يوم مفتوح يحتشد بالطلبة المواطنين والمقيمين الباحثين عن النوعية

جامعة الإمارات للطيران تحلّق إلى مستقبل آمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظي اليوم المفتوح الذي أقامته جامعة الإمارات للطيران في مقرها في دبي، بإقبال فاق التوقعات من طلبة الثانوية وخريجي المعاهد والجامعات الطامحين للظفر بتخصصات أوفر حظاً في هذا المجال الحيوي كما أجمع كثيرون، مؤكدين أن المجال المهني الأفضل مستقبلاً يميل لصالح كفة الطيران وفضائه المتسع للتخصصات والمسميات الوظيفية المرموقة، باعتبار أن هذا المضمار يشهد نمواً متسارعاً على مستوى العالم، ولاسيما في الشرق الأوسط، وهو ما يبرر حالة الإقبال المتزايد للاطلاع على التخصصات التي توفرها الجامعة لقاصدي الطيران عموماً.

هندسة طيران

محمد مصطفى، طالب مصري في السنة الأخيرة من الثانوية الأميركية، حضر برفقة والده إلى مبنى الجامعة باحثاً عن تفاصيل أوفى تمكنه من الإلمام بحيثيات التخصص الذي يطمح إلى أن يظفر به لحياته المستقبلية، وهو هندسة الطيران، مؤكداً أنه اقتنع بهذا الحقل المهني بعد توجيه ونصح من والده، بحكم أنه يعمل مهندساً مدنياً في إحدى الشركات الخاصة، وله نظرة أكثر واقعية عن المجال المهني الأنسب.

وقال مصطفى إنه جاء إلى الجامعة ليلتقي بالأساتذة والمرشدين، ويتعرف إلى كافة التفاصيل المتعلقة بدراسة تخصص هندسة الطيران، ومنها الأقساط الدراسية، والمتطلبات الدراسية، والمعدل المطلوب، والأجواء الدراسية، وسواها من الأمور ذات الصلة.

مضيفة طيران

أما لانت شاهين، وهي فتاة أسترالية من أصل لبناني، وتعمل مضيفة في «طيران الإمارات»، فقالت إنها تقيم في دبي منذ فترة قريبة، وقد أكملت دراسة البكالوريوس في سيدني، وجاءت إلى دبي لتتعرف على بعض التفاصيل المتعلقة بدراسة الماجستير في إحدى تخصصات الطيران، بعد أن عرفت عن اليوم المفتوح عن طريق الموقع الإلكتروني للجامعة، مشيرة إلى أنها فخورة بالعمل في طيران الإمارات، وأن هذه الشركة لها سمعة عالمية استثنائية، فهناك في أستراليا الجميع يعتبر «طيران الإمارات» الأفضل عالمياً.

حمدان سالم السالمي، لديه رخصة طيران من بريطانيا، ويحمل بكالوريوس تجارة تطبيقية، ويعمل طياراً في القوات المسلحة، حضر من أبوظبي إلى دبي بحثاً عن تفاصيل أوفى عن تخصص الماجستير في إدارة الطيران، بدافع الطموح والرغبة في تطوير مهاراته وإمكانياته الذاتية، نظراً إلى حجم العمل الحالي والمستقبلي في القوات المسلحة، والإمكانيات المهنية المنتظرة التي تؤهله للظفر بواقع أفضل.

إنجاز شخصي

ووجه السالمي رسالة إلى جميع الشباب العاملين، لاسيما المواطنين، مناشداً إياهم بألا يكتفوا بالوظيفة، وأن يسعى الجميع إلى إنجازات أخرى وشهادات تضيف إلى الإنجاز الشخصي؛ دون النظر إلى المردود المادي أو المقابل الوظيفي، لأن المراد هنا التطوير الذاتي والثقة، للمواصلة على سبيل النجاح في الدرب المهني المنشود.

واعتبر خالد محمد العويناتي طالب سنة أخيرة في مدرسة راشد للبنين في دبي، أن التخصصات النوعية التي توفرها جامعة الإمارات للطيران والتي لا تتوفر على الأرجح على مستوى العالم العربي، تمهد السبيل أمام المواطنين والمقيمين على حد سواء لانتقاء الأفضل لمستقبلهم، لا سيما في تخصصات عصرية ودقيقة تمس جوهر المجال الجوي والطيران عموماً، وهو مضمار يستهوي كثيراً من الشباب الذين يرغبون للانخراط فيه، بحكم ما يتمتع به من سمعة طيبة مادياً واجتماعياً، ومكانة مرموقة ترضي فضول الكثيرين.

دراسة ووظيفة

وينوي العويناتي الالتحاق بتخصص إدارة طيران، بدافع الظفر بميزة توفرها طيران الإمارات وجامعة الإمارات للطيران على حد سواء، وهي الدراسة المجانية للمواطنين، والوظيفة المؤمنة بعد التخرج في المجموعة، وهو ما يروق لكثير من الشباب المواطنين، الذين يتحمسون للالتحاق ببرامج دراسية ووظائف مستقبلية في طيران الإمارات.

