فقد سنوات طويلة من التعليم لإعاقته الذهنية

محمد راشد إلى حياة جديدة بدعم مراكز التأهيل

محمد راشد عبيد يتحدى إصابته بإرادة قوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أسباب الإعاقة الذهنية صعوبة تلقي المعلومات ومعالجتها، وبناء معارف ومعلومات شخصية، وعدم قدرة التكيف مع البيئة المحيطة بالمعاق، وإدارة شؤون حياته اليومية، وهناك عدد كبير من أسباب الإعاقة الذهنية مثل العوامل الوراثية، والإصابات الجينية، والأمراض أو الإصابات أثناء الحمل أو الولادة، وحالة محمد راشد عبيد هي من هذه الحالات التي توصف بالإعاقة الذهنية..

والتي أصيب بها اثر الولادة المبكرة، إعاقة سببها نقص في النمو، إذ ولد بعمر الستة شهور، ومع مرور الأيام والشهور والسنين استطاع ان يتجاوز هذه الإعاقة، بإرادته القوية وتصميمه على ان يؤهل نفسه، وان يعيش حياته كبقية الآخرين، دون ان تؤثر عليه هذه الإعاقة، ولمحمد راشد عبيد قصة يرويها لنا بنفسه، من مقر عمله في مصرف عجمان.

نقص النمو

ولدت في إمارة أم القيوين في تاريخ 14 اكتوبر 1991، ولكن واجهت الوالدة صعوبة أثناء الحمل، إذ ولدت بعمر الستة شهور، وتسبب ذلك في نمو غير مكتمل، ومن ثم واجهت مشاكل تمثلت في الاعاقة الذهنية والبصرية، جاءت بسبب عدة عمليات جراحية أجريت لي في شبكية العين التي أتلفت كليا فيما بعد..

وأصبحت لا أرى إلا بعين واحدة، وبسبب هذه الإعاقة لم اتمكن من التعليم الحكومي او الخاص، وتحملت الآلام النفسية بسبب هذا الوضع، إلى ان تمكنت من تأهيل نفسي عبر مركز دبي للمعاقين، ومركز عجمان لتأهيل المعاقين، لأكثر من عشر سنوات استطعت خلالها ان اكتسب اولويات التعليم، والتدرب على الحاسب الآلي..

وان اكتشف مهارات جديدة من خلال دورات قصيرة، ولكنها كانت مفيدة لي، ومن خلال هذه الدورات التدريبية والفنية، فعلاً استطعت تجاوز الإعاقة، والاختلاط بالمجتمع، إلى أن جاءت لجنة من مصرف عجمان لمركز عجمان لتأهيل المعاقين، لاكتشاف القادرين على العمل بالوظيفة، واكتشفوا ان لدي قدرات فنية وكبيرة في التعامل مع الحاسب الآلي، وفعلاً تم توظيفي في المصرف بوظيفة مدخل بيانات، وحاليا أشعر أنني حققت جزءا من طموحي في الوظيفة، وأيضا الاقتراب من الآخرين والتعامل معهم.

الهوايات المفضلة

وحول هواياته وكيف يقضي أوقاته، يقول محمد راشد: اكثر الهوايات أحبها استعراض اليوله، وكان طموحي ان أشارك في مسابقات فزاع لليوله، لكن بسبب عدم القدرة على الحركة السريعة تلاشت هذه الهواية، فعوضتها بالذهاب الى الصحراء والقنص بالصقور..

كذلك لدي قدرة على فن الإلقاء، فمركز عجمان لتأهيل المعاقين كان يستعين بي في تقديم فقرات الحفل وإلقاء القصائد، لكني لا اكتب القصيدة، وإنما أتأثر بها، وربما يعود ذلك لكون والدتي شاعرة وقد شاركت في أمسيات شعرية كثيرة، كذلك أقضي بعض الوقت في العزف على آلة موسيقية أجد فيها مناخا ترفيهيا بالمشاركة مع بعض الأصدقاء..

ولذلك أنصح زملائي من المصابين بالإعاقة الذهنية، او بسبب إعاقات عدم الحركة، ألا يستسلموا لهذه الإعاقات، وألا يتأثروا منها نفسيا، فإذا وجدت الإرادة القوية للمعاق، سوف يجد الحياة جميلة والناس الطيبين، التحدي يجب أن يكون سمة المعاق ولا للاستسلام، وأنا استطعت تجاوز هذه الاعاقة بالتعاون مع أسرتي التي ساعدتني كثيرا في تقبل الأمر والتعامل مع الإعاقة بشكل طبيعي، ولكن ومع اختلاطي بالزملاء من الموظفين في المصرف، استطعت ان أجد حياة أخرى أجمل وألطف.

Email