جامعة دبي تستعرض سيناريوهات العالم ما بعد «كوفيد19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

 أصدر مركز الدراسات المستقبلية الجديد في جامعة دبي، والذي يشارك فيه أعضاء بارزون من مستشرفي المستقبل على مستوى العالم تقريره الأول بعنوان «العالم ما بعد كوفيد 19: سيناريوهات محتملة وتحولات في النماذج».

 أعد التقرير كل من د. سعيد خلفان الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية، وديريك وودجيت عضو مجلس إدارة المركز، ود. فواز أبو سته مدير البرامج في المركز.

وأكد الدكتور عيسى محمد البستكي رئيس جامعة دبي في تقديمه للتقرير: إن (كوفيد 19) حول السلوك المجتمعي إلى مستوى مختلف من الممارسة الطبيعية لحياة الناس اليومية، وهذا يعني أنه لا يمكن التنبؤ بالمستقبل بسبب تأثير الجائحة بينما يتنبأ علم البيانات بالمستقبل استنادًا إلى بيانات شبه عشوائية منظمة تنظيمًا جيدًا يمكن استقراؤها للتنبؤ بسلوكيات معينة لهذه البيانات.

وتناول د. سعيد خلفان الظاهري مدير المركز «كيف للحكومات أن تستشرف وتشكل مستقبلها ما بعد كوفيد19»، مؤكداً أن أحد الدروس المهمة التي تعلمها العالم من (كوفيد 19) هو توقع ما هو غير متوقع وعدم تجاهل الأحداث غير المألوفة وتوقع الاضطرابات عن طريق استشراف المستقبل والتخطيط بالسيناريوهات وأن العديد من علماء الأوبئة توقعوا احتمال حدوث وباء بهذا الحجم الكارثي وخلص الجميع إلى أن العالم غير مستعد للتعامل مع هذا الوباء فيما لو حدث، وقد حذروا صناع القرار وقادة الحكومات في العالم للاستعداد واتخاذ الإجراءات المناسبة.

وأشار إلى أن (كوفيد 19) سيغير قواعد اللعبة وأن الاستشراف كعلم لتشكيل المستقبل والاستعداد له من الآن ليس خياراً بل ضرورة في هذا العالم الديناميكي غير المؤكد لذلك تحتاج الحكومات وقادة الأعمال إلى تبني التفكير المستقبلي.

ولفت إلى أن الإمارات احتلت المرتبة الثالثة في أكثر الاقتصادات قوة لما بعد (كوفيد 19) لعام 2020 وفقاً لمؤشر يورومونيتور العالمي للقوة الذي صدر في أبريل 2020. ويعزو التقرير هذا الترتيب العالي بسبب القطاعات الجديدة التي استثمرت فيها الدولة، فضلاً عن التدابير السريعة والمبتكرة المتخذة لاحتواء الجائحة.

استعداد

ونوه بأن نهج التفكير المستقبلي واستشراف المستقبل ساعدا إلى حد كبير حكومة الإمارات على الاستعداد، وأن تكون قادرة على الصمود في وجه هذه الصدمات، وأن الإمارات تُعد دولة نموذجية في استشراف المستقبل. وقد أطلقت الحكومة استراتيجية الإمارات للمستقبل في عام 2016 بهدف اغتنام الفرص وتوقع التحديات ووضع تدابير استباقية طويلة الأجل لضمان استعداد جميع القطاعات للمستقبل .

وفي عام 2019 احتفلت الحكومة بتخريج 120 موظفاً حكومياً أكملوا بنجاح برنامج التدريب على استشراف المستقبل في جامعة أكسفورد، هذا النهج إلى جانب مبادرة إعلان الحكومة عام 2020 عاماً للاستعداد للخمسين سنة المقبلة يتطلب من دولة الإمارات الشروع في مبادرات استشراف المستقبل والمجالات ذات الأولوية المحددة في استراتيجية المستقبل.

وتناول د. فواز أبو سته السيناريوهات المحتملة للعالم ما بعد كوفيد19: «خط الأساس، التوازن، التحول والانهيار».

السيناريو الأول «خط الأساس» أن يخضع الفيروس للسيطرة جزئياً، وأن يواجه العالم الركود الاقتصادي المعتدل الذي يؤدي إلى التعافي السريع، والانفتاح التدريجي للشركات، ومناطق السفر، وأشكال جديدة من التعليم وبعض الابتكار في قطاع الصحة والقطاعات الأخرى، والثاني «التوازن» من خلال الانكماش الاقتصادي لفتح الأعمال مما يؤدي إلى تخفيف إجراءات منع التجمعات والمجالات الاجتماعية.

وحدوث موجة ثانية من العدوى، تواجه بإجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي وتطوير تقنيات جديدة، أما «التحول» فإن تطوير لقاح من خلال التعاون العالمي، والانتعاش السريع في السوق، ورؤية المجتمع والأعمال الصديقة للبيئة، وأشكال جديدة من التحالفات، وتحقيق قفزة في العلم والابتكار من شأنها أن تؤدي إلى مراقبة واستعداد أفضل للعدوى والكشف السريع عن الأمراض.

والسيناريو الرابع «الانهيار» وأن يتحول الفيروس ويصبح أكثر فتكًا وخطورة على البشرية، وتلقي الدول والحكومات باللوم على بعضها البعض، وتقاتل الدول من أجل وجودها واستمراريتها، ويحدث ركود اقتصادي عالمي وطويل، وتسود القومية والشعبوية وتتحطم الرأسمالية.

وفي استطلاع حديث أجراه المركز خلال ندوة عبر الإنترنت في مايو الماضي صوت 54٪ من المشاركين الـ 75 لصالح سيناريو «التحول» الأمر الذي يشير إلى التفاؤل عند الناس، في حين صوت 2٪ لصالح سيناريو «الانهيار».

Email