والد العويناتي يعمل في مجموعة طيران الإمارات بوظيفة مدير العقارات التجارية، وهو أحد المحفزين لخالد في طرق أبواب طيران الإمارات والتعرف على البرامج المتوفرة، لاقتحام هذا المجال الذي يستقطب سنوياً مئات الشباب المواطنين من خريجي الثانوية، ويجد إقبالاً كبيراً ومتنامياً للظفر بمقعد دراسي مجاني ووظيفة مؤمّنة مستقبلاً.

ودعا خالد العويناتي زملاءه الطلبة المواطنين من الجنسين، إلى إلقاء نظرة على مجال الطيران الشاسع، والتخصصات التي توفرها الجامعة في هذا السياق، وتلك النظرة كما يقول، كفيلة بأن تجذب أعداداً أكبر منهم للالتحاق بواحد من التخصصات التي توفرها الجامعة، والتي تظل أساساً صلباً لمستقبل مهني أفضل، بحكم أنها تخصصات اليوم وغداً، لأن مجال الطيران أوسع وأكثر تطوراً وتشعباً، ويحتاج كل يوم إلى كفاءات وطاقات واعدة، خصوصاً من أبناء الدولة المواطنين. مسيرة نجاح

 

تعد جامعة الإمارات للطيران في دبي، واحدة من جامعات قليلة على مستوى العالم، تؤهل المنتسبين إليها في برامج دراسية معتمدة وعالمية، وقد بدأت الجامعة مشوارها الأكاديمي عام 1991 بمسمى كلية للتدريب تحت مظلة هيئة الطيران المدني في دبي، بعدد طلبة لا يتجاوز الـ 200، وظل الهدف منها خدمة «طيران الإمارات» في برامج فنية، وعام 2004 دخلت «الكلية» مرحلة جديدة باعتماد برامجها وحصولها على الترخيص رسمياً من وزارة التعليم العالي، وفي العام 2010 تطورت الفكرة بحصولها على مسمى جامعة، وهذا العام ستحظى الجامعة بجرعة ثقة إضافية لبلوغ مرتبة متقدمة عالمياً، بعد اكتمال مبناها في مدينة دبي الأكاديمية، وتوفيرها للطلبة القادمين من مختلف دول المنطقة، جملة من التخصصات النوعية.

تخصصات الطيران حصرية ورسوم الدراسة عادية

تتبنى جامعة الإمارات للطيران في دبي فكرة «اليوم المفتوح»، لتقريب طلبة الثانوية وسواهم من الباحثين عن فرص مهنية أفضل، من التخصصات النوعية الكثيرة التي تطرحها الجامعة في المجالات المختلفة؛ «ماجستير وبكالوريوس ودبلوم وبرامج تدريبية أخرى».

وتوفر الجامعة في خانة الماجستير تخصصات عدة، أبرزها: إدارة طيران، والإدارة اللوجستية، وإدارة تقنية المعلومات، والإدارة العامة، وسلامة الطيران، وأمن الطيران. وفي البكالوريوس: إدارة طيران، وهندسة طيران، وهندسة برمجيات، والرياضيات والإحصاء.

وفي مجال الدبلوم، يمكن للراغبين اختيار تخصصات أخرى، منها: صيانة الطائرات، وهندسة الطائرات، وإدارة الأعمال، وإدارة السياحة. كما يمكن الالتحاق ببرامج تدريبية متخصصة، مثل: الطيران، والترحيل الجوي، والمراقبة الجوية، ناهيك عما توفره الجامعة من برامج أكاديمية ومهنية، تتم بالتعاون مع «طيران الإمارات»، وتستهدف الطلبة والموظفين العاملين في طيران الإمارات على وجه الخصوص.

أما رسوم الدراسة في جامعة الإمارات للطيران، فتبدو متوسطة ومتقبلة لدى شريحة واسعة من أولياء الأمور الراغبين في دراسة أبنائهم في تخصصات الطيران المختلفة، وهي كالتالي: من 60 إلى 70 ألف درهم سنوياً لطلبة البكالوريوس والدبلوم. ومن 89 ألفاً إلى 103 آلاف درهم للماجستير كاملاً في دراسة تمتد عاماً ونصف العام.

وأكدت إدارة جامعة الإمارات للطيران أن جميع التخصصات مفتوحة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وهذه التخصصات هي الوحيدة على مستوى الإمارات والمنطقة العربية، باعتبارها الجامعة الأكبر والوحيدة على مستوى الشرق الأوسط التي تقدم خدمات تعليمية متخصصة وفريدة في مجالات الطيران والإدارة والسياحة وتقنية المعلومات.

