الوكيل المساعد لقطاع الأنشطة في وزارة التربية لـ«البيان»:

مهارات القرن 21 ستكون جزءاً أصيلاً من اليوم المدرسي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رفع العالم قبل شهر شعار «التعليم من أجل التنمية المستدامة» وهو ما يتوافق مع استراتيجية دولة الإمارات نحو التعليم وما تبذله وزارة التربية من جهود لتطوير المدارس والوصول بها لتكون النموذج العصري للتعليم إلي جانب جهودها الكبيرة المبذولة التى تشمل جميع مدارس الدولة بأعمال التطوير التى تضمنتها خطة 2015-2021، وتسعى الوزارة إلى الانتقال بمجموعة المدارس المنتسبة لمنظمة اليونسكو لمرحلة جديدة تتوافق مع توجهات الدولة والاتجاهات العالمية بهذا الشأن.

وقالت الوكيل المساعد لقطاع الانشطة في وزارة التربية والتعليم أمل الكوس، في تصريحات خاصة لـ«البيان» إن الوزارة ستركز في هذا التحول على تأسيس قواعد محددة وتنفيذ برامج عمل تنمية مهارات الطلبة حتى تكون مهارات القرن 21 جزءاً أصيلاً في مكونات اليوم المدرسي إلى جانب المهارات الأخرى التي تعمل الوزارة على إكسابها، وتعزيز الوصول إلى نظام تعليمي من الطراز الأول، يخدم التنمية المستدامة، ويدعم توجهات الدولة نحو مجتمع واقتصاد المعرفة، بأجيال مبدعة ومبتكرة، وعلماء ونخب من أبناء الإمارات في مختلف التخصصات، لافتة إلى أن التطور التي ستشهده المدارس المنتسبة لليونسكو، سيعم على جميع المدارس، كونه سيساعد في تعميم فلسفة وقيمة جودة التعليم، وتميز مخرجاته، والارتقاء بجميع الممارسات التربوية.

وحرصت «البيان» على استعراض طموحات وأهداف تلك المدارس، فأكدت الكوس أن الوزارة قامت بعمل دراسة ميدانية لتقييم حال المدارس المنتسبة لليونسكو حالياً البالغ عددهم 200 مدرسة وما تقوم به من أنشطة وفعاليات مع إبراز الحاجة الملحة لأعمال التطوير التي ستقوم بها الوزارة، إلى جانب التوسع في عدد المدارس، بما يحقق الاستثمار الأمثل للمفاهيم الجديدة للنظم التعليمية والقائمة على (الابتكار ومهارات القرن 21 والاستدامة).

وقالت الكوس، إن تلك المدارس اشتغلت في أغلبية المجالات المطروحة في خطة المدارس المنتسبة لليونسكو واتكأت على 4 محاور وهي: (محور البيئة - الثقافة والتراث – حقوق الإنسان – التنمية المستدامة)، وتناولت أغلب المدارس أكثر من محور، ومن المعدات والوسائل التعليمية التي استخدمتها للعمل هي السبورة البيضاء – البرامج التعليمية المطورة – الأفلام الوثائقية – والمطويات والوسائل التعليمية المختلفة – والتوزيعات من تصميم وإعداد الطالبات ومعلمي ومعلمات المدارس.

وتميزت مدارس اليونسكو بتنفيذ رحلات هادفة منها علمية ميدانية لبعض الأودية بالإمارة محور التنمية على التنمية المستدامة، وأخرى إلى مراكز تأهيل المعاقين، وللمراكز الصحية، حيث تواكب تلك المدارس الأيام العالمية وتفعل يوم الصحة العالمي والغذاء العالمي، فضلاً عن تنفيذها زيارات تعريفية لجمعية الإمارات للحياة الفطرية.

وتحرص المدارس المنتسبة لليونسكو بالمشاركة بالقوافل الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمشاركة بقوافل التوعية الصحية بمرض سرطان الثدي، القافلة الوردية.

تحقيق النتائج

وأشارت إلى أبرز النتائج التي استطاعت المدارس المنتسبة لليونسكو تحقيقها من خلال تفاعلها في هذه المشاريع والفعاليات، حيث نجحت تلك المدارس بتوعية وتعريف مفهوم الثقافات العالمية في نفوس الطلبة والهيئة الإدارية والتعليمية والمجتمع المحلي، وغرس قيم تربوية جديدة وتنميتها في نفوس الطلبة والمجتمع المحلي، وحسن استغلال الموارد الطبيعية والمحافظة عليها، وتعزيز الصحة، وتنمية حس المسؤولية والانتماء للوطن والأرض، وزيادة فاعلية وجدية رغبة المدارس الانضمام للمشاركة لمنظمة المدارس المنتسبة لليونسكو، وتعزيز التعاون بين المدارس والجهات المجتمعية في الدولة.

