غريبة القايدي ترفض التقاعد لتكمل مشوار العطاء والكفاح

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حصلت غريبة سريح محمد القايدي معلمة المصادر في مدرسة سالم سهيل في منطقة المنيعي برأس الخيمة، على العديد من المراكز المتقدمة في مجال المكتبات، وهي مدربة معتمدة في أكثر من جهة وعضوة في مراكز متخصصة، وشهد عام 2014 إصدار أول مجموعة قصصية لها «للأطفال» بعنوان «العصفور الصغير»، وتطمح للاشتراك في الجوائز المحلية والعالمية ونشر قصصها التي تمتلئ بها أدراج غرفتها، وأن تكمل دراستها العليا وتكون عنصراً فاعلاً في منظومة إبداع الدولة.

هذه العطاءات والأحلام ليست بغريبة على معلمات الميدان التربوي في الدولة بعامة وإمارة رأس الخيمة بخاصة، لكن ما يستوجب الوقوف عنده بكل احترام وتقدير، أن تستطيع معلمة تعاني من مشاكل صحية كبيرة في البصر منذ طفولتها أن تحقق هذه الإنجازات. فهي تقول إن الإرادة كانت ومازالت محركها نحو التميز الذي تتمنى أن تواصله، وألا يحطمه تفاقم مشكلة النظر لديها، بخاصة خلال السنوات الأخيرة، والذي لا يترك لها مجالاً سوى حل التقاعد الذي ترفض التفكير فيه.

«البيان» التقت المعلمة غريبة سريح القايدي وعاشت معها قصة الكفاح التي بدأت منذ طفولتها التي حرمت خلالها التعليم، مكتفية بمراقبة فرح وغبطة الأطفال الذين يحملون حقائبهم وكتبهم، مواسيةً نفسها باللوح الكرتوني والخشب المحروق من فرن والدتها اللذين تسرح من خلالهما بخيالها الخصب، ترسم وتؤلف قصصها الخاصة حتى أتمت عامها الخامس عشر، فالتحقت بمركز تعليم الكبار المسائي، لتتخرج بنسبة عالية وتطرق أبواب جامعة الإمارات وتتخرج في العام 2001 وتلتحق بمركز المصادر في مدرسة سالم سهيل بمنطقة المنيعي وتبدأ قصة عطائها المهددة بخيار ترفضه وهو تقاعدها نظراً لتدهور حالتها الصحية.

رفضت غريبة، معلمة المصادر في مدرسة المنيعي، الاستسلام للظروف وأصرت على إكمال الطريق لتحقيق أحلامها، والتي تعد المدرسة جزأ لا يتجزأ منها. وتؤكد أن الإرادة تصنع المستحيل وهذا ما تعلمته من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان باني الإمارات، وما تقرأه يومياً من خلال إنجازات حكومة الإمارات التي تتحدى به الواقع، وهذا ما ترفعه شعاراً لها، مؤكدة ثقتها في حكمة ورؤية المسؤولين في الدولة الذين رفعوا من شأنها وشأن إنسانها إلى أعلى المراتب الدولية وفي المجالات كافة.

مصدر فخر

سمية حارب السويدي مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، أكدت فخرها بالمعلمة غريبة التي تابعت إنجازاتها على مر السنوات الماضية، حيث حصلت على المركز الأول على مستوى منطقة رأس الخيمة التعليمية في مسابقة «حكايات أجدادي» والمركز الثاني على مستوى الدولة، كما أن الزائر لمركز المصادر في مدرستها يعيش تميزها وشغفها بالكتب والثقافة، فعاليات نوعية وصلت إلى أولياء الأمور ومجتمع المنطقة التي تنظم له العديد من الفعاليات لرفع نسبة القراءة في المكتبة، وهذا ما سجل فعلياً.

Email