وأشارت إدارة الجامعة إلى أن كافة التخصصات المتوفرة تتطلب من المتقدمين حصولهم على معدل 80 ٪ فما فوق في الثانوية العامة أو ما يعادلها. 400 مواطن تخرجوا وتوظفوا ضمن برنامج منح الطيران

كشف البروفيسور أحمد آل علي مدير جامعة الإمارات للطيران، أن «كلية الإمارات للطيران» أصبحت جامعة بعد حصولها على الاعتماد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتصبح الفريدة في العالم العربي، ومن الأوائل على مستوى العالم، بالنظر إلى نوعية التخصصات التي توفرها.

وأكد أنه وبناءً على توجيهات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، فإن تغيير الاسم شكلياً ورسمياً سيكون قريباً عند الانتقال إلى مبنى الجامعة الجديد في سبتمبر المقبل في مدينة دبي الأكاديمية، مشيراً إلى أن المبنى كبير ومجهز بأحدث الوسائل لاستقبال مزيد من الطلبة، ويضم نحو 90 قاعة تدريس، و12 ورشة عمل متخصصة، ومختبرات حاسوب وإلكترونكس.

استقطاب المواطنين

وأضاف لـ «البيان» إن المبنى يتسع لنحو 5 آلاف طالب وطالبة، وهو العدد المتوقع أن تضمّه الجامعة في غضون خمسة أعوام مقبلة، مع العلم أن عدد الطلبة يبلغ حالياً نحو ألفي طالب وطالبة مسجلين في مختلف البرامج، أكثر من 20% منهم، طلبة مواطنين ملتحقين بتخصصات وبرامج دراسية مختلفة، وهو رقم جيد من حيث نسبة إقبال المواطنين على هذا الحقل المهني المهم للحاضر والمستقبل.

وكشف الدكتور آل علي أن الجامعة تُعنى باستقطاب وتأهيل الطلبة المواطنين خريجي الثانوية ضمن منح دراسية في تخصصات إدارة الطيران وهندسة الطيران وهندسة البرمجيات، في بكالوريوس مدته 4 سنوات، ثم يلتحق الخريجون بالعمل في طيران الإمارات، مشيراً إلى أن الجامعة تمكنت حتى الآن من تخريج 400 طالب وطالبة في هذا البرنامج فقط، وفي كل عام لديها من 150 إلى 200 طالب مواطن جديد.

90 % يظفرون بوظيفة

وأكد رئيس الجامعة أن بقية التخصصات مفتوحة لجميع الجنسيات، و90% تقريباً من خريجي هندسة الطيران يعملون بعد التخرج في المجموعة، مع التأكيد على وجود نقص على مستوى الخليج والعالم العربي في تخصصات الطيران المختلفة، وطلب متزايد من مختلف شركات الطيران، وأن الجامعة تحظى بإقبال كبير من الطلبة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، وبعض الدول الأفريقية، علاوة على المقيمين في الدولة والمواطنين أيضاً، الراغبين في الظفر بأحد التخصصات الفريدة، لاسيما إدارة وهندسة الطيران، والسياحة.

وقال إن جامعة الإمارات للطيران، تعد الوحيدة إقليمياً، ومن الجامعات القلائل على مستوى العالم التي تقدم برامج دراسية بهذا التنوع الثري، مؤكداً أن الكادر الأكاديمي في مختلف البرامج المتوفرة، يتمتع بخبرات واسعة، وينتمي إلى جنسيات عدة، من بريطانيا وأميركا وكندا وأستراليا والبرتغال، إضافة إلى الأساتذة العرب خريجي جامعات أجنبية مرموقة، ولغة التدريس في الجامعة هي الإنجليزية.

واختتم الدكتور أحمد آل علي، أن الجامعة حريصة على التواصل مع أولياء الأمور والطلاب والطالبات الراغبين في الالتحاق بالبرامج المتوفرة في هذا الإطار، من أجل وضع الجميع في صورة الواقع الأكاديمي والمستقبل المهني.

موضحاً أن الجامعة تستشعر زيادة الطلب مؤخراً على التخصصات التي تندرج في مضمار الطيران، بحكم أن التخصصات المتوفرة عصرية ومتجددة، وأولياء أمور كثر يرغبون حجز مكان لأبنائهم في فضاء الطيران.

50 طياراً

 

توقع الدكتور أحمد آل علي أن تشهد السنوات القليلة المقبلة، زيادة في رغبات الكثيرين الباحثين عن تخصصات الطيران النوعية، بحكم النمو العالمي المتسارع في هذا القطاع. ولفت آل علي إلى أن جامعة الإمارات للطيران لديها برنامج للطيارين مفتوح لغير المواطنين، بدأ منذ عامين، وشهد حتى الآن تأهيل 50 طياراً، وهو يتم بالشراكة مع أكاديمية متخصصة في البرتغال، تمنح الطلبة الملتحقين بالبرنامج «ليسن» طيران بحكم تدريبهم هناك، وتحديداً بعد سنة من الانتظام في جامعة الإمارات للطيران.

Email