هجرها زوجها تاركاً 7 أبناء.. و«سعادتهم غايتنا» تتكفل برعايتهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما الكثير من بنات جنسها كانت (م.ج) تحلم بالبيت والزوج والأبناء وأسرة سعيدة تظللها المودة والاستقرار، لكن أحلامها ارتطمت سريعاً بواقع من الخلافات، لتفاجأ بزوج لا يعرف معنى المسؤولية، وفوق ذلك فهو فظ وجاف، يسيء معاملتها ويضربها، ولا يكف عن توجيه إهاناته المستمرة لها، ما كان يدفعها أحيانا للجوء إلى منزل والدها تحتمي به خوفاً من بطشه، لكن الأب أيضا مثقل بمسؤولياته تجاه أبنائه، ومن ثم كانت تضطر للعودة إلى الزوج مرة أخرى.

ظنت أن الإنجاب قد يحوله إلى أب رؤوف وزوج عطوف فأنجبت له بدل الابن سبعة، ستة منهم ذكور، حيث رضيت بالسكن في بيت عائلته بداية الزواج، وحين توفي والده ووالدته، قام الورثة ببيع المنزل واضطر زوجها إلى نقلهم لبيت آخر متهالك، ولم يكتف بذلك بل هجرها وأبناءها سنوات عدة بلا مصدر دخل يقتاتون منه، بعد أن بلغت إساءته لهم مبلغها.

معاناة

قرار الانفصال لم يرد أبدا في ذهنها، أو حتى ترك منزل الزوجية، فهي لا تحمل الجنسية الإماراتية ولديها من الأبناء سبعة، فضلاً عن أن اكتساب صفة «مطلقة» يعتبر لقب مشبوه في محيط عائلتها، كون المجتمع العربي لا يزال ينظر إلى المطلقة بارتياب، فاضطرت أن تصبر على إيذاء زوجها أعواما عديدة، ولأنها لا تعمل بحثت عنه طويلاً بعد أن هجرهم، ليسد رمق أبنائه، ولكنها لم تجده فحزمت أمرها وطرقت أبواب المحاكم علها تنصفها وتضمن لها ولأبنائها عيشاً كريماً، بعد أن فقدت الأمل في إصلاحه.

قررت المحكمة صرف مبلغ 2500 درهم كنفقة للأبناء السبعة الذين طالهم عقوق والدهم حين تورط في عدة قضايا مالية فاستخدم جوازات سفرهم كرهن استمر لسنوات طويلة دون أن يحاول سداد هذه المبالغ معتمداً على إبقائها لدى الدائنين، غير عابئ بمصير أبنائه الذين حرموا من استكمال دراستهم بسبب عدم تمكنهم من استكمال أوراقهم وإجراءات التسجيل لدى المدارس التي تشترط نسخة من جوازات السفر والهوية، حتى بلغ الابن الأكبر 28 عاماً ليجدوا أنفسهم وقد فاتهم قطار التعليم، والوظيفة وغيرها من متطلبات العيش الكريم.

بهجة

جمعية النهضة النسائية في دبي ساعدت الأسرة على تخطي محنتها من خلال مبادرة «سعادتهم غايتنا» ذات البعد الإنساني والاجتماعي في إطار إدخال البهجة والسعادة على نفوس العائلات المعوزة، من خلال وضع مركز الاستشارات الأسرية آلية واضحة لزيارة الأسرة ودراسة احتياجاتها بهدف تغطيتها كاملة من كافة النواحي سواء المادية والتعليمية والعلاجية والتأهيلية والاجتماعية والمعيشية، عن طريق لجنة تم تشكيلها من موظفات المركز والمتطوعات ليكن رسلاً للإنسانية ينثرن الابتسامة على وجوه أفراد هذه الأسر المستهدفة، إلى جانب فريق من المختصين الأسريين والنفسيين والاجتماعيين ومتطوعات من داخل الجمعية ومن خارجها.

وقالت عفراء الحاي مديرة مركز الاستشارات الأسرية بالجمعية لـ«البيان» إن المركز قام بسداد المبالغ المالية المحجوز بسببها جوازات السفر لأربعة من الأبناء، وجارٍ فك رهن بقية جوازات الأبناء، كما تم إلحاقهم بمقاعد الدراسة لاستكمال دراستهم والحصول على وظائف ملائمة تمكنهم من العيش الكريم، ويتمكنون من مواجهة التحديات وقلة ذات اليد.

كما يعمل المركز حاليا على توفير صيانة شاملة للمنزل المتهالك الذي يفتقر لأبسط مقومات الرفاهية والأمان، بالإضافة إلى شراء أثاث جديد وأدوات منزلية ضرورية تحتاجها الأسرة العادية.

 

Email