الحبس 3 سنوات وغرامة لكل من يُعرّض طفلاً لهذا التحدي

«تحدي أكياس القمامة» تقليعة تقود للشلل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحفل شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي باختلافها، بفيديوهات كثيرة لأشخاص يخوضون التحدي الجديد المعروف باسم «تحدي أكياس القمامة» «Vacuum Garbage Bag».

حيث نشر هؤلاء تجاربهم الواقعية، وهم يخوضون التحدي الجديد، الذي يستند على ارتداء الشخص كيس قمامة من قدميه حتى رقبته، ومن ثم يتم شفط الهواء من داخل الكيس من عند الرقبة، من خلال مكنسة كهربائية، وما إن يتم سحب الهواء من داخل الكيس بشكل شبه كامل، يضطر الشخص إلى السقوط والتدحرج، بسبب حالة تشبه إلى حد كبير الشلل المؤقت التي تصيب أطرافه.

وفي هذا الإطار، نوهت المحامية والمستشارة القانونية، ريما الجرش، بأن هذا التفاعل الكبير مع تحدي أكياس القمامة السوداء أو القيام بها، يضر بسلامة من يقوم به. متسائلة: ما الهدف من انتشار هذا التحدي الخطير، كما أن التوعوية بمخاطر التحديات السلبية، أمر حتمي لحماية المجتمع، ومن الواجب التصدي لذلك، من خلال قوانين الدولة ومعاقبة المسيء، وأضافت الجرش:

«إن أطفالنا هم كنز المستقبل ورعايتهم، والحفاظ على صحتهم هو من أبسط حقوقهم علينا، وتعريض حياتهم وصحتهم للخطر في مثل هذه التحديات أمر غير مقبول، ويُعاقب عليه القانون. فتحدٍ مثل هذا، يُعرِّض فلذات أكبادنا لأضرارٍ خطيرة، قد تؤثر في صحتهم لما قد يُسبب لهم من نقص مفاجئ في الأكسحين، نظراً لضغطه على الرئتين أو الشلل التام، ما قد يؤدي إلى الوفاة.

وهو الأمر الذي يُجرمه قانون حماية الطفل في دولة الإمارات، ويعاقب كل من عَرَّض طفلاً للخطر بسلوك من شأنه إيذاء سلامته البدنية أو النفسية بالحبس 3 سنوات، والغرامة التي لا تقل عن 50 ألفاً، ولا تزيد على 300 ألف درهم.

وهذا التحدي يعتبر من الأعمال التي تؤذي أطفالنا بدنياً ونفسية، بل وتعرضهم للوفاة»، وناشدت المحامية ريما الجرش، الآباء والأمهات بضرورة أخذ الحيطة والحذر، وعدم تعريض أطفالهم لمثل هذه التحديات التي قد تعرض حياتهم للخطر، فحياة أطفالنا أغلى ما نملك، وجَب الحفاظ عليها.

تحدٍ خطر

وقال حميد عمهي المدير التنفيذي في مستشفى العين، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: «لا يزال يحذر الخبراء من خطورة هذا التحدي، خاصة أنه يعرض جسم الإنسان إلى نقص في الأكسجين، الأمر الذي قد يصيب بعض أجزائه بالشلل في حال تكراره.

وعلى الرغم من الفيديوهات التي رأيتها حول هذا التحدي، والتي توضح مخاوف البعض من تجربة هذا التحدي، الذي قد يهدّد الحياة، إلا أنني تفاجأت فعلاً من خوض الأطفال لهذا التحدي الخطير، الذي لا يحمل في مجمله أي هدف أو رسالة سوى التسلية والضحك !»، وأضاف: «من الضروري الانتباه لمثل هذه السلوكيات الخطيرة، وعدم الاستهانة بها، ويتحتم تكاتف جهود الجهات المعنية في نشر التوعية، ووضع خطة للإقناع، وتمكين المراهقين والشباب على حسن المقارنة بين التقاليع أو الظواهر التي يحتذى بها، وتلك التي يحظر التداول بها».

قدوة إيجابية

فيما أوضح الإعلامي محمد الكعبي، أن المراهقين والشباب، وحتى الصغار، بحاجة ماسة إلى قدوة تطلق تحديات إيجابية في المجتمع، وقال: «نعم، نمر في حياتنا بالكثير من التجارب ونتعلم منها، وفيها نتعرف إلى شخصيات كثيرة، بعضها نتعلم منه، ويتحولون إلى قدوة لنا، نحتذي بهم بكل شيء إيجابي، ونتطلع إلى أن نصبح مثلهم، فالشباب اليوم بإمكانهم تجاهل وإهمال مثل هذه التقليعات الخطرة، في حال تم إيجاد البديل المناسب والجاذب».

