طمع في راتبها فخلعته

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن رؤية وتطلعات الشابة الإماراتية «عذاري» ذات الـ30 عاماً، تبتعد عن الارتباط برجل يتسم بالأخلاق والطيبة، لا سيما أنها ميسورة الحال، وجل أملها من الزوج أن يقدر الحياة الزوجية ويحرص في الوقت ذاته على إسعادها وصونها، فهي في نظر ذاتها تستحق ذلك.

تقدم لـ«عذاري» شاب من جنسية خليجية، يعمل معها في المؤسسة ذاتها، وهو يبلغ من العمر 33 عاماً. وعدها بحياة سعيدة، وطلب منها مقابلة والدها لطلب يدها للزواج.

على الرغم من رفض الوالد في البداية لأسباب تتعلق بالنظرة الاجتماعية، وللتباين في المستوى الفكري والمادي والعلمي، فالخاطب يحمل فقط شهادة المرحلة الثانوية، إلا أنه وبعد محاولات عدة من ابنته الشابة بأن الشاب على خلق ودين، رضخ الأب لذلك، طالباً في الوقت ذاته من الخاطب أن يحافظ على ابنته، وأن تكون سعادتها هدفه في هذه الحياة.

وتمت حفلة عقد القران بمباركة أسرة العروس، وأُم العريس التي اكتفت فقط بالحضور. ولأنه جارٍ العُرف في المجتمع الإماراتي بأن يدفع الزوج لزوجته مبلغاً في فترة عقد القران، إلا أن الزوج الشاب امتنع عن إعطاء زوجته درهماً واحداً، وحينما اتصلت به لتحديد موعد للقائهما بهدف التجهيز لحفل الزفاف المزمع إقامته بعد 3 أشهر، قابلها في أحد المطاعم، وصُعقت «عذاري» وهي تسمع زوجها الشاب يقول لها: «حفل الزفاف سيكلفني قرابة 200 ألف درهم، وأنا لا أملك هذا المبلغ، فإن لم تكوني موظفة لم أتزوجكِ».

ولم يكتفِ بما قاله لها، بل طلب منها أن تلجأ لأفراد أسرتها، لاسيما عماتها المقربات منها لتدبير هذا المبلغ، وبل عاتبها وبشدة لأنها توقفت عن منحه الهدايا الثمينة التي كانت تغدقها عليه.

عادت «عذاري» إلى منزلها مباشرة، لتخبر والدها بالحديث الذي سمعته من الذي سيكون شريك حياتها، فما كان من الوالد إلا الاتصال بالشاب، وتخييره بين ابنته وبين الانفصال، ليكون رد الشاب بارداً جداً بأن يختار زوجته وأطفاله في بلده الأم! وبأنه غير عازم على طلاقها، فإن لم ترغب به فلتلجأ للمحكمة لطلب الخلع.

ولم يكن سهلاً على قلب والدها أن يستمع لكلام شاب ينظر إلى ابنته على أنها مجرد بطاقة ائتمانية لا أكثر! فتوجّه وابنته معاً إلى المحكمة لطلب الخلع، وهذا ما حدث فعلاً.. لتبدأ حياة سعيدة وبلا زوج يحمل لها نكداً إذا لم تقدم له هدية.

أوضح المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي في حديثه لـ«البيان»، أنه إذا طلبت الزوجة الطلاق قبل الدخول أو الخلوة الصحيحة، وأودعت ما قبضته من مهر وما أخذته من هدايا، وما أنفقه الزوج من أجل الزواج، وامتنع الزوج عن ذلك، وعجز القاضي عن الإصلاح، حكم بالتفريق خلعاً.

Email