مرض الصدفية يطلّق عشرينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مضى أكثر من عام والشابة «علياء»، والتي تبلغ من العمر 23 عاماً، تعاني من مرض الصدفية في فروة رأسها، وعلى الرغم من حرصها على تلقي العلاج اللازم في مستشفى خاص، إلا أن العلاج في نظرها لم يؤتِ أكله.

كانت تتمنى لو أنها تستطيع سلخ فروة رأسها وفصلها تماماً عن رأسها، لكي تتخلص من تلك المعاناة الجسدية والنفسية، فداء الصدفية أثّر سلباً في حياتها كلها. حتى لاحظت أن زوجها بدأ يتذمر من حالتها، إلى أن اقترحت عليه بتلقي العلاج في مستشفى خاص آخر، بعد أن تواصلت مع أحد الأطباء وعرضت عليه التقارير، وطلب منها ذلك الطبيب عدم التردد في زيارة المستشفى لتلقي العلاج فوراً.

وبعد ثاني زيارة للشابة «علياء»، كان القرار الطبي مفاجئاً لها، إذ طلبت منها الدكتورة ضرورة حلق شعرها كاملاً حتى تكون نتيجة العلاج إيجابية ومجدية بشكل أكبر. وعلى الرغم من معاناة «علياء» من إحباطات متعلقة بالنصائح المتضاربة التي تتلقاها، إلا أنها وافقت على مضض، وهي ترى تذمراً واستياء واضحاً على ملامح زوجها، الذي تمنت أن يقف معها بلا تذمر أو تأفف، من كثرة زياراتها المتكررة للمستشفيات، وزاد نفوره منها، بعد أن وافقت على حلق شعرها. فكان قراره مفاجئاً لها ولأسرتها، وحتى أسرته، وهو الطلاق. في حين لم تجد «علياء» لزوجها المبرر لتركها، ورأت أن من حقها عليه أن يدعمها، حتى تتمكن من تجاوز هذه المحنة.

وقالت الدكتورة فاطمة صالح البريكي استشارية الأمراض الجلدية في مستشفى «توام»: «يُعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية الالتهابية غير المُعدية، ذات معدلات الانتشار المتزايدة، والتي تحمل معها وصمة كبيرة بالنسبة للمرضى. ويمكن لهذه الحالة أن تؤثر بشكل كبير في نوعية حياة المرضى، وتفرض عليهم عبئاً بدنياً ونفسياً واجتماعياً كبيراً. ولا تقتصر الحالة على كونها مشكلة تجميلية فحسب، بل تؤثر أيضاً في مختلف نواحي حياة المرضى. كما ينتشر تصور خاطئ بأن الأمراض الجلدية هي حالات أقل خطورة، بالمقارنة مع غيرها من الأمراض. ويمكن أن يُعزى ذلك لكون الاضطرابات الجلدية هي حالات مزمنة غالباً، ولا تهدد حياة المصابين بها، وهذا ما يدفع اختصاصيي الرعاية الصحية، إلى التقليل من أهمية آثارها الملموسة في المرضى في أغلب الأحيان».

في حين أوضح المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي، أنه كان ينبغي على الزوج تقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي قبل اتخاذه لقرار الطلاق. منوهاً بأن الزوجة العشرينية لم تكن تنتظر من زوجها بعد إصابتها بمرض الصدفية، سوى الدعم والوقوف إلى جانبها، والأخذ بيدها حتى تتخطى محنتها. كما أن وقوف الزوج إلى جانب زوجته في محنتها، يكسبه احترامها وحبها له، لأنها ستقدر ذلك له بعد خروجها من محنتها.

 

Email