وشدد التربوي أيمن النقيب، على ضرورة الانتباه لمثل هذه التقليعات والتحديات المرفوضة، والتي لا تمت لمجتمعنا العربي بصلة، كما أنها مجرد تحديات سطحية لا تمس المضمون، فلا تدل تلك إلا على أن الذين يقومون بها فارغون ثقافياً وفكرياً. كما قرأ النقيب حول هذا التحدي، مأساة أحد المراهقين ممن جربوا هذا التحدي، حيث بقي عالقاً على أرضية مطبخ المنزل لمدة ساعتين، ولم يتمكن من الحركة، حتى جاء والده لإنقاذه. فما قام به المراهق تقليد أعمى فقط، لم يدرك، وللأسف الشديد، خطورته.

دور أسري

ولفتت الاختصاصية الاجتماعية في وزارة التربية والتعليم، بخيتة الظاهري، إلى أهمية دور أولياء الأمور في توعية أبنائهم وأطفالهم لمثل هذه التحديات الخطرة التي تودي للاختناق والموت، وتجنب خوضها لإثبات جرأتهم وقوتهم!

وأضافت الظاهري: «كما ينبغي نشر التوعية أيضاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تستهوي الشباب، وبيان العواقب الوخيمة والسلبية في حال خوض هذا التحدي». مؤكدة على نقطة مفادها أن هذا التحدي يعتبر من الأعمال التي تشكل خطراً كبيراً على سلامة الطفل بشكل خاص، وتعرضه لأضرار بدنية ونفسية.

ظواهر غريبة

كما أبدت لطيفة الحوسني مديرة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية، استياءها لمثل هذه التقاليع والتحديات التي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي، وقالت: «هل لكم أن تتخيلوا التنافس الكبير بين فئة الشباب والمراهقين، وحتى الصغار، لخوض هذا التحدي الذي يكمن في ارتداء الشخص كيس قمامة من قدميه حتى رقبته.

ومن ثم يتم شفط الهواء من داخل الكيس من طرف الكيس من عند الرقبة، من خلال مكنسة كهربائية. ويضطر الشخص بعد ذلك إلى السقوط والتدحرج، بسبب حالة تشبه إلى حد كبير الشلل المؤقت التي تصيب أطرافه، وأؤكد أن الأمر بحاجة للتوعية المكثفة بمخاطر هذا التحدي»، وأضافت: «إن التفاعل مع تلك الظواهر العالمية، من الممكن أن تكون من طبيعة البشر.

لكن لا بد من الوقوف عند أي ظاهرة غربية، والتساؤل عن مدى فائدتها. وأنوه هنا بأن شريحة المراهقين والشباب ينقصهم الوعي، من حيث تقليد تلك الظواهر الغريبة التي جاءت من الغرب، وفيها استهتار قد يعرض حياتهم للخطر»، واقترحت الحوسني ضرورة طرح تحديات وطنية ومجتمعية جديدة، تكمن في إطلاق مسابقات حول الابتكارات والاختراعات وغيرها.

أضرار بيئية

كما أوضح الدكتور إبراهيم علي رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة، نائب رئيس شبكة جمعيات أصدقاء البيئة الخليجية، أن الأكياس البلاستيكية السوداء، لها الكثير من الأضرار الصحية والبيئية. وأضاف: «يؤكد علماء البيئة على أن الأكياس البلاستيكية السوداء أو غيرها، تسبب التلوث، سواء أثناء عملية إنتاجها أو أثناء استخدامها أو كمخلفات ونفايات، حيث إنها تطفو في المحيطات بعد التخلص منها.

كما تتسبب الأكياس البلاستيكية في نفوق الحيوانات في البيئة البرية، نتيجة الاختناق الناتج عن أكلها عند مصادفتها في الصحراء، كذلك، فإنه من المعروف أن البلاستيك لا يتحلل طبيعياً، ولكنه يتفكك ويتحول إلى مواد بلاستيكية مجهرية، باتت الآن تنتشر في المحيطات، وقد تنتقل الجزيئات الدقيقة عبر أنظمة معالجة المياه، ما يؤدي إلى تلوث مياه الشرب التي نتناولها».

تكاتف الجهود

ينبغي ضرورة تكاتف الجهود لنبذ التقليعات والظواهر التي تؤثر سلبياً في الشباب والأطفال بشكل خاص، والتي تأتي من بعضهم أفعالاً تدل على عدم الشعور بالمسؤولية، وهو ما ترفضه الكثير من شتى الشرائح المجتمعية، الذين يحملون على عاتقهم راية الوطنية في التعبير عن مجتمعهم.

Email