة لفترات العلاج، أما في المرحلة الثانوية فيتشتت الطالب والمعلم معاً.

وأكد أن العدد المسموح به داخل الصفوف في مرحلة رياض الاطفال 25 تلميذاً، ولكن المدارس تزيد عددهم في هذه المرحلة لما يتراوح ما بين 28 و30 تلميذاً. وفي المرحلة الاولى العدد المسموح به من 25 إلى 28، ولكن المدارس تزيد عددهم الى 32 و35 تلميذاً. وفي المرحلة الثانية العدد المسموح به يتراوح ما بين 25 إلى 28، والمدارس تزيد العدد ليصل الى 35 طالباً. وفي المرحلة الثانوية العدد المسموح به 28 طالباً داخل الصف تزيده المدارس الى 35 طالباً.

وأشار شراب الى أن لذلك سلبيات كثيرة تتجلى في انتشار الامراض، حيث تصاب أعداد كبيرة من التلاميذ في مرحلة رياض الاطفال والمرحلة الاولى بنزلات البرد والأمراض التي يسهل نقلها عن طريق التنفس، إضافة إلى الحصبة والجدري المائية، حيث أظهرت إحصاءات هيئة الصحة في دبي، إصابة 2451 حالة بالجدري المائية في دبي وإصابة 84 حالة بالحصبة، وغالباً ما تنتشر هذه الامراض في المدارس بسبب الكثافة الصفية. وتسهم الكثافة الصفية أيضاً في ضعف التحصيل الدراسي بنسبة تصل الى 30 %، أما بالنسبة للمعلم فتسبب الكثافة عائقاً له في توصيل المعلومة للطلبة، إذ اعتمدت الوزارة مدة الحصة 45 دقيقة للمرحلة الثانوية وفي حال وجود 30 طالبا في الفصل فيكون نصيب الطالب دقيقة ونصف الدقيقة من الحصة الواحدة، فلا يستطيع المعلم إيصال المعلومة كاملة وبسهولة لهذا العدد الكبير.

Email