قصة خبرية

يصطاد ضحيته عبر «الواتساب» ويبتزها بنشر صورها

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت من أنجع الطرق التي تساعد روادها على إثراء معارفهم ونسج صداقات من مختلف بقاع العالم على أساس الإثراء المعرفي والتقارب الثقافي، ناهيك عن التواصل مع الأهل والأصدقاء لاسيما من المغتربين والمسافرين، لكن عندما يسيء استعمالها وتصبح أداة للشر بدلاً من وسيلة للخير والفضيلة، فعندها تنضم إلى سلك الجرائم الإلكترونية.

الاختراق الإلكتروني أو ما يعرف بـ«الهاكرز»، هو أحد أوجه تلك الجرائم التي تنتهك خصوصية الفرد عبر الابتزاز، والقصة التي بين أيدينا هي نموذج لذلك الابتزاز الذي يسلكه البعض لجر فوائد مالية على حساب القيم والأخلاق، في هذه القصة كانت (م) فتاة خليجية، ذات الـ14 ربيعاً، ومثل غيرها كثيرات، يقضين وقتاً غير قصير من يومهن أمام الهاتف المتحرك، يلتقطن مجموعة من الصور الخاصة بهن سواء خلال تواجدهن في الخارج مع الأهل والأصدقاء أو في غرف نومهن، محتفظات بكل اللحظات التي شهدنها وعاصرنها، لحظات وصور احتفظت بها (م) بعيداً عن أعين الجميع، إلى أن نجح (ب) في اختراق هاتفها المتحرك وسرقة ما فيه من صور خاصة بها.

(ب) ليس مجرد «هاكرز» يخترق الأجهزة الإلكترونية، بل هو موظف يعمل لدى والد الفتاة (م) في مهنة سائق، نجح في أحد الأيام عبر رسالة إلكترونية «مشبوهة» من اختراق حساب الفتاة عبر موقع التواصل الاجتماعي «واتساب»، ونقل أكثر من 200 صورة كانت قد تبادلتها مع شقيقاتها وصديقاتها من خلال مراسلتهن الإلكترونية.

ومنذ اليوم الأول على تحصّله على الصور دأب (ب) على الاتصال بها وتهديدها عن طريق برنامج (الواتساب) بنشر صورها، وكان ذلك التهديد مصحوباً بطلب وهو مطالبته لها بمبلغ 4 آلاف درهم.

لم يكتفِ المتهم (ب) بسرقة نحو 200 صور من هاتف الفتاة، بل انتحل صفتها، بداخل مجموعة على (الواتساب) مراسلاً صديقاتها، في محاولة منه لجمع معلومات عن حياة الفتاة الاجتماعية، تمكن من استخدامها في عملية ابتزازه لها.

ولحسن الحظ لم تخف (م) من تلك الممارسات المجرمة، ولم تخضع لتهديدات (ب)، فقامت بإخبار والدتها بالأمر، حينها طلبت منها والدتها التريث والانتظار إلى حين عودة رب الأسرة الذي كان في رحلة سفر إلى خارج الدولة، طالبة من ابنتها في الوقت ذاته عدم إخبار المتهم بأنها قامت بإبلاغ والدتها.

وفور وصول والدها قامت (م) بإبلاغه بالواقعة، الذي توجّه بدوره إلى مركز الشرطة لفتح بلاغ، ليتم إلقاء القبض على المتهم (ب)، ليتبين من خلال التحقيقات بأن المتهم قام بإرسال 53 مقطعاً صوتياً، بالإضافة إلى صور ورسائل تبيّن بأن المتهم قام بنشر صورها طالباً منها مبلغ 4000 درهم نظير عدم نشره لها، وأنه يمتلك 200 صورة لها وغيرها من المحادثات.

ليتم إحالته إلى النيابة العامة، ومنها إلى المحكمة لمعاقبته طبقاً للمواد 1، 2/‏‏‏1، 16/‏‏‏1، 21/‏‏‏2، 42 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 5 لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، والمادة 72 مكرر 3 من المرسوم اتحادي رقم 3 لسنة 2003 في شأن تنظيم قطاع الاتصالات وتعديلاته.

Email