حقيبة تقود فتاة إلى السجن

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الصعب أن يرفض أي شخص يختزن بصيصاً من إنسانية، إيصال حقيبة هدايا وملابس لسيدة عجوز، تريد مهاداة ابنها الذي تفصلها عنه آلاف الكيلومترات، وتمثل هذه القصة في جوهرها خروجاً عن القانون، وجدت فيها البطلة نفسها خلف القضبان، بتهمة قد تكلفها حياتها أو قضاء 25 عاماً خلف أسوار السجن، وهي حيازة وتهريب والاتجار بالمواد المخدرة.

تبدأ القصة بفتاة تذهب إلى بلدها الأم لقضاء إجازتها السنوية، وهناك وقبل دقائق على مغادرتها وطنها عائدة إلى الإمارات، تتعرف في المطار على سيدة عجوز طلبت منها تنفيذ واجب إنساني، تمثل في إيصال حقيبة هدايا اتضح عند وصولها إلى الدولة بأنها تحتوي على مواد مخدرة.

وبإحالة المضبوطات إلى قسم الأدلة الجنائية بالشرطة، أكد التقرير الجنائي الخاص بفحص المضبوطات أن المواد المضبوطة عبارة عن «مسحوق بلوري» يتم استخدامه عن طريق أدوات خاصة بمتعاطي المخدرات، وأن باقي المضبوطات هي عبارة عن عقاقير وحبوب تدخل هي الأخرى ضمن قوائم المواد المحظور تداولها إلا في حال وجود وصفة طبية مصرّحة.

وعليه تم القبض عليها وإحالتها إلى النيابة العامة، ومن ثم إلى المحكمة بتهمة حيازة وجلب المواد المخدرة إلى الدولة في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، حيث طالبت النيابة العامة بمعاقبتها طبقاً لمواد الاتهام، ولأحكام الشريعة الإسلامية الغرّاء.

ومن جانبة أفاد شاهد الإثبات (ضابط الجمارك) أمام الهيئة القضائية التي نظرت في تفاصيل قضيتها، بأن المتهمة وفور وصولها إلى مطار الدولة، عثرت الفرق الأمنية من خلال الأجهزة المستخدمة في إجراءات عملية تفتيش المسافرين على مجموعة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية المخبأة بعناية وإحكام شديدين بداخل الحشو والبطانة الداخلية للحقيبة التي جلبتها الفتاة معها من خارج الدولة، وبسؤالها عنها أشارت إلى أن الحقيبة تعود إلى سيدة عجوز لا تعرفها طلبت منها أخذ الحقيبة وتسليمها إلى ابنها الذي سيكون في انتظارها بالمطار.

الفتاة اعتصمت بإنكار تهمة تهريب وحيازة المواد المخدرة، وأفادت بأنها أثناء وجودها بمطار بلدها الأم، واستعدادها للعودة إلى الدولة، حضرت إليها سيدة وطلبت منها حمل حقيبة، ادعت أنها تحتوي على ملابس وأطعمة ومجموعة من الهدايا، اشترتها من أحد الأسواق المحلية، وتريد إيصالها إلى ابنها الموجود في الإمارات.

وأضافت: لكوني لا أحمل أمتعة أو حقائب كبيرة، عكفت فور وصولي إلى بلدي الأم على توزيعها على أقاربي وأصدقائي، ووافقت على طلب السيدة العجوز، وعندما طلبت منها إعطائي رقم هاتف ابنها الموجود في الإمارات للتواصل معه وإعطائه الحقيبة، أجابت بأن ابنها سيتعرف عليها عند وصولها إلى المطار، وذلك من خلال لون وشكل الحقيبة التي سأحملها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن السيدة أعطتها رقم هاتف تبين بعد إلقاء القبض عليها بأنه رقم وهمي ويعود إلى شخص آخر.

 

كلمات دالة:
  • السجن،
  • حقيبة،
  • القضاء،
  • فتاة ،
  • النيابة العامة،
  • الهدايا
Email