والد غريق بحر كلباء يسرد لـ «البيان» تفاصيل الحادث المؤلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

سرد والد الغريق الذي تم العثور على جثته صباح أمس الاثنين في بحر كلباء تفاصيل عن يوم حادث الغرق المؤلم.

وقال خلفان علي معمر الشامسي لـ «البيان»: «إن ابنه حمدان (17 عاماً) تخرج في الثانوية العامة لهذا العام بنسبة 87%، واعتاد القيام بتمارين رياضية من مشي وجري للحفاظ على لياقته البدنية العالية، حتى يوم الواقعة حيث توجه مع ابن عمه لممارسة رياضة السباحة في بحر كلباء نحو الساعة الخامسة والنصف مساء، وكانت الأمواج غير مستقرة حينها رغم أن الجو كان جيداً».

وأضاف «ما إن نزل ابني المرحوم وابن عمه حتى بدأت المياه والأمواج تزداد وما هي إلا دقائق حتى سحبت الأمواج ابني واختفى عن الأنظار، في حين نجا ابن عمه بعد أن استطاع الخروج، وهنا بدأت النداءات والاستغاثة لإنقاذ ابني حيث تم إبلاغ الجهات الأمنية المعنية بالحادث، وشاركنا في مهام البحث متطوعون من أهالي مدينة كلباء كانوا مثالاً يفتخر به، عبروا عن معان عالية في المسؤولية والتكاتف والتعاون، وهبوا لتقديم المساعدة في عملية البحث إلى جانب جهود الجهات المختصة بالمنطقة، فلهم الشكر والتقدير على ما قاموا به من جهد».

وتابع: «إن ابني، رحمه الله، كان شديد الحماس لنجاحه وتفوقه وحصوله على نسبة 87%‎ في الثانوية العامة مسار عام في مدرسة سيف اليعربي للتعليم الثانوي بنين، وكان طموحه أن يكون مرشحاً في كلية الشرطة ليكون نموذجاً مشرفاً لشباب الوطن الذين يساهمون في رفعة وطنهم الإمارات».

وأشار إلى أن حلول الليل صعب من مهمة البحث عن ابنه حمدان بعد أن ساد المكان عتمة الظلام الدامس، إلا أننا لم نستسلم، وواصلنا مع جهود الجميع عمليات البحث عن ابني المفقود في مياه البحر، إلا أن الظلام حال دون استطاعة الموجودين العثور على ابني.

مشاعر قلق

وأضاف الأب أن مرور الساعة تلو الأخرى جعلتهم يعيشون مشاعر الألم والخوف والقلق بفقدان ابنه حمدان، وذلك بعد أن تقلصت فيها فرصة نجاته من الغرق بوجوده لساعات طويلة وسط مياه البحر، دون أية بارقة أمل تبشر أنه مازال على قيد الحياة، ساعات من الانتظار والترقب بحثنا طويلاً حتى طلوع نور فجر اليوم التالي، وكان دعائي المتواصل بأن يعود ابني حمدان سالماً.

جثته بين الصخور

وقال الأب: «لم أتوقف عن البحث هنا وهناك عن ابني حمدان حتى أخذتني قدماي باتجاه الصخور عند الكاسر في تمام الساعة 5:35 صباح يوم الاثنين حيث عثرت على جثة ابني بين الصخور، حاولت الجري باتجاهه مندفعاً، حتى انزلقت وأصبت في قدمي إلا أني واصلت المسير حتى وصلت إليه، فتم انتشال الجثة ونقلها إلى المستشفى لاتخاذ الإجراء اللازم، وعند تمام الساعة 11 صباحاً تم أداء صلاة الجنازة على ابني الفقيد في مسجد الهدى، وتم تشييع جثمانه إلى مقبرة الطريف بمدينة كلباء وسط إجراءات احترازية ووقائية ضمت الأهل والأقارب».

شرطة الشارقة

وكانت القيادة العامة لشرطة الشارقة أعلنت أمس أن عملية البحث التي أطلقتها إدارة شرطة المنطقة الشرقية أسفرت عن العثور على جثة الغريق المواطن (17 عاماً) في بحر كلباء، بمشاركة فرق البحث المختصة بشرطة الشارقة، وطيران المركز الوطني للبحث والإنقاذ، وحرس الحدود والسواحل بالمنطقة الشرقية.

وقال العقيد علي الكي الحمودي مدير إدارة شرطة المنطقة الشرقية، إن الفرق المشاركة في عمليات البحث تمكنت من العثور على جثة الغريق بعد عمليات بحث ميداني استمرت أكثر من (10) ساعات متواصلة، بعد ورد بلاغ الى مركز شرطة كلباء الشامل في الساعة 6:20 مساء اول أمس الأحد 19 يوليو، يفيد بتعرض أحد الاشخاص للغرق في بحر كلباء، أثناء ممارسته رياضة السباحة، وعلى الفور تم إطلاق عملية البحث عنه بمشاركة الفرق المختصة، وعليه تم نقل جثمان المفقود الى مستشفى كلباء لإتمام الاجراءات اللازمة.

وعليه تقدمت القيادة العامة لشرطة الشارقة بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، كما تهيب شرطة الشارقة مجدداً بأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين بضرورة الالتزام بالتوجيهات والإرشادات التي ظلت تنبه لها باستمرار، والمتعلقة بالحفاظ على أمنهم وسلامته، إلى جانب اتباع اللوحات الارشادية على طول الشاطئ بلغات مختلفة لتحدد المناطق الآمنة للسباحة دون غيرها من المناطق الخطرة، لتوفير أعلى معدلات السلامة لرواد البحر.

 

Email