ظاهرة انتشرت عبر «السوشيال ميديا»

حبس النفس أو الخنق تحدٍ يقود المراهقين للموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

حبس النفس أو الخنق لعبة تحدٍ طوعية بدأ الأطفال يمارسونها ضاربين عرض الحائط بنتائجها التي تبدأ بالإغماء مروراً بآثار بدنية وعقلية وصولاً إلى الموت نتيجة الضغط على العنق، هذه واحدة من تقليعات «السوشيال ميديا» وأدواتها «حبل أو غترة» يتابعها أبناؤنا دون رقيب أسري، ونفطن للنتيجة عندما نقع في المحظور بفقد إحدى فلذات أكبادنا..

راشد دخل هذا التحدي دون معرفة بنتائجه لولا العناية الإلهية لكان الآن ميتاً، ولكن حب الحياة وفي اللحظة الأخيرة جعله يتخلص من أنشوطة الموت التي التفت حول عنقه لتتفاجأ والدته عند عودته من المدرسة بحالة يرثى لها.

فلم تمر أيام على ظهور التحدي لتتفاجأ «أم فهد» بعودة ابنها راشد من المدرسة وهو في حالة صحية سيئة نتيجة تطبيق التجربة عليه من أحد أصدقائه خلال اليوم الدراسي، وتكشف الأمر إلى ظهور كدمات ونزيف في منطقة الرقبة، بالإضافة إلى تأثر الأحبال الصوتية وتغير نبرة الصوت.

وقالت أم «فهد»: الغريب حجم التفاعل من المراهقين والأطفال مع التحديات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي ظهرت أحدثها عبر تحدي قطع النفس أو الخنق عبر أية وسيلة سواء كانت الغترة أو الحزام والحبل، وهذا ما حدث مع ابني «راشد» خلال اليوم الدراسي.

حيث قام أحد أصدقائه بخنقه بواسطة حبل السروال بشدة بهدف اللعب وأداء التحدي، إلا أن العناية الإلهية أنقذته من الموت بعدما تخلص من هذا التحدي بصعوبة، وبمواجهة صديق ابنها رد عليها بأنهم يلعبون وأنه لا يقصد خنقه.

وأشارت إلى أن انتشار تلك التحديات وأداءها بشكل عفوي من الممكن أن يقود إلى فقدان أطفالنا، وأدعو أولياء الأمور إلى متابعة سلوك أطفالهم وإرشادهم بعدم التعامل مع تلك البرامج التي من الممكن أن تقودهم إلى الموت.

ظاهرة

وأكدت ولية أمر سميرة سليمان، أن تطور التحديات الغريبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مستمرة وتحولها إلى ظاهرة عالمية تشكل خطراً على المجتمع، وتحتاج من المجتمع تكاتف وتكثيف الجهود، لمواجهة تلك البرامج المصممة لاستهداف عقول الأطفال والمراهقين بشكل واضح.

ولذلك يجب على أولياء الأمور التنبه لتلك البرامج ومراقبة أبنائهم خلال التعامل معها، إلى جانب التأكد من الأشخاص الذين يتواصلون معهم وأعمارهم.

وأشارت إلى أن تلك البرامج تولد سلوكيات العنف الذي يظهره الطفل ضد أقرانه داخل الساحة المدرسية.

ولذلك يجب على أولياء الأمور تخصيص يوم أسبوعياً أو شهرياً لزيارة مدرسة أبنائهم والتواصل مع الأخصائي، وتطوير العلاقة الأسرية إلى صداقة بإشراك الأبناء في المناقشة حول المواضيع الهادفة وعدم تركهم داخل الغرف المغلقة بدون رقابة، مع ربط البريد الإلكتروني مع الأب أو الأم للتأكد من الرسائل التي تصل لأبنائهم على الرغم من الثقة في الأبناء إلا أن تلك التوصية هي الأهم للرصد المبكر لمنع تفشي العنف بين الطلبة.

إضافة إلى إمكانية استدراجهم واصطيادهم أو ابتزازهم من قبل أفراد غرباء من خلال تلك الألعاب.

التسامح الصفري

وأكد الدكتور أحمد العموش، أستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة، أهمية إدراك الأسرة لنظرية «التسامح الصفري» التي تؤكد على امتناع الأهل عن التسامح ببساطة مع الأبناء الذين يرتكبون سلوكيات عنف أو يعيشون في عزلة ضمن عالمهم الافتراضي نتيجة لمحاكاة تلك البرامج والألعاب دون استخدام العقل بالتواصل مع الشخصيات الافتراضية في الألعاب الإلكترونية التي تنمي الانفصال عن الحياة الواقعية.

وتقود أطفالنا إلى التعامل بمنطق هذه الشخصيات الخيالية في حياتهم الأسرية والمدرسية، ما يولد الكثير من حالات العنف الدائم مع محيطهم. وأشار إلى أن هذه البرامج والألعاب المستحدثة تدمر سلوكيات الأطفال والمراهقين في ظل نقص خبراتهم واستعدادهم لمحاكاتها وإثبات الذات لأداء تلك التحديات لفترة أطول.

ولذلك يجب على المدرسة تفعيل دورها بشكل أقوى من خلال الإشراف والمتابعة المستمرة لمستحدثات تلك الألعاب العابرة للحدود والتواصل مع الجهات المعنية للتصدي إلى تلك البرامج بطرق فعالة، وكشف خطورتها عن طريق المحاضرات الموجهة بالتعاون مع جهات الاختصاص أو عن طريق وسائل الإعلام المطبوعة أو المصورة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأماكن العامة لتوعية أولياء الأمور قبل الأبناء.

تحدي الموت

وأوضح إبراهيم محمد خير اليوسف رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى صقر في رأس الخيمة، يحدث نتيجة هذا التحدي بربط الحبل على العنق وشده لأطول فترة حالات اختناق والذي قد يؤدي إلى الوفاة، نتيجة الضغط على العنق وانسداد المجاري الهوائية في العنق، ونقص حاد في الأوكسجين الواصل إلى المخ.

بالإضافة لذلك فإن هذا الضغط إذا كان شديداً ولفترة طويلة نسبياً من الزمن تؤدي لضغط الشريانين السباتيين على جانبي الرقبة مما يؤدي لنقص كمية الدم الواصلة للدماغ.

كما أن هذا الضغط قد يؤدي إلى ضغط العصب المبهم والذي قد يؤدي إلى توقف مفاجئ للقلب والتنفس، ولذلك يجب على أولياء الأمور تقديم الإسعافات الأولية للحالة المصابة إذا ما كانت ما زال على قيد الحياة، من خلال الاتصال بالإسعاف، ونقل المصاب إلى مكان تتوفر فيه تهوية طبيعية وإزالة سبب الاختناق وفتح مسالك الهواء.

وأضاف: يجب إجراء فحص مبدئي لمجرى الهواء والتنفس والتحقق من فتح مسالك الهواء من الفم والأنف، والتحقق من معدل التنفس، وقد يحتاج المصاب لإجراء إنعاش القلب والرئتين إذا لزم ريثما يصل الإسعاف.

Email