بالإضافة إلى ارتفاع الحس الوطني بالتلاحم والتعاضد الثقافي، ومشاركة أكبر عدد من أفراد المجتمع المحلي لفعاليات هذه المدارس، وتغيير ملاحظ في سلوك الطلبة من حيث المحافظة على النظافة العامة للمدرسة، واستهلاك الكهرباء والماء، وتعرف الطلبة على أماكن وجهات عديدة وجديدة بالنسبة لهم من خلال الزيارات والرحلات الميدانية.

مشروعات مميزة

وقالت إن أكثر ما يميز المدارس المنتسبة لليونسكو هو المشروعات التى تنفذها سواء المشروعات الفردية والجماعية، حيث نفذت مدارس مشروع المياه الريادي ، ومشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام، ومشروع البيئة ويوم التشجير العالمي وتدوير النفايات، وعملت على إطلاق مسابقات تتماشي مع تلك المشاريع منها (البيئية والجري السنوى والقصة القصيرة وقطار المعرفة)، ونفذت إدارتها المدرسية مسابقات وجوائز تحفيزية تربوية وأخرى إدارية.

كما ووضعت أنشطة مختلفة مشاركة مع المدارس المماثلة لها من خلال تفعيل الأيام الدولية وتبادل زيارات ولقاءات هادفة مع مشاركة المجتمع المحلي وأولياء الأمور مثل احتفالات اليوم الوطني – فعاليات مشروع الوعي البيئي وإدارة الكوارث وخدمة المجتمع من خلال التطوع – المكتبة الرحالة- التعليم للجميع النادي البيئي – الأمن والسلامة).

تحديات التطوير

وأفادت الكوس، أن أكثر التحديات التي تواجه تلك الفئة من المدارس تتلخص في عدم تطوير وتغيير وضع اللجنة الوطنية المسؤولة عن تلك المدارس، وضغط العمل خلال العام الدراسي بسبب تقسيمه لثلاثة فصول دراسية، والإجازات الرسمية والطارئة التي تخللت العام الدراسي، وضغط مهام العمل المكلف بها منسق اليونسكو، والإمكانات المادية والمعنوية، وقلة الجهات المتعاونة مع المدارس المنتسبة لليونسكو، وضغط الميدان التربوي بفعاليات عديدة مثل الجوائز التربوية – المسابقات الثقافية والعلمية، وتشابه أغلبية الأنشطة التي تقدمها هذه المدارس مع المدارس الغير منتسبة، وتصادف بعض الفعاليات أيام الاختبارات والامتحانات الرسمية.

أهداف مستقبلية

قالت الكوس، إنه من خلال الدراسة الميدانية التى أجرتها الوزارة حددت المدارس المنتسبة لليونسكو الأهداف الرئيسية التي تسعى إلى تحقيقها خلال العام الدراسي الحالي، وإنشاء نوادٍ داخل المدارس ذات الاهتمامات بمحاور خطة أنشطة المدارس المنتسبة لليونسكو، واعتماد موقع خاص للمدارس المنتسبة لليونسكو، والاهتمام بالتوأمة بشكل أكبر مع دول أخرى وليس محلياً فقط، وإقامة الملتقيات وورش العمل والاجتماعات، وتفعيل المجالات المختلفة بشكل فعال أكثر مثل: مشروع الربوت – المدرسة الافتراضية – المدارس المستدامة للمحافظة على البيئة- الطاقة الشمسية – وبناء الآبار- الري بالتنقيط والرش، وإصدار كتيبات مختلفة حسب الأنشطة المفعلة في محور البيئة والثقافة والتراث وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى بروز كوادر تربوية من المعلمين والمعلمات أصحاب مواهب وكفاءة عالية، وربط شراكات مع مؤسسات وجهات جديدة لدعم فعاليات المدارس سواء مادياً أو معنوياً، فضلاً عن إنشاء نموذج الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم – اليونسكو، والمشاركة في التربية الفنية وعقد دورات تعريفية عن اليونسكو داخل المدارس.

Email